قناة

"يقظة فكر" التعليمية ✺

"يقظة فكر" التعليمية ✺
1.1k
عددالاعضاء
589
Links
1,504
Files
131
Videos
1,179
Photo
وصف القناة
إحدى قنوات #مشروع_يقظة_فكر هدفـنا: التعليم والتدريب؛ باعتبارهما ثنائي النجاح لأي أمة. هُنا نلقاكم: منتدى #يقطة_فـكر_القِرائي - T.me/yaqizt_faker2 .
بفضلكـم تم وصولنا إلى 1.5k
استمروا في الدعم لنصل إلى 2k وانتظروا جديدنا إن شـاء الله ..

وطابت جمعتكم بذكر الرحمن
حوار مع الدكتور صالح الحسّاب الغامدي

حول علاقة الصوفية بالغرب

عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب موقفًا عدائيًّا من العالم الإسلامي على وجه العموم والحركات الإسلامية على وجه الخصوص، وظهر ذلك جليًّا في الممارسات المتحيزة ضد الإسلاميين.



ووجدنا استثناء من هذا التوجه، ذلك الذي يحكم علاقة الغرب بالطرق الصوفية، وهو الأمر الذي يطرح على مائدة البحث، أسئلة متعددة عن سر العلاقة التي تحكم الطرفين، وما الذي يراه الغرب ويؤمله في تلك الطرق، وما هو مدى استجابة تلك الطرق للنداءات الغربية.



ومعنا في هذا الحوار فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله الحساب الغامدي، الحاصل على درجة الماجستير عن رسالة بعنوان: "تقرير مؤسسة راند: إسلام حضاري ديموقراطي"، ورسالة دكتوراة بعنوان: "الدور الاستشراقي المعاصر لمراكز الأبحاث الأمريكية، موقفها من الصوفية أنموذجًا".

نص الحوار:

هل هناك توجيه للمؤسسات الفكرية بالغرب لدراسة الحالة الإسلامية خاصة الصوفية، منها على سبيل المثال مؤسسة راند؟ وما هو الدور المنوط بهذه المؤسسات؟



بسم الله الرحمن الرحيم، الواقع أنه توجهٌ عام وليس توجيهًا، وهو توجه ينسجم تمامًا مع السياسة الخارجية للدول الغربية (وتحديدًا الأمريكية) يصل إلى حد التماهي في بعض الحالات، حتى ليظن المتابع أن ما تقوم بها بعض مراكز البحوث الأمريكية إنما هو بتوجيه مباشر من الحكومة.



وإذا اقتربنا أكثر من تلك المراكز نجدها ترفع شعار الاستقلال وعدم الربحية، بمعنى أنها لا تتبع الحكومة ولا تهدف للربح المادي، وذلك لإعطاء مخرجاتها من الأبحاث والتقارير والمؤتمرات وغير ذلك المزيد من المصداقية والموضوعية، هذا من جانب ومن جانب آخر يعفيها من دفع الضرائب للحكومة كونها مراكز غير ربحية.



وثمة أمرٌ آخر وهو أن بعض أبحاث تلك المراكز يكون بناءً على طلب من الحكومة الأمريكية، ولذلك يسمي الأكاديمي الأمريكي "دونالد أبلسون" تلك المراكز بمتعهدي الحكومة أو مقاولي الحكومة، ويأتي على رأسها بطبيعة الحال مؤسسة راند ومركز بروكنيجز ومعهد كارنيغي وغيرها، ولذلك فليس كل ما تنتجه تلك المراكز يكون قابلًا للتداول والنشر، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية، وليس أيضًا كل ما تنتجه يكون ذا مصداقية وموضوعية خاصة فيما يتعلق بالعالم الإسلامي.



وأما عن دراسة الحالة الإسلامية فإن العناية الغربية بدراسة العالم الإسلامي بتفاصيله بدأت منذ قرون عدة وتنامت وبرزت مع تنامي الرغبات الأوروبية التوسعية الاستعمارية، حتى باتت تلك العناية عِلمًا مستقلًا له مدارسه وعلماؤه وتلاميذه، وسمي بعلم الاستشراق (Orientalism) وحظي بالدعم الحكومي كونه يخدم الأهداف الغربية الاستعمارية بصورة مباشرة وغير مباشرة.



وقد ورثت هذا كله الولايات المتحدة الأمريكية من أوروبا التي انحسر دورها في العالم منذ منتصف القرن العشرين، واستمر الاستشراق على حاله وأهدافه وإن تغير في بعض مسمياته ومظاهره، فالمستشرق مثلًا بات يُسمى خبيرًا أو باحثًا في شؤون الشرق... وهكذا.



