وكان يوسف بن أسباط رحمه الله يقول :
"أني لأهمُّ بقراءة السورة ثم أعرف ما جاء فيها ، وأميل إلى التسبيح"
فقيل له : يا أبا محمد ، وما جاء فيها ؟ قال :
"أن الرجل ليبدأ بأول السورة فإن كان ليس يعمل بما فيها لم تزل السورة تلعنه من أولها إلى آخرها ، وما أحب أن يلعنني القرآن"
وكتب يوسف إلى حذيفة رحمهم الله :
من كان طلب الفضائل أهم إليه من ترك الذنوب فهو مخدوع وقد حبب أن يكون خيراً عالياً أصبر علينا من ذنوبنا .

والتزكية لا تكون إلا بمجاهدة النفس .
يقول تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ)
وجِهاد النفس أصعب بكثير من مجاهدة العدو الخارجي، لأنك قد تتغلب على نفسك مرة ومرات أخرى عديدة تتفلت منك .
ولذا فقد قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)

واعلم أنك ستواجه عقبات في طريقك لتزكية نفسك .
قال تعالى : (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ)
فنفسُك أشبه بالجبل الوعِر، الذي لن تتمكن من تسلقه إلا إذا كنت خفيف الحركة ولن يكون ذلك إلا عن طريق ترك التعلُق بالدنيا والذنوب التي تُثقلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن وراءكم عقبة كؤودا لا يجوزها المثقلون ، فأنا أحب أن أتخفف لتلك العقبة"
أخرجه الطبراني.

ومن لم يتزكى فسيقع في شِراك نفسِه
التي تجعله يعيش في الخداع والوهم، ويحسب نفسه من الصالحين وهو أبعد ما يكون عنهم ..
يقول تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)
ودسَّاها : أي خبأ نفسه وسط الصالحين وهو ليس منهم .

فاجعله إذاً يا أخي شعاراً لك :
الفلاح في التزكيـــة .

قال تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)
قال تعالى : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)


#مقالات_وبحوث_إيمانية_مهمة


https://t.me/ttasal