#كتاب_الاسبوع " لا تخبري ماما " لـ /توني ماغواير
ترجمة / محمد التهامي العماري
لطالما كنت اسأل نفسي مذ الصغر
" ما الحكمة من الانجاب ان كنا لا نستطيع توفير ابسط الاشياء لاطفالنا وهي الامان ! "
ان كنّا فاشلون ولا نستحق لقب ام او اب ،
ان كنا غير مستعدين تماماً لتقبّل شيء كهذا
لما الانجاب اذن؟
أننجبهم فقط لنعذبهم؟؟ ايستحقون هذا فعلا؟
"لا تخبري ماما"
هي عبارة عن سيرة ذاتية عن الكاتبة توني ماغواير .. تسطر فيها الكاتبة مأساتها من وهي طفلة لا تتعدى الست سنوات!
حينمـا تُستغل براءة الطفولة بكذبات .. وتنتهك
هنا نقول : لعنة الله على هذا العالم القبيح
تروي الكاتبة قصة حياتها البائسة جداً ،
طفلة جميلة من ام انجليزية من الطبقة الوسطى وتكبر زوجها بـ خمس اعوام .. واب ايرلندي من الطبقة الوسطى أيضاً ..
عاشت الطفلة فقط خمس سنوات يغمرها الحب والطمأنينة ثم ماذا بعد ذلك؟
انتقلت الاسرة الصغيرة جداً والتي تتكون من ام واب وطفلة الى انجلترا وهناك!
حدثت الفاجعة والتي غيّرت مجرى الرواية الى رواية حزينة .. بائسة..
تتعرض الطفلة الى حادثة اغتصاب ومن من؟؟ من الذي كان يفترض ان يكون حمايتها وامانها
"والدها" ..
اما امها "روث ماغواير " فكانت غريبة جداً حبها لزوجها اعماها عن اخطاءه او دعوني اقل جرائمه .. فلأنه يصغرها بخمس سنوات كانت تعتقد انه سوف يتركها ويذهب الى امرأة اخرى لذلك كانت تبذل جهدها لتجعله معها! وعلى حساب من؟
ثمرة علاقتهم " انطوانيت ".
هكذا اطلق عليها والدها اما هي فكانت تكره هذا الاسم لطالما يذكرها بطفولتها المؤلمة!
من الطبيعي حينما تتعرض الطفلة الى حادثة اغتصاب تعيش او تتخيل حياتين
حياة ما قبل الاغتصاب وما بعده!
لذلك اطلقت على نفسها اسم "توني ماغواير "
ربما اعتقدت انها هكذا ستنسى وتتحرر من انطوانيت وذكرياتها المؤلمة ..
والدها او الرجل القذر والاناني، الزوج السكير، كان يهدد ابنته بجملة كان يعلم تماماً انها تضعف امامها " لن تحبك امك ان افشيت السر، وسيدينك الجميع "
قالت حاضر لن اخبرها خوف ان تتخلى عنها والدتها .. ومع ذلك اخبرتها بتلك القُبلة القذرة فكانت النتيجة .. انها نهرتها ونبذتها واهملتها وحتى جعلت مظهرها قبيح .. وكأنها هكذا ستكون غير جاذبة وبالتالي لن يفكر والدها بهذا الفعل مرة اخرى.
تقول انطوانيت الطفلة ( كنت اثق في حب أمي، ستطلب منه ان يتوقف لكنها لم تفعل)
لأجل حبها لامها وحتى لا تخسرها ظلت انطوانيت صامتة قُرابة الـ الثمانية سنوات .. يغتصبها والدها مراراً ولا تعترض هي .. ولو لم يحدث ما حدث اعتقد كانت ستستمر في صمتها ذاك !
لماذا؟ لماذا يا توني ان كان بيدك ان تغيري مسار حياتك للافضل فقط لو كنتِ هربتي مثلاً من هذه العائلة السخيفة والانانية!
لن اعاتبها اطلاقاً .. فالحب الذي تكنه لامها جعلها كفيفة تماماً .. حقاً من اعتاد على الحُب صعب عليه التخلص منه! وفعلاً توني ماغواير فشلت من التخلص عن حبها لوالدتها ..
اما "روث" والدتها، ليست ام ولا تستحق لقب "الام" انسانة انانية فضلت حب زوجها ع ابنتها ..
وحتى توني ذاتها اتبعت نفس نمط امها وان كانت هي تنكر هذا طوال الرواية ..
والدتها ضحت بها وفضّلت الحب .. وكانت موهومة لان زوجها لم يحبها قط!
اما توني ضحت بنفسها وفضّلت حب والدتها وايضاً كانت موهومة فوالدتها لم تحبها قط !
عموماً الرواية بائسة مؤلمة بحق..
حبكتها رائعة، وطريقة السرد جميلة جداً اما الترجمة قصة اخرى .. ابداع
اعتقد ان صدف ووجدت توني في مكان ما سأسئلها احقاً تنتظري منا تقييم حياتك؟ ومن نحن!
مهما سطرت وكتبت اجزم ان هناك حلقة مفقودة غضت هي نظرها منها سهواً او ربما عمداً.. ذلك لان حياتنا ملك لنا لا لسوانا.