أكتب لِعلمي أن لا أحد يكترث

والجَميع مُستغني عن الانصات ، ولو أنصت لأدار ملامحه ومضى كما القطيع

أهذي لأن في الجهة المقابلة مِن الارض هُناك مَن يسرق أوكسجيني

ولأن حرارة أجهاض الحُلم فاقت قُدرتي فـ أختارت أن تخرج على شِكل كلمات مُبطنة

ولأن في الهذيان .. يكون الحال أقرب مايكون للصدق ، إنني أختبئ خلفه كَي أبوح

أبكي .. للمرة السادسة والتسعون ، لأنني أحتاج ان أعود بِعُمر السادسة

حِين كان أسوأ مايجول في خاطري ألا أحصل على درجة كاملة في املاء اللغة العربية

وأجاهد كي أنام باكراً بعد أن اقرأ المعوذات بسرعة كبيرة ..

بِعُمر السادسة .. تمنيت دُمية صغيرة ذات شعر أشقر ، وعينان زرقاوتان .. تبكي حين تَجوع ، وتُغمض جفنيها مُتصنعة النوم !

إنني أكبر بطريقة مُخيفة .. ألمح شيئاً قد عَبر لَم أستطع التمعُن فيه ، أعتقد إنه عُمري

إنني في العشرين من عُمري الان .. لا أحمل صوراً ، ومجردة مِن كُل ذكرياتي .. أملك ذاكرة معطوبة وأحلام كثيرة مدفونة في حديقة منزلي

ليست حَديقة بل كومة مِن التراب والاحجار ، قيل إن قنبلة سرقت جُدرانه ، وأسقطت كُل مابداخله

أنني أملك الكثير مِن الدُمى المحشوة الآن .. في محاولة تَعويض عَن دُمية فُقدت على ناصية الَموت

متكأة على جدار اكثر هشاشة مِني ، لَئلا أحتاج أحداً مِن المخلوقات

أنام ثلاث وعشرون ساعة كي أهرب من اسئلة تبحث عن اجوبة ..

والكثير الكثير صغيرتي ، لاحت نجمةٌ في الافق تُنادي

سأذهب الآن .. عَلها تَستقبل لاجئين

 (2)

أكتب لأنني في العشرين مِن عُمري وأجر خلفي مَجرة مِن الخيبات

لأنني لَم أُجرب الفقدان ، لكنني أهابه منذ زمن ليس بقريب

للأنني شيعت روحي ثلاثاً ، وأتذكر تماماً حِدة السكين التِي أرتشفت فرحي ثُم قهقهت بتكبر

أُقبل يّديَّ عَل زَهرة تنبت مِن عُمق الجَرح ، وأصلي الفاً حتى يختلط الحُلم بأرض الواقع فأختار الغياب

أن المسافة الممتدة مِن الارض حتى السماء السابِعة تحتَضن وِحدتي وتَدس الدموع فِي جيب الذاكِرة ثم نَمضي معاً !

#سين