وأما التصوف تحديدًا فقد حظي بعناية ودعم المستشرقين الغربيين بشكل كبير منذ القرن التاسع عشر الميلادي، والناظر في التراث الصوفي المعاصر يجد فيه بصمات المستشرقين ظاهرة؛ سواءٌ بتحقيق كتب المتصوفة ونشرها أو التأليف في التصوف ورموزه، حتى إن آراء بعض المستشرقين المعتنين بالتصوف كالفرنسي "لويس ماسينيون" (ت1962م) والإنجليزي "رينولد نيكلسون" (ت1945م) لها أهميتها واعتبارها حتى عند المتصوفة أنفسهم، وتآليفهم شاهدة بذلك.



وقد اعتنى "ماسينيون" بالحلاج عناية فائقه ونشر كتابه (الطواسين) وحقق كثيرًا من أخباره، واختار أن يكون الحلاج موضوع رسالته لنيل درجة الدكتوراه من باريس، وبالفعل أنجزها وتُرجمت إلى العربية بعنوان (آلام الحلاج، شهيد التصوف الإسلامي) وهي تطبع اليوم وتوزع بدعم من وزارة الخارجية الفرنسية والسفارة الفرنسية بلبنان!



و"نيكلسون" حقق ونشر العديد من مصادر وتآليف التصوف ككتاب (اللمع) لأبي نصر السراج، و(كشف المحجوب) للهجويري، و(تذكرة الأولياء) لفريد الدين العطار، وديوان جلال الدين الرومي و(اللزوميات) للمعري، وله أيضًا تآليف عديدة في التصوف؛ من أبرزها كتاب (التصوف الإسلامي) ويقع في ثمانية مجلدات، وبهذا الكتاب – كما يقول العقيقي صاحب موسوعة المستشرقين - عُدَّ نيكلسون حجة في التصوف.



وكذلك المستشرق الانجليزي "أربري" (ت1905م) هو الذي حقق ونشر كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) للكلاباذي، والأمثلة في هذا الجانب تطول.



بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ركز الغرب نظراته إلى الأمة الإسلامية، وبدأ حربًا شعواء ضد كل ما هو إسلامي، وظهر المخطط الأمريكي الموسوم بمشروع "الشرق الأوسط الكبير" في محاولة لمحاربة التيارات الإسلامية تحت شعار محاربة الإرهاب، فلماذا لم يضع الغرب الطرق الصوفية في سلة الحركات الإسلامية؟



في ا
لحقيقة أن العالم الإسلامي لم يغب عن نظر الغرب وكيده منذ قرون عديدة، وما سقوط الدولة العثمانية وتجزئة بلدان العالم الإسلامي إلى دول إلا ثمرة من ثمرات الكيد الغربي.



وما حدث بعد 11 سبتمبر إنما هو تغيير في التكتيك وطريقة التعامل مع العالم الإسلامي، فوظفت أمريكا كل إمكاناتها العسكرية والمالية والاستخباراتية لتطبيق ذلك التكتيك الجديد دون اعتبار لكرامة أحد، حتى سيادة الدول على أراضيها ناهيك عن شعوبها، وخلع الغرب (وتحديدًا أمريكا) لقب الإرهاب على كل ما يتعارض أو لا يتماشى مع مصلحته، أما ما يتماشى مع مصالحه فهو الصديق والحليف، وهو من يستحق الدعم منهم، ويبدو جليًا أن التصوف يقع ضمن النوع الثاني.



ولذلك يرى الغرب - كما يشهد بذلك تاريخهم الاستعماري - أن التصوف يمثل النموذج الإسلامي الذي يتوافق مع مصالحه، وقد شاب هذه القناعة بعض الفتور بعد تغير موازين القوى في القرن العشرين المنصرم، إذ كان الغرب بحاجة إلى إعطاء الإسلام الحق الفرصة لكي يقلل من تسلل الشيوعية إلى العالم الإسلامي، فضعفت الحاجة للتصوف وقتها، ولكن هذه القناعة بجدوى التصوف عادت إلى السطح مرة أخرى بعد 11 سبتمبر.



يقول الباحث الدكتور عبد الوهاب المسيري: "ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية", فما هي صور دعم الغرب للصوفية في الداخل الإسلامي؟



كما ذكرت آنفًا أن الغرب يرى في التصوف النموذج المثالي للإسلام، ومن هنا جاءت كلمة الدكتور المسيري - رحمه الله - وأما التشجيع والدعم الغربي للتصوف فهو يختلف من دولة لأخرى ضمن خارطة العالم الإسلامي اليوم، فتشجيع الغرب مثلًا للتصوف في مصر يختلف عنه في السعودية، وهكذا.



ففي مصر- مثلًا - بات من المتعارف عليه حضور السفير الأمريكي السابق في القاهرة (ريتشاردوني) مولد البدوي، وهذا الأمر بطبيعة الحال له دلالاته التي لا تخفى، وأما في السعودية فلم تصل الأمور بعدُ إلى هذا الحد المتقدم، ولكن أمريكا في تقاريرها السنوية عن حرية الأديان تضع السعودية ضمن الدول التي تمارس قمعًا للحريات الدينية، ومعلوم تمامًا من المستفيد من مثل هذا الضغط السياسي.



