قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
" فكل مَن فُرِق له عن علة صحيحة وطريق نهجة كان خليلَ نفسه وأبا عمرو فِكرِه.

إلا أننا -مع هذا الذي رأيناه وسوّغناه - لا نسمح له بالإقدام على مخالفة الجماعة التي قد طال بحثها وتقدم نظرها وتتالت أواخرَ على أوائل وأعجازاً على كلاكل... إلا بعد أن يناهضه إتقاناً ويثابته عرفاناً ولا يخلد إلى سانح خاطره ولا إلى نزوة من نزوات تفكُّره".

_ ابن جني -

وهذه السطور القليلة لا ينبغي حصرها بمسألة الإجماع النحوي، بل قيمتها المعرفية تجعلها منهجا لكيفية التعاطي مع هذا الكمّ الكبير من التراكم المعرفي في تراث المسلمين في شتى الفنون، وحُسنُ الفهم والتطبيق لهذا القانون الذي قرره ابن جني يعصم من كثير من هذا العبث الذي نراه من بعض المعاصرين الذين لا يأبهون بالخروج عن أقوال الجماهير ومستقرات المفاهيم لأدنى نزوة فكرية، وإنْ طالت لحاهم وعظُمت عمائمهم.
https://waqfeya.com/book.php?bid=12495


صرَّح بعضهم أن ألفية البرماوي في أصول الفقه هي نظمٌ للبحر المحيط لشيخِه الإمام الزركشي، وهذا التصريح مهم؛ لأن البحر المحيط من أوعَب كتب الأصول، وجمعُه في نظمٍ يسهّل استذكار مباحثه، والأمر يحتاج إلى تتبُّع، ومهما يكن فإن هذه الألفية جامعة لمسائل الأصول، وافية بهذا الفن، بل ذَكر البرماوي أنه استودَع فيها كل ما عنده في هذا العلم، فهي من الكتب الجوامع على كل حال.
وقد كان الشيخ جلال الدين المحلي شارح المنهاج رحمه الله يَخدم جميع عجائز الحارة وشيوخها العاجزين، ويشتري لهم الحوائج من السوق، وربما سأله إنسان في حاجة فيترك التدريس ويقوم لحاجة ذلك السائل.

وسألتْه عجوز مرة أن يشتري لها زيتا من السوق فقام من الدرس فقالوا له: تترك التدريس من أجل عجوز!!

فقال: نعم .. حاجتها مُقدَّمة عليكم.

وكان أكثر ما يخرج لحوائج عجائز حارته حافيا، ويقول: الأصل في الأرض الطهارة، و كان يخرج في الليل ويقول: من له حاجة بنار أجيء بها له من الفرن، فيطوف على عجائز الحارة واحدا واحدا رضي الله عنه.

وقيل للشيخ فخر الدين المقسي والجوجري: كيف تقدم شراء زيتٍ حار أو مجيئك بالنار للعجائز على تدريسنا العلم؟.

فقال: المدار على إدخال السرور، والمحتاج يحصل له بقضاء حاجته أكثر مما يحصل لكما بتعليمكما العِلم، هكذا حكى لي مَن صَحِبَ الشيخ جلال الدين سنين كثيرة.

قال: ورأيته مرة يخبز لعجوز، فقلت له في ذلك.

فقال: قَطَعْنا عُمرنا في الاشتغال بالعلم، وآفات العلم كثيرة، قَلَّ مَن ينجو منها، وما رُئي أحد من العلماء بعد موته فقال: غُفِر لي بعلمي أبدا إلا قليلا؛ لِمَا فيه من الآفات بخلاف مثل هذه الحوائج، فربما يُغفَر لنا بها، والله تعالى أعلم.

- الإمام سيدي عبد الوهاب الشعراني رحمه الله -



اللهم ارحم أخي الشيخ أحمد الشاذلي رحمة واسعة؛ فقد كان له في قضاء حوائج من يقصده أيادٍ بيضاء.
أعتقد أنه من التلبيس ترويج أن أطروحات الشيخ ابن تيمية رحمه الله العقدية والكلامية وخلافاته فيها كانت محصورة وذات طرفين، بينه من جهة وبين الأشعرية والحنفية من جهة ثانية، وهذا في الواقع غير صحيح، بل للشيخ أيضا خلافات ومناهضات للحنابلة - لا أعني في الفروع الفقهية - بل في بعض مسائل الاعتقاد، خالفهم أيضا فيها، ونازَعهم في حكاية مذهب الإمام أحمد، كما نازع غيرهم في حكاية مذهب السلف، وله كتاب مفرد في الرد على أحد كبار الحنابلة، ولكنه مفقود بحسب علمي، ويكفي فقط أن يُعلَم أن مسألةً مثل تجويز قيام الحوادث بالذات الإلهية قد خالف فيها الأشعرية، والمعتزلة، والحنابلة.

