قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
#تحقيق جديد للمطوَّل، صدَر حديثا/
مما يُنسب للإمام الشافعي رحمه الله:

وَلَو لَم تَكُن نَفسي عَلَيَّ عَزيزَةً
لَمَكَّنتُها مِن كُلِّ نَذلٍ تُحارِبُهْ.

من إكرام العاقل لنفسه أن يختار خصومه كما يتخيَّر أصدقاءه ورُفقاءه، فما كل خصمٍ يُقاوَل، ولا كل مُعادٍ يُجاوَب، والحفاظ على السلام النفسي وراحة البال أولى من كسبِ كثير من المعارك الإلكترونية، خصوصا مع شيوع العناد والمكابرة في معظمها، وضياع الوقت واستنفاذ الطاقة فيها بلا فائدة.
وقد يَذكر أحدُهم في مسألةٍ إجماعا، بناءً على عدم عِلمه بقولٍ يُخالف ما يَعلمه، ومَن تَتبَّع حكاية الإجماعات ممن يَحكيها وطالَبه بمُستَنداتها عَلِم صحةَ ما ادَّعيناه.

وربما أتى بعضُ الناس بلفظٍ يُشبه قولَ مَن سبَقه ولم يكن أخَذه منه، فيُظن أنه أخَذه منه، فيُحمَل كلامه على مَحمل كلامِ مَن قَبله، فإن رُؤيَ مُغايِرًا له نُسب إلى السهو، أو الجهل، أو تعمُّد الكذب.

ومن عَرف حقيقة هذه الأسباب ربما رأى ترْك التصنيف أولى.

- العلامة الشيخ طاهر الجزائري ت١٣٣٨هـ
وقد شاع وذاع أن مذهب المعتزلة نشأ عن التوغُّل في علم الفلسفة، وهو قولٌ أشاعه إما جاهل أو متجاهل؛ فإن مذهب الاعتزال نشأ واستقر في آخر عصر الصحابة، ولم يكن قد تُرجِم شيء من كتب الفلسفة التي يزعمون أنها أغوَتهم فانحرَفوا بها عن مذهب أهل السنة، ولذلك قال بعض العلماء: قد رُويت أحاديث في ذمّ القدرية، روَى بعضَها أهل السنن، وبعض الناس يُثبتها ويُقوِّيها، ومن العلماء من يطعن فيها ويُضعّفها، ولكن الذي ثبَت في ذم القدرية ونحوهم هو عن الصحابة، كابن عمر، وابن عباس.

- العلامة الشيخ طاهر الجزائري ت١٣٣٨هـ -

وخلاف المعتزلة مع الفلاسفة واسع، ولأعلامهم ردود كثيرة وطُعون على مذاهب الفلاسفة وأقوالهم، حتى إن ركن الدين الملاحمي جَرَّد مُصنَّفا مستقلا في الرد عليهم سماه" تحفة المتكلمين في الرد على الفلاسفة " بعثَه عليه ما رآه من بعض فقهاء الشافعية والحنفية في زمانه؛ إذ قد حرَصوا على تحصيل علوم الفلاسفة بدعوى أنها تُكسبهم الوقوف على حقائق العلوم حتى الفقهية منها، فأسِف الرجلُ من اغترارهم بمذاهب الفلاسفة، وقرَّر في هذا الكتاب أنه لا يصح تخريج قواعد الإسلام على أصول الفلسفة، وكذلك في كتب عبد الجبار ردود كثيرة عليهم وطعون على " أرسطو ".

وبالطبع لا يمكن إنكار أن هناك تأثُّرا واستفادة في بعض الآراء، وهذا هو الطبيعي أصلا حين الاصطلام والاشتباك بين المذاهب المختلفة، ولكن لا اختصاص للمعتزلة بذلك، بل هو واقع في كل الفِرق، والله أعلم.
وقد شاع وذاع أن مذهب المعتزلة نشأ عن التوغُّل في ع
"وهو -أي ابن سينا- سلك في الإلهيات مسلكا أخذ بعضه من أصول الجهمية من المعتزلة وغيرهم، وبعضه من أصول سلفه الفلاسفة".

شيخ الإسلام ابن تيمية.

