#الخلافة_العثمانية { الـحـ28ـلـقـة } [نواصل مع السلطان الرابع بايزيد الاول 🇹🇷 ] ___
💫توقفنا في الحلقة السابقة عند هروب مانويل بن يوحنا الخامس من قصر السلطان بايزيد، وذلك بعد علمه بموت الإمبراطور كمدًا. وقد نجح بالفعل في الفرار وعاد مرة أخرى إلى مدينة القسطنطينية، بل وتوج إمبراطورًا خلفًا لوالده.
الأمر الذي اعتبره السلطان العثماني بايزيد إهانة له، وتحديًا لمشاريعه المستقبلية داخل بيزنطة. والحقيقة أنه كان يتحين الفرصة التي استغلها؛ فجهز جيشًا عبر به إلى أوروبا وحاصرها، ولما علم مانويل بذلك -وكان قد تُوِّج إمبراطورًا- أدرك أنه لا قِبَل له بمقاومة الجيش العثماني؛ فجنح للسلم، وكانت اتفاقية بشروط لصالح العثمانيين ومسلمي المدينة.
💫تعقيب
أود أن أعقب على واقعة هروب مانويل، فأرى أنها كانت مخططًا من مخططات بايزيد؛ إذ كيف وصل إليه الخبر منذ البداية وهو داخل القصر محاطًا من كل جانب؟ كما كيف له أن يهرب من بايزيد وهو في قصر من قصوره وتحت الحراسة المشددة؟ أي أن ذلك الهروب يعد مستحيلًا!
فمانويل يعد الورقة الرابحة التي يلعب بها وفاز بها في موقف سابق. بل ومسألة الأبناء هذه كانت تُستغل في ذلك الوقت كما سنرى فيما بعد. فهروبه، وهو يضع عينه عليه كالصقر، يعتبر من وجهة نظري أمرًا مستحيلًا.
حتى وإن استطاع الهروب، فلن يستطيع الخروج والعبور خارج الدولة العثمانية، وإن عبر فوصوله القسطنطينية بتلك السهولة وهذا اليسر دون مواجهة صعوبات يعد أمرًا كبيرًا ومحل نظر، إلا إذا كان ذلك تحت عين وبصر السلطان بايزيد، ومخططًا له، حتى تكون فرصة لدخول المدينة من جديد.
وبالفعل، استغل بايزيد هذا التصرف كما لو كان يعلم به مسبقًا وينتظر وصول مانويل المدينة، فبدء مراسم التتويج فور وصوله القسطنطينية أمر يعتبره بايزيد إهانة له، وخروجًا بدون إذن مباشر منه من قصره؛ ما يستدعي التحرك والتدخل من قبله مباشرة، فيخرج جيشًا وكأنه على علم بذلك، وعلى أهبة الاستعداد.
وبالفعل، تحرك بايزيد بجيشه دون هوادة أملًا في أن يكون هو الذي بشر به الحبيب المصطفى في الحديث الشهير:” لتُفْتَحَنَّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش”.
💫الصلح
ولكن الأمر انتهى بالصلح، وكانت شروط الصلح التي وافق عليها مانويل الإمبراطور أملًا في تجنب الحرب، وكذلك وافق بايزيد نظرًا لبزوغ أمر البلقان، ما يعني أن الحرب بدأت تتضح جليًا، وكان مصيبًا رحمه الله في نظرته للأمور، إذ كانت الحرب فعلًا، وكان الصلح هو الأمثل في مثل هذه الظروف، والذي كانت شروطه كالتالي:
زيادة الضريبة التي يدفعها للعثمانيين (الجزية). تأسيس حي خاص بالمسلمين في القسطنطينية. إنشاء مسجد ومحكمة شرعية. تمركز قوة عسكرية عثمانية، مؤلفة من ستة آلاف جندي، على طول الشاطئ الشمالي للقرن الذهبي (وهذا القرن الذهبي سيكون نقطة محورية جوهرية في فتح المدينة بعد ذلك في عهد الفاتح رحمه الله)، وهذا ما يشبه الآن القواعد العسكرية الأمريكية في بلاد المسلمين. تقديم فرقة عسكرية بيزنطية تقاتل إلى جانب العثمانيين. بلاد البلغار والتحالف النصراني على بايزيد
بعد هذه الأحداث وصلح القسطنطينية، وما سبقها من أحداث على رأسها موقعة كوسوفو (معركة قوصوة (نسبة إلى قوصوة، كوسوفو حاليا) هي معركة وقعت في 15 يونيو 1389 / 20 جمادي الآخر 791 هـ بين جيش العثمانيين وجيوش الصليبيين المكونة من الجيش الصربي والألباني بقيادة ملك الصرب أوروك الخامس. حدثت المعركة في مكان يسمى قوصوة -كوسوفو حاليا-.) التي علا فيها نجم العثمانيين عاليًا خفاقًا.
ما أثار الرعب في أوروبا كاملة، وعلى رأسها البلقان، حيث معظم الأراضي البيزنطية والصرب والبلغار والألبان، وبعد أن نجح بايزيد بتحييد الصرب من الصراع بعد موقعة كوسوفو، وتعيين أصطفين عليها، والزواج الذي حدث من بنت لازار أخت أصطفين.
ما جعل أمر الصرب أقرب للحياد، وتمكن بايزيد من هزيمة الأفلاق والألبان، لم يتبقَ سوى الجبهة البلغارية أمامه، والتي مثلت مركز المقاومة للتقدم العثماني في شرقي أوروبا، وقلعة الدفاع النصراني ضد المسلمين.
اعتقد البلغار أنهم أضحوا ورثة الإمبراطورية البيزنطية في البلقان، ونتيجة لهذا كان الصدام المروع آتيًا لا محالة بينهم وبين بايزيد الذي آثر الصلح أمام أسوار القسطنطينية لهذه الأحداث.
وتمكن “ميرسيا” أمير الأفلاق، وهو المشمول بحماية المجر (ذلك لان المجر ترى في بلغاريا الحد الفاصل بينهم وبين العثمانيين فلذلك كانت تقف بجوارهم بشدة وقوة وتدعمهم الى أقاصي الحدود، لان بايزيد إذا عبر هذه النقطة لن يكون امامه سوى الحرب مع المجر، وهي الحرب التي ستكون حتمية لا محالة). يتبع... قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚 📲للإشتراك ؏ التليجرام'.- https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q