هتفت الأم بهِ؛ يا لهُ من أسلوب في الحديث، يا أندريوشا! فرفع وجههُ الأحمر حيث كان جاثياً وسألها وهو يفتل شاربيه؛ ما باله؟
كأن أحداً لم يؤذك أبداً!
فأعلن مبتسماً ويهز رأسهُ؛ أفي أية بقعة من العالم نفس لم ينلها الأذى؟ لقد آذوني كثيراً حتى لم أعد ألاحظ ذلك مطلقاً. ما عساكِ تفعلين ما دام الناس جبُلوا هكذا؟ إن ملاحظتك الأذى لا تفعل الا أعتراض سبيلك. وإنهُ لمضيعة للوقت أن تفكري فيما يؤذيك. هكذا هي الحياة! كنت أجن فيما قبل، وأحنق على الناس، ثم وجدتُ ذلك لا يجدي فتيلاً، ورأيت الأمر لا يستحق أن يغضب المرء لهُ. هكذا هي الحياة يا أميمة!
جعل الله حياتك سعيدة يا أندريوشا!
تمتم في هدوء؛ لو أني وهبتُ قليلاً من السعادة لما رفضتها، ولكني لن أستجديها أبداً
- مكسيم غوركي، الأم 📖