قناة

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )

الدُّرّ النَّثِير( كُنَّاشة سامي معوض )
11.3k
عددالاعضاء
233
Links
291
Files
88
Videos
901
Photo
وصف القناة
ولقد حفظتُ القرآن صغيرا، واشتغلتُ بعلومه كبيرا، وقرأته على فحول شيوخه، واستمعتُه من كبار مقرئيه، ولا زلت مغمورا بنوره وضيائه، فهو معي في مَغداي ومَراحي، وفي حلِّي وترحالي، ولكن حلاوته تعظم في فمي، ونغمه يعذُب في سمعي، حين أقرؤه في رمضان، وفي الحرمين الشريفين، وكم كان قلبي يخشع، وكياني يهتز، ودموعي تجري، حين أقرأ - وأنا في الروضة الشريفة- تلك الآيات التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم وتناديه، فأقرأ وأتمثل وأستحضر وأنا بقُرب النور وفي كرَم الجوار، فأيّ جلال وأي جمال!

وما دخلتُ المسجد النبوي مرةً إلا وقرأتُ سورة النساء؛ لأستحضر تلك الصورة الغائبة الخاشعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مسعود يقرأ عليه سورة النساء، وذلك ما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت : يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك قال : إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي، قال : فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } قال : نظرت إليه وعيناه تذرفان.

العلامة الطناحي رضي الله عنه.
[ البيان كله باب واحد].

إن حُسن البيان قيمة جمالية، والقيم الجمالية باقية ثابتة، لا تتغير بتغير الأيام وتبدُّل الأحوال.

والفِطَر السوية تطربُ للكلمة الحُلوة كما تطرب لهديلِ الحمام وزقزقةِ العصافير وحفيفِ الشجر في ليلة طيبة الهواء، والعِطرُ الفوّاح يُنعِشك، سواء ركبتَ جمَلا أو طائرة، وما زلنا مع تغيُّر الأصوات وتحوّلات الموسيقى نستقبل شهر رمضان بأغنية أحمد عبد القادر" وحوي يا وحوي " كما نستقبل العيد بشدو أم كلثوم" يا ليلة العيد آنستينا" و" حبيبي يسعد أوقاته" وإن كانت هذه قيلت في عيد جلوس" فاروق" ملك مصر.

ولا أظن أنه سيأتي يوم لا يطرب الناس فيه لصوت الشيخ مصطفى إسماعيل وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.

إن الأنغام مُتوارَثة في الأنفس، والجمال مصونٌ في تلافيف القلوب، والطرَب مركوز في الطباع، فلا يخدعنّك عن الحق غلبة الباطل، ولا يزهدنك في الطيّب كثرةُ الخبيث.

وإن الذين يشكُون الآن من الأغاني الهابطة لا ينبغي أن ينسَوا أن هذه القضية مرتبطة بألوان الأدب الأخرى، وأنَّ البيان كله من باب واحد، فيَوْمَ أن كان عندنا أدباء كبار، كالمنفلوطي والزيات كان عندنا كُتَّاب أغانٍ كبار، مثل أحمد رامي وبيرم التونسي وعبد الفتاح مصطفى وحسين السيد، لأن كلام الناس ينزع بعضه إلى بعض، ويأخذ بعضه برقاب بعض، وقد أنشدتُّك من قبل قول ابن الرومي:

وبعضُ السجايا ينتسِبنَ إلى بعضِ

ولن تجد مع كثرة الغبار إلا قذى العيون.


الطناحي رحمه الله.
من أهم شروح الشاطبية التي اهتمَّت بالرواية مع اللغ
من عالِمات الأندلس : مَولاةُ أبي المطرِّف عبد الرحمن بن غَلبون الكاتب، أخذَتْ عن سيدها النحو واللغة، لكنها فاقَتْه في ذلك، وبرَعتْ في العَروض، وكانت تَحفَظُ كتاب " الكامل " للمبرِّد، و" الأمالي" لأبي علي القالي، وكانت تَشرحهما،قال أبو داود سليمان بن نجاح : قرأتُ عليها الكتابين وأخذتُ عنها العروض.
وأبو داود سليمان بن نجاح هو الذي قال عنه الذهبي : الشيخ الإمام العلامة شيخ القراء، ذو الفنون.
وأنت إذا وجدتَّ لكلام أخيك مَحملا صحيحا فلا تُقدمنَّ على تخطئته فَيُخطَّأَ ابنُ أخت خالتك.😅

العلامة المنجور
#قاعدة_عزيزة

إن لفظ النفي للذات الواقعة إذا ورد في الشرع فإنه وإن حُمل على نفي الكمال أو تردد بينه وبين الجواز- فإن ذلك إنما يكون في العبادات التي لها موقعان: موقع إجزاء وموقع كمال، وأما النكاح والمعاملات فليس لها إلا موقع واحد، وهو نفي الصحة.

