قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
في قول ابن عمر رضي الله عنه في صفة الخوارج " انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار وجعلوها في المؤمنين " ما ينبئ عن أنه لم يُرد أن كل آية نزلت في الكفار فلا يصح أن تُنزّل بمقتضى الحال والسياق في مسلم مثلا متلبّس بنحو فعله، ولا يكاد يفهم هذا مَن ألقى الله في نفسه الفهم وطرحَ عنه ثوبَ الإصرار على الإثم والباطل والزور، كيف وابن عمر يقول " انطلقوا إلى آيات " والتنكير يُفهم منه أنها بعض تلك الآيات التي أنزلها الله في الكافرين لا كلها.

ولا حاجة بزيدٍ وعمرو إلى النقل عن القرطبي والشنقيطي وأضرابهما في تقرير هذا المعنى البديهي الذي هو ليس موطأ خلاف أصلا، خذها بإسنادٍ أصحَّ وأعلى: فقد ورد في البخاري من حديث سيدنا عليّ رضي الله عنه قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى فاطمة رضي الله عنها من الليل فأيقظَنا للصلاة، قال: ثم رجع إلى بيته فصلى هويا من الليل، قال: فلم يسمع لنا حِسًّا، قال: فرجع إلينا فأيقظنا وقال: قُوما فصليا، قال: فجلستُ وأنا أعرك عيني، وأقول: إنا والله ما نصلي إلا ما كُتب لنا، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، قال: فولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول ويضرب بيده على فخذه: ما نصلي إلا ما كتب لنا ما نصلي إلا ما كتب لنا (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا).

فقوله " وكان الإنسان أكثر شيء جدلا" ورَدت في سورة مكية، والإنسان حيث أُطلق في القرآن في معرض الذم فالمراد به الكافر، وقد أسقطَه رسول الله صلى الله عليه وسلم على حال عليّ رضي الله عنه.

وكل هذا لا كلام فيه أصلا؛ لأن تلك العوارض ليست هي مُقتضى كُفر الكافرين، فلا مانع من تنزيلها على ما يُشبهها، لأنها ليست من خصائصهم.

وإنما الكارثة في الأوصاف التي هي من خصائص أهل الكفر والشرك والتي بها استحقوا التخليد في النار والطرد من رحمة الله والعذاب الأبدي، كمُحادة الله ورسوله، وتكذيب القرآن، وعناد الآيات، والاستكبار عن قبول كلمة التوحيد، والنفور منها، هذا هو محل الكلام، وهذا هو مقصود ابن عمر رضي الله عنه، وهذا هو ما يقع فيه ويصرّ عليه مَن لا خلاق لهم ولا وازع من دين ولا حياء حين يُنزلون هذه الآيات في أهل الإسلام وفيمن لم يجعل لله ندا لحظة واحدة.
في ترجمة أبي البقاء العُكْبَرِيّ:" وكان ابن الجوزي يَفزعُ إليه فيما يُشكل عليه من الأدب والنحو ".
هناك فرق بين أن تبدو للطالب إشكالات مُتَّجِهة فيما يراه عامّة الناس واضحًا جَلِيًّا، فهذا باب شريف من البحث والعلم، وبين أن يستشكِل ما ليس بمُشكِلٍ في نفسه أصلا، فهذا يُستعَاذ بالله منه، لأنه مَضْيَعة للوقت والجهد.
المبادرةُ إلى التكفير إنما تغلِب على طبائع مَن يغلب عليهم الجهل.

- الإمام الغزالي-
اعلم أيها السائل أن كل من خاف الله عزّ وجل استعظم القولَ بالتكفير لمن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ إذ التكفير هائل عظيمُ الخطر؛ لأن من كفّر شخصاً بعينه فكأنما أخبر أن مصيره في الآخرة جهنمُ خالداً فيها أبد الآبدين، وأنه في الدنيا مباح الدم والمال، لا يُمكَّن من نكاح مسلمة ولا تجري عليه أحكام المسلمين، لا في حياته ولا بعد مماته، والخطأ في ترك ألف كافر أهونُ من الخطأ في سفك مِحْجَمَة من دم امرئ مسلم، وفي الحديث: "لأَنْ يُخطئ الإمام في العفو أحب إليّ من أن يخطئ في العقوبة".

ثم إن تلك المسائل التي يُفتى فيها بتكفير هؤلاء القوم في غاية الدقة والغموض، لكثرة شُبهها واختلاف قرائنها وتفاوت دواعيها ....

