#الخلافة_العثمانية { الـحـ24ـلـقـ
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ25ـلـقـة }
[نواصل مع السلطان الرابع بايزيد الاول 🇹🇷 ]
_
💫الوضع الداخلي

وعلى إثر هذا ساد الأمن من ناحية أوروبا؛ فقصد بلاد آسيا وفتح مدينة ” الأشهر ” المعروفة الآن باسم فيلاديلفيا، سنة 1391م وهي آخر مدينة بقيت للروم في آسيا، وهابه أمير “ايدين “، فلم يقاتله وترك أملاكه وعاش مطمئن الخاطر في إحدى المدن الخارجة عن النفوذ العثماني وكذلك ترك أميرا “منتشا” وصاروخان ولايتهما واحتميا عند أمير “قستموني”، وتنازل الأمير علاء الدين حاكم بلاد القرمان للسلطان بايزيد عن جزء عظيم من أملاكه ليؤمنه على الجزء الباقي، وكل هذا يؤكد على قوة الدولة وأنها مهابة، حيث إذا ضربت أوجعت، وإذا تكلمت أسمعت.

ولكن من الواضح إن ما فلعه الأمير علاء الدين كان في ظاهره برضا وبخوف من السلطان بايزيد، حيث أن الوقت أظهر أنه كان خداعًا وتصيدًا للفرصة التي واتته عندما ترك السلطان بايزيد الأناضول متجهًا للفتوحات، فرأى أن الفرصة قد حانت فأنشأ حلفًا ضده مكونا من القاضي برهان الدين أحمد بن شمس الدين صاحب سيواس، وأمراء صاروخان وكرمان ومنتشا وحميدلي، واسترد يعقوب الكرماني الأراضي التي كان قد تنازل عنها لبايزيد الذي جعل شقيق زوجته حاكمًا عليها، واستولى برهان الدين احمد على “قير شهر”، كما سيطر علاء الدين على “بيهر” وتقدم نحو “اسكى شهر”، الأمر الذي هدد كيان الدولة العثمانية.

فاضطر بايزيد الأول للرد على هذه الانتهاكات، وتلقي مساعدات الدول التي كان قد عقد معها صلحًا ورضيت بدفع الجزية -أي تدين بالتبعية الاسمية للدولة العثمانية- مما يجوز له شرعا تلقى المساعدات من قبلها ولا يعتبر في حكم الشرع من يوالى اليهود والنصارى على إخوته من المسلمين، بل في مثل هذه الحالة هؤلاء تحت رعايته ويعدون من قبيل رعيته التي وجب عليهم تقديم يد العون إذا طلب الحاكم ذلك، فقدم المساعدة “مانويل الثاني”، و “يوحنا السابع”، واسطفان لازار الصربي، بالإضافة إلى سليمان الجنرلى أمير قستموني.

💫معركة (اق جاي)

وبدأت الحرب بين السلطان بايزيد الأول الصاعقة وبين الخارجين المارقين على الدولة، الراغبين في الانقسام بين طياتها، وتقابل الجيشان في موضع يقال له “اق جاي” فهزمه السلطان بايزيد واسره هو وولديه محمد وعلى وضم ما بقي من أملاكه التي كان قد أقره عليه سابقًا، وبذلك انمحت سلطنة قرمان وصارت ولاية عثمانية، ثم فتحت إمارات سيواس وتوقات التي دخلها برهان الدين.

وبذلك لم يبق من الإمارات التي قامت على أطلال دولة آل سلجوق إلا إمارة قستموني خارجة عن املاك الدولة العثمانية نظرًا لان صاحبها آثر الانضمام إلى حلف السلطان بايزيد عن مساعدة أقرانه، وكان أميرها يدعى بايزيد أيضا واحتمى ببلادة كثير من أولاد الأمراء الذين فتحت بلادهم فكان ذلك سبب لغزو بلاده.

إذ أن السلطان بايزيد الصاعقة طلب منه أن يسلمه صاحب ايدين وصاروخان فامتنع عن ذلك ورفض، فاعتبر بايزيد ذلك تحالفا ضده واستعدادًا جديدًا للانقضاض عليه مرة أخرى، وخصوصًا والأحداث التي مضت ليست ببعيد، بل ما زالت حاضرة، فاتخذ القرار السريع والعاجل، ووضع الخطة العسكرية التي أُخذت في طور التنفيذ بسرعة وعجالة-كما هو معهود عن بايزيد دائما من التصرف السريع-؛ فتوجه على رأس جيشٍ بنفسهِ، وأغار على البلاد ففتح مدائن سامسون وجانك وعثمانجق، وبذلك انضوت جميع الإمارات الصغيرة القائمة على أطلال السلاجقة تحت لواء الدولة العليا وصار العلم العثماني يخفق منصورًا فوق صروحها موحدًا صفها، أما بايزيد صاحب قستموني فقد قام بتصرف يعد طامة كبرى عليه ووصمة عار إلى يوم الدين فقد لجأ واحتمى إلى تيمور لنك سلطان المغول.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية { الـحـ25ـلـقـ
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ26ـلـقـة }
[نواصل مع السلطان الرابع بايزيد الاول 🇹🇷 ]
_
💫وهنا لابد من وقفه في غاية الأهمية

إذ يقول رب العزة عز وجل واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وقولة تعالى ” وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ “، ففي هذا إشارة هامة جدًا وخطيرة، إذ في الوحدة السلامة، وفى الاختلاف والشقاق الفساد والدمار، وهذا هو سبب الذل والهوان الذي نحياه الآن والذي عمد عليه أعداء الإسلام في اتفاقية سايكس بيكو وما تلاها من تدمير للشعوب الإسلامية وتعين حكام لا يفكرون البتة في الخلافة الإسلامية، أو الاتحاد الإسلامي، وإنما مثل علاء الدين هذا ومثل بايزيد حاكم قستموني لا يفكرون سوى في أنفسهم والمجد الشخصي وفقط.

وهذا هو حب الإمارة والرئاسة المرتبط بحب الظهور نتيجة ما يصبه المنصب والكرسي في النفوس الضعيفة من تعلق به، وتمسك به حتى آخر نفس ولو على حساب الدين، فهو فتنة، وهي التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:” إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئس الفاطمة”، فقوله: «نعم المرضعة» فذلك الذي يعني أولها، لأن معها المال والجاه والسلطة، وقوله: «بئس الفاطمة» أي آخرها، لأن معها القتل والعزل في الدنيا والحسرة والتبعات يوم القيامة، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عواقب الرئاسة ومراحلها الثلاث.

في قوله صلي الله عليه وسلم: إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي: أولها ملامة، وثانيها ندامة، وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل.

