#في_تربية_الصبيانقال الإمام حجة الإسلام الغزالي" ويُجَنَّب الأشعارَ التي فيها ذِكْرُ العشقِ وأهلِه ، ويُحفَظ من مخالطةِ الأدباء الذين يزعمون أن ذلك في الظرْف ورقَّة الطبع، فإنّ ذلك يغرسُ في قلوب الصبيان بذْرَ الفساد " انتهى.
أي فَيُنشَّأ على حفظ أشعار الحماسة والبطولة والكرَم والنجدة، فإنها تُورِث الرجولة، والجد، والجَلَد، ولْيُلقَّن أخبارَ العلماء، وأنباءَ الفرسان، وسيرةَ السلف ، وهو إذا اشتد عُوده وأحسَّ من نفسه الفُحولة عرَف الغزل طريقه إلى قلبه دون تكلُّفٍ منه؛ فإن الميل إلى النساء فطرة يُجبَل عليها الرجل، ومحبّتهن والتقرب إليهنّ من صفات سوائه وكماله، ولهذا سرّ عجيب ذَكره أحد كبار العارفين رحمه الله، قال : "
وأَمّا النِّسوانُ فنظرُ العارفين فيهنَّ ، وفي أَخْذِ الأَرْفاقِ منهنَّ ، وحنينُ العارفين إليهنَّ حنينُ الكُلِّ إلى جُزئهِ ، كاسْتيحاشِ المنازل لساكنيها التي بهم حياتُها ، ولأنَّ المكانَ الذي في الرجلِ ، الذي استُخرجتْ منه المرأةُ عَمَّرَهُ اللهُ بالميلِ إليها ، فحنينُه إلى المرأةِ حنين الكبيرِ وحُنُوّه على الصغيرِ .. ولأنهنَّ محلُّ التكوين لصورةِ الكمالِ، فحبُّهنَّ فريضةٌ ؛اقتداءً به ـ عليه الصلاة والسلام ـ في قوله :" حُبِّبَ إليَّ النساءُ والطيبُ وجُعِلَتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة ".
وهل حُبِّبَ إليه ما يُبعِدُه عن ربِّه ؟!
لا واللهِ ، ما حُبِّب إليه إلا ما يُقَرِّبه من ربه".