قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
وجهة نظر خاصة وتجربة شخصية:

على كثرة ما رأيتُ من كتب المواعظ والأخلاق والتصوف قديما وحديثا لم أجد - بعد الإحياء للإمام الغزالي - أحلى لفظًا، ولا أيسَر عبارة، ولا أجلَى معنى من كتب السادة آل باعلوي رضي الله عنهم، لا سيما مؤلفات الشيخ الحداد والشيخ العيدروس، فهي بحسب اطلاعي القاصر قريبة جدا من الجمهور، مركزة على إصلاح الأخلاق، بعيدة تماما عن التدقيقات الفلسفية والمعاني الغامضة العويصة، منضبطة على المشهور من قواعد الشريعة لا تخالفه، ومع هذا فلا تُخطِئك فيها الروحانية المؤسسة على العلم الدقيق بأحوال النفوس وتقلُّباتها وطبائعها، وأحسب أنهم استفادوا كثيرا من كتابات الإمام الغزالي مع تقريبها إلى جمهور العامة دون الغوص في الدقائق والمصاعب، فكتُبهم تصلح لكل أحد، وسوف يجد فيها القارئ ما لا قد يجده في غيرها.
اتهام مَن لا يحتفل بالمولد النبوي الشريف أو مَن لا يرى مشروعيته بأنه يُبغِض النبي صلى الله عليه وسلم، أو يتعمد جفاءه- لا يصح، وهو اتهام يتضمن التكفير، لأن بُغض النبي صلى الله عليه وسلم كُفر، والتساهل في هذا القول خطَرٌ عظيم لا ينبغي للمسلم أن يُقدِم عليه، فالأوجَب أن يكون تقرير الأمور بعيدا عن هذه الاتهامات التي لا تليق بالمسلمين المنتمين إلى دين واحد ورسول واحد صلى الله عليه وسلم.
شأن النبي صلى الله عليه وسلم والغيرة على مقامه الشريف ليس شيئا خاصًّا بطلبة العلم ولا المشايخ ولا المؤسسات الدينية، بل هو أمر يجب أن يَهُمَّ كل مسلم؛ المطيع والعاصي والعالِم والجاهل والأمير والخادم والرئيس والمرءوس، كلٌّ في ذلك سواء، وكلٌّ لا بد أن يجد في نفسه وقلبه من الإنكار ما يعتذر به، وإنْ وَسِعَه البيان بلسانه وقلمه أَثِمَ إنْ قصَّر وأهمَل وتغافَل، وهذا الشأن العظيم متعالٍ على كل خلافٍ سياسي، ومُتَسامٍ عن كل نزاعٍ قومي أو أيدلوجي، فهو شأن المسلمين جميعا، عرَبا وعجما، مشارقةً ومغاربة، وما يحزّ في النفس هو هذا السكوت الإعلامي المخزي وكأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد، ولو كان الشأن سياسيا إقليميا أو المُسَاء إليه رئيسا أو ملكًا أو سلطانا لصدَّعَتْ أبواق الإعلام رؤوسنا ولَما استطعنا أن نمكث ساعةً هادئة في منازلنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أعزّ وأفخم وأجلّ وأعظم، والله تعالى ينصر من ينصره ويخذل من يخذله، والله حسبه وكافيه، ومن يدفع عنه بما يستطيع فهو ليس مِنّة منه عليه - وحاشاه - بل هو يشتري عِتقه وقُربه ورضاه ويدفع عن نفسه خزي الدنيا وعذاب الآخرة، وما ربك بظلام للعبيد.
من يتعامل مع المخطوطات العربية يجد على الورقة الأولى من الكثير منها عبارات مثل "كبيكج"، أو "يا كبيكج"، أو "يا كبيكج أحمي هذا الكتاب"...
كان هناك العديد من التكهنات والنظريات حول معنى كبيكج، بعضها يرجعها إلى لغات هندية أو قديمة، والبعض فسرها على أنها أسماء لجن، أو ملائكة موكلة بحفظ الكتب.
إلى أن جاء عالم المخطوطات آدم جيشك، وأكتشف مخطوط للغافقي حول النباتات، وفي هذا المخطوط هناك نبات اسمه كبيكج. هذا النبات كان يستخدم لحفظ الكتب من الأرضة والحشرات.
على ما يبدو أن النساخ الأوائل كانوا يضيفون العبارة للإشارة إلى أنه تمت إضافة مادة لحماية الكتاب، أو ربما لطلب إضافتها، ومع الزمن نسي البعض معناها وبدأت التأويلات، ومن "كبيكج"، تحولت إلى "يا كبيكج"، ومن ثم دخلت الأدعية بحماية الكتاب.
الكتاب نشر منذ حوالي شهر على شكل تصوير (Facsimile)، لا يمكن أن ينشر بشكل أفضل من ذلك، الصور والشروح التي فيه لا يمكن نقلها إلا بالتصوير.


