#هام : هل الأفضل كثرة الختم في رمضان، أم القراءة المتأنية مع التدبر والتأمل والتفكر ؟!

▪قال العلامة ابن القيم رحمه الله :

ذهب ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وغيرهما إلى أن الترتيل والتدبر مع قلة القراءة أفضل من سرعة القراءة مع كثرتها ، واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه ، وتدبره ، والفقه فيه ، والعمل به ، وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه كما قال بعض السلف : نزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملًا .

ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه (فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم) .

قالوا : ولأن الإيمان أفضل الأعمال وفِهم القرآن وتدبره هو الذي يثمر الإيمان ، وأما مجرد التلاوة من غير فهم ولا تدبر فيفعلها البر والفاجر والمؤمن والمنافق كما قال النبي صل الله عليه و سلم: "ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر" .

قالوا : وهذا هدي النبي صلّ الله عليه و سلم فإنه كان يرتل السورة حتى تكون أطول من أطولَ منها #وقام_بآية_حتى_الصباح.

وإن ثواب قراءة الترتيل والتدبر أجلُّ وأرفعُ قدرًا ، وثواب كثرة القراءة أكثرُ عددًا
فالأول : كمن تصدق بجوهرة عظيمة أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًا
والثاني : كمن تصدق بعدد كثير من الدراهم أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصة .

وفي صحيح البخاري عن قتادة قال : سألت أنَسًا عن قِراءة النبي صلَّ الله عليه و سلم فقال : كان يمُد مدًا .

>> وقال شعبة : حدثنا أبو جمرة قال : قلت لابن عباس : إني رجل سريع القراءة ، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين..
فقال ابن عباس : لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إلي من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلا ولا بد ، فاقرأ قراءة تسمع أذنيك، ويعيها قلبك .

وقال إبراهيم : قرأ علقمة على ابن مسعود وكان حسن الصوت فقال : رتل فداك أبي وأمي فإنه زينُ القرآن .

>>> وقال ابن مسعود : لا تهذّوا القرآن هذّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الدقل ، وقفوا عند عجائِبه ، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة .

وقال عبد الله أيضٌا : إذا سمعت الله يقول : { يا أيها الذين آمنوا } فأصغ لها سمعك ، فإنه خير تؤمر به ، أو شر تصرف عنه .

وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى : دخلَت عليَّ امرأة وأنا أقرأ (سورة هود) فقالت: يا عبد الرحمن : هكذا تقرأ سورة هود ؟!
والله إني فيها منذ ستة أشهر ، وما فرغت من قراءتها ] .

- ابن القيم زاد المعاد ( 1- 327 )...