فالواجب عند وجود قوة مثل قوة العثمانيين في زمانهم هو الانضمام معهم وتوحيد الصف ضد أعداء الإسلام، وخصوصًا والخطر المغولي لم يكن قد زال بل باقي ويهدد البلدان الإسلامية، وكذلك تَرَبُص الأعداء من قِبل النصارى دائما وأفاعيل القسطنطينية وفرسان القديس يوحنا والدعوات لحروب صليبية ما زالت مستمرة وفعالة وتؤتى بعض الثمار من حين لأخر، فكيف يفكر أمثال هؤلاء في المطامع الشخصية؟ بل وكيف يفكر حكام اليوم في أنفسهم بعيدًا عن الوحدة والتوحد في سبيل نصرة دين الله؟، وكيف يغفلون عما يحدث لمسلمي تركستان وماينمار والشيشان وسرويا وكشمير والصومال ومالي والعراق وغيرهم؟

فإذا كان في قلوب هؤلاء مثقال ذرة من حب لدين الله تعالى، أو انتماء للإسلام وليس للقوميات والعصبيات الجاهلية، فعليهم أن يتركوا كل النظم الفاسدة والأفكار الهدامة وراء ظهورهم والالتجاء إلى التوحد يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد ومنهج واحد وهو منهج الإسلام.

ويزول العجب مما فعله حاكم قستموني وقبله علاء الدين عندما ننظر لحالنا الآن، فمثلهم كمثل حكام كثر اليوم يفضلون التعاون مع العدو الصهيوني على نصرة إخوانهم في الدين والعقيدة من أبناء فلسطين، يفضلون التحالف مع الأمريكان، على الوقوف في صف تحالف لنصرة العراق، يفضلون الوقوف مع فرنسا، على نصرة إخوانهم في مالي وإفريقيا الوسطي، يفضلون السكوت عما تفعله روسيا من نصرة الشيعي بشار، على الوقوف في صف المجاهدين في سوريا، يفضلون نصرة حفتر لشق صف ليبيا على دعم المسلمين والطريق الإسلامي فيها، وكذلك آثروا الصمت على مذابح عدة حدثت للمسلمين في البوسنة والهرسك، وتركستان وبورما وغيرها، بل أن كثيرًا من حكام اليوم ارتموا في أحضان أمريكا واليهود وبطريقة علنية، دون أدنى نوع من الخجل ويروجون ويسوقون أن هذه هي السياسة ومهاراتها، فلا نعجب من هذا بل نرميهم جميعا في مزبلة التاريخ.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية { الـحـ26ـلـقـ
#الخلافة_العثمانية
{ الـحـ27ـلـقـة }
[نواصل مع السلطان الرابع بايزيد الاول 🇹🇷 ]
_
💫القسطنطينية وعزة المسلمين

كان بايزيد، دائم التدخل في النزاعات العائلية بين أفراد أسرة باليولوغوس بالقسطنطينية، حتى يكون له موضع قدم في الأمر لحين تأتى الفرصة لفتح المدينة التي أُشير اليها بحديث رسول الله، وعلى ذلك سار بايزيد الصاعقة يساعد يوحنا السابع على أن يمسك مقاليد الحكم من يوحنا الخامس الذي لم يستطع أن يسكت ويرضي بالأمر الواقع ولكن ساعده ابنه مانويل في استعادة مقاليد الحكم من جديد، وذلك بعد حشد أسطول سَمح له بإنقاذ والده وتوليه العرش وذلك في عام 1390م فالتجأ الإمبراطور يوحنا السابع إلى بايزيد الأول الذي أقطعه أرض سلمبرية واتخذه وسيلة للضغط على الإمبراطور يوحنا الخامس، الذي وجد نفسه رهينة بقدر ما كان تابعًا، واضطر تحت ضغط طلب بايزيد الأول إلى إرسال قوة عسكرية مؤلفة من مائة جندي بقيادة ابنه مانويل اشتركت مع الجيش العثماني في فتح مدينة آلاشهر -فيلاديلفيا- اخر معاقل البيزنطيين في آسيا وذلك في عام 1391م حتى يكون ضمانا بعد ذلك من أي أحداث مفاجئة قد تعيقه، وكذلك إعلانا للجميع أن إمبراطور القسطنطينية يقف في صف بايزيد فيشق الصف الصليبي ضده ويسهل فتح المدينة وقد كان بالفعل كما خطط بفضل الله تعالى.

كان الإمبراطور يوحنا الخامس حذر من بايزيد لعلمه أنه يريد أن يعين يوحنا السابع بدلًا منه، بالإضافة إلى تخوفه من محاولات بايزيد لفتح القسطنطينية؛ الأمر الذي جعله يقوم بترميم وتقوية أسوار القلعة وتشيد بعض القلاع الجديدة مستغلًا فرصة غياب بايزيد بأسيا الصغرى، فأرسل له بايزيد تهديدًا ووعيدًا صريح اللهجة أمرًا: “بهدم ما بنى من قلاع وإلا سيكون وابل غضب أوله تعذيب ابنه مانويل الذي لديه، وهذا مما يدل على حنكة بايزيد منذ البداية في أنه أجبره على إرساله معه في الحرب لضمان أي أحداث قد تحدث مثل هذه، وعلى إثر هذا استجاب الإمبراطور يوحنا الخامس غصبًا وكرهًا عنه لعزة المسلمين والعثمانيين الأتراك ونفذ ما طلبه منه بايزيد حرفيًا.

ثم في 1391م يموت الإمبراطور البيزنطي يوحنا الخامس، وقيل إن الإمبراطور يوحنا قد انزوى في قصرة ومات قهرًا لاعتباره ما حدث من بايزيد إهانة كبري، حيث كما لو أنه يذل ابنه مانويل ويفرض شروطه عليه بهدم ما بناه من تجديدات وغير ذلك من الأمور فقيل إنه مات كمدا على آثر هذا، وللعلم إن بايزيد كان متعسفًا معهم نظرا لأنهم كانوا يبثون الدسائس والمكر والفتن داخل الأراضي الإسلامية، ناهيك عن القتل والتدمير وإيواء من يلتجأ إليهم من الفارين من العدالة، ومرتكبي الجرائم، ومنفذي الانقلابات وغير ذلك من المجرمين، بغية تدمير الدولة الإسلامية، فلا يظن ظان أن بايزيد كان في تعسفه هذا ظالما لهؤلاء، بل إن هؤلاء أذاقوا المسلمين ويلات وويلات، والدولة العثمانية ذاقت منهم الأمرَّيْن.

أما ابنه مانويل فيعلم بموت والده وهو في قصر بايزيد، حيث كان يعيش في البلاط العثماني في بورسه تحت عين بايزيد، إذ لم يجد سبيل إلا محاولة الفرار، وبالفعل استغل غفلة من الحراس وفر هاربًا، دون علم بايزيد وعاد مرة أخري إلى القسطنطينية، الأمر الذي قلب الأحداث تجاه القسطنطينية من جديد، بل وتوج إمبراطورًا خلفًا لوالده.

