من صفح الأخ الشيخ علي يعقوب البحراني:
الأسئلة (4): اعتبار «تسلية المجالس» وهوية مؤلفه
.
◄ السؤال: ما مدى اعتبار مقتل محمد بن أبي طالب؟ ومن هو هذا الرجل؟
.
◄ الجواب: المصنّف (رحمه الله) هو السيد محمد بن أبي طالب بن أحمد الموسوي الحائري الكركي، عدَّه الشيخ المجلسي (رحمه الله) من سادة الأفاضل المتأخرين(1)، وهو من علماء القرن العاشر الهجري.
.
أما مقتله -وهو الموسوم بـ(تسلية المُجالس وزينة المَجالِس)-، فهو من الكتب التي لم تحظَ بتداول العلماء، ومن هنا حصل الاشتباه عند بعضهم فظنّوا أنَّ (تسلية المجالس) كتابٌ و(زينة المجالس) كتابٌ آخر، كلاهما في مقتل الحسين (عليه السلام)، إلا أنَّ الشيخ المجلسي (عليه الرحمة) قد اعتمد عليه في بحاره ولم يذكر نقدًا أو مثلبةً فيه خلال الفصل الثاني من مقدمة البحار كما هو شأنه مع الكتب التي يُشكِل عليها.
.
كُتِبَ الكتاب على هيئة مجالس عشرة أسوةً بأحد الكتب التي رآها واستحسن أسلوبها –لعله (روضة الشهداء) للكاشفي-، اشتملت المجالس على ذكر مصيبة أهل البيت (عليهم السلام) مع بعض مناقبهم وفضائلهم (صلوات الله عليهم) ومقاطع أدبية نثرًا ونظمًا، لكنه –خلافًا لمثل (روضة الشهداء)- تقصَّد نقل الروايات المعتبرة، حيث قال: "ولم أورد فيه من الأحاديث إلا ما صحَّحه علماؤنا، ورجَّحه أعلامنا، ودوَّنوه في كتبهم، ونقلوه عن أئمتهم"(2).
.
إلا أنّي لا أعلم إلى أي مدىً وُفِّق في ما عزم عليه، يحتاج الأمر للمزيد من البحث في الكتاب ومرويّاته، لكن لعلّ صورة اعتبار مرويّاته تتقرّب من خلال الالتفات لمصادر مرويّاته، والتي يمكن تقسيمها لثلاثة أقسام:
.
● الأول: كتب وصلتنا عنوانًا وعينًا، وهي كتب متعددة، ومنها كتب عامةٍ وخاصة، ولعل أبرز كتب الخاصة (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب (عليه الرحمة) و(الملهوف على قتلى الطفوف) للسيد علي ابن طاوس (عليه الرحمة)، وأبرز كتب العامة (مقتل الحسين) للخوارزمي.
.
● الثاني: كتب وصلتنا عنوانًا دون أن تصلنا نسخةٌ منها، ككتاب (النبوة) للشيخ الصدوق (عليه الرحمة)، و(مولد فاطمة (عليها السلام)) للصدوق أيضًا.
.
● الثالث: كتب لم يُعلَم عنوانها في فهارس العلماء، فضلاً عن معرفة عينها، ككتاب (محاسن الجوابات).
هذا وقد أكثر المصنف (رحمه الله) من النقل عن مناقب ابن شهر آشوب والملهوف ومقتل الخوارزمي.
.
نعم، لاحظت انتقادًا لأحد الكُتَّاب على رواية طلب الحسين (عليه السلام) الماء من الشمر، واعتبرها من مظاهر تحريف واقعة عاشوراء-والتي أوردها المؤلف في المجلس السابع من كتابه(3)-، إلا أنّ ذكر هذه الحادثة مِمَّا لم ينحصر بهذا الكتاب، وقد نوقِشَت، مع قطع النظر عن الرأي الحاسم فيها، أعني بتعبير آخر: إن مثل ذلك لوحده غير قادحٍ في جملة الكتاب.
.
عمومًا، لإعطاء نتيجةٍ واضحة حول اعتبار الكتاب ومرويّاته يستلزم الأمر بحثًا ومتابعةً كافية، فما اطلعتُ عليه وذكرته لا يصلح إلا لإعطاء تصوّر عام يقرّب صورة الكتاب وحاله.
.
والحمد لله رب العالمين.
27 ذو الحجة 1440هـ
.
.
________________________
(1) بحار الأنوار 1: 21، 40 [ط2 دار إحياء التراث العربية- نسخة جامع الأحاديث 3.5].
(2) تسلية المُجالِس 1: 52 [ط1 مؤسسة المعارف الإسلامية].
(3) تسلية المجالس 2: 323.
.
https://almarhooom.blogspot.com/2019/08/4.html
.
#تسلية_المجالس #المقاتل #التاريخ #محمد_بن_أبي_طالب #الكركي #المجلسي #بحار_الأنوار #كربلاء #الكركي_الحائري #الحائر #الحسين #الطف #عاشوراء #المقتل #مقتل_الحسين #علماء_لبنان #جبل_عامل #المجالس #مجالس_الحسين
الأسئلة (4): اعتبار «تسلية المجالس» وهوية مؤلفه
.
