ملتقى البحث العلمي

بعض ما قاله نيتشه أو ما كتبه، قد يراها بعضكم كلمات تشبه الخواطر والنصوص القصيرة، والتي قد يكتبها الكُتاّب الرديئيين مثلي ومثل غيري.
ولكنها في حقيقة الأمر ليست كذلك (أي نصوص نيتشه)؛ لأنهُ أختط لنفسه فلسفةً لم يسبقهُ أليها أحد من من قبل في أي مكان وزمان؛ فهو كان يكتب ما نعجز نحن على إيصاله اليوم بِكتبٍ كاملة ومجلدات.
ولهذا نحن نرى إن كل كتابات نيتشه ماهي إلا أنعكاس للحقيقة والواقع.
الواقع الذي صوره نيتشه بكتبه التي كُتبت بلغة شعرية متينة وبأسلوب أدبي متميز.
وسواءًا أحببت نيتشه أم كرِهتهُ، عليك الإعتراف بأن ما من مُفكرًا أشدُ أخلاصًا منه أو أكثر منهُ بلاغةً وحكمة.
فقد أستطاع نيتشه أن يبتدع أسلوبًا لم يكن أحدًا قد اكتشفهُ وكل من كتب هو مقلدًا لنيتشه، من حيث علِمَ أم لم يعلم. - ولكن هناك شيئًا مستغربًا في فلسفة وفكرَْ هذا العظيم وهو (الرمز).
مما أتاح للتاويلات أن تدخل في شرح نصوصه وهذا أفقدها بريقها ولو بصورة نسبية، وأصبح التأويل لمن هبَّ ودبّْ فيما يخص أدب وفِكرْ وفلسفة نيتشه ونظرته لكل شيء الإله (الله) - الخلق - الدين التطور - الوجود - الإنسان المتفوق - العود الأبدي - الأخلاق - القوة - المرأة - الحب - الأمل - إلخ.... من أمور.
فكل هذهِ الأشياء او لربما أغلبها قد فُسّرت وشُرحت وأُنتجت عشرات أو مئات الكتب التي تتناول أفكار نيتشه المبهمة؛ فهو كما سماه أحد المُفكرين بالفيلسوف الرمز أو المرماز. ولهذا فمن الصعب على أي إنسان أن يجزم بأن نيتشه قد قصد الشيء الذي فسره عقلهُ هو! وليس الذي قصده نيتشه.
ولهذا أنا أوجهُ دعوة لكل من يُريد الخوض في نيتشه وفلسفته؛ بأن يقرأ كل مؤلفات وبالترتيب الزمني لعمره - حتى نرى الأفكار التي تطورت لديه في شبابه - وصولاً إلى الفترة الأخيرة من عمره.
والتي قد لا نتفق أو بلأخرى قد لا نصل إلى رأي مشترك فيها.
فبعضنا لربما يقول أن نيتشه مجنون!
(فقد دخل إلى المصحة العقلية)
وبعضنا يقول أنها العبقرية من صنعت بهِ هذا المرض.. وهكذا.
في النهاية علي أن أُشدد، أن ما من شخصٍ قرأ كتابًا أو أثنين له أن يحكم عليه؛ بأنهُ كان متطرفًا، أو إن الفاشية والنازية قد أستغلت أفكاره أو ساروّا عليها في تطرفهم فأتخذوه مرجعية لهم وعقيدة فلسفية بررت لهم أفعالهم وتطرفهم.
ولهذا يا أحبتي عليكم أن تقرأوا كل مؤلفاته ثم تتدبرونها وتُناقشونها مع عقولكم، بدون أي تعصبٍ أو فكرٍ مُسبّق عنه. بل أقرأوا ما كتبَ وكأنهما المرة الأولى التي تتعرفون فيها عليه؛ عندها فقط ستحكمون. وما دامت عقولكم وليست تعصباتكم هي من توصلت للنتيجة النهاية بخصوصه، فمن المؤكد أنكم قد أجدّتمْ وأحسنتم عملًا وفِكراً.

محمد سلمان.

الأساطير العربية قبل الأسلام
د.عبد المعيد خان
هذا الكتاب يتحدث عن الأساطير العربية قبل الإسلام، التي أُلّف عنها كثيرا من الكتب، يتناول الدكتور محمد عبد المعيد خان في مبحثه هذا الذي حصل بموجبه على درجة الدكتوراه في الأدب عن هذه الأساطير بشكل شامل. حيث تحدّث عن مصادر الأساطير العربية قبل الإسلام وهي إمّا ما دونته كتب التاريخ والأدب أو ما وجد منقوشا على الأحجار، لكن الباحث حين يتوصل إلى مصدر آخر بعد أن تعذر البحث في المصادر القديمة نظرا لاندثار أكثرها وهو البداوة في الحجاز، حيث يقف بنا على هذه البداوة كمادة رافدة للمصادر الأخرى، وهي مصدر لا زال حيا وجديرا بالبحث والتأمل والوقوف على كل مفرداته.
الصفحات: ١٦٣