نص يهدم السردية القائلة بتأثر المعتزلة والمتكلمين بكلام اليونان والفلاسفة! فيظهر أن العكس هو الذي حصل، وأن ابن سينا هو الذي استفاد من المتكلمين.

أفاد به الأخ الأستاذ محمود سامح.
إذا شرعتَ في تحقيقِ كتابٍ أو العنايةِ به فأتِمَّ عَمَلك، ولا يَصرِفْك عنه ما يبلغ سمعَك من عناية الآخرين بتحقيقه، فإنَّ بعض الفضلاء المعروفين بإتقان العمل يبدؤون أحيانا بالعناية ببعض الكتب، فيجمعون نُسَخَه، ويشرَعون في نَسْخِه، ثم يبلغهم أن فلانا يُحقّق هذا الكتاب أو أشرَف على الانتهاء منه، فيصُدّهم ذلك عن إتمام العمل، ويتركونه، وينصرفون عنه، ثم تمضي الشهور والسّنون، ولا يَخرج الكتاب، لا من جهتهم، ولا من جهة مَن بلَغهم أنه يعتني به.

وهذا الداء قديم ليس بجديد، فقد ذَكر أبو بكر الصُّولي تـــ335هــ، في رسالته إلى مزاحم بن فاتك، أنه ابتدأ في عملِ أخبارِ جرير، يقول :" فبلغَني أن قوما تضَمَّنوا عمَلها على شريطتي، خلافًا علي، وكِيادًا لي، فأمسكتُ عن إتمامها امتحانًا لصدقهم، فمات بعضٌ، وبَقِي آخرون، ولم تُعمَل حتى الساعة".

فبعض الناس نِيّتُهم مدخولة، يُفسِدون عليك عملك، ويُثبّطون هِمّتك، فينقلون إليك أن فلانا انتهى من تحقيق الكتاب الذي تعمل فيه، وسينشره قريبا، ونحو ذلك من الكلام، لكي ينحَلَّ عزمك، وتقعد بك عزيمتك.

ويُستثنَى من كلامي هذا حالة واحدة، لا يليق بك عُرفا وذوقًا أن تَشرَع معها في العمل في الكتاب، وهي أن يُخبرِك صديق مثلا بأنه منشغل بالكتاب الفلاني وسيحققه، ولا يكون لك انشغال بالكتاب من قبل، فلا يَجمُل بك والحالة هذه أن تسبقه أنت إلى الكتاب الذي أخبرَك به، فتخرجه، وتحقّقه، وتجعله يندم على أن وثق فيك وأسر إليك بما في نفسه.
حكَى السيوطي، قال: اجتمَع أبو العباس ابن سُريج القاضي الفقيه، وأبو العباس المُبرِّد النحوي، وأبو بكر ابن داود الأصفهاني الأديب، فأفضَى بهم الطريقُ إلى مَضِيق، فتقدَّم ابن سُريج، وتلاه المبرّد، وتأخَّر ابن داود، فلمّا خرجوا إلى الفضاء التفَت ابن سُريج وقال: الفقه قدَّمني، وقال ابن داود: الأدب أخَّرني- يعني حِرفة الأدب-

فقال المبرّد: أخطأتما جميعا؛ إذا صَحَّتِ المودَّة سقَط التّكلُّف.
Forwarded From عبد الحميد التركماني
العلم شيء غير الإدراك!

من أول ما يدرسه طالب تهذيب المنطق - وكذا طالب المرقاة - الخلاف في حقيقة العلم وأنه مندرج تحت أي مقولة، ولا يرد فيما يقرأ الطالب أو غيره ذكر لتباين بين العلم والإدراك، بل هما شيء واحد.

غير أن الدكتور العمري يرى رأياً مخالفاً:

————————————

https://youtu.be/0iqR6_d5yfA?list=PLa3XSU7qw_Yk3FV5anlV3ddqxQ3khGb8h&t=889

[الراجح أن العلم - أو الإدراك تحديدا - قولا واحدا من مقولة الانفعال، الإدراك انفعال
لكن العلم شيء آخر يسمى كيفا وهذا في مبحث المقولات إن شاء الله نتكلم فيه. ]

————————————

هذا كلام الدكتور.
وهو من عجيب ما تسمع!
يزعم أن العلم شيء آخر غير الإدراك!
ثم أن الإدراك من مقولة الانفعال، بخلاف العلم الذي هو من مقولة الكيف

