قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
Forwarded From الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
لم تكن معجزة الإسراء والمعراج رحلة عجيبة وحدثًا خارقا لناموس الطبيعة فقط، وإنما كانت مع ذلك إيذانا بتجلٍّي صفة اللطف الإلهي والعناية الربانية بهذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لا سيما وقد وقعَت له بعد أن انثالت عليه سهام البلايا والمِحن من كل جانب، وقُدّر عليه أن يرث ميراث إخوانه المصطفَين من البلاء كاملا، لا من فقدِ أمانه الداخلي في موت خديجة رضي الله عنها، وقوته الخارجية واستظهاره على جبابرة قريش بأبي طالب فحسب، بل كان مع ذلك مكابدة آلام الحصار الظالم الذي لاقاه صلى الله عليه وسلم ومَن دخل معه فيه من بني هاشم، وما عانوه فيه من الإجاعة والمقاطعة الحسية والمعنوية التي تبدى فيه العتوُّ الوثني والنذالة الشركية على صورة فظيعة خلَت من كل طبيعة إنسانية وجِبِلّة آدمية.

وما كاد صلى الله عليه وسلم يخرج منه صابرا محتسبا حتى مُني بموت خديجة وهلاكِ أبي طالب، فاتجه إلى الطائف وثقيف علَّه يجد نصيرا ومؤازرا، فما كان إلا اللؤمُ والخسة والسفاهة والطيش، فأحدقَتْ به غيوم المصائب والتفّت به سهامها، ولا معين ولا نصير، وقد انقطعت أسباب الأرض ورتَع فيها جنود الشر واحلولَكت ظلاما وبغيا وكُفرا.

فكانت معجزة الإسراء والمعراج للاحتفاء به صلى الله عليه وسلم وللإعلام بأنا نعرف قدرك وإنْ جهله أهل الأرض، وبأنَّ دينك ظاهر وإن سعوا في إخماده، وبأنك بنا كثير، وبنا مؤيد، وأنك لعدوّك غالب وله قاهر، وبأن المستقبل لك ولأهل مِلّتك مهما ظُلموا وبُغي عليهم وامتُهنوا من أوباش الخلائق، فلهم بك قدوة، ولهم منا من العناية أثر مما كان لنا منك، ما بقُوا على منهاجك، واستمسكوا بصراطك :" والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ".
على غرار ما جُمع حديثا من رسائل العلامة الأمير الكبير - رحمه الله- فإن جمْع الرسائل المفردة للسيد الشريف الجرجاني- رحمه الله- لا يقلُّ في الأهمية والنفاسة عن ذلك، بل يزيد، لا سيما أن كثيرا منها ما زال مخطوطا ولمّا يخرج إلى النور، وهي متنوعة ومتفرقة ما بين فلسفة، وكلام، ومنطق، ونحو، ووضع، وغير ذلك، تحكي بعضا من اتساع علوم سيّد المحققين- رحمه الله- وبراعته في التأليف وإتيانه فيها بالقول الفصل فيما تنازع فيه الناس، وأحسب أن هذا المشروع من أولَى ما يُحبُّ صرفُ العناية إليه، خصوصا لدى إخواننا المهتمين بتراث العجم، الجامعين مخطوطاته من تركيا وغيرها، والله أعلم.
إذا كان الحِلم هو سيّد الأخلاق فإن المَلل هو أرذَل الطبائع؛ لا يمكن أن يَهنأ المَلول بعَيش، ولا أن يستقر على وِطاء، ولا يَنعم بحال، وأحباؤه منه على حافّة الظنون، وفي مُتناول القِلى.

كان عمرو بن العاص- رضي الله عنه- يقول : «لا أملُّ ثوبي ما وَسِعني، ولا أملُّ زوجتي ما أحسنَت عِشرتي، ولا أملُّ دابَّتي ما حَمَلَتْني؛ إنَّ المَلال من سيّئ الأخلاق».
زلزال جديد يضرب مدينة أنطاكية بتركيا، بقوة ٦ ريختر، ووصلت أصداؤه إلى سوريا ولبنان، ومدينة العريش بمصر.

اللهم سلِّم، والطُف، وهاتها جمايل يا رب.
فائدة:

----

اللام في " الحمد لله " تحتمل أن تكون للجنس، أو العهد، أو الاستغراق.

والمعتزلة يمنعون الاستغراق في الحمد؛ بناء على مذهبهم في أن أفعال العباد مخلوقة لهم، لا لله.

وبيان ذلك: أن معنى استغراق المحامد هو : أن كل ثناء صادر من العبد مطلقا فهو في مآله مصروفٌ إلى الله تعالى؛ لأنه تعالى مولى الحمد وصاحب النعم، وهذا يقتضي أن زيدا مثلا لو حمد الله تعالى فهذا رجوعه إلى الله ظاهر، ولو حمد عمرا على إحسانه إليه مثلا فهذا الحمد آيل بالعاقبة إلى الله؛ لأنه خالق الأفعال جميعا، فظهر أن المحامد كلها راجعة إلى الله في الحقيقة.

وأما على قاعدة المعتزلة فلو حملنا اللام في " الحمد" على الاستغراق لمَا صح مثلا أن يحمد زيدا عمرا ويكون هذا الحمد راجعا إلى الله، وذلك لأن كلا منهما خالق لفعل نفسه، فلهذا لا يجيزون كون اللام للاستغراق هنا.

