فروع العلم الإجمالي
ذكر السيد الفقيه اليزدي قدس سره عدة فروع في آخر فصل الخلل من كتاب الصلاة من رسالته الشهيرة العروة الوثقى تحت عنوان: (ختام فيه مسائل متفرقة) وهذه المسائل يبلغ عددها ٦٥ مسألة، وقد عُرفت باسم (فروع العلم الإجمالي).
وكثير من هذه الفروع وإن كان من النادر وقوعها في الخارج كما يذكر بعضهم إلا أنها قد صارت محلاً للاهتمام والبحث والتدريس والتأليف؛ وذلك لما فيها من إعمال القواعد الأصولية العملية، ولما لها من تأثير واضح في صقل الملكة العلمية الصناعية لدى طالب العلم.
وقد وصف هذا النوع من المسائل سماحة العلامة المحقق آية الله السيد رضا الصدر قدس سره بأنها (تشبه مسائل الهندسة من جانب إفادة تجمّع الحواس والقوى للطالب وتمركزها للباحث، وإنها القاعدة الأساسية لحلّ كل مشكلة فكرية أو معضلة علمية وغيرهما مما يكون حلّه بحاجة إلى تفكير).
وقال أيضاً: (فمن اقتدر على معرفة الجواب لمقدار يسير من هذه المسائل وحلّها بالاستخراج من النصوص أو استعمال الأصول والقواعد فهو مجتهد ذو قوة الاستنباط).
ولذلك نجد المحشين على العروة ذكروا زبدة استدلالهم في التعليق على هذه المسائل ولم يقتصروا على مجرد الفتوى، كما أن لقسم من الفقهاء رسائل مستقلة حول هذه الفروع فمنهم المحقق العراقي والمحقق الإيرواني والمحقق الشيخ عبد الله المامقاني والسيد الفقيه الحكيم والمحقق الخوئي والشيخ مرتضى الحائري والسيد محمد صادق الروحاني والسيد تقي القمي وغيرهم.
ونجد كثيراً من أساتذة البحث الخارج يبدأون بحوثهم في هذه المسائل لتقوية صناعتهم وصقل ملكتهم.
محمد جعفر الزاكي
جمادى الآخرة ١٤٣٦ هـ
#العلم_الإجمالي