السلام عليكم
قرأت بعض الأبحاث يكتبون ان الدراسة استخدمت المنهج الوصفي الارتباطي المقارن
سؤالي هل هو نفسه المنهج الارتباطي ( العلاقي) او يوجد فرق ؟ ولو فيه فرق ياليت يتم ذكره
الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في الدراسات الإسلامية:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إن الناظر بعين البصيرة ليَعلَم أنَّ هناك جملةً من الأخطاء العامة والخاصة في كتابة الرسائل والبحوث العلمية المتعلِّقة بالدراسات الإسلامية؛ ولذلك جمعتُ جملة من الأخطاء والملاحظات المتنوِّعة التي يقع فيها الباحثون في الدراسات القرآنية خاصة، دون غيرها من الدراسات الأخرى.
• فمِن هذه الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في الدراسات القرآنية:
1 - تضخيم الباب التمهيدي.
2 - إضافة جوانب في التمهيد ليست لها صلة بالموضوع.
3 - التَّكرار الواضح لبعض المعاني والأفكار في المبحث الواحد.
4 - الإطناب والاستطراد غير الضروري في بعض المباحث.
5 - ظاهرة كثرة النقولات المطوَّلة.
6 - الخلل في ضبط التناسب الكمي في البحث.
7 - عدم الترجمة للعلَم في أول موضع يُذكر فيه، مع إهمال الباحث لضبط العلَم بالشَّكل.
8 - الاكتفاء بمرجع واحد فقط في كثير من المسائل المهمة في البحث.
9 - إهمال تخريج الأقوال وضبطها؛ كإغفال توثيق بعض أقوال العلماء، وخاصة حينما ينقل قول العالم الذي يكون فيه قولٌ لعالم آخر.
10 - ذِكر المرجع في صلب البحث، ثم ذِكره في الحاشية.
11 - إهمال بيان غريب الحديث الذي يستدلُّ به في البحث.
12 - الترجيح بين المسائل الخلافية التي يكون الخلاف فيها خلافَ تنوع، لا خلاف تضاد.
13 - الخطأ في أرقام الصفحات في الفهارس.
14 - كثرة إيراد المصطلحات الحُكمية دائمًا؛ مثل كلمة: أحسن، أفضل، وغيرها.
15 - اضطراب منهج الباحث، وعدم الالتزام بالمنهج العلمي المنصوص عليه في خطَّة البحث.
16 - القصور في الصياغة العلمية المتقنة للبحث.
17 - تدَنِّي مهارات الباحث في مناقشة الأقوال، وضعفُه في طريقة عرضها.
18 - كثرة النقولات من غير المعروفين، ممن هو مجهول الحال.
19 - إهمال ضبط ما يُحتاج إلى ضبطه من الكلمات والجمل التي تكون مظِنَّة التصحيف.
20 - إهمال رسم المصحف عند اقتباس الجمل من الآيات، فيَكتفي الباحث برسم المصحف في أول موضع للآية فقط.
21 - كثرة إيراد كلام المعاصرين.
22 - ضعف تسلسل الأفكار، وعدم تناسب بعضها مع بعض.
23 - إهمال النواحي الشكلية للبحث من حيث التنسيقُ والشكل.
24 - تقديم الباحث النتائجَ على المقدمات.
25 - البعد عن الأسلوب القرآني في الكتابة، والبعد عن الصِّبغة القرآنية التي تُميِّز البحث القرآني عن غيره من البحوث الأخرى.
26 - غياب شخصية الباحث أو انعدامها.
27 - ذكر الأقوال في بعض المسائل غير المهمة التي يلزمه الاكتفاء بذِكر القول الراجح فيها، أو الإشارة إليها في الحاشية، وفي المقابل الاختصار المخلُّ لبعض المسائل المهمة في البحث، والاكتفاء بذكرها في الحاشية.
28 - عدم الاهتمام بالفهارس من ناحية الترتيب والشكل.
29 - عدم وضع العناوين الجانبية في بعض المباحث، وخاصة ما كان طويلًا منها.
30 - تقديم قول المفسِّر المتأخر على المتقدم.
31 - التخبُّط في اختيار طبعات كتب التفسير، وترك الطبعات الجيدة، والعزو غير المقَّيد بطبعة واحدة لبعض الكتب.
31 - ضعف كتابة خاتمة البحث بأسلوب علمي، وإهمال الجوانب المهمة التي يلزمه الإشارة إليها في الخاتمة.
32 - عدم الترجمة للأعلام المعاصرين من أهل التفسير.
33 - استعمال الباحث لبعض العبارات التي فيها انتصارٌ أو ثناء على فكره ومذهبه؛ سواء أكان ذلك بأسلوب مباشر أم غير مباشر، والبعد عن الموضوعية في بحثه وأسلوبه.
34 - مجانبة الاستقلالية والتميز في أسلوب الكتابة، ومحاولة الركون إلى التقليد؛ خوفًا من الوقوع في الخطأ.
35 - سوء ترتيب أبواب ومباحث الرسالة، وتداخلها وضعف صياغتها القرآنية.
36 - ترك الباحث في الدراسات القرآنية مسألةَ الحكم على الأحاديث النبوية.
37 - إهمال بيان غريب الآيات القرآنية الواردة في البحث في الحاشية.
38 - الاضطراب في عزو الأحاديث والآثار.
39 - ترك توثيق المنقول من الأقوال والمعاني، ولا سيما إذا في ثنايا كلامٍ منقول.
40 - الإطالة في الشرح والتحشية لمناسبةٍ ولغيرِ مناسبة، حتى يَطول الكتابُ بأكثر من النصف.
41 - ترك تحقيق النص المنقول ولو في بحوث الدراسة؛ فربما كان النص محرفًا.
42 - القصور في التوثيق من المتأخر وترك الأسبق.
43 - التقيُّد بآراء باحث آخر، أو اختيارات عالم معاصر، دون فَهمٍ وقناعة.
44 - النقل من المراجع غير المتخصِّصة.
45 - عدم الترتيب التاريخي في النقل.
46 - إغفال الحكم على الحديث، والاكتفاء بحكم المتأخرين.