(والدكتور لا يقول: من مقولة الكيف، يقول: العلم شيء آخر يسمى كيفا، ولكنا نحمل كلامه على أن مراده أنه من مقولة الكيف، وليس أن العلم نفسه يسمى كيفا، أو أن العلم هو الكيف)

————————————

ثم يزعم أن الإدراك قولا واحدا من مقولة الانفعال!!
والدارس يعرف أنه ليس قولا واحدا، فهو يدرس أقوالاً مختلفة.
بل إنه لا يكاد يستقيم أن العلم والإدراك انفعال كما نبه العلماء!

وأن من ذكر أن العلم أو الإدراك من باب الانفعال ليس قصده أن يزعم أن العلم أو الإدراك من باب الانفعال، بل العلم أو الإدراك كيف يحصل بالانفعال!

————————————

فانظر إلى تفريقه بين العلم والإدراك ثم دعواه أن الاندراج تحت مقولة الانفعال هو الصواب قولاً واحداً، وهذا كله تشويش في تشويش على الطالب المبتدئ.

نسأل الله تعالى السداد والتوفيق
والناس كثيرا ما يختلفون في ترجيح بعض الأشياء على بعض في الحُسن، وهو غير مُستغرَب؛ فإنه نظيرُ اختلافِهم في ترجيحِ بعضِ الناس على بعضٍ في ذلك

والاستحسانُ كثيرا ما يختلف باختلاف الإلف والعادة والمِزاج، إلا أن المرجع في كل شيء إلى أرباب الفن فيه، ممن عُرفوا بسلامة الطبع، ودقةِ النظر، وفرطِ البراعة فيه.

- العلامة الشيخ طاهر الجزائري ت ١٣٣٨هـ - بتصرف.
قرأت ما كتبه بعض المشايخ حول #مكونات_الشخصية_المصرية ، وهو في الحقيقة كلام لطيف ، من لطفه لو نزعت منه كلمة "المصرية" ووضعت مكانها أي بلد ، فلن يختل السياق!

من حق كل أمة الافتخار بنفسها ، إن تم توظيف هذا الفخر لعمل وبناء ينفع الدين والدنيا كما فعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

والإنسان المصري بالفعل محب للعلم، وفيه ذكاء وسرعة بديهة وصبر وجلد .. وفي كل أمة خير كثير ، والإسلام جاء لتنصهر القوميات وليتعارف الناس وتتسارق طباع الخير فيهم ، فيكونون كأوان مستطرقة لا تدري الخير في أولها أو آخرها ..

ذكر صاعد الأندلسي في "طبقات الأمم" ما تمتاز به كل أمة بناء على عطائها التاريخي ، بعد أن جعل أمم الأرض سبعة ، وذكر أن الأمة القبطية تمتاز بمحبة العلم والإقبال عليه لاسيما علم الطب والفلك والهندسة والأديان، وذكر اشتراك الفرس والهنود معنا في ذلك عند حديثه عن خصائص تلك الأمم ، بخلاف الأتراك مثلا الذين جعلهم أهل حرب وقتال ، والترك أمة كبيرة وقبائل شتى وليست هي تركيا الحالية بل العرق التركي يشمل الصين وروسيا ووسط آسيا كله ..

على أن في هذا الطرح أصلا إشكالات انثروبولوجية تتعلق بتحديد الأمم، مبنية على مسلمة النقاء العرقي التي ثبت فشلها .. وليس هنا موضع النقاش ..

المهم أن التغني بالتاريخ جميل لكن العيش فيه مرض ، لاسيما ونحن أمة مريضة لا تأكل مما تزرع ولا تلبس مما تصنع .. لاسيما والإنسان المصري المعاصر لا يجد تعليما جيدا ولا مستشفى محترمة ولا حياة تحفظ آدميته ، ومتوسط دخله السنوي أقل من دخل فلسطين المحتلة من سبعين سنة ، والعراق الممزق من ثلاثين سنة ، ومن غالب دول أفريقيا التي خرجت لتوها من أدغال الفقر والمرض ولم يكن لها من العمق والخبرة ما لمصر ، مع امتلاكنا ثروات الطبيعة وكفاءات العقول ..