المازري.


يعني أنه أحيانا يرد نفي من الشارع لبعض الأمور نحو " لا صلاة لمن فعل كذا .. لا إيمان لمن فعل كذا ... " الخ.
وهذا الشيء الذي وقع عليه النفي قسمان :
قسم يتعلق به جانب صحة وجانب كمال، فالنفي الواقع عليه هو نفي الكمال لا نفي الصحة ، بمعنى أن من فعل كذا لا تبطل صلاته ولا يبطل إيمانه مثلا ، وإنما ينقص أجره لأنه لم يأت بصورة الكمال
وهناك قسم لا يتعلق به إلا جانب الصحة فحسب ، فإذا دخله نفي فهو نفي للصحة أصلا لا نفي للكمال، وذلك كالبيوع والمعاملات مثلا.
( عرائسُ المُحَصَّل من نفائس المُفصَّل ).
____________________________

موضوع هذا الكتاب : شرحُ متنِ المُفَصَّل للإمام الزمخشري، وهذا الشرح منسوب إلى الإمام فخر الدين الرازي( ت ٦٠٦ هـ )

وممَّن نسبَه إليه : القِفْطِي، وابن خَلِّكَان، والصَّفَدي، وتاج الدين السُّبكي، والسيوطي، وحاجي خليفة، وابن أبي أُصيبعة.

وقد حُقّق الكتاب قديما في كلية اللغة العربية بالقاهرة سنة ١٩٨٣ م، حَقَّق الجزء الأول منه الدكتور / طارق نجم عبد الله، وحَقّق آخرون الأجزاء الثلاثة الباقية، فمجموع الكتاب أربعة أجزاء كبيرة.

وبعد أن ذكر المُحَقق أسماءَ العلماء والمؤرخين الذين نسبوا هذا الشرح للإمام الرازي ، عادَ فقال: " وعند الاطلاع على الكتاب يُواجِه القارئَ ما يدعو إلى الشك في صحة نسبة الكتاب للرازي، ومَبعث هذا الشك عدةُ أمور :

- في الكتاب نُقُولٌ عن ابن خروف المتوفى سنة ٦٠٩ هـ أي بعد وفاة الرازي بثلاث سنوات.

- في الكتاب نُقول عن الخوارزمي المتوفى سنة ٦١٧ هــ

- وردَت في الكتاب أسماء كتب للرازي ينسبها لنفسه، ولم يذكرها أحد ممن ترجموا له، مثل كتاب " رموز الألباب إلى كنوز الكتاب " وغير ذلك.

والجواب الإجمالي عن هذا الشكوك أنه ربما بدأ الرازي تأليفه ثم أكمله غيره بعد وفاته، على نحو ما يقال في تفسيره.

وقد أجابَ المحقق عن هذه الشكوك بما يأتي :

_ أن ابن خروف والخوارزمي عاصرا الرازي، وسِنِيّ وفاتهم متقاربة، فلا يبعد أن يكون الرازي اطَّلع على كتبهم وأفاد منها قبل أن يكتب شرحه.

أقول: لا سيما أنهما من أئمة هذا الفن المُبرَّزِينَ فيه.

قال المحقق :" والملاحظ أن القِفطي قريب عهدٍ بالرازي، ولا يُستبعَد أن يكون قد الْتَقَى به، وبذلك يكون موضع اطمئنان في نسبة الكتاب للرازي".

_ وأما كونه ذكَر أسماء بعض كتبه التي لم ينسبها إليه أحد فهذا ليس بشيء؛ إذ مِثل هذا يحدث لكثير من العلماء، بل هو قد حَصَل للإمام الرازي نفسه في كتبٍ مقطوعٍ بنسبتها إليه، فقد ذَكر في كتابه " نهاية العقول " أن له كتابا اسمه " شرح الإرشاد في علم الكلام " مع أن هذا الكتاب لم يذكره أحد ممن ترجموا له _ هكذا قال المحقق _.

على أنَّ المحقق ذَكَر أن ابن أبي أصيبعة ذَكَر أن الرازي لم يُتمَّ شرحه هذا، فغير بعيد أن يكون مَن أتمَّ هذا الشرح بعده هو الذي كان ينقل من كتب المعاصرين للرازي أو المتأخرين عنه .