ولكن يثور التساؤل هل كان هروب مانويل هروبًا حقيقيًا أم بتخطيط من السلطان بايزيد؟ وما الذي ترتب على هذا الهروب من أحداث؟ فهذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة… فتابعونا.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية { الـحـ4ـلـقـة }
#الخلافة_العثمانية
💫{ الـحـ5ـلـقـة }
[ السلطان الغازي عثمان بن أرطغرل]
_
💎 السلطان عثمان الأول هو أول سلاطين آل عثمان (العثمانيين) وتعرف دولتة الدولة العلية بـ الخلافة العثمانية

💫كثيرون هم من استطاعوا أن يرقوا لسلم المجد في حياتهم، ولكن قليلا من بين هؤلاء من استطاع أن يورث هذا المجد لأبنائه، وأقل القليل من جعل هذا المجد ميراثا في ذريته على مدى قرون عدة، ومن بين هؤلاء عثمان بن أرطغرل مؤسس الدولة العثمانية، فمن عثمان ؟

إنه عثمان بن أرطغرل بن سليمان شاه التركماني المعروف بعثمان الأول يرجع نسبه إلى التركمان النزالة الرحالة من طائفة التتار .

💫ولد عثمان يوم الخميس الرابع عشر من شهر جمادى الأولى 656 هـ 9 / 5 / 1258 م الموافق التاسع من شهر مايو سنة 1258 م ، وهو العام الذي سقطت فيه بغداد في أيدي التتار، وكأن الله سبحانه وتعالى قدر أن يولد في نفس اليوم الذي قُتل فيه آخر الخلفاء العباسيين من يعيد الخلافة شابة فتية بعد أن هرمت وضعفت، وكان ميلاده في بلدة “صوغود” Sogud، أو في “باسين” Pasin…

💫الأمير الغازي عثمان الأول .. مؤسس الدولة العثمانية

إن الأمور الحتمية القدرية التي قضاها الله، والتي يغفل عنها معظم المسلمين ويجهلها تمامًا أعداء الإسلام أن الله، قد حفظ أمة الإسلام من الزوال بالكلية، واستجاب لدعوة نبيه، في ألا يسلط عليها عدوًّا من سواها يستأصل شأفتها؛ فأمة الإسلام قد تضعف وقد تمرض مرضًا شديدًا ويدب الوهن في كل أعضائها ولكنها لا تموت، ولا تخلو الأرض أبدًا إلى قيام الساعة من الجماعة المؤمنة الموحدة، فهي لا تنقرض وتزول مثلما حدث مع دول أخرى كبيرة مثل دولة الإغريق أو الرومان أو الفرس، وكلما سقط للمسلمين في بلد دولة قام لهم في بلد آخر دولة، وكلما اضطهدوا واستضعفوا في بقعة قووا وتجمعوا في بقعة أخرى..

ومهما كانت الضغوط والابتلاءات على المسلمين، فإن جذوة الإيمان تظل حية متقدة في قلوبهم، ومن لا يصدق ينظر إلى مسلمي روسيا وما عانوه لعهود طويلة من نكال واضطهاد، ولما سقطت إمبراطورية الكفر نهض المسلمون من تحت الركام في أيديهم مصحفهم وفي قلوبهم هداية الإسلام، وفي نفس العام الذي سقطت فيه الخلافة العباسية العريقة تحت ضربات الجحافل الهمجية المغولية سنة 656هـ، ولد رجل وسط غمار هذه الأحداث الرهيبة، قدر له أن يكون منشأ دولة تنوب عن أمة الإسلام في التصدي لأعدائها لقرون عديدة، ودولة ستعيد مجد الخلافة الإسلامية، ودولة ستنشر الإسلام في قلب أوربا، ويتحقق على يديها موعود النبي صلى الله عليه وسلم، بفتح عقر دار النصرانية "القسطنطينية"، ونعني بها الدولة العثمانية التي تنتسب لبطلنا هذا الذي نؤرخ له.

💫أصل الدولة العثمانية

يرجع أصل الدولة العثمانية إلى الجنس التركي أو التركماني، وكلاهما واحد، فالتركمان هو نحت لكلمتين هما "ترك" و"إيمان"، وكانت علامة على من يؤمن من قبائل الترك بالإسلام حيث كانت الوثنية منتشرة فيهم قبل الإسلام. وينتسب العثمانيون إلى قبيلة تركمانية كانت عند بداية القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تستوطن شمال العراق في إقليم كردستان، وتعيش على رعي الدواب، ولكن هذه القبيلة تحت الضغط المغولي الوحشي اضطرت للهجرة إلى بلاد الأناضول وذلك سنة 617هـ، واستقرت هذه القبيلة في مدينة "أخلاط" وكانت من أملاك الأيوبيين، فلم يستقر بهم الحال بالمدينة، فواصلوا الهجرة باتجاه الشمال الغربي حيث كانت دولة سلاجقة الروم وزعيمها علاء الدين السلجوقي.

كان دخول العشيرة التركمانية وزعيمها "أرطغرل بن سليمان" إلى أرض سلاجقة الروم أشبه ما يكون بالملاحم الأسطورية وقصص التراث الشعبي المشوقة؛ ذلك لأن "أرطغرل" وقبيلته عند دخولهم لأرض سلاجقة الروم وجد قتالاً شرسًا تدور رحاه بين المسلمين والبيزنطيين، وكانت الكفة قد أوشكت للميل ناحية البيزنطيين، وهنا تقدم أرطغرل ورجال قبيلته لنجدة إخوانهم في الدين من الهزيمة، وكان هذا التقدم سببًا لانتصار المسلمين على النصارى، وقدر "علاء الدين" هذه الفعلة لأرطغرل وعشيرته وأعطاهم قطعة كبيرة من الأرض في الحدود الغربية على الحدود مع الدولة البيزنطية ليسكنوا فيها، وأقام معهم حلف مودة وأخوة وجهاد ضد الدولة البيزنطية.

💫الأمير عثمان بن أرطغرل

ولد عثمان بن أرطغرل سنة 656هـ، أي في نفس العام الذي سقطت فيه دولة الخلافة العباسية؛ أي إن عثمان ولد في أجواء مضطربة والأمة الإسلامية في حالة ضعف واضطهاد وتسلط من أعدائها، فتفتحت عينا الصبي الصغير على مآسي المسلمين وزوال هيبتهم وضياع خلافتهم، وتفتحت أيضًا على عدو صليبي عنيد مرابط على ثغور قبيلته، فنشأ "عثمان" محبًّا للجهاد، مشحونًا بالإيمان، تشتعل بداخله رغبة عارمة في استعادة أمجاد المسلمين والانتقام من أعداء الإسلام.
يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 💫{ الـحـ5ـلـقـة }
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ6ـلـقـة }
____
💫كانت القبيلة التركمانية التي هي معدن العثمانيين

وأصلهم بحكم موقعها الجديد المجاور للبيزنطيين قبيلة جهادية معنية بأمور الجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام، مما جعلها قبيلة مؤمنة يطغى عليها سمت الإيمان والحياة النقية، فلا مجال للترف ولا وقت للهو واللعب بل حلقة مستمرة من الجهاد ضد أعداء الإسلام. لذلك نجد أن "عثمان" كان ملازمًا لأبيه أرطغرل في جهاده ضد الصليبيين، وملازمًا أيضًا لأحد علماء الدين الصالحين الورعين واسمه الشيخ "إده بالي" القرماني، يتعلم على يديه ويبيت عنده الليالي، وكانت ابنة الشيخ صالحة وجميلة، فأراد "عثمان" أن يتزوجها، فرفض الشيخ في بادئ الأمر، ولكنه عاد ووافق بعدما قص عليه "عثمان" هذه الرؤيا العجيبة..

