فقرة
#يوم_الجمعةSura Sami
الكتاب / وعاظ السلاطين
الكاتب / د.علي الوردي
عن الكاتب :
وهو عالم اجتماع عراقي، أستاذ ومؤرخ , حاصل على الدكتوراه من جامعة تكساس الأمريكية. تسببت موضوعيته في البحث بمشاكل كبيرة له، لأنه لم يتخذ المنهج الماركسي ولم يتبع الأيدلوجيات القومية. فقد اتهمه القوميون العرب بالقطرية لأنه عنون كتابه" شخصية الفرد العراقي" وهذا حسب منطلقاتهم العقائدية إن الشخصية العربية متشابهة في كل البلدان العربية. وكذلك إنتقده الشيوعيون لعدم اعتماده المنهج المادي التاريخي في دراسته.
من اشهر مؤلفاته :
وعاظ السلاطين ,مهزلة العقل البشري ,خوارق اللاشعور ,منطق ابن خلدون وغيرها من محاظرات نقلت على شكل كتيبات منها : شخصية الفرد العراقي و الأخلاق: الضائع من الموارد الخلقية .
مراجعتي عن الكتاب مع بعض العبارات المقتبسة من الكتاب :
" ان شر الذنوب هو ان يكون الانسان في هذا البلد ضعيفاً فقيراً"
وعاظ السلاطين , من اكثر الكتب الاجتماعية - الدينية - السياسية انتشاراً في العراق , نشره الباحث الاجتماعي الدكتور علي الوردي في خمسينيات القرن الماضي , لاقى استنكاراً و نقدا ً شديداً آنذاك , لكنه اليوم ينال استحساناً جمهورياً لدرجة يمكن ان يوصف بأنه اعمى , لان الاجيال هذه ماهي الا اجيال غاضبة على ماضيها تجهل الكثير و تحتاج للتمسك بأي رأي مختلف ينقذها من دومات التيه.
نظراً لان الكتاب نشر قبل اكثر من نصف قرن , في وقت سادت افكار مختلفة تماماً عن افكار هذا العصر و اقل انفتاحاً , لابد و ان اشيد بالكتاب و افكار الدكتور الوردي , و احترم كل الاحترام ذلك الموقف الوسطي الذي يتخذه ليثبت ان طوائف المسلمين ماهي الا كتلة واحد يجب ان تتوحد تحت لواء و مسمى و قلب واحد . ما احوجنا لمثل هذه الكتب , اظن ان جيلي و الاجيال التي سبقتني ان كان نصفها قد اطلع على هذا الكتاب لاصبح وضعنا افضل بكثير مما نحن عليه اليوم .
لكن في الكتاب بعض النقاط السلبية لابد و ان اشير اليها :
✦ الوردي - كما هو الحال بالنسبة لمعاصريه العرب - منبهر بحضارة الغرب اشد الانبهار , فنراه يقترح حلولا لا تخلو من التطرف , فهو يعزي ظاهرة انتشار اللواط في الدول العربية بسبب الكبت , وينسى انتشار اللواط و السحاق لدرجة الزواج الرسمي في دول الغرب التي لا تمارس اي نوع من الضغط الاجتماعي , وهو لا يستطيع اخفاء اعجباءه بانتشار المراقص و الاختلاط الزائد بين الشباب و البنات في الغرب , و يدعوا الى نبذ الحجاب , نفس الدعوة التي يكررها في كتب اخرى.
✦ ينتقد من آمن بنظرية المؤامرة , لكن يمكن التماس نظرية المؤامرة بين سطوره لكن الجهه المتآمرة تختلف عن الجهة التي اعتدناها .
✦ يلوم السلاطين و وعاظهم و حاشيتهم اشد اللوم , و يترك انطباعاً انه يبرر للفرد انحرافه و سرقته .. الخ , غافلاً حقيقة ان الحاكم ما هو الا فرد , و ان الفرد من الممكن ان يصبح حاكماً , لذا اخلاق الفرد يجب تقوّم كما هو الحال بالنسبة للحاكم . اجد ان الوردي يحابي الفرد لدرجة كما تحابي الام ابنها المدلل لدرجة تفسد بها اخلاقه ."كيفما تكونوا يولَّ عليكم ." نعم فأن من اسباب فساد الحكام هو فساد الافراد , فالحاكم لن يأتي من كوكب آخر .
✦ الوردي متعصب جداً ضد الاجيال السابقة لدرجة مبالغ بها , نرى في خطابه نكران لفضل الاجداد و رؤية سواد الماضي فقط , و ادرج في مقدمة كتابه عبارة فيها كمية هائلة من الجحود قائلا:
"يجب ان يدرك الانسان بانه مقبل على عصر جديد لا تصلح فيه الافكار المحدودة التي كان يتباهى بها اجداده المغفلون"
اولا اجد ان مغفلين اصح من مغفلون , و ثانياً اجد ايضاً تحاملاً كما يتحامل الشاب تجاه والديه حين يبلغ من العمر ما يجعله يستحقر افكارهم و لا يتوقف عن انتقادهم , حتى يصل الى عمر الاربعين فيجد انه كان مخطئاً في الكثير .
✦ يرى الخلاص في الانتخابات , و الانتخابات ما هي الا ثورة متحضرة , و ها نحن ننتخب منذ عقود , مالذي تغير ؟ لا الوم الدكتور الوردي فكانت النظرة مختلفة في زمنه , لكن الوم السطحيين و انصاف المثقفين اليوم حين يكررون مثل هذه العبارات كالببغاوات جاهلين حقيقة ان الانتخابات في الدول العظمى ماهي الا نتائج معدة مسبقاً و لكن بطريقة اكثر تحضراً من الطريقة الصريحة في الدول العربية . لك عزيزي المعترض ان تقرأ كتاب ( الاغتيال الاقتصادي للامم لـ جون بيركنز) و ستفهم ما اعني .
الاجزاء الاولى كانت متناقضة, تخلو من الموضوعية و ماهي الا خواطر لشخص مبهور بصورة سطحية بحضارة الغرب , و اعيد ان السبب هو اختلاف الفترة الزمنية , و فقر الانفتاح الثقافي .اما الاجزاء الاخرى فهي جيدة و بعضها الاخر ممتاز . ازعجني تكراره لكلمة جلاوزة و صعاليك , و ازعجتني كمية الغضب و الفوقية في لغته . لكن الكتاب قيم و يستحق التفكر .
"لقد ضعفت نزعة التدين في أهل العراق وبقيت فيهم الطائفية ، حيث صاروا لا دينيين وطائفيين في آن واحد ، وهنا موضع العجب"
عموماً , الدكتور علي الورد