قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
في معنى اسم الله " الرزاق ":

واعلم أنه سبحانه يَرزُق الأرواح والقلوب والسرائر، كما يرزق الأشباح والأبدان والظواهر.

وأرزاق القلوب: التجلّيَّات والمعارف الإيمانية، كما أن أرزاق الأجسام الغذاء والطعام.

وهو سبحانه يقبض أرزاق الظواهر ويُضيِّقها على قوم، ويبسُطها على قوم آخرين، وكذلك عادته في أرزاق القلوب، يُردّدها بين قبضٍ وبسطٍ وقبول وردٍّ.

وكما أن للظواهر طعاما وشرابا كذلك للسرائر طعام وشراب، قال أهل الإشارة في قوله تعالى " والذي هو يطعمني ويسقين " : إنما أشار إلى طعام المعرفة، وشراب المحبة.

- الإمام القُشيري، بتصرف -
طهَّر الله تعالى نبيَّه وسيدَنا محمدا صلى الله عليه وسلم وبرَّأه من جميع الأقذار الحِسّية والمعنوية، حتى ذهَب طوائف كبيرة من أهل المذاهب الأربعة إلى القول بطهارة فضلاته صلى الله عليه وسلم، وأمعَن القاضي عياض في "الشفا" في الاستدلال على طهارتها، وذكَر الخطيب الشربيني أنه المعتمد في مذهب الشافعية، وهو مذهب الحنابلة أيضا، قال العلامة الحجّاوي" والنجسُ منا طاهرٌ منه صلى الله عليه وسلم "، وهو المعتمد أيضا في مذهب الحنفية؛ فقد شربَ بعضُ الصحابة - رضي الله عنهم- من بوله، واستنجاؤه وتطهُّره - صلى الله عليه وسلم- من الخارج من السبيلين لا يدل بالقطع على نجاسة الخارج؛ لاحتمال التعليم، ولأنه ليس كل ما غُسل موضعه من الجسم أو نُظِّف فهو نجس، فالمُخاط يُزال ويُغسل أثره وهو طاهر، وتُغسل الأيدي بعد الطعام، وتُنظَّف الأسنان بالسواك وما عليها ليس نجسًا.

ومن مُستتبَعات ذلك أن الذُّباب كان لا يقع على جسمه الشريف ولا على شيء من ثيابه، كما نصَّ عليه أصحاب الشمائل، ورووا فيه بعض الآثار.

ومن اللطائف أن الشهاب الخفاجي نقَل عن المُلَّا جامي- قُدّس سِرُّه السامي- أن اسم " محمد " صلى الله عليه وسلم ليس فيه حرفٌ منقوط؛ لأن النَّقط يُشبه الذُّباب، فكأنَّ الله تعالى صان اسمه ووصفَه عنه، ولهذا قال الشهاب الخفاجي:

لقد ذُبَّ الذبابُ فليس يعلو
رسولَ الله محمودا محمدْ
ونَقْطُ الحرف يَحكِيهِ بشكلٍ
لذاك الخَطُّ منه قد تَجرَّدْ.
لطيفة:
________

ذَكَر أبو البقاء الكَفوِيّ في " الكُلّيّات " عن الإمام البوصيري صاحبِ البُردة رحمه الله أنَّه قال: إنَّ بعضَ النصارى انتصَر لدينه، وانتزَع من البسملة الشريفة دليلا على تقوية اعتقاده في المسيح، وصحةِ يقينه به، فقلَبَ حُروفَها، ونكَّرَ معروفَها، وفرَّق مألوفها، وقدَّم فيها وأخَّر، وفكَّر وقدَّر، ثم عبَس وبَسَر، ثم أدبَر واستكبَر، فقال: قد انتظَم من البسملة: ( المسيح ابن الله المُحرّر ).

فقلتُ له : فحيث رَضِيتَ بالبسملة بيننا وبينك حَكمًا، وجَوَّزْتَ منها أحكاما وحِكَمًا، فلَتنصُرنَّ البسملةُ الأخيارَ منا على الأشرار، ولتُفضِلَنَّ أصحابَ الجنة على أصحاب النار.

قالت لك البسملة بلسان حالها: ( إنما الله ربٌّ للمسيح راحِم ) ( النَّحرُ لِأُمَمٍ لها المسيح ربٌّ ) ( ما بَرِحَ الله راحمَ المسلمين ) ( سل ابن مريم أحلَّ له الحرام ) ( لا المسيحُ ابن الله مُحرّر) ( رُحِمَ حُرٌّ مُسلِمٌ أناب إلى الله ) ( لله نبيٌّ مُسلِمٌ حَرَّم الرَّاح ).
فَبُهِتَ الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين.
ما شاء الله، عظيم.
Forwarded From الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
" والغالب أنَّ كُلّ مَن بَعُدَت بَلدتُه يكون أكثر اجتهادا وتحصيلا، وأنّ مَن عاش مُتقشِّفا هو الذي يُحصِّل ويَسُود، فكأنَّ الرفاهية تُرقِد القريحة على وِساد الكسل، وتُقعِد صاحبَها عن الكَدِّ والعَمل، كما أن الغالب على أولاد العلماء المشهورين عدمُ النجاح؛ لتكاسلهم اتِّكالًا على شُهرة آبائهم".