وبعد 11 سبتمبر أوصت لجنة الكونجرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع التصوف، وأيضًا في عام 2007م خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ذلك العام للاحتفال عالميًا بالمئوية الثامنة لميلاد جلال الدين الرومي وابتدعت ميدالية تكريمية أسمتها "ميدالية مولانا جلال الدين الرومي"!



وهنا حقيقية قد يطول الكلام في سرد الوقائع واستقصائها، ولكني أحيل على كتاب قيِّم في هذا الجانب للشيخ محمد المقدي، رصد فيه الكثير من وقائع الحراك الصوفي في العالم الإسلامي والدعم الغربي له بعد 11 سبتمبر، واسم ذلك الكتاب (التصوف بين المواجهة والتمكين).



وهل هناك دعم للطرق الصوفية في الغرب؟



إذا كان الغرب يدعم التصوف في العالم الإسلامي فمن البديهي جدًّا أن يدعمه فوق أرضه لا سيما وأن المسلمين يشكلون أعدادًا لا يستهان بها في الغرب، وأضرب لذلك مثلًا واحدًا مهمًّا وهو أن التصوف بات مادة تدرس في الجامعات الغربية التي تتناول الإسلام في دراساتها، وبين مفردات تلك المادة ستجد أسماء الحلاج وابن عربي والرومي وغيره، وقد تحدث عن هذا الأمر بالتفصيل الدكتور محمد وقيع الله في كتابه القيِّم (الإسلام في المناهج الغربية المعاصرة)، وأيضًا لا يخفى على أحد أن التصوف بمشايخه وطرقه ومريديه وخرافاته يتواجد بحرية في الغرب دونما أية تضييق أو متابعة لا قبل 11 سبتمبر ولا بعده.



وهل له من تأثير على المسلمين الجدد في ضوء ما يؤكده الباحث الفرنسي المختص بشؤون الحركات الإسلامية، ستيفن لاكروا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "سيانس بو" من أن أغلب المسلمين الجدد في الغرب يتجهون ناحية التصوف؟



أنا لا أثبت هذا الادعاء ولا أنفيه، ولكن ثمة مؤشرات وعوامل تؤيده، ومن أبرزها المثال التعليمي في الجامعات الذي ذكرته قبل قليل، وكذلك تراجع دور المؤسسات الدعوية (وبخاصة المؤسسات السعودية) عن القيام بدورها الدعوي في الغرب، وذلك من جراء الضغوطات الهائلة التي تعرضت لها بعد 11 سبتمبر، وفي المقابل لم تتعرض المؤسسات والمراكز والمساجد ذات التوجه الشيعي أو الصوفي لمثل هذا التضييق، الأمر الذي أعطاها المزيد من الحضور والنشاط في الغرب، وعليه فلا غرابة إن صح ما أشار إليه المستشرق ستيفن لاكروا، والله المستعان.



نشرت مؤسسة "راند"، وثيقة عنوانها: "الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء، موارد واستراتيجيات" من أهم ما ورد فيها أن قسمت العالم الإسلامي والتيارات السائدة فيه ثم خلصت إلى أنه يتعين مساعدة التقليديون والصوفيون, باعتبار أنهما الأقرب إلى تحقيق "التجانس" مع القيم الغربية. ما تعليقكم؟



الأمر الأول - حفظكم الله - أن عنوان التقرير كما جاء في النسخة العربية للتقرير والصادرة عن "مؤسسة راند" (إسلام حضاري ديمقرا
طي/ شركاء وموارد واستراتيجيات)، والأمر الآخر أن المؤسسة في تقريرها هذا قسمت العالم الإسلامي - باعتبار تمسكه بالإسلام - إلى أربع تيارات؛ الأصوليون والتقليديون والمجددون والعلمانيون، وخلصت فيه إلى أن تيار المجددين هو من ينبغي للغرب دعمه وليس التقليديين كما تفضلتم بذلك في السؤال.



وتيار التجديد بحسب ما ورد في التقرير هم "الذين يرغبون بأن يشكل العالم الإسلامي جزءًا من التجدد العالمي ويتمنون دخول الحداثة على الإسلام ليتطور تماشيًا مع عصره"، ويضيف التقرير بأن "المجددين في قيمهم وسياساتهم أقرب إلى الغرب".



والمقصود - بطبيعة الحال في أرض - ليس أتباع الشافعي أو عمر بن عبد العزيز أو محمد بن عبد الوهاب أو غيرهم من المجددين في تاريخ الأمة الإسلامية بل المقصود هم العقلانيون أو من يسمون أنفسهم بالتنويريين أو الإصلاحيين، وهم في الحقيقة –كما يشهد بذلك واقعهم وآراؤهم - أقرب إلى تمييع الدين الإسلامي من تجديده، وأقرب إلى تطويع العالم الإسلامي للغرب من تطويره ليضاهي الغرب.



وأما ما يتعلق بالصوفية فقد تحدث عنهم التقرير وقال إنهم أقرب إلى تيار التجديد ولذلك ينبغي على الغرب دعمهم، وأظن التقرير صدق في ذلك.



