قال
#محمود_درويش: فبعضي لديّ و بعضي لديك... و بعضي مُشتاق لبعضي... فهلّا أتيت؟!
فالروح لها إلف و به و معه تأتلف و القلب يحيا و يرتوي بالشعور الطهور كالماء النمير، و بغيره يشح و يجف...
و قول
#درويش أيضاً: "و القلب مهجور كبئر جف فيها الماء !"
و نادراً ما تروض النفس للبديل، و إنها لتألم الألم مضاعفاً الأول ألم الفقد و الثاني ألم الشعور بالخيانة !
و حتى إن هجر و أعرض فإنه لا ينسى و لا يعوض...
يقول
#أحدهم: "سِواكمْ و إِنْ أعرَضتُمُ ليسَ يُعشَقُ".
و النفس تُرهق و ليس يُرهقها كالشوق، فهو أرق و حزن يُكبل الجوارح و يحبس البال، فما يكون الصمت إلا مجاملة المتهارب، و لا تكون الكلمات إلا مسايرةً و مناجاة كمناجاة الموقوف بحبل المشنقة... !
إذ
#يقول الشاعر:
أُكتِّمُ ما بي مِن هَواكَ تَظَرُّفاً...
و كُلِّي لِسانٌ بالصَّبابةِ يَنطِقُ.. !
فيغدو المشتاق أسير اللقاء، أو رهين ذكرى في صبح أو وئام مساء، فُيخلدها ساعة السعد و يُعلقها بين أيامه كطاقة الورد...
و أبلغ القائل حين قال:
يا لَيلَةً لَستُ أَنسى طيبَها أَبَداً...
كَأَنَّ كُلَّ سُرورٍ حاضِرٌ فيها.. !
فيحتفظ المشتاق النبيل بشوقهِ سراً ليس للبوح، و جرحاً يؤثر تجرع ألمه على نشره للبحث عن ضماده...
فحين يكون الوصال محال، و قرين الروح وِصاله إخلال؟ فهجره وفاء و محاولة تناسيه جرع من الدواء...
و أوجز ذلك
#المتنبي حين قال:
وَ سِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ
إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ..
وَ إفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ
مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ..
#لفتات #وقفة