" كفانا ضحكاً على الذقون "
لندع جانباً تخلّفنا تقنياًوصناعياًواقتصادياً وزراعياً وعسكرياً وفنّياً ورياضياً ... فلماذا نحن متخلّفون أخلاقياً : نكذب ، نغتاب ، نسرق ، نخون ، نقتل ، ننافق ، نأثم ... إلى ذلك : الحقد والحسد والانتقام والحذف والنفي والتضليل والاتّهام ... ونحن - كما ندّعي - أتباع محمد (ص) الذي بُعِث متمّماً لمكارم الأخلاق ؟
علامَ نلوم غيرنا إن كنّا ولازلنا نرتكب كلّ هذه الموبقات والمرفوضات والمحرّمات ؟
لِمَ اجتمع التخلّف المادّي والمعنوي فينا على السواء ؟
ماذا تعلّمنا من قيم الدين ومبادىء الشرع الشمّاء ؟
هل للتخلّف المادّي نوع ارتباط بالتخلّف المعنوي ؟
هل الآخر أفضل منّا ؟
هل عقل الآخر وأحاسيسه هي الأرقى ؟
هل الماء والهواء لهما دخلٌ في الدعوى ؟
هل عباداتنا ومعاملاتنا وإحياؤنا لشعائرنا مجرّد قشور واستعراضات وتفاخر ؟
تاريخ ذهبي ولّى وانطوى لكنّا بقينا نتغنّى و نندب غابراً من الزمن لن يعود أبداً مادام الحال كما نرى .
أين الخلل ياتُرى : فينا ، في المنهج ، أم ماذا ؟
رجاءً ! بلا لومٍ لغيرنا وتبرير مستعجل واندفاع عاطفي فالمشكلة فينا تبدأ وفينا تنتهي .
ولكي نهرب ممّا في أنفسنا من ظلمٍ وجورٍ مستشريَين تجدنا نتذرّع بضرورات ماقبل الظهور فنحيل فاتورة نقض العهد منّا على حساب المهديّ المنتظر كي يدفعها نيابةً عنّا، وهذا إجحافٌ بحقّه سلام الله عليه .