يتخذ كتاب لكنود أسلوبًا سهلًا مبسطًا، إذ قدمها الكاتب بأسلوب جميل وسلس، تعني لكنود جحود النعم والكفران بها وعدم الاعتراف بها، وهي كلمة ذُكرت في سورة العاديات في القرآن الكريم، والعاديات هي الخيل التي تدخل وتقتحم في الحرب وتقدم كل ما تمتلك من أجل صاحبها الذي يرعاها ويطعمها ويحافظ عليها وهي حيوانٌ لا يعقل، فما بال الإنسان الذي وهبه الله ما لا يخطر على باله من خيرات. يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن الإنسان الذي أنعم الله عز وجل عليه بكافة النعم من بصر وسمع ورؤية، ولكنه يجحد النعم التي أنعم الله عليه بها من أبناء ووالدين وكل ما لديه، ولكن الإنسان ينساها وينكرها، بسبب الشيطان أو بسبب الاعتياد عليها، ولذلك ينبغي العمل على كتابة نعم الله التي أنعمها الله على الإنسان.

" أن مصطلح (المثقف) كما يفهمه الناس قريب من المصطلح الأنكليزي (Intellectual) ومعناه الشخص الذي يملك قدرة على الفهم تفوق القدرة الأعتيادية. واستناداً على هذا يمكن القول أن هناك فرقاً بين المثقف والمتعلم.

فالمتعلم قد يكون واسع المعرفة كثير الأطلاع ولكنه في الوقت نفسه يفهم الأمور على نحو ما يفهمها عامة الناس وسوادهم، أما المثقف فهو يسمو على العامة في ذلك. ويظهر هذا فيه بوضوح عند فهمه للمألوفات التي نشأ عليها في مجتمعه. فهو لا يأخذها على علاتها كما يفعل العوام بل هو يتفحصها موضوعياً بمقدار جهده، وقد يدفعه ذلك إلى التحرر منها أو الثورة عليها ..

إن كل إنسان في الواقع لديه نزعه الأنسجام مع المجتمع الذي يعيش فيه كما أن لديه نزعه التمرد عليه ولكن الأفراد يختلفون في نسبة كل من هاتين النزعتين إلى الأخرى فيهم. فالعوام من الناس تكون النزعة الأولى أكثر سيطرة عليهم من الثانية، أما النخبة منهم فهم الذين تسيطر عليهم النزعة الثانية قليلاً أو كثيراً "

– علي الوردي | في النفس والمجتمع 

جزاكم الله خيرا
في موضوع المصادر والمراجع:
إطلاق وصف: أساسي أو ثانوي ؛ يكون للمصادر أم المراجع؟؟

مثال في حال إطلاقها على المصادر، هل نقول:
القرآن مصدر أساسي،
معجم ألفاظ القرآن مصدر ثانوي؛ ﻷنه يرجع للقرآن ؟؟
إن كان ذلك صحيحا؛ فماذا نقول عن التفاسير إذا؛ مصادر ثانوية أم مراجع ﻷن فيها شرح وتفسير؟؟

نعم القرآن لا يوضع ضمن المصادر والمراجع.. وهذا ما اتفق عليه أغلب الاكاديميين..

اما المصادر فهي الكتب الاصيلة التي لا تاخذ من غيرها مثل صحيح مسلم والبخاري ولسان العرب وكتاب سيبوية في النحو.. وكتب تجمع الشعر لم يسبق ذكره في أي كتاب..


اما المراجع..فهي التي تستقي معلوماتها من غيرها وتعتمد على ذلك في كل فصول الكتاب... مثل كتب التفاسير تعتمد على كتب الحديث واللغة واقوال النحويين

أتمنى أن تكون الفكرة وضحت...

لمجلة علمية فقط،
في الحقيقة 3 مباحث
الأول في ترجمة حياة المؤلف وآثاره
الثاني منهج المؤلف في كتابه (وهذا هو ما أتحدث عنه)
الثالث (أقوال المؤلف - لأن كتابه الذي أتحدث عنه مفقود؛ جمعت أقواله من هذا الكتاب من مصادر مختلفة نقلت عنه-)

المبحث الأول في الغالب لا تنبني عليه نتيجة (لكني ترجمته بتفصيل لأنه لم يترجم له في بحث سابق حسب علمي)

الثاني هو غاية عملي الحقيقي، وفصلت فيه كثيرًا.. وكل النتائج تقريبًا منه (وفيه مطلبين، تحقيق صحة الكتاب له والنقول الواردة عنه،، منهجه فيه من خلال النقول الواردة عنه)

الثالث جمع لأقواله من المصادر المختلفة (في الحاشية أضع آراء من غلّط رأيه في المسألة النحوية فقط) وكذا ذكرت في الحاشية المصادر التي نقلت عنه.