هذا هو المشهور تقريرُه في هذا المقام، لكن قال العلامة الفرهاري، في " النبراس " شرح شرح العقائد النسفية:

" اللام للجنس أو للاستغراق، والحاصل واحد، ومن نسَب الأول للمعتزلة، والثاني لأهل السنة - أخذًا من ظاهر عبارة الكشاف- فقد وهم؛ إذ اختصاص الجنس يفيد الاستغراق، والمعتزلة وإن أسندوا الأفعال إلى العباد لكنهم لا ينكرون اختصاص المحامد كلها به تعالى؛ لاعترافهم بأن الحق سبحانه هو خالق القدرة فيهم".

والله أعلم.
ما شاء الله، نعم الزوجة الصالحة، جزاها الله خيرا:
Forwarded From القاسم
«إذا رأيتم من يعتقد أنه لا ذنب له فاعلموا أنه قد هلك».

ابن حزم
Forwarded From أنس رفيدة
من لطيف التعليلات النحوية:

- من المعلوم في باب" الممنوع من الصرف" أن كلمة" سراويل" غير منصرفة، وعلى تقدير أن الكلمة أعجمية فلا بد من سبب آخر مع العجمة لكي تمنع الكلمة من الصرف، فلهذا قالوا: إنه على تقدير عجمته فهو على وزان ما امتنع من الصرف من الكلمات العربية، مثل: قناديل، وعصافير، ومصابيح، فيمنع من الصرف مثلها.

وعلى تقدير أن" سراويل" كلمة عربية، فيحتاج أيضا إلى ما يقتضي منعه من الصرف، فقالوا إنه جمع " سروالة" أو " سرويل" بمعنى القطعة من الثوب، فيكون سبب المنع هو صيغة منتهى الجموع.

ومن لطيف التعاليل هنا ما ذكره المولى عصام الدين - رحمه الله- في شرح الكافية، قال:

" وقد سألني الولد الأعزُّ في صباه حين قرأ علي هذا الدرس، في بلدة" هَراة" في مجمع من الفضلاء: لِمَ لمْ يُحمل على مُوازنه على تقدير كونه عربيا، واحتيج إلى تقدير الجمعية؟!

فاستحسن سؤاله كلُّ من سمعه من الفضلاء، فأجبتُه: بأنَّ العجمي غريب في كلام العرب، والغريب يتْبَع المتوطِّن المُجانس، بخلاف المُتوطّن العارف بحال الآخر؛ فإنه إذا عَرض له حالةٌ لسببٍ يخلو عنه لا يَقبلها، ويقول ليس معي مُوجِب لهذا العارض، فاستُحسن الجواب كما استُحسن السؤال".

- ومن ذلك أيضا: أنهم يعدّون " هل" حرفا مشتركا بين الاسم والفعل، ولهذا لا يعمل، ولكن هذا الاشتراك عارضٌ في الاستعمال، لكنها في أصل وضعها مختصة بالفعل، ولهذا إذا قلت " هل زيد قام" فيجب أن يكون " زيد" فاعلا لفعل محذوف، لا أن يكون مبتدأ، فالتقدير: هل قام زيد قام؟.

وانظر إلى تعليل الإمام الرضيّ لذلك، قال:"

وذلك لأنها إن رأتْ فِعلًا في حَيِّزها، تذكَّرَت عُهودا بالحِمى، وحنَّت إلى الإلْف المألوف وعانقَتْه، وإن لم ترَه في حَيِّزها تسلَّتْ عنه ذاهلةً".

- ومن ذلك أيضا أن بعض العلماء سُئل عن توجيه قراءة" إنَّ هذان لساحران" بتشديد النون مع إثبات الألف، فقيل له : لمَ لمْ تعمل "إنَّ " في " هذان"؟.

فقال: لما لم يُؤثّر القول في المقول لهم لم يُؤثّر العامل في المعمول، أي لما لم ينفعهم نُصح موسى وهارون عليهما السلام طابَق الحالُ قضيةَ اللفظ، فكان اللفظ على وِفاق المعنى.

فقال له السائل: يا سيدي، هذا لا ينهض جوابا.

فقال له: هذا الجواب كالزهرة، تُشمُّ ولا تُفرَك.

وهكذا أمثال هذه التعليلات، فهي مجرد مناسبات تقال بعد السماع.

على أن هذه القراءة وُجِّهت بتوجيهات أخرى كثيرة، بل أفردها بعضهم بالتصنيف.
من لطيف التعليلات النحوية: - من المعلوم في باب" ا
على أنه يمكن تقسيم العلل النحوية ثلاثة أقسام:

- قسم يلحق بعلل المتكلمين، يعني هو في غاية القوة والظهور، ولا تقبل النفس خلافه، كامتناع الجمع بين الساكنين بشروطه، وعدم الوقف على متحرك.

- وقسم لاحق بعلل الفقهاء، يعني أنها أعلام وأمارات لوقوع الأحكام، ووجوه الحكمة فيها خفية عنا غير بادية لنا، مثل: إهمال ما أُهمل وليس في القياس ما يدعو إلى إهماله، نحو امتناعهم أن يأتوا في الفعل الرباعي المجرد بمثال: فَعلُل أو فُعلِل أو فَعَلّ أو فِعِلّ أو فُعُلّ ونحو ذلك. فنحن لا نعرف السبب في ذلك إلا مجرد النقل عن العرب فقط.

- وقسم ثالث هو الذي يصح أن يقال فيه إنه ضعيف وإنه كالزهرة تشمّ ولا تفرك، وفيه المثل المشهور" أضعف من حجة نحوي".

والناظر في كتب النحو يدرك صحة هذا التقسيم إن شاء الله، وقد ذكره ابن جني في " الخصائص" بتطويل وزيادة كبيرة. والله أعلم.