المشاركة الفائزة في
مسابقة الكاتبة المميزة حين يصبح الحرف كل ما تملك، حين تخفي ذاتك بين أسمال مبهرجة تخفي تشوهات أصابت روحك، حين تبدي للناس الجانب الصحيح منك، وتجعل المعتل في غيابات النفس، حينها ستدرك أنه لا طموح لك سوى أن تظل تمارس اعترافاتك على الورق، وتحكي خبايا نفسك من وراء رداء الكلمات الشفيف، فيراك شبيهك، ويفهمك عاشق الحرف مثلك، ويمر بصمت أولئك الذين لا يجيدون غير مضغ القشور...
لطالما كانت لي أحلام كثيرة، تسّاقطت تباعا، ولم يصمد غير حلم الكتابة رغم عوارضَ جعلته باهتا، هشا، آيلا للسقوط في أي لحظة، فعند كل خيبة أضع يدي على قلبي جزعا أن يتهشم، وعند كل عثرة أسارع النهوض متفقدة إياه، رغم أني أعلم أنه لعنة عجزت أن أتخلص منها، بل عجزت أن أرغب في التخلص منها...
يتفاخر الجميع بأحلامهم، والكل من حولهم يصفق ويشجع، وحدي أخفي حلمي عن البشر مخافة أن يغتال قبل أن يشتد عوده، أخفي حلمي مخافة أن أرى ابتسامة سخرية من أناس حسبتهم يدا تسند لا يدا تسقط...
ويظل العمر يجري، والحلم يذوي ولكن القلب به فتوة تجعله يركض وراء الحلم متجاهلا شيبات بيض غزون الرأس...
لطالما كانت الكتابة بالنسبة تنفسا واختناقا، هبة ولعنة، رغبة ورهبة، وبكل تناقضاتها غرقت فيها حتى صرت أنثى من حبر، إن قُطع عني فارقتْ روحي الجسد..
لست أطمح أن أُعرف في محافل، وعلى صفحات المجلات، لكني أطمح أن ينغرس حرفي في كل قلب فتي، وأن يكون قبسا لتائه تلاطمت عليه أمواج الفتن فكاد يغرق، أريد لحرفي أن يكون يدا ممتدة لكل شخص فقد بوصلته للنجاة، فإن فعل فقد بلغت أسمى أمانيَ
-
سارة عبدالله الطيب