#الأحواز_العربية_المحتلة_القضية_المنسية ـ(2/2)
💫تاريخ من المعاناة.
ومنذ بداية الإحتلال الإيراني ، لم تهدأ ثورة الشعب العربي الأحوازي في مواجهة آلة البطش الإيرانية، التي أعدمت العديد منهم علانية في الشوارع ، وحرقت منازلهم ، وهجرت نسبة كبيرة منهم قسرياً خارج الإقليم ، وإستبدالهم بمواطنين ذي أصول فارسية ، لذلك نجد أن نسبة العرب في الإقليم كانت تمثل 99% ، وأصبحت الآن لا تزيد على 90% ، كما استبدلت أسماء المدن العربية بأخرى فارسية، لطمس الهوية العربية للإقليم.
الشعب الأحوازي ساعد قادة الثورة الإسلامية عام 1979 ، للقضاء على نظام الشاه الذي سلبهم كافة حقوقهم ، وبالرغم من نجاح الثورة، إلا أن القادة تنصلوا من وعودهم للشعب الأحوازي بالحصول على إستقلال ذاتي.
لذا فبعد شهور قليلة من قيام الثورة ، حدثت مواجهات عنيفة بين الجانبين ، وإرتكب حاكم الإقليم حينها الجنرال أحمد مدني في مايو 1979م مجازر بشعة راح ضحيتها مئات من أهالي مدينتي المحمرة وعبادان الذين قاوموا محاولة السلطات الإيرانية إغلاق المراكز السياسية والثقافية العربية في الإقليم ، وشهد الإقليم أثر ذلك إعدامات عشوائية ، ونفي زعيمها الروحي "أية الله آل شبير الخاقاني" إلى قم حيث توفي في ظروف غامضة .
وفي عام 1985 تجددت الثورات والإنتفاضة الداخلية في الأحواز ، حيث قامت إنتفاضة شعبية عارمة في كل أنحاء الإقليم إحتجاجاً على مقال نشر في صحيفة إيرانية وجه إهانات جارحة للعرب في الإقليم بشكل خاص والأمة العربية بشكل عام ،لاسيما وأن هذه التوترات والمواجهات جاءت في ظل الحرب العراقية – الإيرانية التي أخذت بعداً قومياً وثقافيا.ً
وفي عام 1994 إندلعت مواجهات دامية بين قوات الأمن الإيرانية وبين العرب الذين صُودرت أراضيهم في إطار مشروع قصب السكر في الإقليم ، والتي قتل وجرح فيها العشرات من أصحاب الأراضي ، وفي سابقة غير مسبوقة أحدثت تطوراً غير متوقعاً على سير القضية الأحوازية ، عين الرئيس الإيراني السابق محمد خامني وزيراً من العرب ، وهو الأميرال علي شمخاني الذي شكل حالة إستثنائية في الجمهورية الإسلامية حيث أنه من القلة العربية الأحوازية التي تسلمت مناصب حكومة عليا في إيران .
وكانت أخر إنتفاضات الأحوازيين تلك الإنتفاضة التي إندلعت في 15 إبريل 2005 على إثر تسرب وثيقة منسوبة لمكتب الرئيس الإيراني في ذلك الوقت محمد خاتمي وتنص على ضرورة تفريس ثلثى سكان الأحواز وتوزيعهم على مختلف المناطق الإيرانية ، وهى الوثيقة التي تؤكد الحكومة الإيرانية أنها مزورة ، بينما يقول الناشطون الأحوازيون أنها حقيقية
ويؤكد الخبراء على أن معاناة الأحوازيين تحت نيران الإحتلال الإيراني البغيض ، هي جزء من الحرب الإيرانية ضد السنة والعرب ، فيكفي إتهام السنى بأنه معتنق للفكر الوهابي ، حتى يكون عرضة للتنكيل والإعتقال على يد المخابرات الإيرانية ، فمثلاً لا يوجد مسجد واحد لسنة إيران البالغين قرابة المليون ، في الوقت الذي يوجد فيه قرابة 150 معبداً للديانات المتعددة.
الأحواز واحدة من أغرب القضايا التي يشهدها التاريخ المعاصر, فعلى رغم أنها قضية شعب حاول التعبير عن نفسه بأكثر من طريقة إلا أنه ظل محذوفاً من ذاكرة التاريخ, إذ كُتب عليه أن يقع وسط ما يمكن تسميته بالمنطقة الرمادية فهم في الشرق الإيراني عرب مهاجرون وفي الغرب العربي شيعة إيرانيون وبين هاتين المقولتين وجد ملايين من البشر أنفسهم وقد حشروا في البرزخ, كتب عليهم لغة غير لغتهم وثقافة بعيدة عن ثقافتهم حتى أسماء مواليدهم محددة وتفرض عليهم !! .
إيران الساعية إلى تفريس الإقليم ، أقرت مؤخراً قانوناً يسمح بنقل 1.5 مليون مواطن فارسي إلى الإقليم ، وتهجير عدد كبير من المواطنين الأحوازيين إلى الشمال الإيراني، بغية تغيير التركيبة السكانية للإقليم ، الذي يغلب عليه الطابع العربي، ويهدف المخطط إلى إنشاء ثلاثة محافظات فارسية في الإقليم ، يمنع فيها الأحوازي من تلقي العلاج في المستشفيات الجديدة ، أو الإلتحاق بالتعليم ، أو الحصول على أية خدمات تذكر.
وتستمر السياسات العنصرية القمعية التي تنتهجها القوات الإيرانية في الإقليم ، والتي وصلت إلى حد تحويل مجاري الأنهار الكبرى إلى خارج الأحواز ، لحرمان المزارعين من مياه الري والشرب ، من أجل الضغط عليهم للهجرة خارج الإقليم. علاوة على إغتيال العديد من علماء الدين السنة ، لإضفاء الطابع الشيعي على الإقليم المحتل.
من جانبه أشار جابر أحمد رئيس القسم العربي في مركز دراسات الأحواز بواشنطن إلى أن عملية بناء المستوطنات الفارسية داخل الأحواز تزايدت بكثافة خلال الآونة وغيرها من الدول العربية ، دون أي تحرك عربي ملموس لمواجهة النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة
✍أحمد حسين الشيمي
〰〰〰〰〰〰〰〰
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55