قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
فلان من الناس، فعل ذنبا عظيما، وارتكب جريمة شنيعة، وأكل أموال الناس بالباطل، نسأل الله أن يسترنا ولا يفضحنا لا في الدنيا ولا في الآخرة، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليه وعلى كل عاصٍ = فلان هذا لا يجوز الدعاء عليه بسلبِ الإيمان وأن يموت على غير الإسلام كما وقع من بعض الناس، هذا الدعاء مُحرَّم يأثم صاحبه، بل وفي بعض المذاهب الفقهية يَكفُر، يعني تخيل يكون الطرف الأول مسلما صاحب كبيرة، والثاني الذي يدعو عليه كافرا بهذا الدعاء !

قال الإمام النووي رحمه الله في " الأذكار" :

1- فصلٌ [النهي عن الدعاء بسلبِ الإيمان من أحدٍ]:

لو دعا مسلمٌ على مسلم، فقال: اللَّهمّ اسلُبه الإِيمانَ! عصَى بذلك، وهل يكفر الداعي بمجرد هذا الدعاء؟ فيه وجهان لأصحابنا، حكاهما القاضي حسين من أئمة أصحابنا في الفتاوى، أصحُّهما: لا يكفر، وقد يُحتجّ لهذا بقول الله تعالى إخباراً عن موسى صلى الله عليه وسلم: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا} وفي هذا الاستدلال نظرٌ، وإن قلنا: إنَّ شرعَ من قبلنَا شرعٌ لنا" .

فليتقِ الله أناسٌ يحملهم الغضب والتشفّي على ما لا ينبغي، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
Forwarded From محمود سامح
"فإن قيل: بمَ تأمنون مِن أن ما أتى به المدَّعي من الأمور المعتادة في بعض أقطار الأرض؟

قلنا: نحن نعلم ضرورةً بأن قلب العصا ثعباناً، وفلقَ البحر، وشقَّ القمر ليس من الامور المعتادة في موضع أصلا؛ إذ لو كان لنُقِلَ واشتهر، لتوفر الدواعي على نقل العجائب والغرائب، وعلى أنه لا يلزم من كونه معتادا في البقاع خروجَه عن كونه خارقا للعادة مع الذين وقع التحدي معهم، كما أن اعتياد الطيور الطيران لا يمنع من كونه خارقا للعادة لو وقعت من الآدميين".

فخر الدين الرازي (ت: ٦٠٦ هـ)

وفي هذا جواب عما يقال من شبهات معاصرة على النبوة، وما يدرينا لعل هذا الخارق معتاد في عالم آخر، أو كوكب آخر، أو معتاد للملائكة..إلخ ما يستشكلون به على النبوة من جنس هذا الإشكال.
"ما رأينا في هذا الفنِّ - أصول الفقه- مَتنًا أحسنَ وأجمعَ من الوجيز، ليوسف الكرماستي، لكن لم نرَ له شرحا ".

ساجقلي زاده 1145 هــ.
ومِن الآفات الرَّدِيئة :

عدمُ صبرِ بعضِ الطَّلبة على السُّكوت إلى أن يتمَّ تقريرُ الأستاذ، فيتكلَّمُ في أثناء تقريره، وفي ذلك أذيَّةٌ للأستاذ وإخلالٌ لفائدة الدرس ، وينبغي على الطالب أن يترُكَ ما طالعَه وفَهِمَه قبل مجلس الأستاذ، ويُصغي بإلقاء السمع وحضور القلب إلى ما يقرِّره الأستاذ، فربَّما طالَع وفَهِمَ ما ليس بمرادٍ للمصنِّف أو الشارح .
والحُمَقَاءُ من الطلبة تنقسم إلى :
سِكِّيتٍ : وهو أهوَنُ على الأستاذ.
ومِكثار : يتكلَّمُ مع الأستاذ، ويجاوبُ الشركاء، ويَعترِض على كلامهم قبل فَهمِ مُرادهم، ويتكلَّم بالظاهر البَيِّن ، وقد يتكلَّم بكلامٍ إذا استفسرتَه عن مُراده يتحيَّر ولا يدري ماذا يقول.
فمثل ذلك الطالب يُغضِب المعلِّم الحليم، ويُهلِك المعلِّم الغَضوب، ويُطفِئ حِدَّة أذهانِ شركائه.
فعلى الأستاذ أن يُسكِتَه، فإن لم يُسكِتْه طَردَه من مجلس الدرس.
وإنما يريد الحُمَقاء بذلك إظهارَ الذكاء .
والطالب الذكي تكون سيرته في الغالب : الإصغاءَ إلى كلام الأستاذ بالتدبُّر والتغافل عن أقوال الشركاء، فلا يتكلم إلا عند الحاجة ، وإذا تكلَّم أوجَز، وإذا انقضتِ الحاجةُ سَكَت، فأيَّده الله تعالى وأظفرَه بمقصوده.

[ ساجقلي زاده ].

الصنف المكثار هذا رأيته كثيرا ، بل قد تركت بعض دروس المشايخ بسببهم.
نحن قَومٌ تُذِيبُنا الأَعْيُنُ النُّجْلُ
على أنَّنا نُذِيبُ الحَدِيدَا

طَوعُ أيدي الغرامِ، تَقْتادُنا الغِيدُ
ونَقْتَادُ بالطِّعَانِ الأُسُودَا.

