#عنوان_البحثلا أوافق على كثير مما ذُكر؛
كلنا يعرف أن الفتوحات الإسلامية شملت بلاد فارس، وأن المسلمين تداخلوا مع تلك الشعوب، وأخذوا عنهم بعض العلوم، ومن تلك العلوم علم الكلام والعلوم الفلسفية، وانتشار ذلك كانت في نهاية الخلافة الراشدة، والتأثر بالعلوم الفلسفية فيما يسمى بالظاهرة كان في نهاية القرن الهجري الأول، وكان علم الكلام يعتمد على الإقناع العقلي بالمقدمات والنتائج بغض النظر عن كون المقدمات صحيحة أم لا، وظهر من علماء المسلمين من يستخدم علم الكلام لإقناع الخصوم في مسائل العقيدة والفقه، وبعضهم رفضه واعتبره من الفلسفة التي تقود للزندقة.
أما الفلسفة فهي في الأساس عقيدة إلحادية مصدرها اليونان وترجمتها تعني تقسيم الكلمة لجزأين، بيلو بمعنى حب، وسوفي بمعنى الحكمة، فتكون ترجمتها حب الحكمة.
ولا يمكن أن يزعم أحد بوجود مايسمى بالفلسفة الإسلامية خاصة عند المتقدمين، لأن الإسلام ليس به فلسفة، والفلسفة لها مجالاتها الثلاثة: المعرفة، والقيم، والميتافيزيقيا (علم ما وراء الطبيعة، أي الغيبيات)، ومن تعاطى علوم الفلسفة ممن ينسبون للإسلام تم الهجوم عليهم أمثال الطوسي، والفارابي، وابن سينا الإسماعيلي الباطني، وابن رشد الحفيد، وأبي حامد الغزالي، وإخوان الصفا، وغيرهم. حتى حكم بردتهم.
ومن الأقاليم التي استقدمت الفلسفة الشام وجنوب العراق ومصر، ولم يكن ذلك منتشرا إلا بعد القرون المفضلة.
والفلسفة لم تخاطب المسلم أبدا في أساسها، بينما علم الكلام استخدم في الجدل والمناقشة العلمية في التوحيد والفقه، وليست الفلسفة دفاعا عن الدين بقدر ماكانت عقيدة وثنية تغفل الوحي، وهو العكس في علم الكلام.
علم الكلام استخدم كأداة إقناعية.
أما الفلسفة فكان الموقف فيها بين المنع، والأخذ، والتفريق بين العوام والخواص.
وإلى اليوم من تناول علم الكلام فينظر له كنوع من الإقناع والاستدلال العقلي لايشترط أن يكون في مقدماته مستمد من الوحي. ومن تناول الفلسفة في الدين يتم الرد عليه وربما تفسيقه وربما تكفيره خاصة في مجال العقيدة.
والكلام في هذه المسألة معقد وطويل لا يفضي لنتيجة قاطعة، ولايوجد شيء اسمه فلسفة إسلامية لاختلاف المنبع والمنهج والنتيجة.
والله تعالى أعلم.