قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
فائدة في تاريخ قراءة العامة في مصر:


كانت قراءة عامة المصريين على ما ظهَر لي من تتبُّع سِيَر القُرّاء وتآليفهم منذ الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الخامس الهجري على طريقة أهل المدينة المنورة، لا سيما التي رواها ورشٌ المصري عن نافع القارئ المدني، ثم اشتهر بعدها بينهم قراءةُ أبي عمرو البصري، واستمرَّ العمل عليها قراءةً وكتابةً في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري، ثم حلَّتْ محلها قراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي.

- العلامة الشيخ الضبَّاع رحمه الله-
ما استوفَى كريمٌ قَطّ.

أي: لا يستوفي حقوقه ممن له عليهم حقوق، بل يعفو ويصفح ويتجاوز ويتنازل عما له، كرما منه وسماحةَ خُلق.
في ذكرى إمام الدعاة سليل الدوحة النبوية رضي الله تعالى عنه.
________

لم تكن براعة هذا الشيخ مقصورةً على إيصال المعاني القرآنية الدقيقة إلى كافة أطياف المستمعين على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم، حتى كان العامي، والمثقف، وطالب العلم، والمتخصص في مجاله يجد في أحاديثه وحلقاته غذاء روحيا ومتعة عقلية علمية على حدٍّ سواء لا يظفر بهما عند غيره.

ولم تكن كذلك مقصورة على حسّه اللغوي النافذ وذكائه العربي الملحوظ، وإتقانه المكين للعربية وآدابها، حتى جعلها العلامة الطناحي رحمه الله هي المدخل لإدراك سر عبقرية هذا الرجل المُلهَم.

وإنما أرى أن هناك أمرين لهما مدخل عظيم في هذا القبول الذي ألقاه الله عليه وفي هذه المحبة التي وُضِعت له في قلوب الخلق على نحوٍ لم يتكرر حتى الآن في شخصية عامة بعده.

الأمر الأول: تعلُّقه الشديد بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبُّه الصادق له، وهي عاطفةُ محبّة ترى آثارها وتستشفُّها بوضوح من نبرة صوته صعودا وهبوطا واجتهاده في كتم دموعه عند ذِكره، وانفعال جوارحه وحركات يديه وأسارير وجهه عند الحديث عنه، فهو حبٌ مدلول عليه بأمارات ووجدانيات تُدرك عفوَ الخاطر دون تكلف، لا هي من شقشقة اللسان ولا من التفاصح الكاذب، حتى لقد قال لي بعض المشايخ رحمهم الله: الشيخ الشعراوي علَّمَنا كيف نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يعقد لنا درسا في ذلك.

والأمر الثاني: حماسته الصادقة تجاه قضية الإسلام الحقة، فحديثه عن الإسلام وسيلُه العاطفي الهادر عند شرحِ مسألة منه يُشعرك أن الرجل يُدافع فعلا عن شيء ذاتيّ لنفسه هو أو عن شيء مصيريّ تذهب الدنيا كلها دونه، وهي حماسة منوطة بالعلم ومحروسة بالفهم ومؤيّدة بحسن التقدير، لا هي صدام أهوج ولا مزايدة على أديان الناس وعواطفهم الدينية.

مفتاح هذا الرجل هو الصِدق.. صِدق في المحبة، وصِدق في البلاغ.

رحمه الله ورضي عنه.
قاعدة:
ــــــــــ

يعرف كلّ صيدليّ قاعدة متّفقا عليها بينهم، وإن كانوا لا يقولونها كثيرا في العلن، وهي أنّ الدّواء الّذي ليس له آثار جانبيّة هو البلاسيبو وحده، أي الّذي ليس له أيّ أثر من أصله.

وهكذا أيضا النّقد، فالنّقد الوحيد الّذي لا يزعج أحدا ويمكن أن يقبله الجميع، هو النّقد الّذي لا يقدّم ولا يؤخّر ولا مضمون له ولا فحوى، وليس فيه أكثر من تحاشي النّزاع، وتقرير المتّفق عليه، بحيث لا يقال به عثار، ولا يتدارك به خطأ، ولا ينتفع به في بناء أو ترميم لمفقود أو متداعٍ من الجماعات والأفكار والمقولات.
وأمّا ما سواه فإنّك لا شكّ واجد فيه بعض الأعراض الجانبيّة الّتي أقلّها الانزعاج، فاشتراط نقد منزّه عن كلّ خلل، بل ونقد النّقد لمجرّد عدم بلوغه غاية الكمال، إصغاء لداعي النّفس الشّهوانيّة وغريزة هواها الجبلّيّة عند عامّة بني آدم لكره الحقّ وردّ النّصح، والله الهادي!
ربّ يسّر وأعن!

