1927 م ـ 1416
ولد في مدينة الكاظمية المقدّسة سنة 1927، وسمّـاه والده عبد المهدي ، وحدّثني بسبب اسمه أنّه كان لا يعيش لوالده مولود، فنذر لصاحب الزمان (عج ) إن رزق ولدآ يكون من جنده ، وسمّـاه بعبد المهدي، وفي العقد الثاني من حياته الكريمة دخل في الحوزة المباركة في الكاظمية المقدّسة وسكن مدرسة علمية كانت تحت رعاية آية الله العظمى السيّد أبي الحسن الإصفهاني فدرس على يد كبار الأساتذة من جملتهم آية الله الشيخ فاضل اللنكراني وآية الله الزنجاني وحجّة الإسلام والمسلمين الشيخ هادي شطيط قدّس الله أسرارهم وبعد أن أكمل المراحل الدراسية بطلب من وجهاء الكاظمية وبقية السادة المعروفين بـ(المدامغة ) صار إمام جماعة مسجد السادة في محلّة الشيوخ وكان يقيم الصلاة في المواعيد الثلاثة ويلقي المحاضرات الإسلامية والأحكام الشرعيّة والدروس العقائدية ، فنال الوكالات من آية الله العظمى السيّد أبي الحسن الإصفهاني ، وبعد وفاته كان له وكالة مطلقة من آية الله العظمى السيّد هادي الشيرازي وآية الله العظمى السيّد محسن الحكيم وآية الله العظمى الشهيد السعيد السيّد محمّد باقر الصدر قدّس الله أسرارهم .
كان من عشّاق أهل البيت : وكثير البكاء على مصابهم الجلل ، وكان من المؤسسين لموكب المشاة من الكاظميه المقدّسة إلى كربلاء
كان له مواقف حاسمة ومشرّفة مع المنحرفين والحزبيين الفسقة وعلماء السوء، كان من العبّاد والمتهجّدين ، قائم الليل ومن المستغفرين بالأسحار، يدعو في نهاره ثلاث ساعات وفي الليل ثلاث ساعات ، يلهج لسانه بالقرآن والدعاء والأوراد والأذكار، ولمدّة سنة كاملة كان في كلّ اُسبوع يذهب إلى مسجد السهلة ليفوز بلقاء صاحب الزمان، ومن الأوراد التي علّمني هذا الدعاء الجليل : (اللهمّ هذا دينک قد أصبح باكيآ لفقد وليّک ، فصلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرج وليّک رحمة لكتابک ، اللهمّ وهذه عيون المؤمنين قد أصبحت باكية لفقد وليّک فصلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرج وليک رحمةً للمؤمنين ).
وافاه الأجل صابرآ محتسبآ يوم الخامس والعشرين من محرّم الحرام يوم ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين 7 سنة 1416، وما أن سمع أبناء الكاظمية نبأ رحيله إلى جوار ربّه الكريم إلّا وهتفوا عن بكرة أبيهم صارخين لاطمي الصدور ودموعهم تسيل على الوجنات ليودعوا عزيزآ وعالمآ ربّانيّآ فعطّلت الأسواق والدكاكين وخرج الناس يحملون جنازته إلى مثواه الأخير، فحملت إلى النجف الأشرف ليجاور وليّه أسد الله الغالب مولانا عليّ ابن أبي طالب فدفن في تلک البقعة المباركة ، واُقيمت له الفواتح في البلاد الإسلاميّة وشارک المؤمنون تعظيمآ لشعائر الله وتكريمآ لمقام العلم والعلماء.