رواية #دلشاد سيرة الجوع و الشبع
للكاتبة بشرى خلفان 💛🌿

في زمن سيطر عليه الفقر والمرض، ترك دلشاد ابنته الوحيدة لمصيرها، وكان عليها أن تجد طريقها في عالم من الأطماع تحكمه ذاكرة الجوع.
رواية تشعرك بوخز الجوع في كلماتها، تتحسس جسدك الذي بدأ يضمر وينهلّ بحثًا عن لقمة هنا ولقمة هناك، عن الغياب الذي يأخذ شخوص الرواية نحو الموت أحيانًا أو نحو حياة أخرى وتجربة جوع آخر.
أكاد أرى وجه دلشاد الضاحك من الألم والفقد والجوع والضياع، أكاد أبحث معه عما يسكت فيه ذلك الفم الجائع.
هذه الرواية، الحياة، هذه اللعبة الخطيرة ما إن تبدأ حتى يجرفك سيل مآسيها لتبكي وتضحك وتشم روائح الموت والفقر، ثم تترك التيار يأخذك إلى دروب يرسمها القدر لشخصياتها.

#اقتباس من الرواية :

_لم أكن أعرف أن العالم خلق محمولاً على أكتاف الآباء، وأن السماء تسقط متى ما رحلوا، وأن الحياة، كل الحياة تصبح خالية إن خلا منهم المكان، وأن نظرة العتاب في عيونهم، ما هي إلا دروس قصيرة، تمرر بين القلب والعين.

_‏«الجهل أشد الضعف» يقول أبي، ينخر الأمم من داخلها كجيش من الرمة، ثم يجعلها تتهاوى عند أبسط لمسة من العدو. «السور لا يحمي أحدًا» كان يقول محاججًا الكبار في المأتم: «العلم وحده يفعل ذلك».

_من عرف الجوع يعرف أنه يبقى في الدم، مثل مرض، ولا يمكن لأي شبع بعده أن يشفيك منه.

_الفقر يقتل الكرامة أول ما يقتل، وينزع حرية الإنسان، ويقيده للآخر بحبل من المعروف والمذلة.

_أما من لا أب له فيبقى مسنودًا إلى الريح، مكشوفاً ولا مأمن له.