لماذا أوصت مؤسسة راند على أهمية دعم الصوفية وتقويتهم، ولماذا توجهت أمريكا والغرب إلى دعم الصوفية من بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م؟



كما ذكرت آنفًا بأن مؤسسة راند ترى أن الصوفية أقرب إلى تيار التجديد، بمعنى أنهم أقرب إلى التيار الإسلامي الذي يتوافق تمامًا مع المصالح الغربية ويخدمها.



لفضيلتكم كتاب بعنوان "الإسلام الذي يريده الغرب"، تناولتم فيه تقرير راند، فهلا تطلعونا على أهم النقاط البارزة فيه وما استخلصتموه من التقرير؟



الكتاب تناول بالدراسة والتحليل والنقد تقرير مؤسسة راند "إسلام حضاري ديمقراطي، شركاء وموارد واستراتيجيات" والصادر عام 2004م، وهو من إعداد الباحثة الدكتورة "شيريل بينارد" زوجة أحد أبرز شخصيات حكومة جورج بوش الابن وهو زلماي خليل زاده.



وفكرة التقرير تقوم على طرح مشروع لتغيير العالم الإسلامي من داخله وبأيدٍ إسلامية، ولذلك - كما أشرت آنفًا - قسم العالم الإسلامي – كما يراه - إلى أربعة تيارات رئيسية، وأوصى بدعم تيار من سماهم بالمجددين، بالإضافة إلى الصوفية، لأنهما يحملان فهمًا وممارسة للإسلام لا تتعارض مع قيم الغرب الليبرالية ومصالحة في العالم الإسلامي.



وقد وضع التقرير خطوات عملية لتنفيذ التوصيات التي اقترحها، ومن أبرزها أيضًا مواجهة تياري من سماهم بالأصوليين والتقليديين، وإبراز المجددين بتكثيف حضورهم وتأثيرهم الاجتماعي وتأمين منبر إعلامي لهم ونشر كتبهم بأسعار رخيصة، وإدراج آرائهم في مناهج التربية الإسلامية... إلخ، ولكن اللافت للنظر أن التقرير الذي أطلق الأفكار تلو الأفكار لكيفية دعم المجددين بلا تحفظ أوصى بالحذر أثناء دعم العلمانيين، وذلك - كما يقول - لأن بعض العلمانيين العرب لا زال على ولائه السابق للمعسكر الشرقي (الشيوعي)!



وأما أبرز ما استخلصته من التقرير فهو أنه يحوي الكثير من المغالطات والجهالات عن الإسلام والمسلمين وبالتالي فهو يفتقد إلى الكثير من الموضوعية والمصداقية، شأنه في ذلك شأن الكثير من أبحاث ومؤلفات المستشرقين، وهذا الأمر لا يقلل من أهميته وخطورته على العكس من ذلك؛ لأنه لم يكتب ليسد ثغرة في مكتبة، بل كُتب ليكون سياسة متبعة من قبل قوة طاغية في هذا العصر، وقد بينت في الكتاب العديد من الدلائل والمؤشرات على أن هذه التوصيات الراندية باتت حيز التنفيذ في العالم الإسلامي، ومن أجلاها وأبينها دعم الصوفية، إذ لا يمكن القول أبدًا أن حال التصوف قبل 11 سبتمبر هو نفس حالهم اليوم.



هناك أمور محددة في الفكر الصوفي من أجلها سيركز الغرب على هذا التيار, فما هي؟



إجابة هذا السؤال بحاجة إلى شرح طويل قد لا يتناسب ومثل هذا الحوار، ولكن باختصار شديد أقول بأن مخرجات التصوف تتناسب جدًّا مع ما يفكر الغرب في أن يكون عليه المجتمع المسلم في هذه المرحلة، وسأضرب لك بعض الأمثلة:



الغرب (أمريكًا تحديدًا) يهتم جدًّا بمسألة وحدة الأديان، والتي تضمن له إطفاء أي عداوات دينية قد تنشأ بسبب توسعاته وأطماعه في العالم، وفكرة وحدة الوجود في الفكر الصوفي مؤداها وحدة الأديان، كما يقول ابن عربي:



لقد صار قلبي قابلًا كل صورة... فمرعى لغزلانٍ ودير لرهبان

وبيتٌ لأوثان وكعبة طائف... وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب أنى توجهت... ركائبه فالحب ديني وإيمان



مثال آخر، اشتغال المتصوفة طوال حياتهم بتهذيب النفس والتزهيد في الدنيا وفي الدخول في معتركها يخدم الغرب في إنتاج مجتمع مسلم لا يرفض علمانية سياسية ولا رأسمالية اقتصادية، بل إن هذه الأمور لن تكون ضمن حساباته الدينية المنحصرة فقط في الجانب الروحي والأخلاقي.