47 - التساهل في نقل المادة العلمية، وعدم مناسبتها للموضع الذي وُضع فيه.
48 - كتابة العبارات الصحفية والإكثار منها.
49 - الخلط بين طريقة نقل النص بنصه، وبين نقله بتصرف.
50 - ذكر بعض الألقاب والأوصاف لبعض المؤلفين المعاصرين؛ كالمفكر والأديب وغيرها.
51 - اختصار بعض أقوال المفسرين التي لا يستقيم المعنى باختصارها، والجُرأة على التصرف في أقوال كبار المفسرين.
52 - التقليد المخلُّ، والمحاكاة لبعض ما كٌتب جملة وتفصيلًا.
في القرن الثاني الهجري .
2-النحــو :
أغلب الظن أن مصطلح ” النحو“ ظهر بعد مصطلح ” العربية“ أو ” علم العربية “ وذلك عندما ظهـرت فئة أو طبقة من المعلمين الذين أخذوا يعلمون الناس قواعد العربية لكي تستقيم ألسنتهم بعد تفشي اللحـن فيهم، ،وكـان هذا المصطلـح- أول ما ظهر-يشير إلى القواعد التعليمية التي تعلمها الناس لكي يلحقوا بالعرب الفصحـاء في إجادتـهم العربية . كما تدل كلمة ” نحويين“ على تلك الطبقة من الناس التي أخذت تشتغل بتعليم النحو أي القواعـد التعليميـة ،وهو يختلف عن العربية أو علم العربية الذي كان يشير إلى الدراسة العلمية للغة العربية إلاّ أننا نجد من يسوي بينهما كأبي حيان الذي يرادف بينهما مستدلا بقول سيبويه :"هذا علم ما الكلم من العربية " .
3- علم اللغة :
كان مصطلح ” اللغة“ يدل على نوع من الدراسة المنظمة بخاصة تلك التي تتصل بعمل المعاجم و تأليف الرسائل اللغوية ، و بصورة عامة فإنه يدل على دراسة المفردات و معرفة الدلالات ، و تنظيم ذلك في صورة كتب أو معاجم ، و هو بهذا يختلف عن مصطلح ” العربية“ أو ” علم العربية“ ،كما يختلف عن مصطلح ” النحو“ أيضا.
و استبدل هذا المصطلح فيما بعد بمصطلح جديد و هو ” علم اللغة“ الذي يشمل دراسة الجوانب التالية :
1 – العلاقة بين اللفظ و المعنى
2 – الأصوات أو الحروف التي تتألف منها المفردات
3 – الصيغ الصرفية
4 – الدلالة الوضعية للمفردات( ) .
و يجمع اللسانيون اليوم على أن هذا العلم ، علم معياري (Prescriptive) أي أنه يبحث في جوانب الصواب و الخطأ في استعمال المفردات من حيث الدلالة و البنية ، وليس علما وصفيا (Discriptive) يصف المادة اللغوية في ذاتها دون البحث عن الصواب و الخطأ في الاستعمال .
أما الموضوعـات التي كانـت تدل عليها مصطلحات ” اللغة“ أو ” علم اللغة“ أو ” علم اللغات “ فتتمثل فيما يلي :
1 – جمع المادة اللغوية المتمثلة في المفردات و ترتيبها
2 – عمل المعاجم و بعض الرسائل اللغوية في تنظيم المادة.
3 – دراسة نص الجوانب (صوتية، صرفية ، إشتقاقية).
4 – معرفة اللهجات العربية القديمة و الفروق بينهما.
5 – البحث في نشأة اللغة 1.
4-علم اللسـان :
يعد هذا المصطلـح من المصطلحـات النادرة الإستخدام في الدلالة على الدراسة اللغة في التراث اللغوي العربي، و يعـد ” الفارابي“ (ت 339 هـ) أقدم من إستخدمه في كتابة ” إحصاء العلوم “ و الذي قسمه إلى خمسة فصول و هي :
1 – في علم اللسان و أجزائه
2 – علم المنطق و أجزائه
3 – في علوم التعاليم (العدد ، الهندسة ، علم المناظر ...) .
4 – في العلم الطبيعي و أجزائه .
5 – في العلم المدني و أجزائه و في علم الفقه و علم الكلام .
و نلاحظ أن الفارابي قد وضع في مقدمة هذه العلوم ” علم اللسان “ كأنما هذا العلم عنده هو مفتاح العلوم الأخرى ومصرفها.
أما ما يقصـده الفارابي بمصطلح ” علم اللسان “ و تصوره لموضوعاته و منهجه، فنجد ذلك في الفصل الأول ، حيث يرى أن علـم اللسان ضربـان : أحدهما حفـظ الألفاظ الدالـة عند أمـة ما و علم ما يدل عليه شئ منها.
و الثاني : علم قوانين تلك الألفاظ.
أي أن علم اللسان يتفرع عنده إلى فرعين هما : علم اللسان الاجرائي ذي الغرض التعليمي و علم اللسان النظري الذي يعنى بالقضايا العامة في البنية اللغوية .
أما فروع علم اللسان و هي عنده تقع في سبعة فروع أو علوم – كما أسماها – بعضها عام يشمل كل اللغات و بعضها خاص للغة معينة و هي :
1-علـم الألفـاظ المفـردة:
2-علم الألفاظ المركبة
3-علم قوانين الألفاظ المفردة
4-علم قوانيـن الألفـاظ عندما تتركب :
5-علم قوانين الكتابة (Graphemics):
6-علم قوانين تصحيح القراءة :
7-علم الأشعــار
من خلال ما سبق نستطيـع القول أن الفارابي في عرضه لفروع ” علم اللسان “ يوسع من دائرة هذا العلم بحيث يشتمـل عنده على علوم خاصة و علوم أخرى عامة ، كما أدخل في هذا العلم جوانب تعليمية تطبيقية تنتمي الآن إلى فرع مستقل في اللسانيات الحديثة يطلق عليه اسم اللسانيات التطبيقية ( d’appliqué linguistique ).
