📌 من يملأ الفراغ ؟..
@al_maktabh
إن كثيراً من أهل الغيرة يشكون مما صار إليه حال كثير من المسلمين من التقليد لغير المسلمين ومتابعتهم في أمور سيئة كثيرة، وهم من أجل الخلاص من ذلك يعظون وينصحون ويؤنبون، ولكن المردود لكل ذلك دائماً محدود.
أعتقد أننا في حاجة إلى فهم سنة الله ـ تعالى ـ في هذا الشأن حتى يتضح ما الذي علينا فعله.
يقولون:
إن الطبيعة تكره الفراغ، وهذا القول مهم فيما نحن فيه، إذ إن الإنسان يحب أن يفهم جذور الأشياء، والأحداث، ويحب أن يفهم عللها، كما يحب أن يعرف العلاقات التي تربط بين كل ما ذكرناه، وهذا الحب أو الظمأ يبحث دائماً عن الارتواء، وسيظل الإنسان يبحث عما يروي ظمأه، ويخلِّصه من حيرته وتساؤلاته، وحين يظفر به فإنه سيعتقد أنه جيد ومناسب إلى إن يأتي من يُثبت له أنه ليس كذلك من خلال تقديم بديل له، وعلى سبيل المثال، فإن المسلم إذا لم يجد في تراثه وفي بحوث المسلمين المعاصرين له المعلوماتِ التي توضح طبيعة المراهق وكيفية التعامل معه، والأسلوب الذي ينبغي أن يُتَبع في توجيهه... فإنه سوف يبحث عن ذلك في مكان آخر، وسيتقبل معظم ما يقوله له الآخرون عن هذا الموضوع، ولن يتخلى عنه إلا إذا قام باحثون مسلمون، وأثبتوا من خلال البحث والاستقراء والتحليل... أن ما قاله غير المسلمين في هذا الشأن غير صحيح أو غير دقيق، وأن الصحيح والدقيق هو كذا وكذا، في هذه الحال فإن المسلم المطلع سوف يوازن بين الرؤيتين، وبعد ذلك فقد يمزج بينهما، وقد يميل إلى إحداهما، ما دامت المسألة قابلة للجدال والاختلاف.
ما الذي يعنيه هذا؟
إنه يعني شيئاً واحداً هو أنه ليس أمامنا سوى خيار واحد هو (الإبداع) حيث إننا كلما أبدعنا في إيجاد ما نحن في حاجة إليه استغنينا به ـ ولو جزئياً ـ عما لدى الآخرين، وإذا لم نفعل ذلك، فلا نلومن العامة وأشباههم من تقليد الآخرين ومتابعتهم في أساليب عيشهم، هذه هي الحقيقة الواضحة والمؤلمة: إما الإبداع وإما التبعية.
نعم إن الكف عن البحث والاجتهاد والإبداع سيعني الركون إلى التقليد وليس هناك من يمكن أن يُقَلـَّد سوى أولئك الذين يصنعون الأشياء، ويولِّدون الأفكار والنظريات والمفاهيم.
@al_maktabh
📕#وقفات_للعقل_والروح 👇
#عبد_الكريم_بكار @al_maktabh