فلقد نام عثمان عنده يومًا فرأى في منامه (كأن قمرًا خرج من حضن الشيخ ودخل حضنه، عند ذلك نبتت شجرة عظيمة من ظهره ارتفعت أغصانها إلى عنان السماء تحتها جبال عظيمة تتفجر منها الأنهار، ثم تحولت أوراق الشجرة إلى سيوف مشرعة ناحية القسطنطينية)، فاستبشر الشيخ "إده بالي" بهذه الرؤيا، ووافق على تزويجه من ابنته، وبشَّر عثمان بأنه وذريته سيرثون الأرض ويحكمون العالم.

💫انهيار مملكة سلاجقة الروم

كانت مملكة سلاجقة الروم قد تكونت بعد المعركة الخالدة "ملاذكرد" سنة 463هـ، والتي انتصر فيها السلاجقة بقيادة "ألب أرسلان" على جحافل البيزنطيين يقودهم الإمبراطور "رومانوس ديوجين"، وقد فتحت هذه المعركة الطريق أمام السلاجقة المسلمين للانسياح في منطقة الأناضول، وعين السلطان "ملكشاه بن ألب أرسلان" أحد أقاربه وهو "سليمان بن قتلمش" واليًا على الأناضول أو آسيا الصغرى لمواصلة التوسع في أرض الروم، واستمرت هذه المملكة أكثر من قرنين من الزمان، وتعاقب عليها أربعة عشر حاكمًا من سلالة "سليمان بن قتلمش"، حتى ظهر المغول في ساحة الأحداث.

بعدما أسقط التتار الخلافة العباسية واصلوا حملتهم البربرية لإبادة الإسلام وأهله، فاتجهوا ناحية الشام التي سقطت سريعًا في أيديهم، ولكن الله، الذي حفظ الإسلام وأهله من سُنَّة الاستئصال، قيض المماليك وقائدهم سيف الدين قطز ليوقفوا الاكتساح التتري، وينتصروا عليهم في معركة عين جالوت سنة 658هـ، وبعدها حول التتار وجهتهم إلى منطقة الأناضول حيث مملكة سلاجقة الروم التي قد دب الضعف والتفرق بين أمرائها؛ مما جعلها لا تصمد أمام ضربات التتار، وخاف بعض أمرائها وتحالفوا مع التتار ضد إخوانهم المسلمين واستعانوا بالكافرين على المؤمنين؛ مما جعل الظاهر بيبرس يسير إلى بلاد سلاجقة الروم سنة 675هـ ويحاربهم مع حلفائهم التتار والكرج (أهل جورجيا الآن) وينتصر عليهم في معركة البستان. ومع قوة المماليك وضعف المغول واهتمامهم بالعراق وما حولها، فقد زالت دولة سلاجقة الروم وقامت مكانها إمارات في الأناضول منها أبناء أيدين وأبناء تركة وأبناء أرتنا وأبناء كرميان وأبناء حميد وأبناء صاروخان وغيرهم كثير.

💫قيام الدولة العثمانية

قيام الدولة العثمانيةمرَّ بنا كيفية دخول واستقرار القبيلة التركمانية بقيادة "أرطغرل بن سليمان" في غرب الأناضول بعدما سمح لهم أمير إمارة القرمان علاء الدين السلجوقي بالاستيطان بإمارته، وعقد حلفًا مع "أرطغرل" للدفاع المشترك ضد العدو البيزنطي، ولما توفي أرطغرل سنة 687هـ تولى مكانه ولده عثمان، فبدأ يوسِّع أملاك القبيلة ناحية الغرب بموافقة علاء الدين أمير القرمان، وأصدر عثمان عمله باسمه كناية عن المكانة والسيادة.

في سنة 699هـ أغار المغول على إمارة القرمان، ففرَّ من وجههم "علاء الدين" ودخل بلاد الروم وما لبث أن مات بها في نفس العام وتولى من بعده ولده "غياث الدين"، الذي حارب المغول ولكنه قتل في حربه ضدهم فأفسح المجال لعثمان أن يستقل بما تحت يديه من أراضي خاصة بعدما انفرط العقد بتلك البلاد المهمة، والتي تعتبر ثغر المسلمين قبالة عدوهم العتيد (الدولة البيزنطية)، وأعلن "عثمان" قيام الدولة الإسلامية الجديدة في هذه البقعة الملتهبة من العالم، ولم يكن هذا التأسيس من باب حب السلطة والتملك، إنما كان حبًّا في نشر الإسلام.
💫الدولة العثمانية .. عقبات في الطريق

عندما قامت الدولة العثمانية وظهرت للوجود سنة 699هـ، كانت البقعة الملتهبة التي قامت بها مليئة بالعقبات والمشاكل التي ستصطدم حتمًا ولا بد بهذه الدولة الوليدة، هذه العقبات كانت كالآتي:
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 🇹🇷 { الـحـ6ـل
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ7ـلـقـة }
_______
- عقبات داخلية:

وتتمثل في الإمارات المجاورة للدولة العثمانية مثل إمارات القرمان ومنتشا وصاروخان وغيرهم كثير، وكان أمراء تلك البلاد ضعفاء متفرقين يؤثرون الدنيا ومتاعها الزائل؛ لذا قعدوا عن الجهاد واشتغلوا بخلافاتهم الداخلية ومطامعهم الشخصية عن نصرة الإسلام ومقارعة الأعداء؛ مما أطمع فيهم المغول والصليبيون وغيرهم، وهؤلاء المتسلطون على إماراتهم رفضوا أية محاولة للاتحاد مع الأمير عثمان، ووقفوا حجر عثرة في سبيل إعادة مملكة سلاجقة الروم المتحدة القوية، بل وقفوا أمام أي اتحاد، وبالتالي كانوا عبئًا ثقيلاً على حركة الفتح الإسلامي.

- عقبات خارجية:

وتتمثل في الإمارات الصليبية المتناثرة في منطقة الأناضول الواسعة، والذين يحكمون هذه المناطق على شكل الحكم الذاتي مع الارتباط الديني والقومي مع الدولة الأم (بيزنطة)، مثل إمارة بورصة ومادانوس وأدره نوس وكستله وغيرهم، وهؤلاء عداوتهم أصلية وقديمة؛ لذلك قرر الأمير عثمان أن يبدأ رحلته الجهادية بمواجهة الصليبيين في منطقة الأناضول، خاصة وأن أمراء الصليبيين قد تنادوا سنة 700هـ بتكوين حلف صليبي لتصفية الوجود الإسلامي الجديد بالأناضول بعدما سقطت سلطنة سلاجقة الروم.

💫رحلة الجهاد المقدس

بدأ الأمير عثمان الأول رحلته الجهادية المقدسة واضعًا نصب عينيه هدفًا أسمى هو إعلاء كلمة الله، في فترة زمنية حرجة بالنسبة للأمة الإسلامية التي تعانى من ضربات التتار من ناحية الشرق وضربات الصليبيين الأسبان بالأندلس ناحية الغرب، وكانت صفات عثمان الأول الإيمانية وعميق حبه للدين غالبة وحاكمة على تحركاته وحملاته، فكان لا يبدأ القتال مع أعداء الإسلام إلا بعد ما يعرض عليهم الخصال الثلاثة: الإسلام، أو الجزية، أو القتال.

