في قول ابن عمر رضي الله عنه في صفة الخوارج " انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار وجعلوها في المؤمنين " ما ينبئ عن أنه لم يُرد أن كل آية نزلت في الكفار فلا يصح أن تُنزّل بمقتضى الحال والسياق في مسلم مثلا متلبّس بنحو فعله، ولا يكاد يفهم هذا مَن ألقى الله في نفسه الفهم وطرحَ عنه ثوبَ الإصرار على الإثم والباطل والزور، كيف وابن عمر يقول " انطلقوا إلى آيات " والتنكير يُفهم منه أنها بعض تلك الآيات التي أنزلها الله في الكافرين لا كلها.
ولا حاجة بزيدٍ وعمرو إلى النقل عن القرطبي والشنقيطي وأضرابهما في تقرير هذا المعنى البديهي الذي هو ليس موطأ خلاف أصلا، خذها بإسنادٍ أصحَّ وأعلى: فقد ورد في البخاري من حديث سيدنا عليّ رضي الله عنه قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة رضي الله عنها من الليل فأيقظَنا للصلاة، قال: ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل، قال: فلم يسمع لنا حِسًّا، قال: فرجع إلينا فأيقظنا وقال: قُوما فصليا، قال: فجلستُ وأنا أعرك عيني، وأقول: إنا والله ما نصلي إلا ما كُتب لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه: ما نصلي إلا ما كتب لنا ما نصلي إلا ما كتب لنا (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا).
فقوله " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا" ورَدت في سورة مكية، والإنسان حيث أُطلق في القرآن في معرض الذم فالمراد به الكافر، وقد أسقطَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال عليّ رضي الله عنه.
وكل هذا لا كلام فيه أصلا؛ لأن تلك العوارض ليست هي مُقتضى كُفر الكافرين، فلا مانع من تنزيلها على ما يُشبهها، لأنها ليست من خصائصهم.
وإنما الكارثة في الأوصاف التي هي من خصائص أهل الكفر والشرك والتي بها استحقوا التخليد في النار والطرد من رحمة الله والعذاب الأبدي، كمُحادة الله ورسوله، وتكذيب القرآن، وعناد الآيات، والاستكبار عن قبول كلمة التوحيد، والنفور منها، هذا هو محل الكلام، وهذا هو مقصود ابن عمر رضي الله عنه، وهذا هو ما يقع فيه ويصرّ عليه مَن لا خلاق لهم ولا وازع من دين ولا حياء حين يُنزلون هذه الآيات في أهل الإسلام وفيمن لم يجعل لله ندا لحظة واحدة.
ولا حاجة بزيدٍ وعمرو إلى النقل عن القرطبي والشنقيطي وأضرابهما في تقرير هذا المعنى البديهي الذي هو ليس موطأ خلاف أصلا، خذها بإسنادٍ أصحَّ وأعلى: فقد ورد في البخاري من حديث سيدنا عليّ رضي الله عنه قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة رضي الله عنها من الليل فأيقظَنا للصلاة، قال: ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل، قال: فلم يسمع لنا حِسًّا، قال: فرجع إلينا فأيقظنا وقال: قُوما فصليا، قال: فجلستُ وأنا أعرك عيني، وأقول: إنا والله ما نصلي إلا ما كُتب لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه: ما نصلي إلا ما كتب لنا ما نصلي إلا ما كتب لنا (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا).
فقوله " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا" ورَدت في سورة مكية، والإنسان حيث أُطلق في القرآن في معرض الذم فالمراد به الكافر، وقد أسقطَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال عليّ رضي الله عنه.
وكل هذا لا كلام فيه أصلا؛ لأن تلك العوارض ليست هي مُقتضى كُفر الكافرين، فلا مانع من تنزيلها على ما يُشبهها، لأنها ليست من خصائصهم.
وإنما الكارثة في الأوصاف التي هي من خصائص أهل الكفر والشرك والتي بها استحقوا التخليد في النار والطرد من رحمة الله والعذاب الأبدي، كمُحادة الله ورسوله، وتكذيب القرآن، وعناد الآيات، والاستكبار عن قبول كلمة التوحيد، والنفور منها، هذا هو محل الكلام، وهذا هو مقصود ابن عمر رضي الله عنه، وهذا هو ما يقع فيه ويصرّ عليه مَن لا خلاق لهم ولا وازع من دين ولا حياء حين يُنزلون هذه الآيات في أهل الإسلام وفيمن لم يجعل لله ندا لحظة واحدة.