1- تأخر تدوين التاريخ الإسلامي .
2- طائفية الحكم وفعلتها بتشويهها لكثير من الصور .
3- ابعاد العقل واعتماد العاطفة ودورها هي الاخرى في التشويه .
4- صراع العلماء بينهم وميولهم وتعصبهم له اثره في اتهام شخصيات مرموقة بالكذب والتدليس، لتتناقلها الاجيال بعد ذلك جيلا عن جيل ، وبرغم تأسيس علم الجرح والتعديل ، ولكنه هو الأخر لم يسلم من الانحياز الطائفي مغيبا بذلك جوانب مهمة من حقائق التاريخ .
5- شح في في المصادر يصعب معه معرفة اسم الصحابي أو التابعي، أو من كان له دور في أحداث العصر ، مما ادى الى ضياع شخصيات لا تحصى في غياهب الزمن .
ويضعنا في دائرة الامل في متابعة من دفن من تابعي التابعين وتابعيهم بالكوفة أو في ثويتها في وقت آخر ، وكذلك فيما يتصل بالقراء ممن سكن الكوفة او رحل عنها من بعد ، أو استشهد أو توفي في مكان آخر بوعد سيعود اليهم لأهمية قسم كبير منهم رابطا ذلك بسماح صحته ، الذي ندعو له أن تكون دائما على أحسن مايرام .
ويذكرنا بان الباحث ابن ماضيه مهما حاول التجرد وعدم الانحياز والوقوف على الحياد و الاعتدال وهو حتى في ذلك يراه لون من الانحياز .
والتراجم التي تفضل استاذنا بعرضها في كتابه هذا مثلت صورا تتسم ببهائها ورونقها وبداعتها وبالوان تعجز العين ان تنقلها للعقل ليوعز لليد خط كلمات أسطرها ووصف درجات ألوانها من شجاعة وإيثار ونكران ذات وتضحية وفداء من اجل المبدأ والعقيدة ، من علماء أعلام ، ونساك وفقهاء وقراء بمثالية ورعهم وتقواهم وزهدهم ، ومنهم من قدم نفسه بإيمان صادق على مذبح المبدأ والكلمة ، ويقابلها من التراجم أيضاً من كانت ألوانها لاتشعر معها بالسرور والبهجة لزرعها الفرقة و اتسامها بالوحشية وسفكها لدماء الأبرياء بلا شفقة ولارحمة ومنها من انساق انسياق القطيع ليكون مطية للقتلة والسفاحين .
وبهذه التراجم يقدم مادة للدارسين و الباحثين في مختلف الدراسات الانسانية والاجتماعية للتوسع بالبحث الذي يخص تخصصه ويكشف لنا عنه مزيحا ما غطاه من تراكمات الزمن ومن لعب دوراً في ذلك الطمر المتعمد .
واضم صوتي لصوته بعمل نصبا خاصا لتلك المقبرة التي ضمت بين حناياها ماذكره المؤلف من الاجداث التي ترجم لها عندما كانت فاعلة في البدايات الاولى لتاريخها . ولنتذكر دائما أن دول العالم تخلق من لاشيء شيء ، أو من ملامح شيء لتخلق منه أشياء ونحن لدينا كل شيء الا أننا مما يؤسف له لم نكن أمناء مع من ترك بصماته سلباً أو إيجاباً ، فليس من حقنا أن نغيب أي منهما لأن كلاهما له بصماته في مختلف مناحي الحياة سواء قبلنا بذلك او رفضنا .
و ركز الدكتور صلاح الفرطوسي في القسم الأول من الجزء الأول على تراجم الصحابة والبالغ عددهم 176 صحابيا ممن نزل الكوفة ومات فيها واعرض عن ترجمة من نزل فيها ثم غادرها ، وذكر من ترجم تراجم للصحابة فيمن نزلوها ، منهم ابن سعد في طبقاته و السيد حسين البراقي 1332 هـ في كتابه تاريخ الكوفة الذي ذكر في جل ما اعتمده من تراجم موجزة للتعريف بمن نزل الكوفة على ابن سعد ، والدكتور الشيخ محمد هادي الأميني في بحثا له بعنوان (( من دفن في النجف من صحابة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم )) ضمن موسوعة النجف بجزئها الثاني والذي اختلط عليه بين من توفي خارج الكوفة وحصل لديه خلط بين الصحابة والتابعين فاعتبرهم من الصحابة ، ويذكر الشيخ الطوسي مثال لما وجد عليه التراجم برجاله من عدم الاهتمام بتحديد اماكن وفاتهم ، و نصل احيانا الى حد قد يكون استنساخا للتراجم بعضهم من بعض قلا يأتي بمفيد ، ووجدت أن الدكتور صلاح الفرطوسي استطاع بكثير من الصبر أن يسرج لياليه ، ويطوي نهاراته مكبا على البحث والتنقيب والتدقيق والتمحيص والاستقراء والكتابة ، ليتحف المهتمين بهذا الانجاز . واعتمد الترتيب الألف بائي للأسماء ، مذيلا كل ترجمة بمصادرها ، وبترتيب تاريخي ، ومن اعتمد كنيته من الصحابة فوضعه في نهاية بحثه هذا ، و ذكر أن هدفه بعدم اثقال الكتاب بالهوامش لتعريف عامة القراء والباحثين بهذه النخبة من الرجال .
ويذكر أهم المصادر التي اعتمدها في التراجم في خاتمة البحث .ويقدم شكره لعدد من الذين يشيد بهم في الاغراض الفنية للبحث .