شعر سكان الأراضي القريبة من الدولة العثمانية الوليدة صدق إخلاص عثمان ونيته الجادة في نشر الإسلام، فتحركوا وانضموا للأمير عثمان في رحلته الجهادية المقدسة، من هؤلاء جماعة "غزياروم" أي غزاة الروم، وهي جماعة إسلامية كانت ترابط على حدود الروم بنيَّة الرباط وصدّ غارات الروم على المسلمين، وذلك منذ عهد الخليفة العباسي المهدى بالله؛ أي إنهم كانوا أصحاب خبرة طويلة في قتال الروم. ومن هؤلاء أيضًا جماعة "الإخيان" أي الإخوان، وهي جماعة من أهل الخير يعينون المسلمين ويقومون بخدمة المسافرين والجيوش المجاهدة، وهي جماعة تتألف من كبار التجار وأصحاب رءوس الأموال الذين سخروا أموالهم لنصرة الدين، وأيضًا جماعة "حاجيات روم" أي حجاج أرض الروم، وهي جماعة معنية بالعلم الشرعي وتفقيه المسلمين بأمور الدين، وكان لانضمام أمثال هذه الجماعات أثر قوي وزخر كبير للحملة الجهادية.

ظهرت شجاعة الأمير عثمان الأول وحزمه في المائة يوم الأولى من قيام الدولة العثمانية، حيث شن أمراء النصارى بالأناضول حملة صليبية على الدولة الوليدة سنة 700هـ، فقاد عثمان الجيوش بنفسه وباشر القتال بسيفه ورمحه، واستطاع بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بقوة عزمه وشجاعته الفائقة في القتال أن يشتت هذه الحملة الغادرة، ثم شرع بعد ذلك في فتح الحصون الصليبية، ففتح حصون "كته" و"لفكه" و"آق حصار" و"قوج حصار" وذلك سنة 707هـ، ثم فتح حصون "كبوة" و"يكيجه" و"تكرربيكارى" سنة 712هـ، ثم توَّج فتوحاته بفتح مدينة بورصة أو بورسة، وذلك بعد مجاهدة ومحاصرة ومرابطة عدة سنوات قضاها الأمير عثمان في مواجهة عدوِّه حتى تم له الفتح سنة 717هـ، وأظهر فتح "بورصة" مدى صبر وثبات الأمير عثمان في جهاد أعداء الإسلام.

حاول أمراء النصارى في الأناضول إعادة الكَرَّة مرة أخرى وتحالفوا هذه المرة مع "المغول" الذين كانت تربطهم بالنصارى علاقة وثيقة قائمة في الأساس على كره الإسلام ومحاربة المسلمين؛ فهؤلاء كفار مشركون والآخرون وثنيون يعبدون الشمس والكواكب، فجهز الأمير عثمان الأول جيشًا بقيادة ابنه الثاني "أورخان" وسيَّره لقتال المغول قبل تحالفهم مع النصارى، فأوقع بهم هزيمة كبيرة شتت بها شملهم، وصرفهم عن فكرة الاتحاد مع البيزنطيين.

💫تولى عثمان بن أرطغل أمور العشيرة، والذي أكمل مسيرة والده فحارب مع السلاجقة بالرغم من الاضطرابات الكثيرة التي كانت تُعاني منها هذا المنطقة ، وتميّز عثمان بالحنكة السياسيّة، وعلاقاته الدوليّة مع الحضارات المجاورة له كالتركمانيّة، واستطاع أن يهيمن على الدولة البيزنطيّة التي عانت من ضعف كبير في ذلك الوقت؛ بسبب كثرة الحروب التي خاضتها في القارة الأوروبيّة، فضم بذلك عثمان الأجزاء الغربيّة من الأناضول، وأرجاء منطقة الدردنيل في الجهة الشرقيّة الجنوبيّة من القارة الأوروبيّة، ومنحه بذلك السلطان السلجوقي علاء الدين كيقباد الثالث لقب عثمان غازي حارس الحدود العالي، وعثمان باشا، وقاد عثمان عشيرته إلى بحر مرمرة، والبحر الأسود .
يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 🇹🇷 { الـحـ7ـلـ
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ8ـلـقـة }
______

💫وتابع فتوحاته، ففتح مدن “اينه كولي” و”يني شهر” و”كوبري حصار” و”بلجك” وغيرها. ثم هيأت له المقادير أن يتسلطن على مملكة علاء الدين كلها، فقد حصل أن هاجم التتار في عام 1300 م تقريبا الموافق سنة 699 هـ مدينة قونية، وقتل أثناء تلك الهجمة علاء الدين وابنه غياث الدين .

ولما مات السلطان علاء الدين السلجوقي في قونية، ولم يكن له ذرية، اجتمع الوزراء والأعيان وقرروا أنه لا يليق للسلطنة سوى عثمان الغازي، فعرضوا عليه هذا الأمر فأجاب طلبهم، وصار سلطاناً من هذا التاريخ، وجعل مقر سلطنته ( يني شهر).

وبعد جلوســه على تخت السلطنة أمر بصلاة الجمعة ، وخطب باسمه فقيه من أهل العلـم اسمه ( طورسن )، ثم أتاه باقي الأمراء ودخلوا تحت حمايته.. فسعى لتوثيق علاقته بهم وأكرمهم، وزوج ولده أورخان من ابنة أحدهم، وهو أمير قلعة ” يار حصار ” المسماة ( نيلوفر خان ).

ثم واصل توسيع دائرة أملاكه، وحاول فتح قلعتي ” ازميد ” و ” ازنيك ” ولما لم يتمكن من فتحهما عاد إلى عاصمته.

ثم اشتغل فترة بتنظيم أمور بلاده, حتى إذا أمن اضطرابها تجهز مرة أخرى للقتال، وأرسل إلى جميع أمراء الروم غير المسلمين ببلاد آسيا الصغرى يخيرهم بين ثلاثة أمور، الإسلام أو الجزية أو الحرب، فأسلم بعضهم وانضم إليه، وقبل بعضهم بدفع الجزية له..

وحاول الباقون أن يستعينوا عليه بالتتار؛ ليفعلوا به ما فعلوه بعلاء الدين قبله، لكنه لم يعبأ بهم، بل هيأ لمحاربتهم جيشا جرارا تحت إمرة ابنه أورخان، فسار إليهم هذا الشبل، ومعه عدد ليس بقليل من أمراء الروم، ومن ضمنهم ( كوسه ميخائيل ) صديق عثمان الذي اختار الإسلام دينا..

واستطاع أورخان بمن معه أن يشتت شمل جموع التتار التي حشدت له، وقد شجعه هذا النصر السريع على المبادرة بفتح مدينة ( بورصة ) فقصدها سنة 717 هـ الموافقة سنة 1317م، وحاصرها نحو عشر سنوات حتى استسلمت له من غير حرب ولا قتال، وذلك بعد أن فتح كل ما حولها من القلاع والحصون، ولم يتعرض لأهلها بسوء.

