قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
الدرس الثاني والعشرون هو الدرس الأخير من شرح شيخنا الشيخ عبد الحميد التركماني على " مغني الطلاب " وبه تمام الكتاب، والحمد لله رب العالمين.
في موطّأ الإمام مالك رحمه الله: أنّ رجلًا خطب إلى رجلٍ أختَه، فذكر [لخاطبها] أنّها قد كانت أحدثت [أي: وقعت في علاقة محرّمة]، فبلغ ذلك عمَر بن الخطّاب رضي الله عنه فضربه، ثم قال: ما لَك وللخبر؟! أي: أيّ غرض لك في إخبار الخاطب بذلك؟!

(1): كان هذ الرّجل قد حسب أنّ إخباره الخاطب بأنّ مخطوبته قد أحدثت= أمرٌ مشروع، وأنّ كتمانه ضرب من الغشّ للخاطب، وكان مخطئًا في حسْبانه ذلك، وإخباره بذلك غير مشروع؛ فلذلك ضربه عمر؛ لأنّه لو فعل أمرًا مشروعًا لما أدّبه على فعله، فالضّرب تأديبٌ ظاهر.

(2): ووجه الفقه في هذا كلّه: أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أمر بستر المسلم فيما زلّ فيه من المعاصي، فقال: من ستر مسلمًا ستره الله في الدّنيا والآخرة، فحصل العلم بأنّ من مقاصد الشّريعة السّتر على المسلمين في المعاصي ما لم يخش ضرٌّ على الأمّة.

(3): ولأنّ في السّتر مصالح كثيرة:

= منها: إبعاد المقترف عن استخفاف النّاس به وكراهيّتهم له.

= ومنها: أنّ في التسميع بالعاصي مظنّة قصْد التشوية به، فيحدث من ذلك سوء نيّة للمشهِّر به.

= ومنها: أنّ إشاعة المعاصي تسهّل أمرها على متجنّبها؛ إذ النّقائص تسهُل بكثرة مرتكبيها، يقول مَن تنزع نفسُه إليها: إنّ له نظائر وأسوة في غيره.

= ومنها: أنّ مَن حصلت له المعصية على وجْه الفلتة إذا ستر أمره= بقي له وقاية مروءته، فلعلّه لا يعاود تلك المعصية، فإذا افتضح زال ذلك الاتّقاء، فقال: أنا الغريق فما خوفي من البلل؟!

= ومنها: أنّ التشهير يحدِث عداوة بين المشهِّر والمشهَّر به، وذلك ينافي مقصد الإسلام من دوام الألفة والمحبّة بين المسلمين.

(4): فلأجل ذلك كلّه وغيره أدّب عمر من شهّر بأخته؛ إذ لا منفعة للخاطب في إعلامه بما أحدثتْه مخطوبتُه، فإنّه ذنبٌ مضى، وليس هو عيْبًا في الخِلقة يجب الإعلام به لتجنّب الغرور بالخاطب: كعيوب الأبدان والأخلاق مِن مرض أو جنون أو حماقة قويّة تمنع حسْن المعاشرة.

(5): على أنّ الإخبار بمثل ذلك يوجِب انكفاف الرّجال عن تزوّج المرأة؛ ولذلك قال له عمَر: ما لك وللخبر؟! أي: ليس لك مع هذا الخبر اتصال واختصاص.

(6): ثمّ إن كان الذي أحدثتْه المرأة لا يعلمه إلا أخوها وخاصّتها= فوجوب كتْمانه عن الخاطب ظاهر، وإن كان قد اشتهر بين النّاس= فوجوب كتمانه عن أهلها وجيه.

(7): فإن كان [الأخ] فعل ذلك خشية أن يطّلع الخاطب بعد التزوّج على حدث زوجته، فليس الذي يحصُل بعد اطّلاعه بأشدّ عاقبة مما أخبره أخوها قبل الزّواج.

[العلّامة الطّاهر ابن عاشور رحمه الله]


أحمد دويدار
فكرة بحثية لطلبة الفلسفة :

لا شك أن الإمام العظيم السيد الشريف الجرجاني شارح المواقف رحمه الله من أعمدة الأشعرية المتأخرين، وشروحه وحواشيه كثيرة جدا لكثير من الكتب الدرسية في القرن الثامن الهجري، على المستوَيين: الكلامي والفلسفي، ولو أعِدت دراسة موسّعة تشمل آثاره كلها مع بيان المطبوع منها والمخطوط والمفقود وما كتبه بالعربية وبالفارسية، مع عرْض آرائه في الكلام والفلسفة وتجديداته واختياراته فيهما وأسباب عدوله عن الماتريدية مع كونه حنفيا- لكانت في غاية الأهمية والفائدة، وقل مثل ذلك في آرائه البلاغية والنقدية، فإن الرجل من العلماء الموسوعيين، وفي الشقّ الكلامي والفلسفي تبرز أسماء كثيرة مثل الجلال الدواني والقطب الشيرازي والقطب الرازي والسعد التفتازاني، وكثير من مشايخ الهنود، كل واحد من هؤلاء جدير بدراسة مستقلة تكشف عن جوانب إبداعه في هذين الفنّين.
تقرُّبات العباد على أقسام:
أحدها: حقُّ الله تعالى فقط، مثل الإيمان به ومعرفة ما يجب ويستحيل ويجوز في حقه تعالى.