أين الخلل ؟ وهل نستطيع مواجهة أنفسنا بصدق أم أن نوستالجيا الماضي مريحة والحديث في المتخيل لا يكلف ثمنا ، كالحديث تماما عندما تكون حرية التعبير موضة والجرأة بلا ثمن؟!

منذ أيام أغلقت مستشفى سرطان الأطفال بطنطا والتي كانت تقوم على التبرعات .. فأين يذهب هؤلاء بمرضهم القاتل ، وفي كل يوم نرى نماذج مشوهة من الإنسان المصري الأصيل ، حيث الكثير من "السرسجية" في شوارع مصر!

كم سمعنا من كبار المشايخ كلاما ردده التلامذة كثيرا: الإنسان قبل البنيان ..

فكم مدرسة ، ومصنع ، وجامعة ، وبحث علمي أنجزنا .. وهل هناك أمل في الإنجاز أصلا في ظل ديون سنظل نسددها مع فوائدها الربوية حتى سنة 2070م ولأجل سدادها نبيع أصول بلدنا ونبحث عمن يشتري بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين ، ومن تحتنا سد يبنى على نيلنا ومصدر حياة مصرنا ، وجزر بيعت ليستفيد منها أولاد العم .. في ظل عدم احترام لدراسات الجدوى ، وشرذمة المجتمع وانتشار الحقد بين أبنائه ، وتردي القيم ، وعدم الاستماع لنصح الناصحين!

لا نريد العيش في واقع مواز هربا من واقع يحتاج لإصلاح ، لابد أن نقدم بين يدي إصلاحه بممهدات كثيرة يبدو أننا لا نعلمها ، أو علمناها وعاندنا سنن الله في كونه ..

تشعر أحيانا أن بعض ما يكتبه المشايخ صادر من عيش داخل فقاعة أو من عالم سحري يشبه عالم ماركيز في "مائة عام من العزلة"!

مصر الكبيرة القوية حلم راود ومازال يراود كل محب لبلده ومخلص لأمته، وشباب مصر من أنقى الشباب ، ومصر بأزهرها ركن من أركان الإسلام ، لكنها يقينا ليست مصر التي نراها ، ولا شبابها الذين أهملنا تربيتهم وتعليمهم هو شباب مصر التي نريد ، هذا الشباب الذي صار كل حلمه الهجرة منها ، ولا علمائها واساتذة جامعاتها وأطبائها الذين يعانون فيها العوز ويقاومون كل يوم للبقاء أحياء ، وأعيذ نفسي من نزعة صهيونية تذهب لمدح عرق وتفضيله على العالمين دون تقديم شرط التفضيل والخيرية!

مصر الحالية تحتاج إلى غرفة إنعاش ، وتحتاج إلى التخلص من أوزار التسلط والأنانية ، والتمحور حول فئة أو حزب لمصلحة ضيقة أو شهوة عارضة ..

الإنسان المصري الحالي يعاني في كل مفردة من مفردات يومه ، وقد عشت في بلدان أشد فقرا من مصر لكن لدى شعبها من الكرامة ما لا نجده في شوارعنا وتعامل الإدارات مع شعبنا .. والاهتمام لأمر الناس وتسهيل حياتهم ليس اختراعا ولا شيئا سنكتشفة ، لكنه إرادة وإدارة.. إذا علم المسؤول أنه خادم وليس سيدا ، وإذا كان القانون هو الحكم لا الهوى المتبع..

مصر تحتاج إلى مصالحة ، وعدالة انتقالية ، وشورى حقيقية في مجالس محلية ونيابية منتخبة ، وتوزيع عادل للثروات، ومؤسسات تراعى الكفاءات لا المحسوبيات ، واهتمام بالفقراء والمرضى منا .. ولا خير فينا إن جاع إنسان أو مات مريض كان يمكن إنقاذ حياته بثمن كوب قهوة من ستاربكس!

أرجو أن يكون للسادة من "الكشف" أو "الاطلاع على بواطن الأمور" ما لم يرزقنا به الله -وهو فعلا ما أتمناه- سائلا الله أن يخلف ظني وتقديري!
..
إن بعض ما نكتب ليس سوى كلام شعري ؛ يفيد في جلسات السمر لكنه لا يفيد في بناء الأمم!

د أحمد الدمنهوري