الشيخ كمال المرزوقي
واعلم أن قوله " وهم فيها خالدون" تكميلٌ في غايةٍ من الحُسن، ونهايةٍ من الكمال؛ وذلك أن النِّعَم وإنْ جَلَّتْ منزلتها، والتَّرفُّهَ وإن عَظُمَت رِفعَتُه - لا يتمُّ، ولا يكمُل إذا تُصُوِّر انقطاعُها، وتُوُهِّم زَوالُها، وأما إذا عُلم أنها باقية دائمة يزداد بها الابتهاج، ويتمُّ الفَرَح، فلا يُنغَّصُ ذلك العيشُ، ولا يُكدَّر ذلك الصَّفو، وإلى هذا المعنى يَنظُر قولُ امرئ القيس:

ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجال.

يقول : وهل ينعمن إلا سعيدٌ مخلّدٌ آمنًا من المخاوف والآفات؟! ولا يكون ذلك إلا في دار الخلد للمؤمنين، جعلنا الله من زمرة الداخلين فيها.

----------------------------

الطيبي.
فائدة جليلة
من طبيعة النفس أنها تملُّ المُكرّر، وتسأم المُعاد، ولا تتجاوب معه، ويذبل منها الوهج الذي كان يبدو منها مع أول وجوده، فهي مجبولة على مُعاداة المُعادات كما يقول أهل المعرفة، وغالبُ تأثُّرها إنما يكون بالوارد عليها لا بما مرَنتْ هي عليه كما يقول الإمام الغزالي، والشأن في القلوب والأرواح والنفوس كالشأن في الأجساد والأبدان، وقد تقرر عند الأطباء أن الاعتياد على مُسكّنات الآلام مثلا قد لا ينتفع بها الجسم إذا تعود عليها؛ لأنه إذا ألِفَها وتعرَّف عليها بشكل متكرر أنِسَ بها مزاجُ البدن ولم تؤثر هي فيه.

ولهذا المعنى لا يكاد القارئ في الصلاة مثلا يجد حلاوة ولذّة في قصار السور؛ بسبب هذا الإلْف، فاعتياده عليها يكسر رونقها وحُسنها في نفسه، ولم تعد سوى كلمات يُسقِط بها واجب الفرض أو ينال بها أجْر النفل، ولهذا رغَّبَ الفقهاء في المُداولة بين السُّور في الصلاة، وبعضهم كرِهَ المداومة على سُور مخصوصة بدون عذر؛ لأن حضور القلب هو المقصود وهو يحصل بالتجديد والمُناوبة. والله أعلم.
"الحَذر كلَّ الحَذر أن تَفهم أن قاعدتهم" الجرح مُقدَّم على التعديل" على إطلاقها؛ بل الصواب: أن مَن ثبتَت إمامتُه وعدالتُه، وكثُر مادحوه، وندر جارحوه، وكانت هناك قرينة دالة على سببِ جَرحه، من تعصُّب مذهبي أو غيره، لم يُلتفَت إلى جرحه".

" قد عرَّفناك أن الجارح لا يُقبل منه الجرحُ وإن فسَّره في حق من غلبَت طاعاتُه على معاصيه، ومادحوه على ذامِّيه، ومُزَكُّوه على جارحيه، إذا كانت هناك قرينة يشهد العقل بأن مثلها حاملٌ على الوقيعة في الذي جرَحَه، من تعصُّب مذهبي أو منافسة دنيوية، كما يكون بين النُّظراء، أو غير ذلك، وحينئذ فلا يُلتفت لكلام الثوري وغيره في أبي حنيفة، وابن أبي ذئب وغيره في مالك، وابن مَعين في الشافعي، والنسائي في أحمد بن صالح، ولو أطلقنا تقديم الجرح على التعديل مطلقا لمَا سلِم لنا أحد من الأئمة؛ إذ ما من إمام إلا وقد طعن فيه طاعنون، وهلك فيه هالكون".

- الشيخ تاج الدين السبكي -