- الخطط التوفيقية-
Forwarded From الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
هذه المناظر التي نراها في كل عيد أضحى مبارك، من التفكُّه على الحيوانات والعبث بها وإفزاعها وترويعها بهذا الشكل- كلها مناظر سخيفة ومُحرَّمة، والمفاجأة أنها غير مضحكة أبدا على الإطلاق، بل والله بعضها أسفتُ له ورحمتُ هذا الحيوان الأعجم المسكين من أجله وأشفقتُ عليه.

يجتمعون حوله ويصيحون ويُشهرون في وجهه السكاكين ويضربونه بالعصيّ والحديد والسلاسل الغليظة ضربا شديدا مؤلما، حتى يضطر المسكين إلى أن يجري بقيوده فيسقط بثقله العظيم على الأرض سقوطا موجعا مرة، ويصطدم بالجدار مرة، ويقفز من أعلى حتى يهوي على رأسه مرة، ويجري مذعورا مرعوبا لا يلوي على شيء مرة أخرى، في حالة من الخوف والرهب الشديد تصل به في كثير من الأحيان إلى البكاء بالدمع بل إلى النحيب والله، وأنا قد رعيتُ الأبقار صغيرا وشاهدتُ هذا كله.
ثم يُضاف إلى مسلسل الرعب هذا أن يذبحوا أمامه أمه أو أخاه أو أباه، والقوم في سكرة من الضحك والهُزء وتسجيل اللحظات السخيفة المُخزية.

يا أخي، هذه الحيوانات لها أنواع من الإدراكات وتشعر جيدا بما يدور حولها وتتألم وتبكي وتفرح وتنشط وتخمُل، وبعضها يعرف الشخص الذي يُحسن معاملته فيكون أليفا معه، ويعلم الذي يؤذيه فلهذا تراها عنيفا معه، وليس معنى أنه حيوان ويجوز لك ذَبحه أن تعذّبه وتمارس عليه كل هذا التعذيب المعنوي والحسي، وقد ورد في مسند الإمام أحمد رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخَلَ يومًا بستانا مِن بساتين الأَنصارِ ، فإذا جَملٌ قد أتاهُ يبكي ، وذَرِفَت عيناهُ، فلمَّا رَأى النَّبيَّ صلَّى الله عليهِ وسلَّمَ حَنَّ إليه - فمَسحَ رسولُ الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن عينه، فسَكَنَ ، ثم قالَ : مَن صاحبُ الجمَلِ ؟ فجاءَ فتًى منَ الأَنصارِ ، فقالَ : هوَ لي يا رسولَ الله ، فقالَ : أمَا تتَّقي الله في هذِهِ البَهيمةِ الَّتي ملَّكَكَها الله!، إنَّهُ شَكا إليَّ أنَّكَ تُجِيعُهُ وتضربه.

فهذا في التجويع والضرب، فكيف القول في التعذيب والنكال!

والمتولي لذبح الحيوان لابد أن يكون عارفا بآداب الشريعة في الذبح، وبما يجوز ولا يجوز فيها، فليس الأمر هكذا على المشاع وبأيّ طريق يكون، وإلا فهو والله متعرّض لأمر خطير يظنه هيّنا وهو عند الله عظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
Forwarded From كتب المعقولات
عنوان الكتاب: الفرائد في العقائد (نظم العقائد النسفية)

المؤلِّف: الشيخ معروف النودهي

🔶 مطبوع


🌹@kobPDF🌹
#صدر حديثا/
Forwarded From العلوم العقلية | سامي السميري
حتى وإن كان الاصطلاحُ لا مشاحةَ فيه تبقى مراعاةُ المشهورِ مطلوبةً.
حتى وإن كان الاصطلاحُ لا مشاحةَ فيه تبقى مراعاةُ ا
قال العلامة شمس الدين السمرقندي:

‏" ترك الأولى الذي تلقته العقول بالقبول بلا ضرورة مستقبح، بل في قوة الخطأ عند المحصلين؛ إذ فساد الاصطلاح وخطؤه إنما يكون بترك الأولى بلا ضرورة".

وقال العلامة العطار أثناء رده على ابن قاسم :

" ما اشتُهر أنه لا مشاحّة في الاصطلاح ليس على المعنى الذي أراده واتخذَه ديدنا، بل معناه أنه ليس لأحدٍ من أهل فن أن يُشاحِح غيره من أهل فن آخر على أمر اصطلح عليه، لا أنَّ لكل أحدٍ أن يصطلح؛ فإنه يلزم عليه عدمُ الوثوق بالألفاظ الاصطلاحية واشتباهُ ما اصطلح عليه الواضع بغيره وسَدّ أبواب الاعتراض، فإن للخصم عند قيام الحجة عليه أن يقول: هذا أمر اصطلحتُ عليه أنا ولا مشاحة في الاصطلاح.

ولو سَلمنا أن لكل أحد أن يصطلح فليس على عمومه، بل المراد مَن كان في طبقة الواضع أو بعدها ممن له استخراجٌ في الفن وتمهيد لقواعده، كالسكاكي وعبد القاهر والزمخشري بالنسبة إلى فن البيان، وكذلك سيبويه والكسائي والأخفش بالنسبة للنحو وكالعلماء الذين ذَكَرهم بالنسبة لفننا هذا، لا أن كل مصنف أو مشتغل بذلك الفن له أن يضع ألفاظا يصطلح عليها ويستعملها من جاء بعده وإلا كان نسخا لِما عليه الأول".