وعلى الرغم من هذا كله فإن المحقق لا يَقطع بنسبة هذا الشرح للرازي، وإنما يترجَّح ذلك عنده فحسب.

وقد اعتمَد المحقّق في هذا التحقيق على نسخة وحيدة، وهي في مكتبة عارف حكمت، بالمدينة المنورة،وهي محفوظة برقم ١٤٦ نحو، وتقع في ٤٠٧ ورقة من القطع الكبير، ومكتوبة بخط نسخ عادي، ولكن للأسف فيها كثير من التصحيف والتحريف والخطأ _ كما قال المحقق _

وذَكَر أيضا أن الكتاب له نسخة أخرى في مكتبات تركيا، منسوبة خَطَأً للأندلسي، ولكن ينقصها الجزء الأول الذي هو موضوع الرسالة.

أقول: من السهل الوصولُ إلى نسخ أخرى من مكتبات تركيا وغيرها، في ظل هذا الانتشار الكبير للمخطوطات في جميع أنحاء العالم، ويُمكن أن يُعاد من خلالها تحقيق الكتاب؛ فإن المحقق معذور في اعتماده على تلك النسخة الوحيدة؛ إذ لم يكن الوصول إلى المخطوطات سهلا في هذا الوقت الذي حُقق فيه الكتاب ( قبل أكثر من ٣٥ سنة ) أما الآن فالأمر ممكن.

وأول الشرح:" الحمد لله المُرشِد إلى مرامي الهُدى، المُسعِد بما ألهَمه من حفي وهدى، حمدا لا ارتجاع لمزيده، ولا انقطاعَ لمديده ولا مَدى، ونشهد أن لا إله إلا الله، تفَرَّد بالعظمة وتَحدَّى، وتوحَّد بالنعمة وأسدَى، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، مُبِيد غياهب الرَّدى، ومُعيد مواهب الندى .... ".

ويظهر من خلال المقدمة أنه ألَّفَه بطلبٍ من وَلده " محمد " وكثيرا ما كان الإمام الرازي يكتب الكتب والرسائل لولده هذا، وقد تُوفِّي ولده في أثناء تفسيره لسورتي " هود ويوسف " فَحَزِنَ عليه حزنا شديدا، وذكَر هناك في آخر سورة هود ويوسف ما يقطع نياط الأفئدة عند حديثه عن وفاته.

يقول الإمام الرازي في هذا الشرح :" وألحَّ عليَّ ولدي " محمد " أبقاه الله تعالى، بإتمامه، لشدةِ شغفِه وغرامه، فآثرتُ مُراقَبَته( كذا )، وقَدّمتُ إجابته، بما يصغُر حجمه، وتعظمُ فائدته، وسَمَّيتُه " عرائسَ المُحصَّل من نفائسِ المُفصَّل " انتهى.

والكتاب ضخم نفيس، لا يُخليه الإمام الرازي من مباحثه العقلية التي عُرف بها، والتي يستدعيها في شتى المعارف، ولكنه مع ذلك تَظهر فيه قدرته ومكانته النحوية، ويَكثر فيه جدا النقلُ عن سيبويه، والتعرضُ لشرح كلامه وتفسيره؛ بل هو له شرح على كتاب سيبويه، ذكرتُه في منشور سابق، كما نرى في الكتاب أسماء تتردد كثيرا ، مثل : السيرافي، وعبد القاهر، والأخفش، وغير هؤلاء.
قال الإمام الطاهر ابن عاشور رحمه الله:

" ليس لأحدٍ أن يَبْحَثَ في الأصول التي تَلقَّتْهَا العلماء جِيلًا بعد آخر بالقَبول، ولا أن يُكثِرَ من تغليطِ المُصنّفين، فإنَّ كثرة التغليط أمارةُ الاشتباهِ والتخليط، بل عليه أن يَبذُلَ الوُسع في فهمِ مُرادات الفضلاء، ولا يُلقي البحثَ إلا بعد التحرّي والإحاطة بأطرافِ الكلام والتدبُّر في فهم المراد " انتهى.
_____________________