وما هذه إلا إطلالة سريعة على التراث اللغوي عند العرب الذي قدم لنا عددا من المصطلحات التي تدل في مجملها على طرق ومناهج متعددة في دراسة اللغة العربية وهي النحو واللغة أو علم اللغة، في حين قدم لنا التراث الفلسفي أو المفهوم العلمي لدراسة اللغة عامة واللغة العربية خاصة كما يتمثل في مصطلح علم اللسان .
ب-قطاعات البحث اللساني عنـد العـرب :
البحث اللغـوي قديم في التـراث العربي، بدأ مع قيـام الحركة العلميـة في القرن الثاني الهجـري، ولقد نشأت الدراسة اللغوية العربية في رحاب التحول الفكري والحضاري الذي أحدثه القرآن الكريم في البيئة العربية، انطلاقا من الشعور بمعجزة البناء اللغوي على المستويين التركيبي و الدلالي .
ولم يكن البحث اللغوي عند العرب من الدراسات المبكرة التي خفوا لها سراعـا ، لأنهم وجهـوا اهتمامهم أولا إلى العلوم الشرعية الإسلامية ، و حين فرغوا منها أو كادوا اتجهـوا إلى العلوم
في القرن الثاني الهجري .
2-النحــو :
أغلب الظن أن مصطلح ” النحو“ ظهر بعد مصطلح ” العربية“ أو ” علم العربية “ وذلك عندما ظهـرت فئة أو طبقة من المعلمين الذين أخذوا يعلمون الناس قواعد العربية لكي تستقيم ألسنتهم بعد تفشي اللحـن فيهم، ،وكـان هذا المصطلـح- أول ما ظهر-يشير إلى القواعد التعليمية التي تعلمها الناس لكي يلحقوا بالعرب الفصحـاء في إجادتـهم العربية . كما تدل كلمة ” نحويين“ على تلك الطبقة من الناس التي أخذت تشتغل بتعليم النحو أي القواعـد التعليميـة ،وهو يختلف عن العربية أو علم العربية الذي كان يشير إلى الدراسة العلمية للغة العربية إلاّ أننا نجد من يسوي بينهما كأبي حيان الذي يرادف بينهما مستدلا بقول سيبويه :"هذا علم ما الكلم من العربية " .
3- علم اللغة :
كان مصطلح ” اللغة“ يدل على نوع من الدراسة المنظمة بخاصة تلك التي تتصل بعمل المعاجم و تأليف الرسائل اللغوية ، و بصورة عامة فإنه يدل على دراسة المفردات و معرفة الدلالات ، و تنظيم ذلك في صورة كتب أو معاجم ، و هو بهذا يختلف عن مصطلح ” العربية“ أو ” علم العربية“ ،كما يختلف عن مصطلح ” النحو“ أيضا.
و استبدل هذا المصطلح فيما بعد بمصطلح جديد و هو ” علم اللغة“ الذي يشمل دراسة الجوانب التالية :
1 – العلاقة بين اللفظ و المعنى
2 – الأصوات أو الحروف التي تتألف منها المفردات
3 – الصيغ الصرفية
4 – الدلالة الوضعية للمفردات( ) .
و يجمع اللسانيون اليوم على أن هذا العلم ، علم معياري (Prescriptive) أي أنه يبحث في جوانب الصواب و الخطأ في استعمال المفردات من حيث الدلالة و البنية ، وليس علما وصفيا (Discriptive) يصف المادة اللغوية في ذاتها دون البحث عن الصواب و الخطأ في الاستعمال .
أما الموضوعـات التي كانـت تدل عليها مصطلحات ” اللغة“ أو ” علم اللغة“ أو ” علم اللغات “ فتتمثل فيما يلي :
1 – جمع المادة اللغوية المتمثلة في المفردات و ترتيبها
2 – عمل المعاجم و بعض الرسائل اللغوية في تنظيم المادة.
3 – دراسة نص الجوانب (صوتية، صرفية ، إشتقاقية).
4 – معرفة اللهجات العربية القديمة و الفروق بينهما.
5 – البحث في نشأة اللغة 1.
4-علم اللسـان :
يعد هذا المصطلـح من المصطلحـات النادرة الإستخدام في الدلالة على الدراسة اللغة في التراث اللغوي العربي، و يعـد ” الفارابي“ (ت 339 هـ) أقدم من إستخدمه في كتابة ” إحصاء العلوم “ و الذي قسمه إلى خمسة فصول و هي :
1 – في علم اللسان و أجزائه
2 – علم المنطق و أجزائه
3 – في علوم التعاليم (العدد ، الهندسة ، علم المناظر ...) .
4 – في العلم الطبيعي و أجزائه .
5 – في العلم المدني و أجزائه و في علم الفقه و علم الكلام .
و نلاحظ أن الفارابي قد وضع في مقدمة هذه العلوم ” علم اللسان “ كأنما هذا العلم عنده هو مفتاح العلوم الأخرى ومصرفها.
أما ما يقصـده الفارابي بمصطلح ” علم اللسان “ و تصوره لموضوعاته و منهجه، فنجد ذلك في الفصل الأول ، حيث يرى أن علـم اللسان ضربـان : أحدهما حفـظ الألفاظ الدالـة عند أمـة ما و علم ما يدل عليه شئ منها.
و الثاني : علم قوانين تلك الألفاظ.
أي أن علم اللسان يتفرع عنده إلى فرعين هما : علم اللسان الاجرائي ذي الغرض التعليمي و علم اللسان النظري الذي يعنى بالقضايا العامة في البنية اللغوية .
أما فروع علم اللسان و هي عنده تقع في سبعة فروع أو علوم – كما أسماها – بعضها عام يشمل كل اللغات و بعضها خاص للغة معينة و هي :
1-علـم الألفـاظ المفـردة:
2-علم الألفاظ المركبة
3-علم قوانين الألفاظ المفردة
4-علم قوانيـن الألفـاظ عندما تتركب :
5-علم قوانين الكتابة (Graphemics):
6-علم قوانين تصحيح القراءة :
7-علم الأشعــار
من خلال ما سبق نستطيـع القول أن الفارابي في عرضه لفروع ” علم اللسان “ يوسع من دائرة هذا العلم بحيث يشتمـل عنده على علوم خاصة و علوم أخرى عامة ، كما أدخل في هذا العلم جوانب تعليمية تطبيقية تنتمي الآن إلى فرع مستقل في اللسانيات الحديثة يطلق عليه اسم اللسانيات التطبيقية ( d’appliqué linguistique ).
