ولقد حفظتُ القرآن صغيرا، واشتغلتُ بعلومه كبيرا، وقرأته على فحول شيوخه، واستمعتُه من كبار مقرئيه، ولا زلت مغمورا بنوره وضيائه، فهو معي في مَغداي ومَراحي، وفي حلِّي وترحالي، ولكن حلاوته تعظم في فمي، ونغمه يعذُب في سمعي، حين أقرؤه في رمضان، وفي الحرمين الشريفين، وكم كان قلبي يخشع، وكياني يهتز، ودموعي تجري، حين أقرأ - وأنا في الروضة الشريفة- تلك الآيات التي تخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم وتناديه، فأقرأ وأتمثل وأستحضر وأنا بقُرب النور وفي كرَم الجوار، فأيّ جلال وأي جمال!
وما دخلتُ المسجد النبوي مرةً إلا وقرأتُ سورة النساء؛ لأستحضر تلك الصورة الغائبة الخاشعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مسعود يقرأ عليه سورة النساء، وذلك ما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت : يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك قال : إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي، قال : فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } قال : نظرت إليه وعيناه تذرفان.
العلامة الطناحي رضي الله عنه.
وما دخلتُ المسجد النبوي مرةً إلا وقرأتُ سورة النساء؛ لأستحضر تلك الصورة الغائبة الخاشعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مسعود يقرأ عليه سورة النساء، وذلك ما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأْ علَيَّ القرآنَ قلت : يا رسولَ اللهِ كيفَ أقرأُ عليك وإنما أُنزِل عليك قال : إني أشتهي أن أسمعَه من غيرِي، قال : فافتتحتُ سورةَ النساءِ فقرأت عليه فلما بلغت { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا } قال : نظرت إليه وعيناه تذرفان.
العلامة الطناحي رضي الله عنه.