كان الطريق لاحبًا مستبينًا، بارز المعالم، واضح القَسَمات، معلومةً صُواه، مُدلَّةً عليه أماراتُه، هادية فيه مناراته، سارت فيه الأمة لقرون وأزمان، انتهجته مدارس علومهم على اختلافها وتنوِّعها من الفقه والحديث والتفسير والأصول والتاريخ والنقد والسير وعلوم العربية والأدب والشعر والفن وعلوم الحضارة وكل آدابنا وفكرنا وثقافتنا، = هذا الطريق سارت فيه الأمة بخطىً واثقة، ونهجٍ مستبينٍ، لكن ... = "كانَ شيئًا كانَ ثمَّ انقضى" !
ففي ليلٍ أَلْيَلٍ عملت أيادي المكر والخُبث لتحرفَ الأمة عن مسارها، وتقطعَها عن سلفها وتراثها ولغتها وعلومها، بثَّ هذا العدوُّ خلاياه، بهَمَجِه وفساده، بنَتَنِه وعفَنِه، بحقدِ وبغضِه، إلى أن انقضَّ بمخالبه وأنيابه بعد محاولات عبر قرون، فأرادوا لهذه الأمة أن تسقط في جاهلية جهلاء، وحمأة عمياء، لتظلَّ أمَّتنا خاضعةً ذليلةً، في قصَّةٍ تنزفُ دمًا، وتقطرُ سُمًّا، وترشحُ خسَّةً وخيانةَ وغدرًا ...

دعْ أبا فهرٍ يحدثك عنها في رسالته .. !
#رسالة_في_الطريق_إلى_ثقافتنا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاحب: واضح.
صُوى: الأعلام من الحجارة، الواحدة صُوَّةٌ.
ليلٌ ألْيَلٌ: شديدُ الظلمة.
حمأة: والحَمأَةُ والحَمَأُ: الطِّينُ الأسوَدُ.
ترشح: رَشَحَ رَشْحًا، أي: عَرِقَ.

رابط الكتاب:
http://waqfeya.com/book.php?bid=6559

#قتيبة_كعكة
#أبو_فهر_الصغير