وما هذه إلا إطلالة سريعة على التراث اللغوي عند العرب الذي قدم لنا عددا من المصطلحات التي تدل في مجملها على طرق ومناهج متعددة في دراسة اللغة العربية وهي النحو واللغة أو علم اللغة، في حين قدم لنا التراث الفلسفي أو المفهوم العلمي لدراسة اللغة عامة واللغة العربية خاصة كما يتمثل في مصطلح علم اللسان .
ب-قطاعات البحث اللساني عنـد العـرب :
البحث اللغـوي قديم في التـراث العربي، بدأ مع قيـام الحركة العلميـة في القرن الثاني الهجـري، ولقد نشأت الدراسة اللغوية العربية في رحاب التحول الفكري والحضاري الذي أحدثه القرآن الكريم في البيئة العربية، انطلاقا من الشعور بمعجزة البناء اللغوي على المستويين التركيبي و الدلالي .
ولم يكن البحث اللغوي عند العرب من الدراسات المبكرة التي خفوا لها سراعـا ، لأنهم وجهـوا اهتمامهم أولا إلى العلوم الشرعية الإسلامية ، و حين فرغوا منها أو كادوا اتجهـوا إلى العلوم
كتاب لا غنى عنه لمن أراد ضبط منهجيته، والبحث في محركات وبواعث الأفكار، وتتبع المغالطات التي نقع فيها عند الاستدلال أو يقع فيها الخصم عند عرض حجته. وفي هذا يمكن نقل تقريظ إبراهيم السكران للكتاب، فهو خير واصفٍ له.
الاعتصام، الإمام الشاطبي
ويعد كتاب الاعتصام هو الكتاب المركزي في التعاطي مع ملف البدعة، إذ عقد فيه الإمام الشاطبي تبويبًا بعنوان (مآخذ أهل البدع في الاستدلال)، تكلم فيه عن طبيعة الإشكاليات المنهجية التي أدَّت إلى ظهور البدع، وكان تركيزه كبيرًا على بيان الطرق المنحرفة في الاستدلال، وظهرت عبقرية الكاتب في ملاحظة أن أهل العلم كان تركيزهم الأكبر على بيان طريق الراسخين في استبيان الحق والاستدلال عليه، أكثر من الاعتناء ببيان مسالك الانحراف في الاستدلال، وأكَّد على أهمية معرفة تلك الطرق لتجنبها، وبسط هو الحديث في بيانها وطرق تجنبها.
الرسالة، الإمام الشافعي
من الكتب المركزية في قضية فهم النص الشرعي ومنهجية تعاطيه: كتب أصول الفقه، إذ أن عملية التعاطي مع النص الشرعي لا بد أن تخضع لمقاييس علمية، وضوابط منهجية، وقواعد استقرائية شرعية، وهو ما بينه الإمام الشافعي في كتابه الرسالة، إذْ بسط الحديث حول مصادر التلقي الشرعي وطرق إثباتها وفهمها ودلالتها، والمشترك بينها والمُجمل والمُفصَّلِ فيها، ومنهجية التعامل معها، كما توسع في مناقشة قضية الإجماع وضبط منهجية القياس أو الاجتهاد.
التحرير في أصول التفسير، الشيخ مساعد الطيار.
وكذا فإن لكتب أصول التفسير أهمية مركزية في التراث الإسلامي وبخاصة عند الحديث عن مصادر التلقي الشرعي ومنهجية فهم النص، ومن أيسر الكتب العلمية في هذا الباب كتاب التحرير في أصول التفسير طبعة مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الإمام الشاطبي بجدة، حيث عرض الكاتب تعريف وتاريخ علم التفسير في فصل الكتاب الأول، ثم استعرض مصادر التفسير وطبيعة التعامل مع كلٍ منها، ثم أورد-وبطريقة بسيطة سهلة-مسلك المختصين في تفسير القرآن، وختم الكتاب بفصلين من أهم ما ذكر الكاتب إذ عرض الاختلاف والإجماع في التفسير وبسط الحديث حول أنواع هذا الخلاف، ثم ختم بقواعد التفسير والترجيح، كل هذا في لغة تناسب القارئ العادي وبطريقة علمية تحقيقية، كما ذكر مراجعًا ومصادرًا لمن أراد أن يستزيد من المتقدمين في علم التفسير.
صناعة التفكير العقدي، مجموعة مؤلفين
وهنا لا نتحدث عن مجرد كتاب أو ورقة بحثية، إنما هو مشروع عظيم تناولته أقلام سِتٍ من العلماء الباحثين المُجدَّدين، بدأ الكتاب بالتأكيد على مركزية الاستدلال العقدي ومدى حضوره في الوسط العلمي التراثي الإسلامي. افتتحه د. سعود بن عبد العزيز العريفي ببيان التأصيل العقدي ومفهومه وأهميته وطرقه وثماره، وتابع د. أحمد قَوَشتي عبد الرحيم المسير بالحديث حول صناعة التوثيق العَقَدي ومسالك أهل العلم في نسبة الأقوال لأصحابها وضوابط هذه العملية، ثم جاء الدور على أكثر فصول الكتاب ارتباطًا بحديثنا وهو فصل صناعة الاستدلال العَقَدي للشيخ عبد الله العجيري، حيث بيَّن فيه مفهوم الاستدلال العقدي وصوره والغرض منه وأهميته ومخاطره، وطبيعة العلاقة بين الدليل والقضية التي يُستدل عليها بذلك الدليل، وأهَمَّ الأصول الدَّاخلة في بِنية العملية الاستدلالية والتأكيد على أهمية فرز مصادر الاستدلال وتمييز رتبها.