( منقول )
من الواجبات المُهِمّات جمعُ مختصر في فضائله صلى الله عليه وسلم وشمائله وخِصاله وحقوقه على أُمَّته وواجباتهم نحوه، بحيث يكون كتابا مناسبا لعموم الناس وتكون صياغته سهلةً ملائمة لعامّة القراء، ومادتُه مأخوذةً من الصارم المسلول والسيف المسلول والشفا والشمائل المحمدية والخصائص الكبرى ودواوين السنة وكُتب السير والتاريخ، مُصحّحا للمفاهيم مُبيّنا للأغاليط مُجيبا عن الشبهات، ويُخاطَب به المسلمون جميعا على اختلاف مذاهبهم، بعيدا عن الخلافات والجزئيات الفرعية، فإن كثيرا من الناس يجهلون هذه الأمور ولا يمكنهم معاناةُ لغةِ العلماء في مصنفاتهم التراثية، والأوجَب أن يكون هناك برامج إذاعية وتليفزيونية مُكثَّفَة لتذكير الناس بحقوق رسولهم صلى الله عليه وسلم وتحبيبه إليهم، لأن في هذا نجاتهم، وفي ضده هلاكهم وعذابهم، والغفلة عنه أورثَت ما نراه كل يوم من سوء التصور وفساد المعرفة بهذا الجناب الأجلّ الأفخَم المعظّم المُقدَّس.
حكاية عجيبة:
____________

أورَد الإمام الشريف نور الدين السمهودي في كتابه العظيم : " وفاء الوفا " حكاية غريبة حصلت سنة 557هـ نَقلها من رسالةٍ من تصنيف الإمام جمال الدين الإسنوي.

وحاصلها أن النصارى في زمان الملك العادل نور الدين محمود زنكي دعَتْهم أنفسُهم إلى أمرٍ عظيم ظنُّوا أنه يَتِمُّ لهم، ويأبى الله إلا أن يُتِمّ نورَه ولو كره الكافرون.

