مقدسون من النجف الاشرف: المقدس الشيخ مهدي الكرباسي (قدس سره).
نرجو من كل من له خاطرة أو ذكرى مع الشيخ أن يرفدنا بها وله جزيل الشكر.
هو الشيخ مهدي (عرف بذلك واسمه عبد المهدي) بن الشيخ علي بن ميرزا محمد حسين بن الشيخ محمد مهدي بن الشيخ العظيم الشيخ محمد ابراهيم الكلباسي الاصفهاني (صاحب الاشارات).
والدته: بنت الشيخ حسن الجواهري أصغر أولاد الشيخ صاحب الجواهر (قده)
كما ان والده الشيخ علي (قده) هو سبط الشيخ صاحب الجواهر(قده).
وكانت هي المستحقة لبعض وقفيات بيت الجواهري التي كانت حول الحرم المطهر من جهة انها كانت هي الاقرب طبقة لصاحب الجواهر.
ولما توفيت نزل العم شيخ ابراهيم (قده) ليؤدي المستحبات لها، ودفنت في مقبرة بيت الجواهري ،وكنا أنا وأبي (رحمه الله تعالى) نقف عند قبرها لنتلو الفاتحة لها حينما كنا نمر بالزقاق المطل على قبرها الشريف.
وأما أمها فكانت من الأتراك.
وأما جده ميرزا محمد حسين (قده) فهو سبط حجة الاسلام الشفتي (قده) .
وأما زوجته فهي بنت المرحوم المقدس ميرزا هاشم الكلباسي، الذي كان قطعة من الورع والتقوى، وامها بنت الشيخ علي ثقة الاسلام النجفي(قده).
وقد ذهب المرحوم الجد ووالدته (رحمهما الله تعالى) الى ايران للزواج، وذهبوا حينذاك إلى مشهد المقدسة على الجمال لزيارة الإمام الرضا (ع).
ولد في النجف الأشرف عام ١٩٠٦م عاش في بيئة دينية تحت رعاية والده المرحوم الشيخ علي الشيخ محمد حسين الكرباسي( قدس سرهما).
اهتم برعايته منذ صغره، كان يخرجه معه إلى المجالس، وكان منذ نعومة أظافره متوجها إلى العبادة،كان لا يفارق المسجد أو الصحن الشريف إلا لشغل ضروري ،فإذا حل وقت الصلاة ظهراً أو عشاءاً صلاها لوقتها، ولم يشاهد يوم أنه صلى الصلاة متأخراً عن وقتها، وكذلك لم يشاهد أنه أكل طعاماً في الظهر أو العشاء قبل أداء الصلاة.
كان كثير العبادة حتى أنه كثير من المراجع يسمونه بالمقدس، وكانت تظهر عليه علامات الخشوع والخضوع أثناء الصلاة لعلمه أنه واقف بين يدي الله جبار السماوات والأرض ،وكان قانعاً بما في يديه زاهداً في دنياه لا يعير للباسه أهمية متأسياً بالصالحين.
وكان لايهتم براحته بقدر الاهتمام بالشؤون الاخروية، فلذا كان لا يود ترك المدينة القديمة والسكنى في الأحياء التي هي ذات مساحة اوسع وذات حديقة؛ لأنه لا توجد فيها صلاة الجماعة، ولبعدها عن الحرم المطهر ،بل كان يفضل السكنى في المدرسة على الذهاب الى الأحياء ،وقد بات في بعض الليالي في مدرسة السيد الخوئي ( قده ) بعد أن هدمت دارهم في أواخر الثمانينات.
وهذه الدار كانت دارا أثرية وقد قررت السلطات أول الامر أن تستثنيها مع بيوت أثرية أخرى كبيت زيردهام وغيره من البيوت لكنها غيرت قرارها بعد ذلك.
وكانت في الأصل لميرزا حسين الخليلي، وقد سكن فيها الشيخ علي الكرباسي (قده)، والظاهر انها كانت قبله لوالده (قده). وهي عباره عن دارين منفصلتين ،وقد بنيت بهندسة معمارية راقية، فهدمت من قبل السلطات الجائرة وأعطت تعويضا على واحدة دون الأخرى.
وكانت فيها رسائل ومكاتيب ووثائق بمقدار كبير تعود للعائلة وقد سرقت أثناء تهديمها.
وبعد الإصرار سكن فترة في الأحياء حتى اشترى عرصة بجوار مقبرة آل نصار وبناها له ولده المرحوم عز الدين (رحمهم الله تعالى) فسكن هناك لمدة سنة ثم التحق بالرفيع الأعلى.
وقد كان بيته (قده) مقصدا لزوار امير المؤمنين (ع) من أقاربه فكانت تأتي في كل سنة والدة المرحوم أغا بهاء الدين ألفت زوجة المرحوم الشيخ محمد باقر ألفت، وهي بنت الشيخ محمد علي ثقة الاسلام النجفي( أي خالة أهله) رحمهم الله تعالى جميعا. كانت تأتي للزيارة بل بقيت في مرة هناك سنة بقصد الزيارة وتوفيت ودفنت في مقبرة والدها على يمن الداخل من باب الفرج.
وهكذا كان ياتي أصهارها و أزواجهم فيبقون هناك في فصل الصيف او الشتاء، وهم: سيد العراقي وزوجه، وشيخ محمد تقي النجفي وزوجه، وسيد محمد صادق ملا باشي وزوجه، وهم من أهالي مدينة أصفهان ، ومن أسرها الشريفة العريقة.
وكانوا من التقوى بمكان، وكانوا لا يؤذون النملة اذا صح التعبير.
فيجلس بعضهم في غرفة في الأسفل أو في الطابق العلوي أو في السرداب مع ما كانوا يملكونه من بيوت وبساتين في أصفهان، فكانت لديهم بيوت تفتح أبوابها على البستان إلا أنهم يسترخصون ترك كل ذلك في سبيل مجاورة الإمام أمير المؤمنين (ع). وكانوا إذا جائوا يخرجون ساعة قبل أذان الصبح للصحن الشريف، ولربما وجدوا باب الصحن مغلقا فيجلسون هناك ينتظرون حتى تفتح الأبواب الطاهرة فيزورون ويتعبدون حتى ساعة بعد طلوع الشمس ثم يرجعون.
ويخرجون ساعة قبل اذان الظهر ويرجعون ساعة بعد أذان الضهر .
ثم يخرجون ساعة قبل أذان المغرب ثم يرجعون ساعة بعد الصلاة وهكذا كل يوم.
ولم تكن عنده(قده) مداهنة في الدين حتى مع أقرب الناس إليه، وفي يوم من الأيام ذهب الى وليمة فدخل بعض أقاربه مع زوجته فكانت بلا حجاب ، فقام وترك الو