ولما رأى حاكمها ( افرينوس ) حسن المعاملة ونبل الخلق من الفاتحين الجدد أعلن إسلامه، فمنحه عثمان لقب بك، وصار من مشاهير قواد دولته الفتية .

ثم واصل أورخان بأمر أبيه التوغل بجيوشه في ممتلكات الإمبراطورية البيزنطية، وساعده على ذلك رغبته في الجهاد من جهة، ومن جهة أخرى أنه كان ملمّاً بالأوضاع العامة بها.

وكان توغله فيها من خلال البحرين: البحر الأسود وبحر مرمرة، ثم سعى إلى فصل أراضيها بعضها عن بعض، وقطع الصلة بين مناطقها ليضعف من مقاومتها، ويسهل عليه افتتاحها.
💫وكانت سياسة عثمان في توغله داخل الدولة البيزنطية قائمة على:

مواجهة كل إقليم على حدة
واتباع أسلوب الحصار طويل المدى إقامة الحاميات العسكرية في المناطق التي يتم فتحها ليضمن عدم تمردها عليه ثم نشر الإسلام بين أفرادها فضلا عن المعاملة الحسنة التي كان يعامل بها أهل كل منطقة بعد أن تسقط في يده.

وكانت فتوحاته السريعة غالبا ما تلجئ أعداءه إلى التحالف ضده، فبعد حصار قواته لمدينة ( كبري حصار ) واستسلام حاكمها له ، ثم تضييقه الخناق على قلعة ( أزنيق ) اتفق حاكم ( بروسـه ) مع حكام ( أطره نوس أوادربانوس ) و ( كستل وكته ) على مهاجمة مدينة ( يني شهر) عاصمة ملكه الجديدة ، ليقضوا على دولته قضاء مبرما، ولكن يقظته جعلته يستعد لغزوهم قبل أن يغزوه، وخرج إليهم بنفسه على رأس جيشه، والتقى بهم عند قلعة ( قيون حصــار ) ولم يكتف بهزيمتهم، وإنما تتبع أثرهــم حتى التقى بهـم ثانية عند مكان يسمى ( ديمبوز) وأوقع بهم هزيمة نكراء قتل فيها أمير مدينة ( كستل ) بينما فر أمير ( أطره نوس) وأمير( بروسه ) لينجوا من قتل محقق.

وبعد هذا النصر المبين التفت عثمان إلى دولته، واستراح من الغزو قليلا، فشيد في سنة717 هـ بالقرب من مدينة بروسه قلعتين، جعل على إحداهما ابن أخيه آق تيمور أميرا، وعلى الأخرى أحد مماليكه.

وبعدها استخلف أورخان ليرعى أمور دولته، ثم سار هو بنفسه قاصدا قلعة لبلبنجي ولفكه فاستولى عليها بلا حرب، وأخضع بعد ذلك من ( يكيجه حصار) و (آق حصار) و( تكفور بكاري ) بلا حرب أيضاً، وضم الجميع لأملاكه..

وعاد سريعا إلى عاصمته، وبعث ابنه أورخان وبعض قواده إلى قلعة ( قره جيش ) فحاصروها حتى استولوا عليها، وأسروا حاكمها، ثم تابعوا غزوهم ففتحوا الجهات المجاورة لها، واستولوا على مدينة طوز بازاري وقلعة (ى قره تكبه ) كما فتحوا عدة جهات في أطراف أزميد، وختموا أعمالهم بفتح مدينة ( أزنيق ).
يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 🇹🇷 { الـحـ8ـل
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ9ـلـقـة }
[ تتمة السلطان الغازي عثمان الأول ]
___
💫وصية رجل عظيم

وبينما هم يواصلون فتوحاتهم وتقدمهم مرض عثمان، وجاء خبر مرضه إلى أورخان فعاد إليه مسرعًا، ظل الأمير عثمان يعمل على تثبيت دعائم الدولة الإسلامية الوليدة في هذه البقعة الحساسة والملتهبة من العالم القديم، ويؤسس الدولة على القيم الإيمانية والأخلاقية المتينة ليضمن لها -بإذن الله- الاستمرار والنهوض والبقاء، ظل هذا الرجل الصالح ناصحًا لأمته ولدينه حتى وهو على فراش موته، وقد حفظ لنا التاريخ وصية الأمير عثمان لابنه وخليفته من بعده "أورخان الأول"، وهي تعتبر دستور الدولة العثمانية التي سارت عليه أيام قوتها وأوج مجدها، إذ قال له:

(يا بنى، إياك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله رب العالمين، وإذا واجهتك في الحكم معضلة فاتخذ من مشورة علماء الدين موئلاً).

(يا بني، أحط من أطاعك بالإعزاز، وأنعم على جنودك، ولا يغرنك الشيطان بجندك ومالك، وإياك أن تبتعد عن أهل الشريعة).

(يا بني، إنك تعلم أن غايتنا هي إرضاء رب العالمين، وأن بالجهاد يعم نور ديننا كل الآفاق، فتحدث مرضاة الله جل جلاله).

(يا بني، لسنا هؤلاء الذين يقيمون الحروب لشهوة حكم أو سيطرة أفراد، فنحن بالإسلام نحيا وللإسلام نموت، وهذا يا ولدي ما أنت أهله).

ولقد حفظ لنا التاريخ وصية عثمان لابنه أورخان وهو على فراش الموت، وكانت تلك الوصية دلالة حضارية ومنهجية شرعية سارت عليها الدولة العثمانية فيما بعدُ، يقول عثمان في وصيته: «يا بني؛ إيَّاك أن تشتغل بشيء لم يأمر به الله ربُّ العالمين، وإذا واجهتْكَ في الحُكْم معضلة فاتَّخذ من مشورة علماء الدين موئلاً.. يا بني؛ أحطْ مَنْ أطاعك بالإعزاز، وأَنْعِمْ على الجنود، ولا يغرَّك الشيطان بجندك وبمالك، وإيَّاك أن تبتعد عن أهل الشريعة!.. يا بني؛ إنك تعلم أن غايتنا هي إرضاء الله ربِّ العالمين، وأنَّ بالجهاد يَعُمُّ نور ديننا كل الآفاق، فتَحْدُثُ مرضاة الله –عز وجل.. يا بني؛ لسنا من هؤلاء الذين يُقيمون الحروب لشهوة الحكم أو سيطرة أفراد؛ فنحن بالإسلام نحيا ونموت، وهذا يا ولدي ما أنت له أهل».

وفي كتاب (التاريخ السياسي للدولة العلية العثمانية) تجد رواية أخرى للوصية: «اعلم يا بني أن نشر الإسلام، وهداية الناس إليه، وحماية أعراض المسلمين وأموالهم أمانة في عنقك سيسألك الله عز وجل عنها».