ولكن للأسف نلاحظ تصديرَ موقفه الأول من الأشاعرة في الساحات السلفية المعاصرة، ثم الكلام باستحياءٍ شديد في موقفه الثاني من الحنابلة، وهو في نظري نوع من التعاطي المؤدلَج مع تراث الشيخ رحمه الله، وضربٌ من ضروب الاجتزاء الخاطئ، والقراءة غير الكاملة وغير العادلة، ومحاولةٌ لإخفاء انفراداته الكلامية عن أبناء مذهبه أنفسهم.

ولعل تستُّر أبناء الاتجاه السلفي بمذهب أحمد ومحاولاتهم العتيدة في التأكيد على هذا المبدأ له مدخل في هذا الحياء الشديد من إظهارهم مخالفاتِ الحنابلة لصحيح معتقد الكتاب والسنة كما يقرره ابن تيمية، على نحو ما يفعلون مع الأشاعرة مثلا بنفس مقررات الشيخ، ولعل هذا الموقف مما يؤكد لك أن القوم - في أحسن أحوالهم- تيميون لا حنابلة، وأن ادعاءهم الحنبلية ضرب من ضروب التخفي لا أكثر.
هدية العيد
___________

هذا قسم الأمور العامة من شرح التجريد للقوشجي، المعروف بالشرح الجديد، مع حاشية الدَّوّاني، الطبعة الإيرانية الحديثة.

صوّره أحد الأساتذة الفضلاء، جزاه الله خيرا، وتبرَّع به لطلاب العلم الشريف، ونوى أن يكون صدقةً على روح صديقنا الشيخ أحمد الشاذلي رحمه الله ورفَع درجته، وعلى روح والد وأخي هذا الأستاذ الفاضل، والمطلوب ممن يُحمّل الكتاب ويستفيد منه أن يخص هؤلاء الثلاثة بدعوة صالحة إن شاء الله في هذا الوقت المبارك:

https://archive.org/download/20200801_20200801_2237/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%AD%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF.pdf
مما يستحق الدراسة الجادة: إجماعات ابن تيمية رحمه الله، وحكايته لأقوال الغَير، فكثيرا ما يذكر في البحث الذي يُقرّره ويذهب إلى وجهٍ فيه أنه قول السلف من جماهير الصحابة والتابعين والصوفية والمُحدّثين وفقهاء الملة... إلخ، ويسوق كثيرا من أشباه هذه العبارة، أو أن هذا القول هو الذي عليه أكثر العقلاء وأنه الذي تتابعت عليه الأمة سلفا وخلفا، ونحو ذلك، ثم يكون الواقع بخلافه، ويكون الأمر ذا وجوه، ويحكي غيره فيه الخلاف، والبحث يحتاج إلى صبر وإنصاف وطول أناة، وسوف تتجلّى به كثير من الحقائق.
السلامة في الدين على ثلاث مراتب:

أولاها: السلامة في مقام الشريعة، وهو: أن يَسلم دينُه عن البدع والشبهات، وأعمالُه عن متابعة الهوى والشهوات.

وثانيها: السلامة في مقام الطريقة، وهو: أن يكون عقله أميرَ شهوته وغضبِه، ولا يكون أسيرا لهما، لأن العقل أمير، والشهوة والغضب كل واحد منهما عبد.

وثالثها: السلامة في مقام الحقيقة، وهو: ألَّا يكون في قلبه التفات إلى غير الله.

_ الإمام الرازي _

نسأل الله أن يسلّم ديننا ودنيانا وأن يحفظنا من الأهواء والفتن والبلاء
فائدة:

لا خلاف في الحقيقة بين من جَعل دلالة الكلام عقلية وبين من جعلها وضعية، لعدم توارد النفي والإثبات على محل واحد، لأن من نفى كونها وضعية إنما أراد الوضع الشخصي، ومن أثبتَه فإنما أراد الوضع النوعي.
فائدة:

تفسير الوضع بالقصد في تعريف الكلام هو مذهب الجمهور، وهو منسوب إلى سيبويه، نسَبه له الإمام السيوطي في كتابه " نهاية الآمال في شرح حديث إنما الأعمال".