#الزيدية_بين_خطري_الوهابية_والاثني عشرية
وإضاءة لحجج وأعلام المذهب الزيدي في العهد القريب "
تفاءلت حينما رأيت طواغيت العبث والفساد تتهاوى ، وحينما أرى مشروع الإرشاد والصلاح قد قطع مشوارا لابأس به برغم المعوقات إلا انه ينتابني قلق حينما أرى الإمتداد الإثني عشري
- وبصمات ظهوره مصحوبا بافكاره الخزعبلية -
يجول في أوساط مجتمع تميز بزيديته العادله والسمحاء..
مجتمع افتطر على الزيدية وجعلها تراثا يتوارثها الأجيال لمئات السنين فكرا وتطبيقآ..
ذلك النهج الذي يعيش صراعا مريرا مع الفكر الوهابي الدخيل ولازال ، وإذا به يتفاجأ ليواجه خطرا آخرا وهو "الفكر الاثني عشري " الذي يعتبر أشد من سابقه بسبب العوامل المهيأة -ظاهريا- التي ستجعل البلاد مكانا ملائما لانتشار ذلك الفكر ..
فهو أخطر كونه يحمل بعضا من خصائص الزيدية التي ستحضى بالقبول في الأوساط بسبب أن شريحة كبيرة من الناس متمسكين باسم الزيدية فقط!! ولم يعلموا ماهية الزيدية فكرا وتطبيقا نظرا لعدم تمسكهم بوصية علماء المذهب القاضية بوجوب تعلم العلم والبحث في كل جوانب الدين ، والتي بدورها ستبعد كل شك أو لبس.. فمن خلال قراءة التراث الزيدي وإن كان هناك توافق في بعض الجوانب مع الاثني عشرية إلا ان ذلك لايعني التوافق بينهما مطلقا..
لان هناك خلافات جوهرية في كثير من الجوانب لا يمكن التوافق عليها أبدا..
فدغدغة عواطف أبناء الزيدية من قبل الامامية في تشيعهم بالامام علي والإمام الحسين و أهل البيت لا يكفي لأن ينظر إليهما بعين واحدة وإعتبارهما كالشيء الواحد، ولكن بفضل الله فقد وعدنا الله بنصر دينه وحفظه الى يوم الدين فسخر علماء أفاضل بأن يقوموا على هذا الدين ، ومن أولئك العلماء الاخيار السيد العلامة مجدد الدين/ مجدالدين المؤيدي رحمه الله ؛ الذي عرف بعدل ووسطية النهج ، لأنه من سلاله طيبة ومباركة توارثت العلم والدين بدأت بنبيئنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم - ووصولا الى بين يدي هذا العالم الرباني الجليل ، فما أن أفل عنا إلا وأظهر الله لنا نجم من العترة الطاهرة ، وهو العلامة السيد المولى/ الحسين بن يحيى المطهر ؛ الذي شهد له أسلافه بغزارة العلم والزهد والورع ، ذلك جعله أهلا لأن يقوم بدين الله ؛ وبالفعل ما كادت كل قرية وكل بيت أن تخلو من نور الهداية بالعلم والارشاد.
كما أنه عمل جاهدا في سبيل إبعاد الناس عن جهنم من خلال تحصينهم بنور العلم .. حتى إنه وفي آخر أيام حياته ومع شدة ألم مرضه كان يوصي من حوله ويحثهم على طلب العلم ونشره..في وقت والبلاد تشهد أشد حالات المنكرات والفساد من سفك الدماء وإزهاق الارواح ؛ تسابقا لمناصب وحطام لا محالة زائل..
وما تأليفه لكتاب "الجواب الراقي على مسائل العراقي " الذي وضح فيه للناس الفرق بين الزيدية والاثني عشرية ، إلا دليل على حرصه على الدين وحرصه على الناس بان لا ينخدعوا ويقعوا في متاهات الضلال..
فما أن أفل عنا ذلك النجم الساطع ، وفجعت الأمة بهول المصيبة التي حلت بها ؛ إلا ورحم الله هذه الأمة وظهر وبان نجم من نجوم آل محمد الأطهار ؛ ليواصل مشوار نشر الرسالة الغراء التي أنزلت على جده صلى الله عليه وآله- ذلك هو العلامة الحجة/ محمد عبدالله عوض حفظه الله ؛ هذا العالم الزاهد الذي شهد له الواقع قبل شهادة أسلافه وعلماء عصره له، فتجده مسخرا جل وقته في سبيل نشر دين الله من خلال التأليف ، وإعداد المناهج التي تدرس في المدارس والمعاهد الزيدية ، والإشراف عليها ، وقيامه بافتاء العباد في مسائل الفقه وغيرها ، بالاضافه الى توافد الناس اليه من مختلف البقاع لفصل الخصومات بحكم الله العادل ، وحباه الله بشمائل قل أن يوجد بعضها في علماء عصره ؛ ذلك جعله محلا لأن توكل إليه قيادة الامة بعد أسلافه الكرام ؛ لتنظيم عملية نشر الدين بالارشاد ..

إلا ان البعض لم يعرف مكانة هذا العالم الفاضل ، ولربما ان الناظر لهذا ينظر بعين التعصب والتحيز فيجعل الحق باطلا والباطل حقا..

فواجب على من شك في ذلك العالم لأي وجه من الوجوه أن يصل إليه ويناظره في كل المسائل ، او قراءة كتبه ومؤلفاته..أسوة بعلماء القرون الماضية الذين كانوا يقطعون المسافات مشيا على الأقدام لأيام وأشهر في سبيل الوصول الى العلماء بحثا وتحريا للدين والعلم..
ولا أنسى ذكر من وقف بجانبه وإعانته على الإرشاد من العلماء الأخيار أمثال السيد العلامة أحمد محمد الحوثي والسيد العلامة طه مطهر الحوثي والسيد العلامة عبدالحميد حسن أبوعلي والسيد العلامة أحمد حسن أبوعلي و شيخ الشيعة الفاضل عمار زمانه و أويس أوانه العلامة علي مسعود الرابضي و العلامة عبدالله القذان وغيرهم .. حفظهم الله جميعا بحفظه وأيدهم بتأييده وجزاهم عنا وعن الإسلام خير الجزاء