النكتة الأخرى في هذا الباب هو تفاوت الحديث ضعيف السند مع الحديث الموضوع كلياً، فإحراز كون الحديث موضوعاً أمر في غاية الإشكال حتى في موارد روايات الرواة الكذّابين أيضاً لا يمكن الحكم بسهولة على كون الحديث موضوعاً. فالكذاب عليه أن يروي 90% من الروايات الصحيحة حتى يستطيع أن يصل لغايته في ال 10%. لذا روايات الرواة الكذابين في كثير من الموارد صحيحة، (راجع درس خارج الفقه جلسة بتاريخ ۹۵/۹/۱۶).
وفي الحكم بوضعها يلزم التوقف كثيراً، وفي روايات متعددة ورد تحذير شديد في طرح أو إنكار الروايات المنسوبة للأئمة عليهم السلام. كمثال روي بسند صحیح عن الإمام الباقر علیه السلام أنّه قال:
《وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَبَ أَصْحَابِي إِلَيَّ أَوْرَعُهُمْ وَ أَفْقَهُهُمْ وَ أَكْتَمُهُمْ لِحَدِيثِنَا وَ إِنَّ أَسْوَأَهُمْ عِنْدِي حَالًا وَ أَمْقَتَهُمْ لَلَّذِي إِذَا سَمِعَ الْحَدِيثَ يُنْسَبُ إِلَيْنَا وَ يُرْوَى عَنَّا فَلَمْ يَقْبَلْهُ اشْمَأَزَّ مِنْهُ وَ جَحَدَهُ وَ كَفَّرَ مَنْ دَانَ بِهِ وَ هُوَ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الْحَدِيثَ مِنْ عِنْدِنَا خَرَجَ وَ إِلَيْنَا أُسْنِدَ فَيَكُونُ بِذَلِكَ خَارِجاً عَنْ وَلَايَتِنَا》 (الکافي، ج۲، ص۲۲۳).
أيضا راجع بصائر الدرجات، ص۵۳۷، باب فيمن لا يعرف الحديث فرده، الحدیث الرابع: 《...وَ لَا تَقُلْ لِمَا بَلَغَكَ عَنَّا أَوْ نُسِبَ إِلَيْنَا هَذَا بَاطِلٌ وَ إِنْ كُنْتَ تَعْرِفُ خِلَافَهُ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لِمَ قُلْنَا وَ عَلَى أَيِّ وَجْهٍ وَ صِفَةٍ》، و الحدیث الخامس: 《...لَا تُكَذِّبُوا بِحَدِيثٍ أَتَاكُمْ أَحَدٌ فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ لَعَلَّهُ مِنَ الْحَقِّ فَتُكَذِّبُوا اللَّهَ فَوْقَ عَرْشِهِ》، و راجع بحار الانوار، ج۲، ص۱۸۲، باب أن حديثهم علیهم السلام صعب مستصعب و أن كلامهم ذو وجوه كثيرة و فضل التدبر في أخبارهم و التسليم لهم و النهي عن رد أخبارهم.
#حدیث #فقه #اصول_فقه
مترجم بواسطة الشيخ محمد القمي بتصرّف.
أصلحه الأخ الشيخ مهدي ملا يوسف