أقول: ذلك لأنَّ الأصل في الكلام المفيد أن يكون قائله عاقلا واعيًا لِما يقول، ومن مقتضيات ذلك ألا يأتي في كلامه بما لا يستحسنه العقل من السهو والخطأ ونحو ذلك، وكلُّ متكلم عاقل من شأنه أن يجهد جهدَه على أن يتحقَّق في كلامه النظام والالتئام والاستواء والصحّة، ومراعاة هذا كله في الكلام المكتوب أكملُ وأتمُّ منه في الكلام الملفوظ، لأنَّ الكلام الملفوظ يجري فيه من التسامح والتساهل - بسبب الارتجال- ما لا يجري مثله في المكتوب، والواجب على القارئ أن يَستصحب هذا؛ وأن يَضع في رأسه أن الكاتب عاقل، ومن شأن العاقل ألا يتناقض، وكلَّما ارتفعَ مَقام هذا الكاتب بين العقلاء كان استصحاب إحسان الظن به أوجَب، وكان استحضار الخوفِ مِن ردّ كلامه أولى وأحرَى، فطالبُ العلم مثلا في رتبة أعلى من غيره، والعالم أعلى من طالب العلم، والعالم الكبير في فنه أعلى من العالم غير الكبير ، وهكذا.

فالواجب عليك أن تَحمل كلامهم على الصحة - ما أمكن- حتى تستنفد كل طاقات التخريج والتأويل الممكنة؛ لا سيما حين يكون الكاتب إمامًا من الأئمة الذين أفنوا أعمارهم في العناية بالفن دراسة وتدريسا وشرحا وتحريرا وتنقيحا، بل ربما يكون قضى في كتابة متن أو شرح سنينَ طويلة، مع اشتغال تام بالفن، وهذا يعني أنه بالَغَ في اختيار مبانيه وتحرير معانيه ، فكيف يُسرِع الواحد منا إلى الحكم بخطئه مثلا مع أول النظر !!.

فإذن لاحِظ أنه كلام مكتوب لا ملفوظ، ولاحظ أن كاتبه عاقل ، بل لاحظ أنه عالم، بل لاحظ أنه من كبار العلماء ، ولاحظ أنه مكَث فيه زمنا، ثم إذا انضَمَّ إلى هذا كله تواترُ العلماء المعتدِّ بهم وترادُفهم على التسليم به فإن إطالة التأمل أوجب، ودوام التمهل ألزم.

وليس هذا معناه التعصب والجمود والتقديس، بل هو مقتضى العقل السليم، وصنيع الأئمة الراسخين، وإلا فإنَّ أسهل كلمة يقولها القارئ : أخطأ المؤلِّف هنا ، سَها المصنف هنا ، زلَّ الشارح في كذا ، نَسِيَ كذا، وهي كلمات - كما تَرى - سهلة غير مُكلّفة، وليس وراءها إلا الاستسهال والاستهتار اللذان يزعم أهلهما أنه ذكاء وألمعية، ونعم .. لا أحد معصوم غير الأنبياء؛ ولكنَّ انتفاءَ العصمة لا يعني لزوم إتيان الخطأ.
في فترة من فترات اهتمامك بالعلم وشغَفك بالكتب وحِرصك على التحصيل سيكون عندك نهَمٌ شديد في اقتناء الكتب حتى تعتقد أن كل كتاب تراه فهو مهم وضروري ولابد منه، وتجد في نفسك غُصّة إذا قصّر معك المال في شرائه، وبعد مدة أخرى من المطالعة واختبار الكتب وتقليبها ومعرفة محاسنها وعيوبها سيظهر لك أن بعضها يُغني بالفعل عن بعض، وأن كثيرا منها تكرارٌ لغيره، وأن الكتب الأصول التي عليها التعويل في كل فن ليست بهذه الكثرة وذاك الزحام، ثم تجدك عاكفا على بضعة كُتب تجد فيها مُبتغاك ولذَّتك ولا تكاد تفارقها على كثرة ما ترى ويتراءى لك من غيرها.
«عبد القاهر الجرجاني كان أشعريًّا، لكنه انفتح على علم الجاحظ (المعتزلي)، ولم يقرأ علمَ الجاحظ أحدٌ كما قرأه عبد القاهر، ثم جاء الزمخشريُّ المعتزليُّ شديدُ التعصُّب للاعتزال فقرأ علمَ عبد القاهر (الأشعري)، ولم يقرأ أحدٌ علمَ عبد القاهر كما قرأه الزمخشري. كانت الفروق بين المعتزلة والأشاعرة لا تُحرِّم أبدًا الانتفاع العلمي؛ لأنه كلما ارتفعت ثقافة الناس قَبِلَ بعضُهم بعضًا، وإنما صار ذلك مُحرَّمًا في أزماننا؛ لأن الضعف الثقافي يؤدي - حتمًا - إلى هذه الأشياء».

د أبو موسى.