◄ السؤال: ما مدى اعتبار مقتل محمد بن أبي طالب؟ ومن هو هذا الرجل؟
.
◄ الجواب: المصنّف (رحمه الله) هو السيد محمد بن أبي طالب بن أحمد الموسوي الحائري الكركي، عدَّه الشيخ المجلسي (رحمه الله) من سادة الأفاضل المتأخرين(1)، وهو من علماء القرن العاشر الهجري.
.
أما مقتله -وهو الموسوم بـ(تسلية المُجالس وزينة المَجالِس)-، فهو من الكتب التي لم تحظَ بتداول العلماء، ومن هنا حصل الاشتباه عند بعضهم فظنّوا أنَّ (تسلية المجالس) كتابٌ و(زينة المجالس) كتابٌ آخر، كلاهما في مقتل الحسين (عليه السلام)، إلا أنَّ الشيخ المجلسي (عليه الرحمة) قد اعتمد عليه في بحاره ولم يذكر نقدًا أو مثلبةً فيه خلال الفصل الثاني من مقدمة البحار كما هو شأنه مع الكتب التي يُشكِل عليها.
.
كُتِبَ الكتاب على هيئة مجالس عشرة أسوةً بأحد الكتب التي رآها واستحسن أسلوبها –لعله (روضة الشهداء) للكاشفي-، اشتملت المجالس على ذكر مصيبة أهل البيت (عليهم السلام) مع بعض مناقبهم وفضائلهم (صلوات الله عليهم) ومقاطع أدبية نثرًا ونظمًا، لكنه –خلافًا لمثل (روضة الشهداء)- تقصَّد نقل الروايات المعتبرة، حيث قال: "ولم أورد فيه من الأحاديث إلا ما صحَّحه علماؤنا، ورجَّحه أعلامنا، ودوَّنوه في كتبهم، ونقلوه عن أئمتهم"(2).
.
إلا أنّي لا أعلم إلى أي مدىً وُفِّق في ما عزم عليه، يحتاج الأمر للمزيد من البحث في الكتاب ومرويّاته، لكن لعلّ صورة اعتبار مرويّاته تتقرّب من خلال الالتفات لمصادر مرويّاته، والتي يمكن تقسيمها لثلاثة أقسام:
.
● الأول: كتب وصلتنا عنوانًا وعينًا، وهي كتب متعددة، ومنها كتب عامةٍ وخاصة، ولعل أبرز كتب الخاصة (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب (عليه الرحمة) و(الملهوف على قتلى الطفوف) للسيد علي ابن طاوس (عليه الرحمة)، وأبرز كتب العامة (مقتل الحسين) للخوارزمي.
.
● الثاني: كتب وصلتنا عنوانًا دون أن تصلنا نسخةٌ منها، ككتاب (النبوة) للشيخ الصدوق (عليه الرحمة)، و(مولد فاطمة (عليها السلام)) للصدوق أيضًا.
.
● الثالث: كتب لم يُعلَم عنوانها في فهارس العلماء، فضلاً عن معرفة عينها، ككتاب (محاسن الجوابات).
هذا وقد أكثر المصنف (رحمه الله) من النقل عن مناقب ابن شهر آشوب والملهوف ومقتل الخوارزمي.
.
نعم، لاحظت انتقادًا لأحد الكُتَّاب على رواية طلب الحسين (عليه السلام) الماء من الشمر، واعتبرها من مظاهر تحريف واقعة عاشوراء-والتي أوردها المؤلف في المجلس السابع من كتابه(3)-، إلا أنّ ذكر هذه الحادثة مِمَّا لم ينحصر بهذا الكتاب، وقد نوقِشَت، مع قطع النظر عن الرأي الحاسم فيها، أعني بتعبير آخر: إن مثل ذلك لوحده غير قادحٍ في جملة الكتاب.
.
عمومًا، لإعطاء نتيجةٍ واضحة حول اعتبار الكتاب ومرويّاته يستلزم الأمر بحثًا ومتابعةً كافية، فما اطلعتُ عليه وذكرته لا يصلح إلا لإعطاء تصوّر عام يقرّب صورة الكتاب وحاله.
.
والحمد لله رب العالمين.
27 ذو الحجة 1440هـ
.
.
________________________
(1) بحار الأنوار 1: 21، 40 [ط2 دار إحياء التراث العربية- نسخة جامع الأحاديث 3.5].
(2) تسلية المُجالِس 1: 52 [ط1 مؤسسة المعارف الإسلامية].
(3) تسلية المجالس 2: 323.
.
https://almarhooom.blogspot.com/2019/08/4.html
.
#تسلية_المجالس #المقاتل #التاريخ #محمد_بن_أبي_طالب #الكركي #المجلسي #بحار_الأنوار #كربلاء #الكركي_الحائري #الحائر #الحسين #الطف #عاشوراء #المقتل #مقتل_الحسين #علماء_لبنان #جبل_عامل #المجالس #مجالس_الحسين