#الجزء_العاشر_والأخير
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
_ وفي اللّيلة العاشِرة بكيتُ بُكاءًا مُرًّا للبُعد والهجران حتّى أصابَ الغشيانُ عيني واْعتراني الأرق.
وحينما كنتُ على هذا الحال إذا ببابِ الغُرفة يُفتَح! ، ويدخُل السيّد (مُحمّد شوشترى) الغرفة. قال:
- أترغبُ الآن عن الدُنيا، وتصدف عن جميعِ لذّاتها، وتتبعني أنّى أذهب؟
قُلت: بل أرجواْ منكَ أن تدعواْ اللهَ لكي يُميتني ويُخلّصني من هذا السّجن!
قال: إنّي دعوتُ اللهَ تعالى لكَ البارِحة، إلّا أنهُ يبدو أن الله لَم يمتحنكَ بعدُ اْمتحانًا نهائيًّا، فينبغي عليكَ أن تمكُثَ في هذهِ الدُنيا الأمد. وسوفَ لا آتيكَ أبدًا، فاْنتهِز هذهِ الفُرصة اللّيلة وسلني عما بدا لَك.
بادرتهُ بالسُّؤال: ماذا تعمل إلى قيامِ السّاعة في عالمِ البرزخ؟ وكيفَ تقضي وقتكَ؟
أجابني: إنّ عامل الزّمان لا أهميّة لهُ بالنّسبة إلينا لأنّ الإنسان - كما رأيت - لو قامَ مليارات السّنين في تلكَ الرّوضة وهوَ يرفلُ بتلكَ النّشوة واللّذة التي احسستَ بها اللّيلة الماضيّة، فلا يحسبُ تلكَ المُدّة إلّا لحظة واحدة، ولِذا قِيل:
سِنةُ الفراق سَنه وسِنةُ الوصالِ سِنة
كلمةُ سِنة المذكورة في أوّل العبارة وآخرها تعني بُرهة أو لحظة، أمّا الثانية فهيَ المُدّة الزمنيّة المعروفة.
قلتُ له: هل يتمتّعُ الإنسانُ بلذّةِ الوصل إذا لَم يصل إلى الكمال الرّوحي؟
قال: إنّ كان سالمُ العقيدة في الدُنيا ويُحبُّ اللهَ وأولياءهُ فتُزكّى نفسهُ خلالَ مُدّة قصيرة، ثُمّ يُقرّبُ الى رِحابِ القدس، لكي يَنعمَ بلذّةِ الوَصل.
سألتهُ: هل تُزكّى روحُ مَن أحبَّ الدُنيا واْبتغى الجاه والسُلطة، أو يتصف ببعضِ الصِفات الحيوانيّة والشيطانيّة؟
قال: إنّ شخصًا كهذا لا يُفارغُ الدُنيا بيسرٍ وسهولة، فإن لَم يُخرج حبّ الدُنيا مِن جوفِه فسيصرم حبل الوَصل بينهُ وبينَ حبيبه، ويُحرَمُ من لذّات عالم البرزخ.
قلت: ماهوَ برأيكَ العمل الأنجح في الدُنيا للفوزِ بلذّات عالمِ البرزخ والظفر بوصلِ الحبيب؟
قال: حبّ الله وحبّ أوليائهِ ويكمنُ حبّهم ومودتهم طبعًا في طاعتهم وهيَ الطّريقة المُثلى.
وهُنا اْختفى السيّد (مُحمّد شوشتري) فجأة وتوارى عن نظري وما رأيتهُ إلى هذهِ السّاعة قط.
#كتاب: عالم الأرواح العجيب.
السيد حسن الأبطحي.
☆ #عشر_ليال_في_عالم_البرزخ ☆
_ وفي اللّيلة العاشِرة بكيتُ بُكاءًا مُرًّا للبُعد والهجران حتّى أصابَ الغشيانُ عيني واْعتراني الأرق.
وحينما كنتُ على هذا الحال إذا ببابِ الغُرفة يُفتَح! ، ويدخُل السيّد (مُحمّد شوشترى) الغرفة. قال:
- أترغبُ الآن عن الدُنيا، وتصدف عن جميعِ لذّاتها، وتتبعني أنّى أذهب؟
قُلت: بل أرجواْ منكَ أن تدعواْ اللهَ لكي يُميتني ويُخلّصني من هذا السّجن!
قال: إنّي دعوتُ اللهَ تعالى لكَ البارِحة، إلّا أنهُ يبدو أن الله لَم يمتحنكَ بعدُ اْمتحانًا نهائيًّا، فينبغي عليكَ أن تمكُثَ في هذهِ الدُنيا الأمد. وسوفَ لا آتيكَ أبدًا، فاْنتهِز هذهِ الفُرصة اللّيلة وسلني عما بدا لَك.
بادرتهُ بالسُّؤال: ماذا تعمل إلى قيامِ السّاعة في عالمِ البرزخ؟ وكيفَ تقضي وقتكَ؟
أجابني: إنّ عامل الزّمان لا أهميّة لهُ بالنّسبة إلينا لأنّ الإنسان - كما رأيت - لو قامَ مليارات السّنين في تلكَ الرّوضة وهوَ يرفلُ بتلكَ النّشوة واللّذة التي احسستَ بها اللّيلة الماضيّة، فلا يحسبُ تلكَ المُدّة إلّا لحظة واحدة، ولِذا قِيل:
سِنةُ الفراق سَنه وسِنةُ الوصالِ سِنة
كلمةُ سِنة المذكورة في أوّل العبارة وآخرها تعني بُرهة أو لحظة، أمّا الثانية فهيَ المُدّة الزمنيّة المعروفة.
قلتُ له: هل يتمتّعُ الإنسانُ بلذّةِ الوصل إذا لَم يصل إلى الكمال الرّوحي؟
قال: إنّ كان سالمُ العقيدة في الدُنيا ويُحبُّ اللهَ وأولياءهُ فتُزكّى نفسهُ خلالَ مُدّة قصيرة، ثُمّ يُقرّبُ الى رِحابِ القدس، لكي يَنعمَ بلذّةِ الوَصل.
سألتهُ: هل تُزكّى روحُ مَن أحبَّ الدُنيا واْبتغى الجاه والسُلطة، أو يتصف ببعضِ الصِفات الحيوانيّة والشيطانيّة؟
قال: إنّ شخصًا كهذا لا يُفارغُ الدُنيا بيسرٍ وسهولة، فإن لَم يُخرج حبّ الدُنيا مِن جوفِه فسيصرم حبل الوَصل بينهُ وبينَ حبيبه، ويُحرَمُ من لذّات عالم البرزخ.
قلت: ماهوَ برأيكَ العمل الأنجح في الدُنيا للفوزِ بلذّات عالمِ البرزخ والظفر بوصلِ الحبيب؟
قال: حبّ الله وحبّ أوليائهِ ويكمنُ حبّهم ومودتهم طبعًا في طاعتهم وهيَ الطّريقة المُثلى.
وهُنا اْختفى السيّد (مُحمّد شوشتري) فجأة وتوارى عن نظري وما رأيتهُ إلى هذهِ السّاعة قط.
#كتاب: عالم الأرواح العجيب.
السيد حسن الأبطحي.