(297)
🖋قال الأستاذ/ عادل البدري:
براعة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم في الخطابة:
إن مجمل كلامه صلى الله عليه وآله وسلّم بما في ذلك خطبه، زاخر بالكمال والجمال. وتجد له صلى الله عليه وآله وسلّم القدرة الفائقة في التأثير في روح وقلب السامع، متوكّئاً على البُعد العاطفي الناضج في شحن الناس وتعبئتهم تعبئة إنسانيّة وربّانية ترشد الضال والتائه، وتضع الإنسان على مسيرة السداد وجادة الصواب.
وقد أدرك المُصلح الكبير أن توظيف اللغة وتطويعها وصبّها في مسيرته الإصلاحية يتطلّب مراعاة قواعد الخطابة، وهو صلى الله عليه وآله وسلّم يعرف أن لغة الخطاب هي غير لغة الكتاب، وتجد سمةً عامة لخطبه هي جزالة الألفاظ وسهولتها.
وإن السامع يلمس لها وقعاً وجرساً موسيقياً يجد طريقه من أُذُن السامع إلى قلبه، وهذا التأثير الذي تركه صلى الله عليه وآله وسلّم في آذان المخاطَبين في زمانه تراه بنفس التأثير إلى زماننا هذا.
وألحان كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلّم فيها من آثار التمدّن واضحة وبيّنة، وقد أبعد صلى الله عليه وآله وسلّم أجواء خطبه من ألفاظ الجفاء والبداوة والقساوة، فالمتلقّي لخطبه تعتصر من عيونه الدموع ألفاظ حديثه صلى الله عليه وآله وسلّم حين يحدّثه عن قيام الساعة، وحين يذكّره أهوال القيامة، ويضعه صلى الله عليه وآله وسلّم في موقف العقل والتفكير حين يكون موضوعه بنائياً كأن يفضي إلى وضع أسس الدولة الإسلامية التي أمره الله عز وجل ببنائها.
وهو كقائد سياسي وأديب فصيحُ اللغة والبيان يرى أنّ اللغة الخطابية تناسب الموضوع الذي يورد خطبه صلى الله عليه وآله وسلّم بها، فهندسة الخطبة وعمارتها وضعت ببراعة وإتقان.
🔍راجع: فصاحة الرسول المصطفى وبلاغته، عادل البدري، دار الأثر - بيروت، الطبعة الأولى - 1423هـ (2002م)، 306 - 307. 📗
تابعونا في قناة
مقتطفات ثقافية
📚 قناة تهتم بانتقاء أقوال المؤلفين ذات الفائدة من كتبهم وتوثيقها للتعرف على الآراء المختلفة 📚
https://t.me/mthakafiyah