وذلك أن السلطان العادل نور الدين كان له تهجُّدٌ يأتي به بالليل، وأوراد يأتي بها، فنام عَقِبَ تهجُّدِه، فرأى في نومه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يُشير إلى رجلين أشقَرين ويقول : أَنجِدني ! أنقِذني من هذين !
فاستيقَظ فَزِعًا ، ثم توضَّأ وصلَّى ونام ، فرأى المنام بعينه ، فاستيقَظ وصلى ونام ، فرآه أيضا مرة ثالثة، فاستيقَظ وقال : لم يَبق نومٌ . وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي ، فأرسَل إليه ، وحكى له ما وقع له ، فقال له : وما قُعودك ؟ اخرج الآن إلى المدينة النبوية ، واكتُم ما رأيت .
فتجهَّزَ في بقية ليلته ، وخرَج إلى المدينة ، وفي صُحبتِه الوزير جمال الدين، فقدِمَ المدينة واغتسَل خارجها، ودخل فصلَّى بالروضة، وزار، ثم جلس لا يدري ماذا يفعل!
فقال الوزير وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد : إن السلطان قصَد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحضَر معه أموالا للصدقة ، فاكتبُوا مَن عندكم . فكَتبوا أهلَ المدينة كُلَّهم ، وأمَر السلطان بحضورهم ، وكلُّ مَن حَضر يأخُذ يتأمَّلُه ليجد فيه الصفةَ التي أراها إياه النبيُّ صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة ، فيعطيه ويأمره بالانصراف ، إلى أنِ انفضَّ الناس .
فقال السلطان : هل بقيَ أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة ؟ قالوا : لا . فقال : تفكَّروا وتأمَّلوا . فقالوا : لم يَبق أحد إلا رجلينِ مغربيَّين لا يتناولان من أحد شيئا ، وهما صالحان غنيّان يُكثِرانِ الصدقة على المحاويج . فانشرَح صدره وقال : عليَّ بهما ، فأُتِيَ بهما فرآهما فإذا هما الرجلان اللذان أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله : أنجِدني أنقِذني من هذين .
فقال لهما : من أين أنتما ؟ فقالا : من بلاد المغرب ، جئنا للحجّ ، فاختَرْنا المجاورة في هذا المقام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : اصدُقاني ، فصَمَّمَا على ذلك . فسأل : أين منزلهما ؟ فأُخْبِرَ بأنهما في رباطٍ بقربِ الحُجرة الشريفة .
وأثنَى عليهما أهلُ المدينة بكثرة الصيام والصدقة ، وزيارة البقيع وقباء .
فأمسكَهما وحضَر إلى منزلهما ، وبقيَ السلطان يطوف في البيت بنفسه ، فرفعَ حصيرا في البيت ، فرأى سِردابا محفورا ينتهي إلى صَوبِ الحجرة الشريفة ، فارتاعَتِ الناس لذلك ، وقال السلطان عند ذلك : اصدُقاني حالكما ! وضرَبَهما ضربا شديدا ، فاعترَفا بأنهما نصرانيّان ، بعثَهما النصارى في حُجّاج المغاربة ، وأعطَوهما أموالاً عظيمة ، وأمَرُوهما بالتحيُّل لسرقةِ جسدِ النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانا يَحفُران ليلا ، ولكل منهما محفظة جلدٍ على زيّ المغاربة ، والذي يجتمع من التراب يجعله كل منهما في محفظته ، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع فيلقيانه بين القبور ، وأقاما على ذلك مدة ، فلما قَرُبَا من الحجرة الشريفة أرعدَتِ السماء وأبرَقَت ، وحصَل رجيف عظيم بحيث خُيِّل انقلاعُ تلك الجبال ، فقدِم السلطان صبيحةَ تلك الليلة .
فلما اعترَفا ، وظهر حالهما على يديه ، ورأى تأهيلَ الله له لذلك دون غيره ، بكى بكاء شديدا ، وأمَر بضربِ رقابهما ، ثم أمَر بإحضار رصاص عظيم ، وحَفر خندقًا عظيما حول الحجرة الشريفة كلها ، وأُذِيب ذلك الرصاص ، وملأ به الخندق ، فصار حول الحجرة الشريفة سورٌ رصاصٌ ، ثم عاد إلى مُلكه ، وأمر بإضعاف النصارى ، وأمر أن لا يُستَعمل كافرٌ في عملٍ من الأعمال.
وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سُحنون بقتلِ إبراهيم الفزاري، وكان شاعرا مُتفنّنا في كثير من العلوم، وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبى العباس ابن أبى طالب للمناظرة، فَرُفِعَت عليه أمور مُنكَرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله وأنبيائه ونبينا صلّى الله عليه وسلّم فأُحْضِر له القاضي يحيى بن عمر وغيرُه من الفقهاء وأمروا بقتله وصلبِه، فطُعِن بالسّكِّين، وصُلِب مُنكَّسًا، ثم أُنزِل وأُحرِق بالنار.

حَكى بعض المؤرخين: أنه لمَّا رُفِعَت خَشبته وزالت عنها الأيدي استدارت وحوَّلَتْه عن القبلة فكان آية للجميع، وكبَّر الناس، وجاء كلب فولغ في دمه، فقال يحيى بن عمر: صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذكر حديثا عنه صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: لا يَلِغُ الكلب في دم مسلم.