- الإمام تقي الدين السبكي-
كيف نفهم عبادة النصارى لمريم (عليها السلام) على ما جاء في قوله تعالى
(إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله) خاصة أن وجود الطائفة المريمية أمر مشكوك فيه وأيضا زعم النصارى أنهم لا يعبدون مريم ولا يعتقدون أنها إله.


= هذه قصة في شرحها طول ، لكن باختصار :

1- تقول الآية {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} - لاحظ (الناس) لا (النصارى) ما يعني أن المسؤول عنه هنا أعم من النصارى ولا ينبغي تكذيبه بقول قائل : لكن النصارى لا يعبدون مريم ولا يعتبرونها إلهة.
فكون نصارى اليوم لا يعدون مريم إلهة ولا يعبدونها لا يعني أنها لم تُعبد من غير النصارى في يوم من الأيام ، بل لا يبعد أن يكون بعض النصارى أو غير النصارى اليوم يعتبرون مريم إلهة ويعبدونها ولو كانوا أفرادا أو جماعات صغيرة ، وقد قابلتُ بنفسي بعض النسوة في الغرب ممن يعتقد نوعا من الألوهية في السيدة مريم ، نعم هذه معتقدات خارج الكنيسة الرسمية لكنها كافية في تحقيق صحة السؤال في الآية .

2- لا يعني عدم وجود عبادة فعلية اليوم من الكنيسة عدم وقوع ذلك في فترة من فترات التاريخ ولو من بعض الفرق المسيحية الهرطوقية حتى وإن لم يسجلها التاريخ.

3- بل حتى في معتقد مسيحيي اليوم نجد أثر اعتقاد نوع ألوهية لمريم عليها السلام ، فهو مما ينكرونه بلسانهم لكن حالهم يدل على اعتقاده ، وشرح ذلك يطول لكن باختصار :
السيدة مريم في إعلان الكنيسة الرسمي ليست إلهة لكنها مقدسة
Holy but not divine
بل السيدة مريم أم الإله كلية التقديس أي إنها مطهرة من أي ذنب أو نقص
Mother of God "the All-Holy
وهي رتبة أو لقب ، وبعضهم يستعمل كلمة
Panagia
عوضا عنها واختصارا ، ابحثها وستجد أن ثمة كنائس مكرسة ومسخرة لخدمة صاحبة هذا اللقب أي السيدة مريم .

والمسألة تتلخص في أن المسيحيين يؤمنون بما يسمى سلطان الحمل الطاهر
immaculate conception
ويعنون به حمل السيدة مريم بالسيد المسيح ، هذا الحمل لديهم تم عبر حلول الروح القدس في جسد السيدة مريم بحيث إنه استحوذ عليه وصار متحدا معه ، ومن اتحاد الروح القدس بجسد السيدة مريم تخلق وتولد وانبثق الابن في جسد المسيح ، بمعنى آخر حصل تقمص من الروح القدس لجسد السيدة مريم بحيث صار الروح القدس هي وهي هو ، ولهم في ذلك قصة تقول إن السيدة مريم ظهرت لأحد كبار قساوستهم في القرن التاسع عشر ولما سألها من أنت أجابت : أنا سلطانة الحمل الطاهر
I AM the Immaculate Conception
ويكتبون
I AM
بالحروف الكبيرة ، وقال كثير منهم إنها ما كانت لتجيب بذلك لو لم تكن متقمصة حتى الآن بالروح القدس ، ومن هنا ظهرت اتجاهات في الكنيسة الكاثوليكية على يدي القسيس
St. Maximillian Kolbe
الذي تعده الكنيسة الكاثلويكية قديسا ، وتتلخص نظرة هذا القسيس في أنه وقع شبه تناسخ بين الروح القدس والسيدة مريم
quasi-incarnation
بمعنى أن السيدة مريم إبان حملها بالسيد المسيح كانت تسكنها الروح القدس وتتصرف عبر جسدها ، فقد صارت هي محل حلول الإله وجودا وجسدا وعقلا وهذا نوع من التأليه ، ولا تجد إنكارا من الكنيسة الكاثوليكية لتعاليم هذا القسيس وعدها هرطقة بل تجد من يعتقدها من أتباع الكنيسة .

والحاصل أن تأليه السيدة مريم وقع ويقع بمعان وتصورات عدة عبر التاريخ وإن لم يسُدْ على كل المسيحيين ، وهذا كاف في تحقيق معنى الآية .

د . هاني حسين.
آثار المدرسة الغُمارية غريبة عن ذَوق أهل السنة رضي الله عنهم ولا تُعبّر عنها، وإذاعة أقوالهم في خصوص مسائل الصحابة رضي الله عنهم لا يخلو غالبا من سوء أدب ولا هي تتناسب أيضا مع بيئة سُنيّة كأهل مصر، فإذا ضُمّ إلى هذا كله أن نقدَ كبار الصحابة وشيوخ خواصّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرح على أسماع العامة في مجالس وعظٍ عامّ = فإن العواقب لهذا الطرح وخيمة على عقائد الأتباع ودينهم بل وذلك مما يبعث الريبة في النفس من قائل هذا الكلام خصوصا ولهذه الواقعة أشباه ونظائر سالفة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمحلّ الأسمى والمقام الأرفع، وخلاف ذلك مما لا يُرضي الله ورسوله، ولا هو من آداب أعلام التصوف ولا من منهجهم لا من قريب ولا من بعيد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
Forwarded From عبد الحميد التركماني
Forwarded From عبد الحميد التركماني
معرفة دليل المدلول، ومعرفة المدلول من الدليل!!
كنت أنظر في بعض المخطوطات
1 - في مبحث تعريف العلم وأن بعضهم عرَّف العلم بأنه (اعتقاد الشيء على ما هو به)
فأورد عليه أنه غير مانع، لدخول التقليد فيه.
فزادوا لدفعه (عن ضرورة أو دليل)
فصار التعريف (اعتقاد الشيء على ما هو به عن ضرورة أو دليل)
2 - فوجدت في بعض المخطوطات فاضلا علق عليه:
(فيه أنه يبقى التصديق المبتني على الدليل التقليدي داخلا، وهو من التقليد)
يعني أن المقلِّد إذا عرف دليل المقلَّد لا يخرج من كونه تقليدا (أي معرفته دليل مقلَّده المجتهد لا يخرجه من التقليد، هذه فائدة حسنة! وقد اشتبه على كثير من المعاصرين فتنبه)
3 - فعلق عليه فاضل آخر أن "عن" في قوله "عن ضرورة أو دليل" يخرج هذا الاعتقاد (اعتقاد المقلد العارف بدليل مجتهده) فقال:
( يمكن أن يقال: المراد الاعتقاد الذي نشأ من الضرورة أو الدليل، على ما يدل عليه كلمة "عن"، بخلاف التصديق المبتني على الدليل التقليدي؛ فإن المقلد في هذه الصورة وإن عرف دليل المدلول إلا أنه لا يعرف المدلول من دليله، بل بمجرد الاتباع لمقلَّده فيه. )
أعجبني قوله: (وإن عرف دليل المدلول، إلا أنه لا يعرف المدلول من دليله، بل بمجرد الاتباع لمقلَّده فيه)
ففرق بين
معرفة دليل المدلول
وبين
معرفة المدلول من دليله.
وهي فائدة حسنة جدا.
روى الإمام مسلم والإمام أحمد وغيرهما من حديث سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال:

وُضِعَ عمرُ بنُ الخطابِ - رضي اللهُ عنه - على سرِيرِهِ، فَتَكَنَّفَهُ الناسُ يدعونَ ويُصَلُّونَ قبلَ أنْ يُرْفَعَ وأنا فيهم، فلم يَرُعْنِي إلا رجلٌ قد أخذَ بِمَنْكِبِي مِنْ وَرَائِي فالتَفَتُّ فإذَا هُوَ عليُّ بنُ أبِي طالبٍ رضي اللهُ عنه، فَتَرَحَّمَ علَى عمرَ رضي اللهُ عنه فقالَ:

" ما خلَّفْتَ أحدًا أحبَّ إلِيَّ أنْ ألْقَى اللهَ تعالَى بمثلِ عملِهِ منكَ" وَايْمُ اللهِ، إنْ كنتُ لأظنُّ لَيَجْعَلَنَّكَ اللهُ مع صَاحِبَيْكَ، وذلكَ أنِّي كنتُ أُكْثِرُ أن أسمَعَ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليْهِ وسَلَّمَ يقولُ: ذَهبْتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وإن كنتُ لأَظُنُّ لَيَجَعَلَنَّكَ اللهُ مَعَهُمَا.