وحرر أ. تميم بن عبد العزيز القاضي أطول فصول الكتاب الذي خُصِّص للحديث حول صناعة الرَّدِّ العَقَدي وأهميته وغايته ومشروعيته ولغته وأسلوبه من حيث الشدة واللين، وفصَّل مواضع اللين ومواضع الشدة وأصَّل لأمرهما، كما تحدث عن ضوابط الشخص المُؤهل لبناء الرد العقدي، وضوابط الرد على المخالف، وأخيرًا تحدث عن كيفية فهم حجة المخالف وأساليب وطرق نقدها، ونقد النقد الذي بنيناه وكيفية تنقيحه، وفي الفصل الخامس والمُعنون بصناعة الجدل العقدي تحدث فارس العجمي عن قضية الجدل ومفهومه وأنواعه ومتى يكون محمودًا ومتى يكون مذمومًا، والشروط اللازمة للجدل حتى يكون نافعًا. وفي ختام الكتاب تحدَّث الشيح عبد الرحمن الشهري عن تجديد الدرس العقدي ومفهومه ولوازمه ومدى حاجتنا إليه، ووضع ضوابطًا وقوانينًا لهذا التجديد واستدلَّ بأقوال العلماء في هذا المبحث، ثم كشف عن الآثار المترتبة على إهماله.
3-مختصر لبعض الشبهات المعاصرة وردها
سابغات أحمد السيد
كتب الأستاذ أحمد السيد هذا الكتاب الماتع المناسب لكل مبتدِأ في باب الشبهات وردها، أو من استشكل عليه أمرٌ مما يُعرض في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بغرض تشويه صورة الدين. وتنبع أهمية الكتاب من معاصرة ومدارسة الأستاذ أحمد السيد لطبيعة الشبهات المعاصرة وتفرغه وتخصصه لمعالجتها والرد على إشكالاتها ومُحاورة مُدَّعيها.
الشيخ محمد بن الشيخ موسى بن الشيخ محمد علي بن الشيخ يعقوب بن الحاج جعفر
ولد في النجف الأشرف فجر المولد النبوي الشريف عام 1380 هجرية الموافق أيلول/1960 ونشأ في أسرة علمية دينية أشتهرت بالخطابة والأدب، لذا سجلت جملة منهم معاجم الأدب و الفكر والخطابة، كأبيه الشيخ موسى - صاحب مجلة الأيمان الشهيرة-، وجده الشيخ محمد علي الملقب بـ (شيخ الخطباء)، وجده لأمه الشيخ مهدي وجد أبيه الشيخ يعقوب الذي نهل من المدرسة العرفانية و الأخلاقية للمرحوم الشيخ جعفر الشوشتري و المرحوم الشيخ حسين قلي الهمداني .
انتقل مع والده إلى بغداد عام 1968 لارتباط أبيه بنشاطات دينية واجتماعية وسياسية مع المرحوم الشهيد السيد مهدي الحكيم نجل المرحوم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (قدس سره) والذي كان يتمتع بزعامة دينية و اجتماعية في بغداد .
نهل المعارف الدينية منذ نعومة أظفاره حيث كان يرافق أباه ويحضر مجالس خطابته ويلتقطها بدقة ثم يسردها بالتفصيل - بعد عودته - على والدته (رحمها الله تعالى)، وكان أبوه (ره) يشيد بنبوغه المبكر أمام العلماء والفضلاء، وبدأ مطالعة الكتب وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره، وألّف بحثاً موسعاً بعنوان (الخمر أم الخبائث) وهو لم يبلغ الحلم، وكان نوع الكتب التي يطالعها تتعمق كلما مرت عليه الأعوام.
ارتدى الزي الديني مطلع عام 1992 (شعبان /1412هـ) وتوّجهُ بالعمامة المرجـع الأعلى المرحوم السيـد الخوئي
مؤلفاته :
1- فقه الخلاف: صدر منه تسعة مجلدات وهو يدوِّن محاضرات البحث الخارج في الفقه لسماحته التي يلقيها في النجف الأشرف .
2- الفقه الباهر في صوم المسافر (فقه استدلالي معمق)
3- خطاب المرحلة: صدر منه تسعة مجلدات وهو يوثق خطابات سماحة المرجع واحاديثه ومواقفه أزاء الأحداث وبيانات وتوجيهاته الى الأمة منذ تصديه لقيادة الحركة الإسلامية ورعايتها وادامتها في العراق بعد استشهاد السيد الصدر الثاني (قده)عام 1999، وقد رتبت خطبه بحسب التاريخ بحيث يمثل صفحة مهمة من تاريخ العراق والحركة الاسلامية .
4- الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين: مجلد واحد يقّدم سيرة النبي (صلى الله عليه واله ) بدراسة تحليلية مع اخذ الدروس و العبّر .
5- دور الأئمة في الحياة الإسلامية: مجلد واحد بنفس المنهج أعلاه لدراسة سيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) والأهداف المشتركة التي سعوا الى تحقيقها وفيه تعليقات للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده).
6- المعالم المستقبلة للحوزة العلمية: مجلد واحد .
7- الرياضيات للفقيه: مجلد واحد وهو كتاب فريد في بابه يشرح الأسس الرياضية لعدد كبير من المسائل الفقهية في أبواب مختلفة .
8- المشتق عند الأصوليين: مجلد بجزئيين فيه تقرير لمحاضرات السيد الشهيد الصدر(قده) الأصولية في مبحث المشتق وقد طبعه السيد ضمن دورته الأصولية ( منهج الأصول).
9- الشهيد الصدر الثاني كما اعرفه: مجلد فيه مذكرات سماحة الشيخ مع السيد الشهيد الصدر الثاني (قده)والرسائل والبحوث المتبادلة بينهما ويعود تاريخها الى عامي 1985-1986.
10- قناديل العارفين: مجلد فيه المراسلات المتبادلة بين سماحة الشيخ مع السيد الشهيد الصدر الثاني (قده)في خصوص تهذيب النفس والسلوك الى الله تبارك وتعالى يعود تاريخها الى عام 1987.
11- ثلاثة يشكون: مجلد يضم ثلاث كتب يشرح الحديث الشريف عن شكوى القرآن والمسجد والأمام (عليه السلام) وقد طبع كل منها بكتاب مستقل أيضا.
