في مجتمعي
لدينا العديد من الديانات و الطوائف، ولكن تقريباً لا احد يعبد الله، فالجميع يعبد المجتمع ..
في مجتمعي
تولد الانثى فريسة، ويولد الذكر وحش ضارٍ، و يولد الحب بعيداً عن الزواج، و يولد الزواج بعيداً عن الحب ..
في مجتمعي
هنالك محرمات عديدة، تصبح الحياة بدونها بلا معنى، فالحب حرام، و الجنس حرام، و القُبلة حرام، و النظرة حرام، والحرية حرام، والدراجة الهوائية حرام، و الفكرة حرام، و الكلمة ايضاً حرام ..
في مجتمعي
نحن بشر كباقي البشر، نريد ان نقع في الحب، نريد ان نمارس الحب، نقرأ قصص الغرام، والشِعر الجميل، نريد العيش في باريس، و نهوى الحياة، ونعشق الحرية، لكننا نفعل كل ذلك بالسر ..
في مجتمعي
عيب عليك ان تعيش امام الناس، عيب عليك ان تكون انساناً أمام الناس !
في مجتمعي
نحن لسنا اغبياء ! .. في مجتمعي لدينا عقولاً نادرة، عقولاً قادرة على التفكير، ولكن التفكير عندنا حرام .. يولد الطفل هنا انساناً يملك عقلاً قادراً، او ربما عقلاً نادراً، و لكن عندما يريد ان يفكر نضربه على وجهه و نقول له ان ذلك عيب و حرام ..
في مجتمعي
لدينا علماءاً و عباقرة، ولكنهم يعيشون في الخارج، لسبب ما !
في مجتمعي
نعاني من فايروسات خطيرة مزروعة في اعماق النفس، منها الشرف، و هو فايروس خطير يأتي بأشكال عديدة جميعها تؤدي الى الموت ..
في مجتمعي
الجميع يعرف ان مجتمعنا يحرمنا من الحياة، ان مجتمعنا ظالمٌ و قاسي، ان مجتمعنا يقتلنا كل يوم، و يقتل بناتنا، و يطفئ شبابنا .. و لكننا جميعاً نسعى لإرضائه صباح مساء ..
في مجتمعي
نحن نعرف جميعاً ان اسباب مأساتنا تأتي كلها من هذا المجتمع. نحن نعرف جميعاً ان مجتمعنا يجب ان يتغير. و نحن نعرف جميعاً اننا نحن من يكوّن هذا المجتمع، ولكننا بالرغم من ذلك لا نرغب بتغيير انفسنا، ولا قناعاتنا، و لا افكارنا .. فقط نقف متفرجين على الكارثة، وننتظر التغيير ..
في مجتمعي
نحن نراقب بيتنا يحترق امام اعيننا، نقف امام البيت نبكي و نتألم، ثم عندما تشتد الكارثة، نتسلق سيارة الاطفاء، نقف فوقها و نرفع ايدينا للدعاء، ونسأل الله ان يبعث لنا من يطفئ النار ..
في مجتمعي
نحن نعيش لنراقب الحياة من بعيد، كالأموات، كما يراقب الفقير الاغنياء. نحن امواتٌ، ولدنا في هذا العالم، ليعرف الآخرون معنى الحياة ..
في مجتمعي
نحن نفخر بكل ذلك ..
#ابراهيم_هاشم_إبراهيم#ايلاف_الحسيني