هل البيان السلس هو الأنفع دائماً؟
يقال في عالم التعليم: ليس من الضروري أن يكون البيان السلس هو الأنفع، لماذا؟ لأن البيان السلس قد يوصل المطلب بسهولة لكنه لاينبّه القارئ الی أن المطلب معقد وخطير وحساس ولا ينبهه إلی مكان العُقد أو المفاصل الصعبة فيه، بخلاف ما إذا كان البيان معقّداً.
السيد الخوئي مع أنه في تقرير كثير من تلاميذه كان دائماً يعتمد علی البيان السلس لكنه في مقام الكتابة لم يكن بيانه سلساً مثل بيانه في الدروس والإلقاء، فكان رحمة الله عليه يتجنّب في الكتابة السلاسة في البيان بشكل متعمد –بحسب الظاهر- ويأخذ جانب الوسط فلا يكون سلساً ولامعقداً كثيراً.
و بيانه في أجود التقريرات ليس بسهولة تعبيرات الشيخ الكاظمي الذي كان زميله في درس المحقق النائيني - بل كان متقدماً عليه زمناً - فمن المعروف أن الميرزا النائيني عنده دورتان [مطبوعتان] في الأصول إحداهما بقلم الشيخ الكاظمي وهي فوائد الأصول، والأخری بقلم السيد الخوئي وهي أجود التقريرات.
وقبل سبعة عقود اشتهر في الحوزة النجفية أجود التقريرات في الألفاظ، واشتهر فوائد الأصول في الحجج.
وينقل عن المحقق العراقي أن بيانه الإلقائي في الدروس كان جذاباً جداً وقوي البيان، أما قلمه فمعقد جداً إلی غاية التعقيد.
وأما قلم المحقق الأصفهاني فهو متوسط، وربما إذا جاوزنا العقبة الفلسفية في بيانه فأيضاً متوسط، وقد كان أديباً.
وأما الميرزا النائيني فبيانه جداً جذاب وهذا أيضاً معروف، أما بالنسبة لقلمه ففي تنبيه الأمة وتنزيه الملة فهو سلس جداً، لكن في اللباس المشكوك فمعقد جداً عند الغالب والأكثر، حتی إنه يقال حين ما صدر كتاب اللباس المشكوك من الميرزا النائيني قيل: إنه كتبه بالإنكليزية! مع أنه كان باللغة العربية، كان هذا معروفاً في الوسط النجفي.
وكيف كان فهذا باب واسع في الإلقاء، لأن إحساس السامع والقارئ بخطورة المطلب أمر مهم، أما عرض المطالب ببيان سلس جداً جداً فهو بمثابة أن تخدّر السامع والقارئ ويكون حالهم كحال من يسير في جادة باسترسال لايلتفت إلى انعطافاتها الخطرة.
الشيخ محمد سند حفظه الله
بحث الأصول ٢٧/ ١١ / ١٤٤١ هـ
يقال في عالم التعليم: ليس من الضروري أن يكون البيان السلس هو الأنفع، لماذا؟ لأن البيان السلس قد يوصل المطلب بسهولة لكنه لاينبّه القارئ الی أن المطلب معقد وخطير وحساس ولا ينبهه إلی مكان العُقد أو المفاصل الصعبة فيه، بخلاف ما إذا كان البيان معقّداً.
السيد الخوئي مع أنه في تقرير كثير من تلاميذه كان دائماً يعتمد علی البيان السلس لكنه في مقام الكتابة لم يكن بيانه سلساً مثل بيانه في الدروس والإلقاء، فكان رحمة الله عليه يتجنّب في الكتابة السلاسة في البيان بشكل متعمد –بحسب الظاهر- ويأخذ جانب الوسط فلا يكون سلساً ولامعقداً كثيراً.
و بيانه في أجود التقريرات ليس بسهولة تعبيرات الشيخ الكاظمي الذي كان زميله في درس المحقق النائيني - بل كان متقدماً عليه زمناً - فمن المعروف أن الميرزا النائيني عنده دورتان [مطبوعتان] في الأصول إحداهما بقلم الشيخ الكاظمي وهي فوائد الأصول، والأخری بقلم السيد الخوئي وهي أجود التقريرات.
وقبل سبعة عقود اشتهر في الحوزة النجفية أجود التقريرات في الألفاظ، واشتهر فوائد الأصول في الحجج.
وينقل عن المحقق العراقي أن بيانه الإلقائي في الدروس كان جذاباً جداً وقوي البيان، أما قلمه فمعقد جداً إلی غاية التعقيد.
وأما قلم المحقق الأصفهاني فهو متوسط، وربما إذا جاوزنا العقبة الفلسفية في بيانه فأيضاً متوسط، وقد كان أديباً.
وأما الميرزا النائيني فبيانه جداً جذاب وهذا أيضاً معروف، أما بالنسبة لقلمه ففي تنبيه الأمة وتنزيه الملة فهو سلس جداً، لكن في اللباس المشكوك فمعقد جداً عند الغالب والأكثر، حتی إنه يقال حين ما صدر كتاب اللباس المشكوك من الميرزا النائيني قيل: إنه كتبه بالإنكليزية! مع أنه كان باللغة العربية، كان هذا معروفاً في الوسط النجفي.
وكيف كان فهذا باب واسع في الإلقاء، لأن إحساس السامع والقارئ بخطورة المطلب أمر مهم، أما عرض المطالب ببيان سلس جداً جداً فهو بمثابة أن تخدّر السامع والقارئ ويكون حالهم كحال من يسير في جادة باسترسال لايلتفت إلى انعطافاتها الخطرة.
الشيخ محمد سند حفظه الله
بحث الأصول ٢٧/ ١١ / ١٤٤١ هـ