في " شرح مختصر الروضة " للعلامة الطوفي الحنبلي - رحمه الله- أطال الكلام في مسألةٍ ما وجَلب لها نصوصا كثيرة، ثم قال في آخر البحث:
" ولعل ناظرا ينظر في هذا الكتاب فيظنُّ حكايتنا لهذه الألفاظ خروجًا عن المقصود، وليس كذلك، بل هو مُحقِّق للمقصود ومُكمِّل له، وإنما يعتقد أن ذلك خروجٌ = بطَّالٌ يقنع بحكايةِ ما يجده في كتب الفقهاء والأصوليين.
وإنما الحزمُ أخذُ كل شيء من مظِنَّته، ومع ذلك ليت الشخص يصل إلى تحقيق المراد، لكنه كلما كان اجتهاده أبلغ كان بالتحقيق أجدر " انتهى.
وهذه آفة خطيرة قلَّ مَن ينجو منها؛ إذ إن استعجال الطالب على تحصيل المطلب بأخصر وقت يصرفه عن الوصول إلى حقائق العلوم، بل إن البعض يظن في كثير من الأحيان أن هذه التفاصيل الكثيرة في المسألة الواحدة تزيُّدٌ لا حاجة إليه، متغافلا عن أن هذا الحرص من العلماء - رضي الله عنهم- على التقصّي والإحاطة لجوانب المسائل وتقليبها ظهرا وبطنا لا تقتصر فائدته على جمْع أطرافها الافتراضية فحسب، وإنما نفعُه كذلك في تنمية المَلكة وتربية الحسّ التحليلي في نفس الطالب وتعويده الصبر على إدراك الحقائق وعدم قناعته بأول سراب يتراءى له، وهي طريقة العلماء في تلقين العلوم، تحتاج إلى نمطٍ خاصّ وطريقة معينة ولم تقم بها الدروس الأكاديمية قطعا.
" ولعل ناظرا ينظر في هذا الكتاب فيظنُّ حكايتنا لهذه الألفاظ خروجًا عن المقصود، وليس كذلك، بل هو مُحقِّق للمقصود ومُكمِّل له، وإنما يعتقد أن ذلك خروجٌ = بطَّالٌ يقنع بحكايةِ ما يجده في كتب الفقهاء والأصوليين.
وإنما الحزمُ أخذُ كل شيء من مظِنَّته، ومع ذلك ليت الشخص يصل إلى تحقيق المراد، لكنه كلما كان اجتهاده أبلغ كان بالتحقيق أجدر " انتهى.
وهذه آفة خطيرة قلَّ مَن ينجو منها؛ إذ إن استعجال الطالب على تحصيل المطلب بأخصر وقت يصرفه عن الوصول إلى حقائق العلوم، بل إن البعض يظن في كثير من الأحيان أن هذه التفاصيل الكثيرة في المسألة الواحدة تزيُّدٌ لا حاجة إليه، متغافلا عن أن هذا الحرص من العلماء - رضي الله عنهم- على التقصّي والإحاطة لجوانب المسائل وتقليبها ظهرا وبطنا لا تقتصر فائدته على جمْع أطرافها الافتراضية فحسب، وإنما نفعُه كذلك في تنمية المَلكة وتربية الحسّ التحليلي في نفس الطالب وتعويده الصبر على إدراك الحقائق وعدم قناعته بأول سراب يتراءى له، وهي طريقة العلماء في تلقين العلوم، تحتاج إلى نمطٍ خاصّ وطريقة معينة ولم تقم بها الدروس الأكاديمية قطعا.