12- الفقه الاجتماعي: ثلاثة مجلدات يضم الاستفتاءات الاجتماعية التي حرّرها سماحة الشيخ وفق الرؤية التي طرحها تحت عنوان (الأسس العامة للفقه الاجتماعي).
13- نحن والغرب كتاب يبين أسس ومرتكزات الحضارة الغربية وتفوق حضارة الإسلام. صدر بعد ان أُعلن (صِدام الحضارات) مع الشرق المسلم بعد احداث 11/أيلول/2001 .
14- من وحي الغدير .
15- فقه طلبة الجامعات .
وغيرها من الكتب والكراريس.
ولسعة ما يحتاج اليه المجتمع من كتب وكراريس، فقد كلّفَ سماحته بتحرير بعضها عدداً من الفضلاء من طلبته، بحيث يضع الخطوط العريضة لأفكار الكتاب لأحد الفضلاء من طلبته، ثم يشـرف عليه أثنـاء الكتابة حتى يحقـق المطلوب لشعـوره بسعـة الحاجة لمواجهة التحديات مما لا يستطيع بمفرده أن ينجزها، ولإنضاج القابليات وتفجير الطاقات لـدى الآخرين، وقد تجاوز عددها المئة، وكلها كتبت لسد فراغ أو معالجة حالة شخّصها بفكره الثاقب .
وقـد سُجلّـت لــه المئــات مـن المحـاضــرات الأخـلاقـيــة والفـكريـة والاجـتـمـاعـيــة فـي منـاسبــات شتـى، ودُوّن كثيـراً منـهــا مـع مـواقـفـه السياسيـة - إزاء مختلـف الأحـداث - وتوجيهـاتـه ومواعظـه في كتاب (خطاب المرحلة) وقد أنجز منه إلى الآن تسعة مجلدات.
* المصدر: الموقع الرسمي لمكتب آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي.
(أوّلاً): إنّ المنهج اللائق بمقام البحث العلميّ –وخصوصاً في الحوزات العلميّة حيث اتّصاف أهلها بالمبادئ الإيمانيّة- منهج موضوعيّ يبتني على الدقّة والإنصاف والعمق والمتانة والنضج.. وهذا بخلاف ما يجده الناظر في أسلوب المتحدّث في المقطع المُرفق؛ فهو يعتمد أساليب خطابيّة وغير علميّة ومن ذلك:
(١) الاستعانة بدعوى الجِدة في الطرح لتوثيق رأيه وترويجه وتوجيه الناس إليه ووصف الآخرين بالتخلّف و«التكلّس»، مع أنّ مجرّد جدة البحث لا دخالة لها في قوّته، كما أنّ قدمه وسبق طرحه لا يكون حجّة على ضعفه.. وإنّما ذلك استغلال للعناصر الشكليّة الفاعلة في نفس الإنسان والمثيرة لنزوعه الفطريّ نحو كلّ ما هو جديد؛ نتيجة اعتياده وملله ممّا تكرّر عليه.
(٢) إنّ الدراسات العليا (الخارج) –والتي تشبه الدراسات الجامعيّة- بحوث تخصّصيّة تبتني في منهجها ومحتواها على أدوات فنيّة خاصّة؛ ولذا فهي ليست ممّا تصلح للنشر العامّ وجعل الجمهور حكماً في البتّ فيها.. إلاّ أن يكون الهدف: محاولة إيهامهم بامتلاك القدرة الفكريّة والقابليّة العلميّة.
(ثانياً): إنّ فكرة (الحُجّة) –والتي جعلها من مبانيه الفكريّة- سبق طرحها في كتب علم الكلام والأصول -وإن لم يتمّ التركيز عليها في مقام التبليغ الدينيّ كما سيأتي توضيحه- وحاصلها على ما هو المشهور لدى العدليّة -ومنهم الإماميّة-:
أنّ القاصر -الذي استفرغ وسعه لأجل الوصول إلى الحقيقة، وانتهج سننها الموضوعيّة- لن ترتهن في ذمّته المؤاخذة على فرض عدم إصابته الحقّ؛ فإنّ من أراد الحقّ ثمّ أخطأه ولم يُوفّق لنيله ليس على حد من أراد الباطل فأصابه.
وهذا المعنى في أصله ممّا لا شكّ فيه.. لكن يُلاحظ عليه:
(١) إنّ من الخطأ -على ما يظهر بملاحظة النصوص الدينيّة- التسوية بين المصيب والمخطئ على أساس استوائهما في الجهد؛ فإنّ من أخطأ الحقّ لن يظفر على كلّ حال بالنماءات المعنويّة والآثار الفاضلة المترتّبة على فعل من يصيب الحقّ ويعمل به، سواء كان فعله للحقّ عن تلقين أو عن بحث -نعم، البحث العلميّ يوجب أن يصير الإنسان في الغالب أبصر بعمله وأيقن بمعتقده، ولكنّ هذا بحث آخر-..
ويمكن التنظير لتقريب ذلك بـ: شخصين، يعتمد «أحدهما» بحكم بيئته والأطعمة المتوفّرة في محيطه على نظام غذائي يعود بالنفع على صحّته ويطيل في عمره، ويعتمد «الآخر» بحكم بيئته أيضاً على نظام غذائي يشتمل على أطعمة أقلّ فائدة.. وفي هذه الحالة: فإنّ الشخص الأوّل سوف يكون عمره أكثر وصحّته أقوم من الشخص الآخر الذي اعتمد نظاماً غير صحيّ، سواء علم ذلك الشخص الأوّل أنّ هذه النظام الغذائي هو النظام الصحيح والأسلم أو لا.
(٢) إنّ التبليغ الدينيّ مشروع ينطوي على بعد تربويّ يتجاوز بعده العلميّ؛ فلابدّ من رعاية ضوابط التربية ومقتضياتها.. ومن ذلك: أنّ من غير الصحيح في مقام التربية والتزكية التركيز على معذّريّة الحجّة؛ حتّى لا يصير ذلك مبرّراً لعدم المواصلة في طلب الحقيقة والسعي خلفها؛ وذلك أنّ كلّ صاحب ضلالة يتمسّك حينئذ بشبهات يراها أدلّة على الحقّ.. بل لابدّ من التركيز على أنّ الله تعالى لم يطلب من عباده الإذعان بشيء إلاّ وضمّنه الحجّة الكافية عليه، بل تعهّد أن تكون له الحجّة البالغة فيه..