وأيضًا الغرب بحاجة إلى مسلم مستسلم مهزوم أمام حضارته، ومخرجات الفكر الصوفي في جانب الإيمان بالقدر تؤمن له م
ة الناس بحقيقة التصوف وخطره على دين المسلمين ودنياهم، والذي هو عن الزهد الإسلامي الحقيقي أبعد، وإلى البدعة وتشويه حقيقة الإسلام أقرب.



وثانيًا، أقول إن القارئ لتاريخنا القريب يدرك حقًّا أن التصوف الذي ران على كثير من شعوب المسلمين يتحمل جزءًا كبيرًا من مسؤلية إضعاف المسلمين وإبعادهم عن دينهم وعن ركب الحضارة، ورضاهم بالاستبداد والظلم الداخلي ومن ثم بالاستعمار والطغيان الخارجي، في جانبه العسكري وفي جانبه الفكري كالعلمانية وغيرها.



ولذلك أراكم أيها الإخوة على ثغر مهم من ثغور المسلمين نفذت منه البدعة والخرافة ونفذ منه الانحراف في العقيدة وفي السلوك، بل بات التصوف في عالمنا اليوم حصان طروادة لخذلان الإسلام من داخله، فجزاكم الله خير الجزاء على تبصرة الناس بباطل القوم وكيف أنهم يلبسون الشر الكثير ببعض الحق.



وهذه شهادة من أحد الغربيين المهتمين بالتصوف أسوقها للاستدلال على خطورة التصوف الذي أنتم بصدد مقاومته؛ إذ يقول المستشرق الإنجليزي "نيكلسون" في كتابه (التصوف في الإسلام): «ولعله أن يقال: كيف لدين أقامه محمد [عليه الصلاة والسلام] على التوحيد الخالص المتشدد أن يصبر على هذه النحلة الجديدة، بل أن يكون معها على وفاق؟ وإنه ليبدو أن ليس في الوسع التوفيق بين "الشخصية الإلهية المنزهة" وبين الحقيقة الباطنة الموجودة في كل شيء التي هي العالم وروحه [يقصد وحدة الوجود]. وبرغم هذا فالصوفية بدل أن يطردوا من دائرة الإسلام قد تقبلوا فيها».


إن الزهد الحقيقي هو الذي ينتج قوة معنوية وحسية، كما كان حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اقتفى أثره من سادات المسلمين، والذين لم يمنعهم زهدهم في حطام الدنيا وكثرة وقوفهم بين يدي الله وشدة خوفهم منه لم يمنعهم كل ذلك من نصرة دين الله؛ بالجهاد بالمال والنفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمطالبة بإقامة العدل وإحقاق الحق..إلخ، هذا هو ديننا الحق وهذه هو الزهد الحقيقي، وهذا ما أحسبكم تسعون في موقعكم المبارك إلى بيانه للناس وكشف من يُلبس على الناس غيره عبر لباس التصوف.

فأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

محبكم/ صالح الحسّاب الغامدي
***************************
ثل هذا الاستسلام.. وهكذا الأمر ببساطة مؤلمة.



استضاف مركز نيكسون مؤتمر "فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الأمريكية" 2003م، وخرجوا بتوصيات منها: إعادة بناء الأضرحة للأولياء ومراكزهم التعليمية المرتبطة بهم، تشجيع نشر أعمال حول الصوفية ونشر ترجمات للنصوص الصوفية، تشجيع دمج القيم الصوفية مع قيم المجتمع المدني في المؤسسات التعليمية، نصح مختلف أمم آسيا الوسطى بتبني موقفًا منفتحًا تجاه إحياء النقشبندية على وجه الخصوص... ما رأيكم في هذا التوجيه؟



من وجهة نظري أن هذا المؤتمر كان أشبه بورشة عمل تم فيه استضافة العديد من الشخصيات المثيرة للجدل كالمستشرق اليهودي الأمريكي المعمِّر "برنارد لويس"، وشيخ الطريقة النقشبندية الحقانية في أمريكا "محمد هشام قباني" وغيرهما، وتم في تلك الورشة (المؤتمر) عمل عصف ذهني؛ وذلك لجمع أكبر عدد من الآراء والأفكار والمقترحات حول كيفية دعم وتنمية التصوف في أوساط المسلمين سواءٌ في العالم الإسلامي أو خارجه، وكان من تلك الأفكار التي طرحت ما تفضلتم بذكره في السؤال.



يقول المستشرق الأمريكي مايكل سالاس، الباحث في الفكر الإسلامي، والأستاذ بقسم الأديان في جامعة هارفورد الأمريكية، إن: "كل حضارة، وكل طائفة لها لغتها الخاصة، ولها نمط تفكيرها. أما في الفكر الصوفي، وفكر محيي الدين بن عربي، فالحق فوق كل صورة". فما دلالة انتشار مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي في الغرب؟



انتشار مؤلفات ابن عربي والرومي في الغرب هي علامة إعجاب ورضًا بما تحمله تلك المؤلفات من قبول بكل دين ومعتقد، وذلك القبول نابع من فكرة وحدة الوجود والتي تعني باختصار "أن الله موجود في كل شيء بذاته" – تعالى الله عما يقول الظالمون -، وهذه الفكرة تبناها المتصوفة كابن عربي والرومي وألبسوها روحانية التصوف وخيالاته شعرًا ونثرًا، ومن هنا جاءت كلمة هذا المستشرق المادحة لابن عربي والرومي، وهي امتداد طبيعي لنظرة آبائه من المستشرقين، فعلى سبيل المثال يقول المستشرق "نيكلسون" في كتابه (في التصوف الإسلامي وتاريخه): «ومن لوازم مذهبهم في وحدة الوجود أيضًا: قولهم بصحة جميع العقائد الدينية أيًا كانت؛ فإن الحق كما يقول ابن عربي: لا تحصره عقيدة دون أخرى».



