#في_نظري Nassira khamlichi
رواية مزرعة الحيوان لجورج اوروليل
"جميع الحيوانات متساوية لكن بعضها أكثر مساواة من بعض"
هذا هو بيت القصيد و مربط الفرس في هذه التحفة العملاقة رغم عدد الصفحات الذي يتجاوز 200 بقليل!
تحكي الرواية عن مزرعة القصر و التي ستقوم فيها الحيوانات بثورة شعبية أي نعم الحيوانات شعب أيضا.شعب بعد خطبة خنزير حكيم تنحنحت و تململت و انقشع الضباب من حولها لتعي بأنها مضطهدة و أن عليها أن تتحرر و تحررت!
أجل تحت القيادة الرشيدة للخنازير الثلاثة التي استيقظت من خدرها و جهلها و طورت قدراتها و تعلمت اول شيء القراءة و الكتابة و بدأت تطالع و تخطط و كان لها ما أرادت و تحررت من ظلم الإنسان الغاشم!
و بدأ الحلم يتحقق و يصبح واقعا معاشا و تحولت مزرعة القصر إلى مزرعة الحيوان حيث الحيوان يحكم نفسه بنفسه و كرامته محفوظة و وصاياه السبع (دستوره) كانت تمثل ارادته. و مهلا لحظة أوا تظنون أن النهايات السعيدة حقيقية؟ كل نهاية هي بداية شيء ما شيء ك "ديكتاتورية البروليتاريا" حيث تبدأ الخنازير بالتصارع بينها من أجل الكرسي و يظهر لنا أخيرا ديكتاتور بأربع قوائم "نابوليون" ليبدأ عهدا جديدا من الكرامات المهدورة و الامتيازات المسروقة! أو ما أسميه انا "فيروس الكرسي" و حيت سيتغير الاسم للمرة الثانية لمزرعة نابوليون.
لن أتحدث عن السياق التاريخي للرواية و لا عن الرمزية الفعلية للحيوانات و ثورتها لكني و ياللمرارة سأتحدث عن التشابه اذا لم أقل التطابق الصارخ مع واقعنا المعاش ( و الذي سيدوم على الأغلب) في بلدنا العزيز! و للإشارة الرواية و يالسخرية كتبت في اربعينيات القرن العشرين!
على أي، التشابه له أوجه عديدة ( طبعا أتحدث عن فترة ما بعد الثورة) سأذكر منها:
-تحول الرفيق نابوليون إلى القائد نابوليون الذي "دائما على حق" بماذا أوحت لكم العبارة؟ أجل أجل و هو كذلك، القدسية، ذاك القائد الذي تصبح معه حتى خيرات الطبيعة نعما يوفرها هو لشعبه العزيز!
- بوكسر ذاك البوكسر الغبي! اكثر شخص عفوا حيوان ازعجني حتى أنني فكرت في احتجازه في قبو ما! عبارتان كان يرددهما دائما و أبدا و هما عقيدته "سأعمل بمزيد من الجد" ذاك الجد الذي سيجعل رئتيه تنفجران في النهاية و "الرفيق نابليون دائما على حق" أجل على حق لدرجة أنه بعد أن استنزف طاقاتك لم يشأ أن يضحي بجلدك ففيه منافع كثيرة و عوض المستشفى الذي أوهم باقي الحيوانات انه يرسلك إليه باعك لتاجر جلود! هذا البوكسر افنى حياته في خدمة نابوليون و في تسمين نابوليون بكل خنوع بدون أن يناقش أو يفكر أو حتى يتبرم من التعب و شح الأكل و من دون أن يتبرم! هل ذكركم بشخص ما؟
-نابليون الحكيم العفن المقزز! هذا النابليون في البداية كان شخصا أو حيوانا مستقيما او على ما يبدو فقط.آمن بالثورة و عمل على تحقيق الحلم لكن بعد ذلك تآمر على رفيقه سنوبول ( الذي كانت له إرادة حقيقية للتغيير و دمقرطة العيش و الذي سيصبح بعد ذلك الشماعة التي تعلق عليها كل الاخطاء) لينفرد بالحكم و هاكم الرجوع لنقطة البداية مع العلم أنه لم تكن الأوضاع بتلك السوء قبلا!
-الوصايا السبع و سنوبول أكبر دليل عل صدق مقولة "التاريخ يكتب بيد المنتصر!" لا يمكنك ابدا أن تثق بالتاريخ الرسمي حيث يتحول البطل لخائن و الخائن لبطل و تغير القوانين و تحرف وفق ما يناسب الرفيق/القائد.
-احتكار العلم و المعرفة و هذا بالضبط لب اللب في القضية، ما جعل القيادة في يد الخنازير و بوأها الصدارة هو الحرف، سلاحها الأول و الأخير كان الحرف، و لأنها كانت أو دعنا نختصر و نقل و لأن نابوليون كان على علم بمدى خطورة المعرفة و الوعي المترتب عليها سعى لأن تبقى باقي الحيوانات متمرغة في جهلها و احتكر الامتياز لفائدة سلالته فقط!
- ثم هناك داك الخسيس سكويلر الناطق الرسمي باسم الحكومة المتلاعب بالحقائق و مزور الدلائل حتى أنه يقنعك بأن ذلك لم يحصل قط و تصل بك إلى أن تظن أن الحقيقة مجرد حلم أو استيهام!
لقد استرسلت في الحديث و أتمنى أن لا يكون الملل تسرب أليكم و لكن لم أذكر الأحداث كلها فما خفي كان أعظم! و خاصة النهاية.
هناك رسائل عديدة مزهرة في مزرعة الحيوان تنتظر منك أن تقطفها، و هذا ما جعلني أحب عمو جورج منذ أول لقاء لي به "الأخ الأكبر يراقبك" أي "1984".
رابط التحميل:
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://docs.google.com/file/d/0B4tdKbWs3AxXUENMb1FZdkxNY2c/edit&ved=0ahUKEwip0NnmkcPRAhWDDxoKHcIUDkcQFggfMAI&usg=AFQjCNHUDfz3k_7nalsnpLZMvSXlPJ2pMg&sig2=hSxB0hp4bDePyqlZcaUHuw