وهذا المعنى ممّا يظهر -بشكل عامّ- بالنظر إلى النصوص الدينيّة في القرآن الكريم والسنّة -ولربما يُستفاد من جملة من الروايات الشديدة الواردة في باب المستضعف في الكتب الروائيّة-؛ حيث يُلاحظ أنّ أدبيّات التعبير فيها على نحو لا يؤمّن من لم يبلغ الحقيقة عن احتمال التقصير.
(ثالثاً): وأمّا ما ذكره:
[١] مِن عدم حجيّة فهم الآخر للنصوص الدينيّة.. فهو -فضلاً عن عدم العلاقة بينه وبين القول بقيمة الحجيّة على النحو الذي تبنّاه- ممّا تمّ التعرّض له في كتب الأصول في مبحث حجيّة الشهرة، وقد ذهب كثير من الأصولييّن إلى عدم حجيّتها، إلاّ أنّهم نبّهوا على أنّ اشتهار فهم بين العلماء –وهم من أهل الاختصاص- يزيد من احتماليّة استنادهم إلى مدرك معتبر؛ ومن ثمّ يقتضي ذلك مزيد فحص وتحوّط واستيعاب للنظر في الفروض المحتملة.. وهذه طريقة معهودة عند العقلاء عامّة؛ فإنّ الطبيب –مثلاً- يدقّق في تشخيص المرض أكثر فيما إذا خالفه كثير من الأطبّاء المرموقين في الرأي.
وأمّا الضرورة فإنّ الأمر فيها أعقد بكثير؛ لأن احتمال تحوّل مطلب معيّن إلى حقيقة بديهيّة في مذهب أو دين يعتمد علماؤه التحقيق والتدقيق من دون أن يكون لهذا الأمر مستند.. هذا الاحتمال ضعيف جدّاً.
[٢] ومن أنّ المنهج السائد في الحوزات العلميّة مبنيّ على كون آراء العلماء مقدّسة.. فهو خطأ كبير، بل خطيئة كبيرة؛ إذ من الواضح لمن راجع أيّ كتاب استدلاليّ حجم المناقشة بين العلماء وردّ بعضهم على الآخر، ولربما يكون ذلك في كثير من الأحيان بلغة الحزم والشدّة؛ لتحفيز عموم الطلبة على مناقشة الأفكار والتأمّل فيها وعدم الجمود عليها.
https://www.youtube.com/watch?v=rwzXQpsfFzc
بسم الله الرحمن الرحيم ..
إن أخطر ما يهدد البحث في جامعاتنا يتمثل في ضعف الطرق التي ينفذ بها؛ فهي تسير على "منهج التقليد لا منهج التجديد"، فبالرغم من تنوع مداخل وأساليب وأدوات البحث (في العلوم الإنسانية بالتحديد: العلوم التربوية، والإدارية، والنفسية والاجتماعية)، إلا إن المتتبع للإنتاج البحثي يلحظ غلبة أدوات وأساليب المدخل الكمي (الدراسات المسحية والتجريبية، وخلافها) ، في إغفال واضح للمدخل النوعي ، بالرغم من الجهود المكثفة التي تبذل في سبيل تطوير إطاره الفلسفي والمفاهيمي ، وأساليبه , وأدواته ، وإجراءاته، وتزايد عدد الكتب والمجلات والجمعيات المتخصصة فيه ، فالسيادة ما تزال قائمة للأساليب الكمية، مما يعني، حتماً انخفاض جودة البحث العلمي ، من المقبول أن نجادل أن الباحثين بجامعاتنا تطرقوا لكثير من المواضيع ولكنهم لم يبحثوها، وإن توهموا ذلك، لأن المدخل الكمي وحده غير صالح لدراسة جميع القضايا البحثية في مجتمع يحظى بحراك اجتماعي كبير، ويواجه العديد من القضايا المختلف عليها العولمة ، الجودة ، المواطنة ، التسرب ،العنف ...وغيرها ، كما ان" الكثير من هذه الأبحاث في ظل الأسلوب الكمي يعجز أصحابها عن إعطاء تفسير كامل لنتائجها أو استخلاص المؤشرات الهامة منها، لذلك تظل أهميتها متدنية ومحدودة.
وتنبع أهمية الأساليب والأدوات النوعية فى أنها تبحث جوانب في السلوك الإنساني يصعب على الأساليب والأدوات الكمية بحثها، وانطلاقاً من مسلمة أن الأساليب والأدوات الكمية، لا تكفي للإجابة بصدق عن جميع الأسئلة البحثية ، فبينما تهتم الدراسات الكمية بتحليل العلاقات السببية بين المتغيرات، في مقاييس كمية مختصرة ، تذهب الأبحاث النوعية بصورة عميقة لتكشف عن المعاني والعمليات التي ينشأ منها السلوك الإنساني، الفردي والجماعي .
يتبع ..
تصاميم البحوث المختلفة
تصاميم البحوث
لا يختار الباحث فقط تنفيذ دراسة كمية، نوعية، أو مختلطة، ولكنه يقرر أيضا نوع الدراسة ضمن هذه الخيارات الثلاثة. تصاميم البحوث هي أنواع بحث داخل المناهج النوعية، الكمية، والطرق المختلطة توفر اتجاه معين للإجراءات في تصميم بحثي، ويسميها آخرون استراتيجيات البحث (Denzin & Lincoln, 2011). نمت التصاميم المتوفرة للباحث على مر السنين بعد تطوير تكنولوجيا الحاسوب تحليل البيانات، والقدرة على تحليل نماذج معقدة وبعدما ابتكر أفراد إجراءات جديدة لإجراء بحوث العلوم الاجتماعية. سيتم التركيز على أنواع محددة من التصاميم التي كثيرا ما يتم استخدامها في العلوم الاجتماعية. ويقدم الجدول 1 لمحة عامة عن هذه التصاميم التي سيتم مناقشتها في وقت لاحق والتي ورد ذكرها في الأمثلة في جميع أنحاء الكتاب،.