وفي كتاب (مأساة بني عثمان) نجد عبارات أخرى من وصية عثمان لابنه أورخان؛ تقول: «يا بني؛ إنني أنتقل إلى جوار ربي، وأنا فخور بك بأنك ستكون عادلًا في الرعيَّة، مجاهدًا في سبيل الله، لنشر دين الإسلام.. يا بني؛ أُوصيك بعلماء الأُمَّة، أدم رعايتهم، وأكثر من تبجيلهم، وانزل على مشورتهم؛ فإنهم لا يأمرون إلَّا بخير.. يا بني؛ إيَّاك أن تفعل أمرًا لا يُرضي الله عز وجل! وإذا صَعُب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة؛ فإنهم سيدلُّونك على الخير.. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله، وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله، وأننا لسنا طلَّاب جاهٍ ولا دنيا».

وفي (التاريخ العثماني المصور) عبارات أخرى من وصية عثمان تقول: «وصيتي لأبنائي وأصدقائي: أديموا علوَّ الدين الإسلامي الجليل بإدامةِ الجهاد في سبيل الله، أمسكوا راية الإسلام الشريفة في الأعلى بأكمل جهاد، اخدموا الإسلام دائمًا؛ لأن الله عز وجل- د وظَّف عبدًا ضعيفًا مثلي لفتح البلدان، اذهبوا بكلمة التوحيد إلى أقصى البُلْدَان بجهادكم في سبيل الله، ومَنِ انحرف من سلالتي عن الحقِّ والعدل حُرِمَ من شفاعة الرسول الأعظم يوم المحشر.. يا بني؛ ليس في الدنيا أحدٌ لا يخضع رقبته للموت، وقد اقترب أجلي بأمر الله عز وجل أُسَلِّمك هذه الدولة، وأستودعك المولى عز وجل، اعدل في جميع شئونك».

لقد كانت هذه الوصية منهجًا سار عليه العثمانيون، فاهتمُّوا بالعلم وبالمؤسسات العلمية، وبالجيش والمؤسسات العسكرية، وبالعلماء واحترامهم، وبالجهاد -الذي أوصل فتوحًا إلى أقصى مكان وصلت إليه راية جيش مسلم- وبالإمارة وبالحضارة.

وهكذا يتضح لنا الأسس التي وضعها الأمير عثمان الأول لمن بعده، ومنها:

1- الإيمان العميق بالله سبحانه وتعالى والعمل على اتباع أوامره وشريعته في شتى أمور الدولة.

2- مشورة العلماء وأهل الفقه والشرع في مجريات وأمور الحكم، والنزول على رأي الشورى.

3- تحديد الهدف الذي قامت من أجله دولة بني عثمان، وهو إعلان كلمة الله ونشر دين الإسلام.

4- تحديد الوسيلة لتحقيق هذا الهدف وهو الجهاد في سبيل الله.

يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 🇹🇷 { الـحـ9ـل
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ10ـلـقـة }
[ السلطان عثمان الأول]
____
💫أهم الصفات القيادية في عثمان بن أرطغرل

1- الشجاعة: عندما تنادى أمراء المسيحيين البيزنطيين في بورصة ومادانوس وأدره نوس وكته وكستله في عام (700هـ= 1301م)؛ وذلك لتشكيل حلف صليبي لمحاربة عثمان، واستجابت النصارى لهذا النداء وتحالفوا -تَقَدَّم عثمان بجنوده، وخاض الحروب بنفسه، فشتَّت الجيوش الصليبية، وظهرت منه شجاعة أصبحت مضرب المثل.

2- الحكمة: لقد رأى من الحكمة أن يقف مع السلطان علاء الدين ضدَّ النصارى، وساعده في افتتاح جملةٍ من مدن منيعة، وعدَّة قلاع حصينة؛ ولذلك نال رتبة الإمارة من السلطان السلجوقي علاء الدين، وسمح له بِسَكِّ العملة باسمه، مع الدعاء له في خطبة الجمعة في المناطق التي تحت يده.

3- الإخلاص: عندما لمس سكان الأرضي القريبة من إمارة عثمان إخلاصه للدين؛ تحرَّكوا لمساندته والوقوف معه؛ وذلك لتوطيد دعائم دولة إسلامية تقف سدًّا منيعًا أمام الدول المعادية للإسلام والمسلمين.

4- الصبر: وظهرت هذه الصفة في شخصيَّته عندما شرع في فتح الحصون والبلدان؛ ففتح في سنة (707هـ= 1308م) حصن كته، وحصن لفكة، وحصن آق حصار، وحصن قوج حصار، وفي سنة (712هـ= 1312م) فتح صحن كبوه وحصن يكيجه طرا قلوا، وحصن تكرر بيكاري.. وغيرها من الحصون، وقد توَّج فتوحاته هذه بفتح مدينة بورصة في عام (717هـ= 1317م)؛ وذلك بعد حصار صعب وشديد دام عدَّة سنوات، كان من أصعب ما واجهه عثمان في فتوحاته.

5- الجاذبية الإيمانية: وتظهر هذه الصفة عندما احتكَّ به أقرينوس قائد بورصة فاعتنق الإسلام، وأعطاه السلطان عثمان لقب (بك)، وأصبح من قادة الدولة العثمانية البارزين فيما بعدُ، وقد تأثَّر كثيرٌ من القادة البيزنطيين بشخصية عثمان ومنهجه، الذي سار عليه حتى امتلأت صفوف العثمانيين منهم؛ بل إن كثيرًا من الجماعات الإسلامية انخرطت تحت لواء الدولة العثمانية؛ كجماعة غزياروم (أي غزاة الروم)، وهي جماعة إسلامية كانت تُرابط على حدود الروم وتصدُّ هجماتهم عن المسلمين منذ العصر العباسي، وجماعة الإخيان (أي الإخوان)؛ وهم جماعة من أهل الخير يُعِينُون المسلمين ويستضيفونهم، ويُصاحبون جيوشهم لخدمة الغزاة، ويتولَّوْنَ إقامة المساجد والتكايا والفنادق، وجماعة حاجيات روم (أي حجاج أرض الروم)؛ وكانت جماعة على فقهٍ بالإسلام ومعرفة دقيقة بتشريعاته، وكان هدفها معاونة المسلمين عمومًا والمجاهدين خصوصًا وغير ذلك من الجماعات.

6- عدله: تروي معظم المراجع التركية التي أرَّخت للعثمانيين أن أرطغرل عهد إلى ابنه عثمان مُؤَسِّس الدول العثمانية بولاية القضاء في مدينة قرة جه حصار؛ وذلك بعد الاستيلاء عليها من البيزنطيين في عام (684هـ= 1285م)، وأنَّ عثمانَ حَكَمَ لبيزنطيٍّ نصرانيٍّ ضدَّ مسلمٍ تركيٍّ، فاستغرب البيزنطيُّ؛ وسأل عثمان: «كيف تحكم لصالحي وأنا على غير دينك؟!» فأجابه عثمان: «بل كيف لا أحكم لصالحك، والله الذي نعبده، يقول لنا: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} [النساء: 58]». فاهتدى الرجل وقومه إلى الإسلام، لقد استخدم عثمان العدل مع رعيَّتِه وفي البلاد التي فتحها، فلم يُعامل القوم المغلوبين بالظلم أو الجوار، أو التعسُّف أو التجبر، أو الطغيان أو البطش.