_ القاضي عياض _
واعلم أنَّ حرمة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدَ موته وتوقيره وتعظيمه لازمٌ، كما كان حالَ حياته، وذلك عندَ ذِكره - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذِكْر حديثه وسُنَّته، وسماع اسمه وسيرته، ومعاملة آله وعترته، وتعظيم أهلِ بيته وصحابته؛ قال أبو إبراهيم التجيبي: واجبٌ على كلِّ مؤمن متى ذكَرَه أو ذُكِر عنده، أن يخضع ويخشَع ويتوقَّر، ويسكن من حركته، ويأخذ في هيبته وإجلاله، بما كان يأخُذ به نفسه لو كان بيْن يديه، ويتأدَّب بما أدَّبَنا الله به.



_ القاضي عياض _
الشيخ الشعراوي رحمه الله كان يُسمّي تفسيره " خواطر " جَريًا منه على المعتاد من أدبه مع كتاب الله عز وجل، وإلا فإن كلامه في القرآن الكريم تتوافر فيه كل الشروط الواجبة في التفسير وعلوم القرآن، من التعرُّض لأسباب النزول، وبيان الناسخ والمنسوخ، وشرحِ الأحكام الفقهية المتعلقة ببعض الآيات، والغوص في علل التشريع ومقاصد الشريعة، والنقل عن الصحابة والسلف، وتفسير الألفاظ الغريبة والإعراب والتصريف واستنباط المعاني، وهو أُمّة وحده في هذا الأخير، فلا ينبغي التقليل من تفسيره بادّعاء أنه مجرّد " خواطر " فإن هذا اعتقاده هو فيه، تواضعا منه وأدبا.

كذلك، يظن البعض أن الشيخ لم يزاول علوم الآلة، وأن كلامه ارتجالات ووعْظ فحسب، وهو ظن فاسد، إذ كيف للمفسر أن يُقدِم على تفسير القرآن الكريم وهو غير ممارس لعلوم الآلات، فإن التفسير هو آخر علوم المقاصد التي تُدرَس، وليس هذا فحسب، بل إن الشيخ درَّس علوم العربية في المعاهد الأزهرية قبل سفره إلى المملكة، يوم أن كانت المعاهد معاهد وكان العلم علما، وقد كان للشيخ خبرة طويلة بكتاب مختصر المعاني للسعد التفتازاني، وكان كثير الثناء عليه، وله كلمة جليلة في حقه قرأتها من أكثر من عشر سنوات في مشروعه الذي شارك فيه في خطة إصلاح المناهج التعليمية الأزهرية يذكر فيها أنه خَبر هذا الكتاب ظهرا لبطن ويعرف دقائقه وخباياه وأسراره، وكذلك كان يشرح الفقه في جامعة أم القرى، والحاصل أن الشيخ رحمه الله كان مليئا بالعلم إلا أنه جعل وكدَه في تقريب معاني القرآن العظيم إلى كل فئات المجتمع.
من الجَيّد التذكيرُ المستمر بجرائم فرنسا والغرب عموما في حقّ الإسلام والمسلمين على مدى تاريخهم القذر الطويل، طالِع تاريخ الحروب الصليبية، وانظر في محاكم التفتيش التي كانت في الأندلس، واقرأ حديثا وشاهِد جرائمهم في العراق والشام والجزائر وإفريقيا وكلّ بلدٍ دخلوه، ليعلم بنو جلدتنا أيُّ الناس أحقُّ بوصف العُنف والإجرام والإرهاب والعدوان، وأن عداوتهم لهذا الدين وأهله هي عداوة ذاتية لا يُجدي معها نُصح ولا تهاون، ولا علاقة لها بممارساتنا نحوهم ولا بتطاول أحد عليهم، وأن اللين في مثل هذا المقام هو لِين الضعيف المهزوم المخذول لا رأفة الداعي الرفيق، " وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ".