المصريون عريقون في العبث بالتاريخ في إنتاج المسلسلات، وهذا ظهر في كثير من الأعمال التي أدوها، مثل فيلم «الهجرة»، و«وا إسلاماه»، و«صلاح الدين»، وما قدموه عن المماليك، وما قدموه من مسلسلات عن ابن ماجة وعمر بن عبد العزيز وغيره، وإن كانت أحسن حظًّا من الأوائل.
وذلك أنهم يطغون بالحبكات الدرامية التي لا بد من المسلسل منها، على النص التاريخي الثابت في الكتب التي تناولت الشخصية التي يريدون تقديمها.
والجانب الخطير في ذلك كله هو عدم استكناه سمت اللغة في العصر الذي يرومون أن يجعلوه حقبة تساير هذه الشخصية، فيظهرونها بشكل مضحك ومزرٍ جدًّ، بعيد كل البعد عن لغة هذا العصر.
فقد ينطلي عليَّ التاريخ إذا غلفته بلغة تناسب أسلوب العصر الذي كانت الشخصية موجودة فيه، ولكن تطلب مني أن أحترمك وأحترم عملك وأنت تقدمه بلغة شوارعنا وعاميتنا؟!
إن نظرة عجلى على رباعية وليد سيف التي كتبها وأدارها في مسلسلاته: صقر قريش، وربيع قرطبة، ملوك الطوائف، وأخيرًا مسلسل عمر = تجد الجهد الأكبر في الكتابة والتأليف ظاهرًا في العمل الفني.
ولقد كنت أرجع في كثير من الأحيان إلى كثير من النصوص التاريخية التي تناولت الشخصية الممثلة، فأجدها مقاربة جدًّا لها، بل تكون مماثلة في بعض الأحيان ومطابقة لما في المسلسل.
والذي تصرف فيه وأضافه من الحبكات الدرامية جعله بأسلوب يكاد يقارن اللغة التي كانت سائرة آنذاك، بل يقتبس الناس منها لحسنها وما تشتمل عليه من حكمة مكتوبة بلسان أديب.
ولقد رأيت لقاء ضم بعض الممثلين من هذا العمل، فوجدت أحدهم قرأ كل كلمة كُتبت عن هذه الشخصية، ودرس صفاته وأسلوب شخصيته حتى كان هو هو.
فإذا كنت مقدمًا على كتابة شيء يخص الأعمال التاريخية للشخصيات المؤثرة الكبيرة، فلتكن مثقفًا أولًا، ثم كن أديبًا يعرف مراتب الكلام، ويدرك فرق الأساليب واللغة في عصورها المختلفة، وتطوراتها التي آلت إليها، ثم ينتبه إلى اللغة التي يسكنها في نصه.
الخلاصة أن العبث والاستسهال والحياة الفاشلة التي جعلت شريعتها العجلة وعدم الإتقان وعدم التفاني في الجد لكل شيء = هو الذي أدى بنا إلى ما ترون من هذا الفساد.
وإن هذا ليهون إذا كانت الشخصية مجرد تاريخ لا يمس شيئًا من أمور الدين ولا رجلًا له اتصال مباشر بتقرير أحكام الشريعة والفقه فيها، ولكن الأمر صار لعبًا بكل شيء لا حدود ولا أدب ولا أخلاق تحكم العبث الذي نحياه.
وذلك أنهم يطغون بالحبكات الدرامية التي لا بد من المسلسل منها، على النص التاريخي الثابت في الكتب التي تناولت الشخصية التي يريدون تقديمها.
والجانب الخطير في ذلك كله هو عدم استكناه سمت اللغة في العصر الذي يرومون أن يجعلوه حقبة تساير هذه الشخصية، فيظهرونها بشكل مضحك ومزرٍ جدًّ، بعيد كل البعد عن لغة هذا العصر.
فقد ينطلي عليَّ التاريخ إذا غلفته بلغة تناسب أسلوب العصر الذي كانت الشخصية موجودة فيه، ولكن تطلب مني أن أحترمك وأحترم عملك وأنت تقدمه بلغة شوارعنا وعاميتنا؟!
إن نظرة عجلى على رباعية وليد سيف التي كتبها وأدارها في مسلسلاته: صقر قريش، وربيع قرطبة، ملوك الطوائف، وأخيرًا مسلسل عمر = تجد الجهد الأكبر في الكتابة والتأليف ظاهرًا في العمل الفني.
ولقد كنت أرجع في كثير من الأحيان إلى كثير من النصوص التاريخية التي تناولت الشخصية الممثلة، فأجدها مقاربة جدًّا لها، بل تكون مماثلة في بعض الأحيان ومطابقة لما في المسلسل.
والذي تصرف فيه وأضافه من الحبكات الدرامية جعله بأسلوب يكاد يقارن اللغة التي كانت سائرة آنذاك، بل يقتبس الناس منها لحسنها وما تشتمل عليه من حكمة مكتوبة بلسان أديب.
ولقد رأيت لقاء ضم بعض الممثلين من هذا العمل، فوجدت أحدهم قرأ كل كلمة كُتبت عن هذه الشخصية، ودرس صفاته وأسلوب شخصيته حتى كان هو هو.
فإذا كنت مقدمًا على كتابة شيء يخص الأعمال التاريخية للشخصيات المؤثرة الكبيرة، فلتكن مثقفًا أولًا، ثم كن أديبًا يعرف مراتب الكلام، ويدرك فرق الأساليب واللغة في عصورها المختلفة، وتطوراتها التي آلت إليها، ثم ينتبه إلى اللغة التي يسكنها في نصه.
الخلاصة أن العبث والاستسهال والحياة الفاشلة التي جعلت شريعتها العجلة وعدم الإتقان وعدم التفاني في الجد لكل شيء = هو الذي أدى بنا إلى ما ترون من هذا الفساد.
وإن هذا ليهون إذا كانت الشخصية مجرد تاريخ لا يمس شيئًا من أمور الدين ولا رجلًا له اتصال مباشر بتقرير أحكام الشريعة والفقه فيها، ولكن الأمر صار لعبًا بكل شيء لا حدود ولا أدب ولا أخلاق تحكم العبث الذي نحياه.