7- الوفاء: كان شديد الاهتمام بالوفاء بالعهود، فعندما اشترط أميرُ قلعة أولوباد البيزنطية -حين استسلم للجيش العثماني- أن لا يمرَّ من فوق الجسر أيُّ عثمانيٍّ مسلم إلى داخل القلعة، التزم بذلك، وكذلك مَنْ جاء بعده.

8- التجرُّد: فلم تكن أعماله وفتوحاته من أجل مصالح اقتصادية أو عسكرية أو غير ذلك، بل كانت فرصة لتبليغ دعوة الله ونشر دينه؛ ولذلك وصفه المؤرِّخ أحمد رفيق في موسوعته المطبوعة باللغة التركية (التاريخ العام الكبير) بقوله: «كان عثمان متدينًا للغاية، وكان يعلم أن نشر الإسلام وتعميمه واجب مقدس، وكان مالكًا لفكر سياسي واسع متين، ولم يُؤَسِّس عثمان دولته حبًّا في السلطة؛ وإنما حبًّا في نشر الإسلام». ويقول المؤرخ التركي قادر مصر أوغلو في كتابه مأساة بني عثمان: «لقد كان عثمان بن أرطغرل يُؤمن إيمانًا عميقًا بأن وظيفته الوحيدة في الحياة هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، وقد كان مندفعًا بكل حواسِّه وقواه نحو تحقيق هذا الهدف».
يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q
#الخلافة_العثمانية 🇹🇷 { الـحـ10ـ
#الخلافة_العثمانية
🇹🇷 { الـحـ11ـلـقـة }
{ تكملة سيرة الغازي السلطان عثمان الأول}
__

💫عثمان الأول .. الشخصية الآسرة

كانت شخصية عثمان متزنة وخلابة وآسرة في نفس الوقت، فشدة إيمانه بالله سبحانه وتعالى، وحماسته العالية في نشر الإسلام بأوربا، جعلت منه شخصية شديدة الجاذبية للجميع مسلمين وكافرين على حد سواء، فلم تطغ قوته على عدالته ولا سلطته على رحمته، وكان إذا وعد وفَّى، فعندما اشترط أمير قلعة "أولوباد" البيزنطية حين استسلم للجيش العثماني، ألا يمر من فوق الجسر أي عثماني مسلم إلى داخل القلعة، التزم بذلك الأمير عثمان وكذلك كل من جاء بعده.

هذه الشخصية الجاذبة جعلت حتى أعداءه الكافرين ينبهرون بتلك الشخصية الباهرة فيدخلون في الإسلام، وأوضح مثال على ذلك القائد البيزنطي "إقرينوس" الذي كان واليًا على مدينة "بورصة" والذي استمات في الدفاع عنها ودخل في صراع طويل مع الأمير عثمان حتى سقطت المدينة في النهاية بعد خمس سنوات من الحصار، وخلال تلك الفترة احتك "إقرينوس" بالأمير عثمان وانبهر بخصاله وأخلاقه النبيلة وشخصيته الآسرة، وفي النهاية أعلن "إقرينوس" إسلامه عن صدق ويقين، بل صار من كبار قادة الجيش العثماني الذي يحارب دولته الأصلية (بيزنطة). وما أشبه هذه القصة بقصة إسلام القائد الرومي "جريجوري بن تيودور" الذي تسميه المراجع العربية "جرجة"، والذي أسلم على يد الصحابي العظيم "خالد بن الوليد" أثناء معركة "اليرموك" الخالدة، ودخل القتال مع المسلمين ضد بني جنسه حتى استشهد آخر المعركة، وهكذا أثر الشخصية الإيمانية وعملها في النفوس.

كان محسنا للفقراء والمساكين، حتى قيل: إنه كان يجمع أنواع الطعام وأصناف الحلوى لهم، ويطبخ لهم بعد كل ثلاثة أيام سماطا عظيما يأكل منه الخاص والعام ممن ذكر وغيرهم .

💫وبلغ من حبه للإنفاق أنه ما ترك عند موته سوى فرس وسيف ودرع ونحو ذلك من اللباس والفراش كما بقيت أوقافه من الخيل والغنم تتناسل قرونا طويلة، أبقتها ذريته تيمنا وتبركا.

كانت شخصية عثمان شخصية متزنة وخلابة وآسرة في نفس الوقت ، فشدة ايمانه بالله ، وحماسته العالية فى نشر الاسلام في أوربا ، جعلت منه شخصة شديدة الجاذبية للجميع مسلمين وكافرين على حد ســواء فلم تطغ قوتـه على أعدائه ولا سلطته علـى رحمته وكان اذا وعد أوفـى هذه الشخصية الجاذبة جعلت اعداؤه ينبهرون بشخصيته الباهرة فيدخلون في الاسـلام ( كالقائد افرينوس قائد مدينة بورصة وبعد صراع طويل مع عثمان دخل الاسلام )
أصبح الإسلام عقيدة دينية رسمية للعثمانيين منذ عهد الأمير عثمان الذي كان متحمساً لعقيدته الدينية واتخذ من مبادئ الإسلام نبراساً لحكمه فكان يتحرى العدل في رعيته مستشيراً للفقهاء في الأمور التي تخص العقيدة والدولة وقد اعتنق عثمان الإسلام وتبعه الأتراك العثمانيين بعد أن كانوا وثنيين أو كانوا يعتقدون ديانات أخرى وهناك روايات متعددة حول دخول عثمان في الإسلام وتمسك العثمانيون بالإسلام روحاً وعملاً تمسكوا بالعقيدة وبالتسامح الديني مع خصومهم فلم يتعرض أهل البلاد التي فتحوها إلى أي أذى أو تدمير أو اضطهاد ومن أجل هذا التسامح أسلم حاكم بروسه ” أقرنور ” وأصبح أحفاده من أفضل المناصرين للإسلام في أوربا وقد سلمت مدينة بروسه للعثمانيين دون إراقة دماء لأهلها النصارى وسمح لمن أراد منهم مغادرة البلاد أن يغادرها بأمواله وأمتعته وكان حرص العثمانيين على المبادئ الإسلامية السمحة سببًا في إقبال كثير من المدن البيزنطية على أورخان ليعلنوا ولائهم وإسلامهم كما فعل أهل أزنيق عام 731هـ وأزمنت عام 738هـ

💫وفاة الأمير عثمان الأول

وفي سنة 726هـ توفي الأمير العظيم بعدما أسس دولة صغيرة مساحتها ستة عشر ألف كيلو متر مربع من الأرض، ولكنها على تقوى من الله ورضوان وغاية جهادية، وقد عهد لابنه أورخان بالحُكم من بعده، وقد كانت حياة عثمان جهادًا ودعوةً في سبيل الله، وكان علماء الدين يُحيطون بالأمير، ويُشرفون على التخطيط الإداري والتنفيذ الشرعي في الإمارة، جعلت هذه الدولة تمتد في ظرف قرن واحد من الزمان لتشمل آسيا الصغرى والبلقان ومعظم أوربا الشرقية، ودحرت الدولة البيزنطية وفتحت القسطنطينية وأعادت الخلافة الإسلامية من جديد وتنشر الإسلام في قلب أوربا، فجزاه الله عن الإسلام كل خير.
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://t.me/joinchat/AAAAAEHRTSaUCW40ijSd7Q