هنا يكمن سر الاحتفاء الغربي بالفكر الصوفي وبخاصة الوجودي منه، فوحدة الوجود الصوفية تلتقي مع دعوات وحدة الأديان الغربية، وقد ذكرت قبل قليل كيف أن اليونسكو جعلت من عام 2007م عام احتفال بالرومي، وقد ذكرت صحيفة الشرق الأوسط حينها أنه بيعت في انجلترا وحدها قرابة المليون نسخة من كتب جلال الدين الرومي المترجمة.



وأنصح هنا بمطالعة بحثٍ محكَّم بعنوان (وحدة الأديان في تأصيلات التصوف وتقريرات المتصوفة) للشيخ الدكتور لطف الله خوجه، وقد أجاد في بيان العلاقة بين فكرة وحدة الأديان وبين التصوف والذي يحمل العديد من الأفكار التي تنتج فكرة وحدة الأديان ومنها: وحدة الوجود والحب الأزلي والجبر وغير ذلك من الأفكار المشحون بها التصوف.



وتحسن الإشارة هنا إلى بعض من عناية المستشرقين بابن عربي والرومي، فقد وضع المستشرق الأسباني "بلاثيوس" (ت1944م) كتابًا بعنوان (ابن عربي حياته ومذهبه)، ولـلمستشرق "نيكلسون" كتاب آخر بعنوان (سيرة ابن عربي)، ونشر كذلك ديوانه (ترجمان الأشوق)، وترجم إلى الانجليزية كتاب (المثنوي) لجلال الدين الرومي، ونشر أيضًا قصائد مختاره من كتابه الآخر (شمس تبريز)، وقد قام شاعرٌ أمريكي معاصر اسمه "كولمان باركس" بترجمة جميع أعمال جلال الدين الرومي إلى اللغة الانجليزية.



هل هناك التقاء بين توجهات الغرب والفكر الصوفي، وما هي نقاط الالتقاء؟



توجهات الغرب نحو العالم الإسلامي توجهات مصلحية، بمعنى أنها تقوم على أساس المصلحة فقط، ولذلك تجد الغرب يوظف لتحقيق تلك المصلحة قدراته السياسية والاقتصادية والثقافية..إلخ، وألبسها مؤخرًا ثوب (العولمة)، وعلى أية حال فما يخدم تلك المصلحة فالغرب على استعداد لدعمه والتحالف معه، ومن ذلك التصوف، فمن مصلحة الغرب أن لا يكون لدى المسلمين ممانعة أو حتى حساسية من الغرب وثقافته وعلمانيته، وهذه يخدمها التصوف بما يحويه من انحرافات ومخالفات (عقدية وسلوكية) كما هو الحال في وحدة الوجود السابق ذكرها وكذلك في موضوع الإيمان بالقدر والذي يستلزم عند المتصوفة الرضا بالواقع أيًا كان، وهذا ما جرهم إلى التحالف مع المستمعر الغربي، وكذا في مسألة التوكل على الله والتي تتم عندهم بترك فعل الأسباب والنتيجة مسلم ضعيف مستهلك، ومسألة الولاء والبراء عند المسلم والتي تقتلها فكرة وحدة الوجود..إلخ، والخلاصة أن في الفكر الصوفي ما يخدم التوجهات الغربية.



هل فشل الغرب في القضاء على الإسلام الصحيح فاتجه إلى الصوفية في محاولة لهدمه من الداخل، كما حاول المستشرقون من قبل؟



من الصعب القول أن هناك وحدة فكرية في الغرب، بل هم كما قال الحق عن أهل الكتاب: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتّ
َى} [الحشر: 14]، ولكن منذ ما يُسمى بعصر النهضة الغربية (الأوروبية) إلى يومنا هذا والغرب يدور حول نقطة ارتكازية واحدة (تكاد تكون له دينًا) وهي المصلحة، وهذا أمر مقبول ومبرر إلى حد ما، ولكنه إذا وصل إلى ظلم الآخرين واستعمار بلادهم وممارسة كل الوسائل (الأخلاقية وغير الأخلاقية) في سبيل تحقيق المصالح فهنا يكمن الخطر، ويتأتى الرفض وتجب المقاومة.