وثانيها: حق العباد فقط، بمعنى أنهم متمكّنون من إسقاطه، مثل أداء الديون وَرَدِّ الودائع والمغصوبات.

وثالثها: حق لله تعالى وحق للعباد والغالب فيه مصلحة العباد، مثل الزكاة والصدقة والكفارة والنذور.

ورابعها: حقٌّ لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم وللعباد، مثل الأذان، فحقُّ الله فيه: التكبيرات والشهادة بالتوحيد، وحق الرسول صلى الله عليه وسلم: الشهادة له بالرسالة، وحق العباد: الإرشاد للأوقات.

والصلاة مشتملة على حقِّ الله كالنية والتكبير والتسبيح والتحميد والركوع والسجود، وعلى حقِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالصلاة والتسليم عليه، وعلى حق المُكلَّف وهو دعاؤه لنفسه بالهداية والاستعانة على العبادة في قوله : إياك نعبد وإياك نستعين، وعلى حق العباد كالدعاء لهم والتسليم عليهم في قوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

فلذلك كانت الصلاة أفضلَ الأعمال بعد الإيمان بالله.

[ القرافي ].
العِلم إذا لم تكن معه قريحة لا يُنتِج، وصاحبُ القريحة لا تتركه قريحتُه أن ينتظر مَن يأتيه، بل يسعى إليه ويقطع له القِفار، فمَن كان مثلا مُكِبًّا على فلوسه وتجارته حتى إذا سمع بعالمٍ دخَل المسجد أغلَق حانوته وجاء يستمع وقلبُه باقٍ في الحانوت يَعُدّ ويحسِب، فمتى يحصل له العلم! هيهات هيهات!
إنما يرجو العلم من انبعثَت جَمرةٌ في قلبه تُذكِّره ضياعَ أيامه، وتُنسِيه جميعَ أولاده وأمواله، ويقول كما قال الإمام ابن القاسم حين تهَيَّأ للرحيل إلى الإمام مالك رضي الله عنه:

أقول لها، والعِيس تسرَح للنَّوَى،
أَعِدِّي لفقدِي ما استطعتِ من الصَّبرِ
أليس من الحِرمان أن لياليًا
تَمُرُّ بلا نفعٍ وتُحسَب من عُمري!

[ العلّامة اليُوسي ]

وقد ورَد عن الإمام الشافعي أنه قال: لو كُلِّفتُ شراءَ بصلة لنسيتُ مسألة، وورَد عن الإمام محمد بن الحسن الشيباني أنه كان يجعل لأمواله وتجارته وكيلا يبيع عنه ويشتري ويتّجر له في ماله، وكان الله في عون طلاب العلم ومشايخه في هذا الزمان فإنهم بين مطرقة قلةِ ذات اليد وسندان المكابدة لتحصيل العلوم، وقاتَل اللهُ مَن خرَّب أوقاف المسلمين وأكَل عليهم حقوقهم.
#جديد
فكرة الكتاب كما فهمت هي مجموعة من الحواشي على كتاب سيبويه استقرت بيد أبي علي الفارسي والزمخشري، وأبو عبد العزيز العيوني هو نفسه الدكتور سليمان( محقق الكتاب) ومع ذلك لم أفهم الفرق بين أبي علي الفارسي الذي بجوار الزمخشري وأبي علي الفارسي الذي تحت اسم أبي جعفر النحاس.
وأحسب أن في هذا التصميم إلباسا كبيرا، وعلى كل حال أسأل الله كل التوفيق لفضيلة الدكتور المحقق وأن ينفعنا بما قدّمه لطلاب العربية وأن يقرّ عيوننا بتحقيقه الموعود لكتاب سيبويه نفسه.
اليوم هو ذِكرى وفاة كوكب الشرق والغرب، أستاذ العالَم، وعُمدة القراء، وسيّد مَن وقف أمام الميكرفون، تذكرة داود عليه السلام، وبقيّة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، مَن كان وجوده نعمة، وافتقاده نقمة، سيدنا الشيخ مصطفى إسماعيل قدّس الله روحه ونوّر ضريحه: