N😊😊R:
N😊😊R:
#وحدها شجرة الرمان
رواية في غاية الروعة لو لم اعلم بأن كاتبها مسيحي لقلت ان الكاتب عاش احداث هذه الرواية عاش تفاصيلها فقد كان سرده في دقة متناهيه وجميلة جدا وقريب الى الواقع وكان مميز في اختيار مسرح الرواية وهو (المغيسل) والذي صار اكثر حضورا في ايامنا هذه والذي يعبر عن مأساة الشعب العراقي ودوامة الدماء التي يعيشها ..اخذنا الكاتب هنا الى هذا المسرح وعرفنا بطقوسه وممارساته عن كثب والتي بصراحه لم اتجرأ في يوم ان ابحث عنها واتطرق اليها...لم انسى هنا براعة سنان في رسم شخصية بطل الرواية (جواد) والذي اضطر الى العمل مع ابيه بالرغم من كرهه لهذه المهنه ولاحظت فيه ايضا ضعف الايمان مما دفعني لان اسرح في مخيلتي الى واقعنا وان لا احكم لا شخص من مهنته فربما كان مضطرا فلا يعمل بها بضمير او ربما يموت قلبه ونيته الصادقة ولايعطيها حقها ...ثم عدت الى بقية التفاصيل واعجبني طموح جواد وحبه للفن (الرسم والنحت) ورغبته ومحاولاته المستمرة في تحقيق ذلك الحلم وهذا من حق كل شاب طموح حضاري ولكن الظروف كانت اقوى منه فقد بقي على مهنة والده ولكن الله لم يحرمه من حلمه فلا ننسى انه درس الفنون الجميل والتي كان يرغبها وحظى بأعجاب الكثير من الاساتذة وتلقى دعما معنويا وهذا بحد ذاته نعمة من الله ... بالرغم من مأساوية الرواية وكوابيسها التي لم اشك للحظه انها كوابيس او انها مجرد احلام الى ان اصل الى كلمة (ثم استيقظت) لانها بصراحة اصبحت جزء من واقعنا فلم نعد نفرق بين الحقيقة والكابوس ... كانت هناك ريم الفتاة التي اشعلت قلب جواد وجعلته ينبض بالحياة ايام الدراسة لكن للاسف لم يقدر لهذه العلاقة ان تستمر بسبب مرض ريم بالBreast cancer والذي جعلها تترك البلد ...هنا ايضا سرحت في مخيلاتي وقلت انه يجب على كل فتاة ان تحافظ ع عفتها وطهارتها ولا تلقي بنفسها لعلاقه غير شرعيه وتقدم ع ممارسات جنسية قبل ان يأذن الله لها احسست لبرهة ان مرض ريم كان عقوبة من الله ولكن مريض السرطان يقال من شدة الالم الذي يمر به ان الله يغفر له ذنوبه لتحمله والله اعلم .. المهم اني عدت الى اجواء الرواية بعدها ... دخلت بعد ذلك الجميلة غيداء الى حياة جواد والذي شغفها حبا ايضا..والتي لم تلبث كثيرا الأ وسافرت مع اهلها لكنها كانت متأمله ان تكون زوجة لجواد بناء على علاقتهما والود الذي بينهما ... في لحظات سرحت وقلت انه من المفترض ان يكون جواد لديه القليل من الورع والتقوى ومخافة الله خصوصا انه اقرب الى مسرح الموت والفناء لكن لاحظت ان قلبه اصبح ميتا وانه اضحى كرجل آلي يعمل مع والده معتاد على سمفونية الموت لكن طيشه موجود وعلاقاته طائشه خصوصا انه يكرهه ويرفض الزواج !!!! ربما كان هذا سببا ايضا في شقائه لا اعلم ... لكنه كان شابا محايدا يكرهه الممارسات العدواينه بين اطياف الشعب ولايتحيز لطائفة معينه وهذا شي جميل كانت الرواية في قمة المصداقية ورائعة حته في مفرداتها الشعبيه العراقية والتي تجعلك تعيش لحظة وقوع الحدث وكأنك في وسط اهلك ... وفيها جوانب ثقافية كثيرة عندما يستطرد الكاتب في وصف معالم بغداد ومناطقها الجميلة وتماثيلها واصحاب التماثيل ولفتني ايضا حب جواد للنحات (جياكوميتي) مما دفعني ايضا للبحث عنه في google والتعرف عليه عن كثب والتمتع بمنحوتاته النحيله الطويله كما وصفها جواد ..ايضا لفتني حديث جواد مع عمه صبري عن (الماركسية)فسرقت نفسي من الروايه وبحثت عنهاوعرفت اصولها اليهوديه وتعرفت قوانيها الاساسيه (قانون نفي النفي ووحدة صراع المتناقضات وتحول الكم الى كيف) ....بالرغم من النهاية الحزينه للرواية وفشل جواد في السفرالى الاردن وعودته للجلوس قرب شجرة الرمان المقدسة والتي كانت عنوانا مميزا للرواية واختيارا عبقريا للكاتب لا اعرف لماذا اختارها بالذات ولكن اعتقد لانها من ثمار الجنة والله اعلم.. ....