العلامة الكشميري:
"والذي يجب اعتقاده هو أن لله أولياء، أكرمهم بإظهار خوارق العادات على أيديهم، على طريق الإجمال.
وأما اعتقاد أن فلانا بعينه وليّ، وأن الله أظهرَ الكرامة على يده، فلم يقل أحد من العلماء بوجوبه على أحد، فيجوز لكل مسلم بإجماع الأمة أن يُنكر صدور أيّ كرامة كانت من أي شخص كان على التعيين، ولا يكون بإنكاره هذا مخالفا لشيء من أصول الدين، ولا مائلا عن سنة صحيحة ولا منحرفا عن الطريق القويم، فإنه لم يجئ في الشرع إلا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ولم يقل أحد بأنه جاء في الشرع زيادة على ذلك، وأن فلانا بعينه ولي الله.
ثم إن اعتقاد الولاية والكرامة في معنى يرجع إلى ما يعلمه شخص من آخر ويعتقده فيه، ولكن ليس لهذا الشخص المعتقِد في شخص آخر أنه وليّ بناءً على حسن ظنه به وعلى ما رآه منه مما اعتقده خارقا للعادة: أنه يُكلف غيره أن يعتقد في ذلك الشخص مثل ما اعتقده.
وهذا هو الحق الصريح، فلا تلتفت لقوم يتعصبون لمشايخهم، فيوجبون اعتقاد ولايتهم على كل إنسان، وإن أنكر عليهم منكر شنعوا عليه ورموه بأنه ينكر كرامة الأولياء.
نعوذ بالله من قوم لا يفقهون."
الشيخ بخيت المطيعي في كتابه "القول المفيد في علم التوحيد".
نقلا عن الشيخ أسامة الباقلاني.