وهذا ما وصلت إليه الحالة الأوروبية سابقًا تجاه العالم الإسلامي والحالة الأمريكية حاليًا، حتى بات الأمر بينهم وبين العالم الإسلامي - الغني بالموارد والخيرات - وكأنه صراع مع الإسلام لاجتثاثه! ولو كان الأمر كذلك لهان؛ لأنهم لم ولن يستطيعوا اجتثاثه {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف: 8].



ولكنهم يسعون إلى البحث عن كل ما يمنع من عودة المسلمين إلى قوتهم الحضارية والتي ما قامت يومًا ما إلا على إيمان من شيدوها بعظم دينهم وعقيدتهم التي تحث على العلم والعمل، فالغرب يسعى إلى منع كل ما يدعو إلى هذه العودة وكبح كل من ينادي بها، ومن ذلك دعمهم للتصوف فهو يخدم بقاء الإسلام ضعيفًا مستهلكًا وتابعًا له سياسيًّا واقتصاديًّا.



هل ما يطلق عليه "روحانية" الطرق الصوفية التي امتدحها الغرب ترتبط في ذهنهم برهبانية النصارى وفصلهم الدين عن الحياة؟



نعم هي مرتبطة في أذهانهم بشكل كبير، ولذلك اعتبر كثير من المستشرقين - أثناء دراستهم للتصوف - أن النصرانية أحد مصادر التصوف، وساقوا لذلك العديد من الأدلة، منها على سبيل المثال: التشابه في المظهر فالمتصوفة يلبسون الخرقة وهي كالثوب الذي يضعه الرهبان على الكتفين، وكذلك التشابه في الموضوعات كالإغراق في محاسبة النفس، ويرون أن احتكاك المسلمين بالنصارى قديمًا في الحيرة ودمشق والكوفة ساعدت على مثل هذا التأثر.



ما هي ملامح الإسلام الذي يريده الغرب ويستخدم الصوفية للوصول إليه، والذي أطلق عليه [إسلام حضاري ديمقراطي]؟



هو الإسلام الذي ينسجم مع وجود المسجد والخمارة والشاطئ المتفسخ جنبًا إلى جنب دونما حرج، حيث لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، وإنما هو إسلام فردي روحي لا أثر له في الواقع.



هو الإسلام الذي لا يرى فيه المسلم أنه متميز بعقيدة أو ثقافة أو لغة أو حتى ملبس.



هو الإسلام الخامل المستهلك لنتاج الغرب الاقتصادي دونما إحساس أو شعور بخطر.



هو الإسلام الذي الذي يتبرأ من عبارة "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله" نظريًا، ويطبقها عمليًا.



هذه بعض ملامح الإسلام الذي يريده الغرب ويخدمه التصوف –من حيث يشعر أو لا يشعر - في الوصول إليه.



كيف ينظر المواطن الغربي إلى الإسلام من خلال حشود ضاجة في الشوارع تسير خلف الرايات والطبول والاحتفالات التي تعج بكل ما هو منافي للآداب والأخلاق، فما أبعاد هذه الصورة للمشاهد الغربي وانعكاسها على رؤيتهم للإسلام؟



أتصور أن احتفالات الموالد البدعية وما نراه فيها من مخالفات شرعية لا يبني تصورًا سلبيًّا للمشاهد الغربي العادي فهي تندرج عنده تحت مسمى الفلكلور الشعبي وما إلى ذلك، ولكن المصيبة حينما يشاهد غير المسلم بعض طوائف المتصوفة الذي يعتمدون على ما يزعمونه كرامات وما هي إلا سحر ودجل؛ كإدخال الحديد في الجسد وإطلاق الرصاص الحي على المريد دون أن يقتل إلى غير ذلك من الشناعات التي يسمونها كرامات، هذه هي التي تكرس النظرة السلبية التى بناها المستشرقون الأوائل عن الإسلام وأهله وتؤكدها.



وهذه الممارسات أراها أحد القواسم المشتركة (العديدة) بين الصوفية والشيعة، فما يفعله الشيعة يوم عاشوراء، وما يفعله هؤلاء المتصوفة إنما هو صد عن الإسلام باسم الإسلام!



ما هو توجيهكم للأمة الإسلامية فيما يتعلق بالأبحاث والدراسات التي يقوم بها الغرب وتتعلق بالإسلام والمسلمين؟



أولًا لابد أن نعرف أن الغرب يقدر البحث العلمي وينفق عليه بسخاء، فنتائج الأبحاث هناك تترجم إلى قرارات وسياسات في كل المجالات، وليس الحال كما هو عندنا – للأسف -، ولهذا لابد من العناية بما يُكتب عنا من دراسات وأبحاث، لأنها قابلة وبشكل كبير لأن تكون مشاريع سياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية تنفذ لتحقيق المصالح الغربية على حسابنا، فلا أقل من أن ندرك ماذا يراد بنا، هذا في أقل الأحوال، وإلا فالواجب أكبر من ذلك، لا سيما وأننا نملك في العالم الإسلامي من الأموال والعقول والإنصاف - وهذا الأصل - ما يمكننا من دحض ما يكتب عنا بأبحاث مماثلة ودراسات كاشفة، بالإضافة إلى ترجمة ما يُكتب عنا وتقديمها لأصحاب القرار والقائمين على مصالح المسلمين، فالله تعالى يقول: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55]، ويقول أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71].



