بسم الله الرحمن الرحيم
الزيدية يعتمدون على الإمامية في رواية الحديث الشريف
من الأمور التي تكمن في بطون الكتب ويجهلها كثير من طلاب العلم الذين لم يحالفهم التوفيق لاكتشاف بعض الأسرار المهمة: أن المذهب الزيدي يعتمد بصورة واضحة على رُواة الإمامية، وهناك الكثير من الأحاديث الشريفة التي رواها الزيدية واعتمدوها وهي مروية من طرق الإمامية ورجالهم وثقاتهم..
فمن أجلاّء ثقات الإمامية الذين اعتمد عليهم أئمة الزيدية ورووا عنهم ـ على سبيل المثال ـ : إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق المدني، والحسين بن سعيد الأهوازي، وجابر بن يزيد الجعفي، ومعاوية بن عمار الدهني، وعبد الله بن سنان مولى بني هاشم، ومحمد بن مسلم الثقفي، والعلاء بن رزين القلاّء، وثابت بن دينار أبو حمزة الثمالي، وعاصم بن حميد الحنّاط، ومحمد بن إسماعيل بن بزيع، ومحمد بن أبي عمير، ويعقوب بن يزيد الأنباري، وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، ومحمد بن الحسـن الصفار، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وجعفر بن بشير البجلي، وأبان بن عثمان، والحسن بن محبوب السراد، وعلي بن الحكم الأنباري، وحمَّاد بن عثمان الناب، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وحماد بن عيسى الجهني، وعمر بن أذينة... إلخ.
فهؤلاء من أجلاّء ثقات الإماميَّة وعُلمائهم، وقد رُوي عنهم في مصادر الزيديَّة.
انظر ـ على سبيل المثال ـ كتاب "الأذان بحي على خير العمل" وكتاب "فضل زيارة الحسين" كلاهما للحافظ الزيدي أبي عبد الله العلوي (ت: 445 هـ) ، وكتاب "تيسير المطالب في أمالي أبي طالب" لإمام الزيدية يحيى بن الحسين الهاروني.
ولنذكر من "أمالي أبي طالب الهاروني" ـ من أئمَّة الزيدية ـ هذا المثال:
"أخبرنا أبي ، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، قال: أخبرنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوبٍ، عن معاوية بن وهبٍ، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه عن جده، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنَّ عند كلِّ بدعةٍ تكون بعدي يُكاد بها الإيمان ولياً من أهل بيتي موكّلاً يذب عنه، يعلن الحق وينوِّره، ويردُّ كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكَّلوا على الله".
فهذا إسناد إماميٌّ بامتياز، وطلاب العلم يسعهم التحقُّق من ذلك، وهو شاهد على اللُّحمة الثقافية في مجال علم الرواية بين الفريقين الإماميَّة والزيديَّة..
أفيجوز ـ بعد هذا ـ أن يرتاب فضلاءُ الزيدية في رواية إخوانهم الإمامية؟؟؟
وهل يحق ـ بعد هذا ـ لزيدي أن يقول لإمامي: لا نقبل النص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) لأنه لم يروَ من طرُق الزيدية، وإنما رُوي من طرُق الإمامية فحسب..؟!!
فإن كان الإمامية ليسوا ثقاتٍ عند الزيدية، فلماذا أكثَرَ أئمَّةُ الزيدية من الرواية عن الإمامية؟
وإن كان الإمامية ثقاتٍ عند الزيدية فما الذي يمنع الزيدية من القبول بالنص على الاثني عشر (عليهم السلام) ، وهو متواترٌ من طرُق إخوانهم الإمامية؟
نسأل الله أن يعيذنا من الهوى، وأن يرزقنا التوفيق للإنصاف والنزاهة في مجال البحث العلمي.
والله ولي التوفيق.
كتبه هذه الصفحه وانا متابع لما تنشره من فوائد ونتكامل معهم في الخير ان شاء الله ... تابعوها
https://www.facebook.com/naqdalzaideia/