#سلسلة_الخلفاء_الراشدين [الـحــ5ــلـقـة]
💫الخروج للفرس والروم:
بدأت عداوة الفرس للمسلمين في عهد الرسول، عندما أمر ملك الفرس عامله على اليمن أن يرسل من عنده رجلاً ليقتل رسول الله أو يأسره، بعدما أرسل له النبي مَن يدعوه إلى الإسلام، ولكن الله أَهْلَكَ ملك الفرس عندما ثار عليه قومه، وحفظ رسوله حتى مات.
وعندما ارتدَّت العرب ظنَّ الفرس أن العرب المرتدِّين سيقضون على الإسلام في مهده، ولكن الله خَيَّبَ ظنَّهم، فعادوا يكيدون للإسلام، فما كان من أبي بكر الصِّدِّيق إلا أن بعث إليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه، وتحرَّك الجيش بقيادته نحو العراق، ونزل الحيرة فدعا أهلها إلى الإسلام، أو الجزية، أو الحرب, فقَبِل أهل الحيرة أن يدفعوا للمسلمين الجزية ويعيشوا في أمان وسلام، وكانت هذه أوَّل جزية تُؤخذ من الفرس في الإسلام.
وسار خالد رضي الله عنه، بجيشه إلى الأنبار، فهزم أهلها حتى نزلوا على شروطه، وقبلوا دفع الجزية أيضًا. ثم اتجه إلى "عين التمر"، ومنها إلى "دُومَة الجَنْدَل"، وفتحهما عَنوةً وقهرًا بعد أن رفض أهلها الإسلام والجزية وأعلنوا الحرب! فانتصر البطل الفاتح عليهم وأَمَّنَ بذلك حدود الدولة الإسلاميَّة الناشئة من ناحية الفرس.
💫حرب الروم:
لكن خطر الروم ما زال يهدد الدولة الإسلاميَّة!! فهذا هرقل إمبراطور الروم قد جمع قوَّاته على حدود فلسطين؛ وحرَّض العرب المجاورين له على معاداة المسلمين ليُوقِفَ المدَّ الإسلامي، ولكن كلمة الله لا بد أن تكون هي العليا، ولا بُدَّ أن يُزيل أبو بكر رضي الله عنه. كلَّ العوائق التي تقف في طريق الدعوة الإسلاميَّة، وتتربَّص بها، تريد القضاء عليها!
فدعا أبو بكر رضي الله عنه، المجاهدين لحرب الروم في الشام، وأعلن التعبئة العامَّة ليُلَقِّن كلَّ الذين يُفَكِّرون في العدوان على الإسلام والمسلمين درسًا لا يُنْسَى، وتحرَّكت الجيوش من "المدينة المنورة" وبتشكيل أربع فرق، يقودها قوَّاد عباقرة عظام؛ فكان على رأس الأُولى "عمرو بن العاص" ووِجْهَتُه فلسطين، وكان على رأس الثانية "يزيد بن أبي سفيان" ووجهته دمشق, وكان على رأس الثالثة "الوليد بن عقبة" ووجهته وادي الأُرْدُنِّ, أما الرابعة فكان على رأسها "أبو عُبَيْدَة بن الجرَّاح" ووجهته حمص.
وكان الصِّدِّيق قد بَعث خالد بن سعيد بن العاص يُرابط بقوَّاته قرب مناطق يسيطر عليها الروم والقبائل العربيَّة التي تعتنق النصرانيَّة وتحالف الروم، ثم أرسل قوَّاده الأربعة إلى بلاد الشام بعد ذلك، وقد أدرك الروم ما يرمى إليه خليفة المسلمين، فاستعدُّوا لحرب آتية لا بُدَّ منها مع المسلمين، فنقل هرقل مقرَّ القيادة إلى حمص ليكون أقرب من مَيْدَان القتال، ولما رأى المسلمون ذلك طلبوا من أبي بكر أن يرسل إليهم بالمدد، فأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يتحرَّك بمن معه في نجدة إلى الشام، ولا سيَّما أن الفرس في حالة من الضعف، ورحل خالد بمن معه إلى الشام، حيث جَرَت معركة اليرموك بين المسلمين والروم، واحتشدت القوَّات للمواجهة، وقبل البدء في القتال كان أبو بكر رضي الله عنه، قد تُوُفِّيَ يوم الاثنين (22 جمادى الآخرة عام 23هـ/ 634م) إثر إصابته بالحمَّى، وهو ابن ثلاث وستين سنة، ودُفِنَ في بيت عائشة رضي الله عنها، بجانب قبر النبي .
💫وفاة أبي بكر وخلافة عمر واستكمال المسيرة:
كان أبو بكر حينما اشتد المرض عليه، وشعر بدنوِّ أجله رأى أن يحسم أمر اختيار خلفٍ له؛ خشية انقسام المسلمين بعده، فاختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه، خليفة له (13- 23هـ/ 634- 644م)، بعد أن استشار كبار الصحابة، ثم بايعه عامَّة المسلمين بعد ذلك.
فأعاد تنظيم الجيوش, ووُلِّيَ أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، القيادة العامَّة لجيوش الشام بدلاً من خالد بن الوليد رضي الله عنه، فقادا الاثنين معًا معركة اليرموك التي انتهت بانتصار المسلمين.
واصل عمر استكمال الفتوح الإسلاميَّة التي بدأت في عهد الصِّدِّيق فقرَّر توجيه الإمدادات إلى العراق بعدما ضعفت هذه الجبهة برحيل خالد بن الوليد ؛ إذ لم يتمكَّن المثنَّى بن حارثة من الاحتفاظ بما حقَّقه المسلمون من انتصارات، فارتدَّ إلى الحيرة وتحصَّن بها، وكتب بذلك إلى الخليفة، فأرسل عمر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في خمسة آلاف مقاتل، وأمره بالسير إلى العراق لقتال الفرس، وكتب في الوقت نفسه إلى المثنى يأمره بالانضمام إليه بمن معه من العَسْكَر.
وبعد عدَّة اصطدامات جانبيَّة مع الفرس في أماكن متفرِّقة، وصل أبو عبيدة إلى قُسِّ النَّاطف -وهو موضع قريب من الحِيرَة على الضِّفَّة الشرقيَّة لنهر الفرات- حيث انضمَّ إليه المثنَّى مع قوَّاته، ودفع الفرس بجيش من أربعة آلاف مقاتل بقيادة جاذويه، وعسكر على الجانب الآخر من النهر.
يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55