وهذا معنى قول صاحبة أم زرع : زوجي إذا دخَل فَهِد، وإذا خرَج أَسِد ...
نحن قَومٌ تُذِيبُنا الأَعْيُنُ النُّجْلُ على أنَّ
من طبع الفهد أنه كثير النوم، وهي أرادت الكناية بذلك عن تغافله، وعدم محاسبته لزوجته على كل صغيرة وكبيرة، فهو يتغافل، ويغض طرفه عن عيوبها.
Forwarded From الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
ضاع كثيرٌ جدا من تراث هذه الأمة، إما بإتلاف الأعداء له في الغزو والمعارك، وإما بإتلاف أصحابه إياه، لاتّهامهم أنفسَهم بعدم الإخلاص، وإما بضياعه في رُكام المخطوطات وأخطاءِ الفهرسة، والباقي منه أكثرُه مخطوط لم يخرج إلى نور المطبوع، فهذا القَدْر الهائل الذي تراه من الكتب العربية المطبوعة لا يوازي أبدا القَدر المخطوط منها، وإذا استحضرتَ في نفسِك الضائعَ والمفقود والمطبوع والمخطوط علمتَ أنه لا مثيل للعقل العربي على امتداد تاريخه، إنتاجا وعبقرية وعلما، في شتى العلوم والمعارف والفنون.
واعلم أن الله تعالى إذا نظَر إليك وعلم أنك قد جعلتَه مُعتمدَك ومَلجأك، وأفردتَّه بحوائجك دون خَلقه = أعطاك أفضلَ مما سألته، وأكرمَك بأكثرَ مما أردتَّه.

فإن عجَّل لك الإجابة فقد جمَع لك بين قضاء الحاجة وخير الدنيا والآخرة، وإن لم يُجبك عاجلا فقد عوَّضك عن ذلك خيرا منه، فأنت على خيرٍ في الحالين.

- شيخ الحنابلة ابن قدامة المقدسي رحمه الله -
مَن رام إرضاءَ كل الأطراف حصَل له بالعاقبة السُّخط عليه منها جميعا، فإن إرضاء الناس كلهم غاية لا تُدرك، ولو ثبت بالقضاء الإلهي أنهم يجتمعون على أحد لأجمعوا على خالقهم عز وجل، ولكن ذلك لم يأذن به الله عز وجل؛ لحكمة الابتلاء والاختبار.

ولغفلةِ بعض الناس عن هذا يتورَّط في استجلاب رضا الناس بارتكابه ما يقبله هؤلاء تارة، وهؤلاء تارة أخرى، ظانًّا أن هذا هو مقتضى العدل، خالطا بين مقام الإنصاف ومقام التمييع.

فإن الإنصاف - في مقام العلم - هو أن لا أتجنَّى على الخصم، فأحكي مقالاته على وجهها دون تحريف ولا تبديل ولا تدخُّل بالتغيير والإحالة المُتعمَّدة عن وجهها التي هي عليه، وأن لا أُخفِي منها ما يكون ضد مطلوبي، وأُظهِر منها ما يخدم قصدي - متعمدا لذلك - وأن أُوفِي الخصم حقَّه، وأن لا أبخسَه فضله وجهده ومقامه العلمي - وإن اختلفتُ معه - وأن يكون توصيفي لمذهبه ومقاله مبنيًّا على مقدمات علمية صحيحة، ملتزما حدود الأدب معه.

وأما التمييع فهو قريبٌ من معنى المجاملة على حساب الحقيقة العلمية، والتهوين من الخلاف في مسائل تأسّست - بناءً عليها - فِرقٌ وطوائف، ومحاولة إرضاء الأطراف في مسائل متباينة على حساب المنهج العلمي، فهذا كله كما ترى لا علاقة له بالإنصاف لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هو إمساكٌ للعصا من المنتصف فيما لا يَحتمل ذلك.

نعم. الحقُّ وإن كان في بعض المسائل العلمية النظرية حاصلا في جهة الوسَط بين طرفين= فإنه لا يكون دائما هكذا؛ لأنه تابع للبرهان، فكل ما أدى إليه النظر الصحيح فهو حقّ، سواء كان في الوسَط أو في الطرَف.

قال العلامة نجم الدين الطوفي الحنبلي:

" الحقُّ لمَّا كان تابعًا للبرهان فتارةً يكون في الوسَط، وتارة يكون في الطرَف، فإذا كان في الوسط كان التطرف انحرافا مذمومًا، كما في قوله عزَّ وجلَّ: "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط".

فهذان طرفان مذمومان، والحق في الواسطة، وهو القصد بين الإسراف والتقتير.

وإذا كان الحق في الطرف كان التوسط انحرافاً مذموماً كما في هذه الآية، يعني قوله تعالى : " إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا " = فإن الإنسان إما أن يؤمن بالله - عز وجل - وبرسُله، أو يكفر بهما جميعاً، أو يؤمن بالبعض ويكفر بالبعض، فالحق في الطرف الأول، فالثاني مع الواسطة انحراف باطل.

والغالب هو القسم الأول، وهو كون الصواب في الواسطة فمن ثَمَّ ورد " خير الأمور أوساطها".

والله أعلم.
أعمال الباطن أهمُّ عند صاحب الشرع من أعمال الجوارح وإن كان الكل مُهمًّا؛ لأن الباطن سلطان الظاهر المستولي عليه، وأعمال الباطن مَبدأٌ لأعمال الظاهر، وأعمال الظاهر آثارٌ عنها، فإن كان الأصل صالحا كانت الآثار صالحة، وإن كان فاسدا كانت فاسدة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن في الجسد مُضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".

وسرُّه: أن المطلوب من استقامة الجوارح إنما هو حصول آثار الاستقامة في النفس عَودا على بَدء، ثم يتضاعف في التكرار حتى تتمكن منها الهداية، وتصدر عنها الاستقامة في جميع أعمالها من غير تكلف.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم" ومن هنا كان الإيمان رأس الأعمال، وأرفع مراتب السعادة؛ لأنه أرفع الأعمال الباطنة كلها فكيف الظاهرة!.

- ابن خلدون، شفاء السائل وتهذيب المسائل -