#معزوفة_المشرحة
#بقلم_جمايكا_احمد
#الجزء الاول..
وعيت ع الدني فقيرة لا في عندي ولا في لالي ، ماكنت شوف في بيتنا الا التياب المهترية والفرش القديم يلي اكلو البق والجرذان وادوات مطبخ مكسرة ومصدية ، وغسالة قديمة يوم بتشتغل وعشرة لاء.
وفرحة عمرنا يوم الفاكهة الطازة تدخل هالبيت، احلامنا ماكانت تتعدى هالشي.. واللبس الجديد كانت امنية وحلم ابليس بالجنة... بهاد البيت اب مقعد من 20 سنة وام مريضة قلب وضغط وسكر ، واختين جار عليهن الزمن ليدوس عليهن قطار الزواج وينساهن ، حتى اخوة شباب ليشيلونا من هالتعتير ربنا مارزقنا، الحمد لله ع كل شي، كل يوم عن يوم عم يكبر فينا الزمن لا درسنا ولا تعلمنا متل باقي الناس مصاريف المدارس اخر شي كنا بنفكر فيه بعد ماصار مع ابي اللي صار.. وكبرنا حتى انو يندق باب بيتنا لشي عريس داسو القطار متلنا ماكان يندق.. ،و من تنضيف البيوت لتنضيف حمامات المرافق العامة ، من هون كنا نجيب مصاري نشتري لقمة عيشنا.. وادوية لامي وابي.. بهاي الغرفة يلي حيطانها بالية وكلا عفونة ورطوبة وشباك من خشب مقفل بالنايلون ليحمينا من برد هالزمن واوجاعو كانت اختي جميلة قاعدة ع فراشها عم تحسب راتبها كيف بدو يكفينا لاخر الشهر لناكل ونشرب ونكفي حياتنا،. واختي رنا ايدها ع خدها من بعد ما صاحب المحل طردها وفضل بنت تانية اكثر جمال منها لتشتغل بالمحل،. معلش اصلا اختي التعب والفقر والهم اكل ملامح وجها الشبابية، وغطا شعرا الشيب عن عمر 35..
جميلة :- شو صار معك بالشغل يلي شفتيه
رنا :- ما اعتقد رح يقبلوني، اللي بيشتغل هونيك قلي بنتي روحي ارجعي ع بيتك بدهن حدا يتحمل مو حد جاي الموت اكل وجهو ويحطوه بالثلاجة ..
جميلة :- العما بقلبو شو قليل زوق
رنا :- يختي حقو وجهي الاصفر هاد كيف بدو يتحمل يشوف موتى
جميلة :- ولا مابعرف يا رنا لو في شغل غير هيك لقلتلك
رنا :- ماردت لالك الشيخة فيحاء على شغل المسجد
جميلة :- بلا قالت الشغل مادايما موجود لان بنات المسجد ع طول من حالهن بنضفوه قال يوم يلي تحتاج رح تبعتلك
رنا :- طيب والعمل
جميلة :- بدنا نصبر يختي
رنا :- وادوية امي وابي واكلنا ومصاريفنا وجاي علينا شتي كيف بدنا نجيب مازوت لندفي بدهن بياكلهن البرد.. يارب فرجك
جميلة :- الله كبير مابينسى حد شو اتعشيتو اليوم
رنا :- سوزان عاملة شوربة عدس مع بطاطا..
جميلة :- بقيان
رنا :- اي رفعتلك شوي من طبقي لان يلي باقي سوزان رح تعشي امي وابي فيه..
(( هموم خواتي لو حملوها لجبال لهتزت وانهارت ، ماكان فيني اعمل شي مهمتي بالبيت اعتني بامي وابي بغيابهن وماقدرتي اطلع اشتغل متلن، كان وقتي مفرغ ع تنضيف ابي المقعد واني اطبخ واطعميهن سوا.. واجهز لخواتي ليرجعو من تعبهن وياكلو لقمة واحيانا ياحسرة قلبي مايبقى ويكفي وينامو بلا اكل..
في اليوم الثاني..
رنا :- سوزان وين عم تلبسي
سوزان :- انتي اليوم ماعندك شغل خليني اطلع شوف شمس ربنا والله تعبت من الحبسة
رنا :- روحي اختي ما حد ساجنك بس كنت عم اسال بس
سوزان :- بدك شي من برا
رنا :- ليش معك مصاري تجيبي
سوزان :- خليها ع الله
رنا :- لكان ليش عم تسالي.. خدي تعي معي كم ليرة خديهن وجيبي لالنا الصندوق من عند ابو حمدون..
سوزان :- والله مابستحي هالرجال
رنا :- اختي رزقتو
سوزان :- الفاكهة والخضرا يلي بحطها بالصندوق معفنة ومنزوعة وما بتاكلها الحيوانات
رنا :- طيب اختي شو الحل الله يسامحك يعني اتعودنا نقشط العفن وناكل ونحنا مغمضين عيونا.. احسن ما امك وابوكي ينامو بلا اكل ..
سوزان :- هاتي اختي هاتي الا ربنا بشي يوم يفرجها..
رنا :- ماتتاخري
سوزان :- ان شاء الله لاء
..
( كنت مخبية بتيابي الورقة.. الورقة يلي مكتوب عليها عنوان الشغل يلي رفضو اختي منو.. وصلت لهونيك بعد مشي طويل استقبلني نفس الحارس.. ( جابر)
جابر :- خير مين حضرتك
سوزان :- انا شفت انكن بدكن حدا يشتغل هون
جابر :- اي صح تعي فوتي للمدير
( مشي قدامي وانا كنت عم حاول الحقو سرعتو بالمشي وكبر خطواتو والممر الطويل الشبه بارد ورائحة بتشبه رائحة الكافور.. او بالفعل هي كافور.. وعربايات بالمكان كلا اكياس فيها شراشف بيضا.. ورجال عم يمسح بارض الممر..
جابر :- تعي من هون. اقعدي لينادي عليكي المدير..
( نطرت بهاد المكان حوالي نصف ساعة كان الجو شبه بارد والمكان فارغ. وهادي... صوت صدى رجلين الرجال اللي موجود عم ينضف يمسح وماكان يحكي شي بس نظراتو.. اي هي نظراتو بس اللي كانت تحكي عتاب وحزن وخوف اكتر من يلي شفناه بحياتنا.. عيونو الذبلانين وخطوط الدم ببياض عيونوا باينين والتجاعيد يلي اكلت جفونو ووجهو وايديه.. و حركتو الضعيفة وكانو عم يجر حالو جر.. حتى الممسحة تحت ايديه كانت عم ترجف من مطبات القهر ..
انفتح باب الغرفة، كان رجال ضخم اضخم من الحارس وشواربو الطويلة ودقنو السودا والراس اصلع بايدو سيجارة.. قلي ادخلي بصوت جش.. كان هوا