في الختام نريد من فضيلتكم كلمة لموقع الصوفية.



أقول لإخواني الكرام في موقع الصوفية: أولًا، جزاكم الله خيرًا على ما تبذلونه من جهد ووقت في سبيل توعي
#تدوينات


💎( إدمان العادات )

يقول ابن القيم:

"ما على العبد أضر من تملك العادات له،

وما عارض الكفارُ الرسلَ إلا بالعادات المستمرة الموروثة عن الأسلاف.

فمن لم يوطن نفسه على مفارقتها والخروج عنها والاستعداد للمطلوب منه، فهو مقطوع، وعن فلاحه وفوزه ممنوع"

📍وقال معاصر:

"‏إن التعود يلتهم الأشياء، يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائي، كأننا لا نراه،

لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما أستوقفتنا في المرة الأولى، نمضي وتمضي، فتمضي بنا الحياة كأنها لاشيء".

📌وقال أستاذ فاضل :


"هناك مرض صامت من أشد الأمراض.. لاترى له ملامح.. ولا تشعر له بأية أعراض.. إذا تمكن منك فسوف يضرك ضررا شديدا".

📍هذا المرض الخطير هو مرض "التعود على النّعمة"..

وله أربعة مظاهر هي:

1️⃣-أن تألف نِعمَ اللهِ عليك وكأنها ليست بِنِعَم، وتفقد الإحساس بها، كأنها حقٌ مكتسب .

2️⃣-أن تتعود الدخول على أهل بيتك وتجدهم بخير وفي أحسن حال.. فلا تحمد الله.

3️⃣-أن تذهب للتسوق، وتضع ما تريد في العربة وتدفع التكلفة وتعود لمنزلك دون أدنى إحساس بالمنعم وشكره، لأن هذا عادي و حقك في الحياة .

4️⃣- أن تستيقظ كل يوم وأنت في أمان وصحتك جيدة لا تشكو من شيء.. دون أن تحمد الله.


🔴 انتبه: فأنت في هذه الحالات في خطر !

إذا أَلِفْتَ النعمة ، وصرت تأكل وهناك من بات جائعاً، أو من يملك طعاماً ولا يستطيع أن يأكله، فاحمد الله وأشكره كثيراً.

أن تدخل بيتك وقد أنعم الله عليك بالستر والمودة، بوجود أم أو أب أو زوجة وأطفال بصحة وفي أفضل حال، فاحمد الله واشكره كثيراً .

✅لا تجعل الحياة تُرغمك أن تألف النعم، بل أرغم أنت حياتك أن تألف الْحَمْد والشكر لهذا الإله العظيم .

❌وإذ سُئِلت عن حالك ؟ فلا تقل : ( لا جديد ) فأنت في نعمٍ كثيرة لا تحصيها، قد جدَّدها الله لك في يومك هذا، وواجب عليك حمده وشكره، فغيرك قد حُرِمها في يومه ذاك !

💠فكم من آمنٍ أصبح خائفاً، وكم من صحيحٍ أصبح سقيماً، وكم من عاملٍ أصبح عاطلاً، وكم من غنيٍ أصبح محتاجاً، وكم من مبصرٍ أصبح أعمى، وكم من متحركٍ أصبح عاجزاً.
وأنت جُددت لك كل تلك النعم ، فقل الحمد لله على ما أعطى وأبقى.

💎ونعود لإمامانا ابن القيم فنجده يقول :


"وليس على العبد أضرُّ من مَلَله لنعم الله،

فإنه لا يراها نعمة،
ولا يشكره عليها،
ولا يفرح بها"


🎯كم خسرنا بسبب عادة ألفناها أو متعة ضارة كررناها .. أو تأجيل وتسويف أدمنا عليه .. أوراحة نخاف من تركها ..

أو عزيز لم نعرف مكانته إلا بعد رحيله
أو نعمة نسيناها فازدريناها..

إياك وحجاب العادة فهو أشد أنواع الإدمان خطراً .. لا تستسلم لإيقاع حياتك الرتيب !
لا تستسلم لكسلك
لا تستسلم لنوع أكلك
لا تستسلم لنمط روتينك

👌ضع خطة متدرجة .. سهلة وقصيرة للخروج من "إدمان العادات".


ممكن الاستفادة من هذه التدوينة في تربية الأبناء عندما نلاحظ إدمانهم على الأكلات السريعة الضارة - أو الألعاب الالكترونية - أو السهر لساعات متأخرة ..

الخطة التربوية العلاجية لابد أن تكون :


1️⃣ متدرجة
2️⃣سهلة وغير معقدة
3️⃣تظهر بعض فوائدها في مدة قصيرة
4️⃣إيجاد البدائل