جدول 1: بدائل تصاميم البحث المختلفة
كمية
نوعية
طرق مختلطة
تصاميم تجريبية
تصاميم غير تجريبية مثل المسوح
البحث الروائي
دراسة الظواهر
النظرية المتجذرة
الاثنوجرافيا
دراسة الحالة
تقابلية
تتابعية توضيحية
تتابعية استكشافية
تحويلية، متداخلة، أو متعددة المراحل
التصاميم الكمية
خلال أواخر القرن التاسع عشر وطوال القرن العشرين، كانت استراتيجيات البحث المرتبطة بالبحث الكمي تستند على نظرة ما بعد الوضعية والتي نشأت أساسا في علم النفس. لقد شملت التجارب الحقيقية والتجارب الأقل صرامة أو ما يسمى أشباه التجارب (انظر، Campbell & Stanley, 1963 حول هذا الموضوع). يتم تطبيق التصميم التجريبي آخر في التحليل السلوكي أو التجارب الحالة الواحدة التي تتم فيها المعالجة التجريبية عبر الزمن لفرد واحد أو عدد قليل من الأفراد (Cooper, Heron, & Heward, 2008; Neuman & McCormick, 1995). أحد أنواع البحوث الكمية الغير تجريبية هو البحث السببي المقارن الذي يقارن فيه الباحث بين مجموعتين أو أكثر من حيث السبب (أو المتغير المستقل) الذي يكون قد حدث بالفعل. الشكل الآخر للبحث الغير تجريبي هو تصميم الارتباطي الذي يستخدم فيه الباحث معامل الارتباط الإحصائي لوصف وقياس درجة الارتباط (أو العلاقة) بين اثنين أو أكثر من المتغيرات أو مجموعات من الدرجات (Creswell, 2012). لقد تم تطوير هذه التصاميم بالمزيد من العلاقات المعقدة بين المتغيرات الموجودة في تقنيات النمذجة الهيكلية للمعادلات، والنمذجة الخطية الهرمية، والانحدار اللوجستي. وفي الآونة الأخيرة، وقد شملت الاستراتيجيات الكمية التجارب المعقدة بالعديد من المتغيرات والمعالجات (على سبيل المثال، التصاميم العاملية وتصاميم القياس المتكرر). وقد شملت أيضا وضع نماذج المعادلات الهيكلية التي تتضمن مسارات السببية وتحديد القوة الجماعية لمتغيرات متعددة. وبدلا من مناقشة كل هذه الطرق الكمية، فسوف نركز على اثنين من التصاميم: الدراسات المسحية والتجارب.
""" الإطار النظري يعطي خارطة لدراسة و يكون عام ويساعد بتفسير الظاهره
اما الإطار المفاهيمي ينشئه الباحث نفسه ويكون خاص بالدراسة
أتمنى اذا احد عنده اضافة يضيفها"""
شدتني هذه الرسالة، اختصاراً ووجهات النظر كثيرة فيها
ولكن مايميل له الدكتور صالح العساف، باختصار أن الإطار النظري هو النظرية التي اشتقت وصيغت منها مشكلة البحث، وبنيت في ضوئها أدوات البحث، ومن خلالها تم تفسير النتايج.
أما الإطار المفاهيمي فهو (المفهوم) الذي يتحقق فيه ماسبق من خصائص.
واقعياً الباحث يضطر بالالتزام بأدلة الجامعات وبنودها التفسيرية، وكذلك التعليمات والقواعد المنظمة في حال النشر العلمي المُحكَّم.
وأضيف كذلك تعليقاً هاماً، يعتبر ملحوظةً على تعليق ورد أعلاه بإن الإطار النظري جهد الغير! الإطار النظري أو المفهومي كلاهما يعكسان الجهد الذي قام به الباحث، وكلاهما أساس ومكون رئيس لا يمكن إغفاله.
أين تقسيم الباحث للفصل الثاني، وقوة ربطه للمتغيرات التي تضمنتها مشكلة الدراسة وأهدافها.
وكذلك تصنيفه للمحاور الرئيسة والفرعية. هل الباحث مجرد ناقل فقط! أين حسن اختياره للمراجع والمصادر، وحداثتها وأصالتها وقربها من مشكلة الدراسة.! هل هذه المراجع تحدد من شخص غير الباحث، أو تفرض عليه.!
الجواب بكل تأكيد لا.
إذا ربط الباحث وتعليقه وتفسيره للأدب النظري وما حواه من دراسات واستشهادات، وتأييده وتحليله وتعليقه بما يتناسب وطبيعة الظاهرة محل الدراسة وأهدافها. وتقسيمه لمحاور الدراسات السابقة وأصالتها ومدى قدرتها ومساهمتها في بناء الأدوات وتفسير وتحليل البيانات التي الحصول عليها ومعالجتها هو الجهد العلمي المقدّر، والذي يعتبر تميزاً وتفوقاً للدراسة محل البحث والاستقصاء.
وكذلك الربط بين فصول الدراسة ومكوناتها. إن الباحث الحقيقي ليس مقلداً أو محاكياً أو ناسخاً! ولو اشترك باحثان في مجال واحد فلن يكون عملهما في الفصل المخصص للإطار النظري/ أو المفهومي واحداً، ولو اتفقوا في المقرر أو المرحلة، أو حتى أسئلة الدراسة.
وفقكم الله وأعانكم..
سلمان العتيبي/ جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز
الكتب والمواضيع والآراء فيها لا تعبر عن رأي الموقع
تنبيه: جميع المحتويات والكتب في هذا الموقع جمعت من القنوات والمجموعات بواسطة بوتات في تطبيق تلغرام (برنامج Telegram) تلقائيا، فإذا شاهدت مادة مخالفة للعرف أو لقوانين النشر وحقوق المؤلفين فالرجاء إرسال المادة عبر هذا الإيميل حتى يحذف فورا:
alkhazanah.com@gmail.com
All contents and books on this website are collected from Telegram channels and groups by bots automatically. if you detect a post that is culturally inappropriate or violates publishing law or copyright, please send the permanent link of the post to the email below so the message will be deleted immediately:
alkhazanah.com@gmail.com