نعم، ذلك كان حظّي منذُ نعومة أظفاري ! كانَ جميع الناس يقرأون في وجهي علامات غرائز شريرة أنا منها بريء.. و ما زالوا يفترضونها فيّ، حتى نبتت و تأصلت . كنتُ خجولًا.. فاتهموني بالمكر، فأصبحتُ كتومًا. و كنت أحس بالخير و الشر إحساسًا عميقًا، و لكن أحدًا لم يعطِف عليّ، بل كانوا جميعًا يؤذونني.. فأصبحتُ حقودًا أحِبُّ الانتقام. و كنتُ حزين النفس، و كانَ الأطفال الآخرون فرحين هدارين.. و كنتُ أشعر أنني فوقهم.. فقيل لي أنني دونهم، فأصبحتُ حسودًا. و كنت مُهيَّأ لأن أحب جميع الناس.. فلم يفهمني أحد، فتعلّمتُ الكُره . لم يَكُن شبابي الخالي من الفرح إلا صراعًا مع الناس و مع نفسي.. خوفًا من الهزء، دفنتُ أنبل عواطفي في أعماق قلبي فماتَت هُناك . و كنتُ أحب أن أقول الحقيقة فلم يُصدِّقني أحد، فأخذت أكذب.
- بطل من هذا الزمان | ميخائيل ليرمنتوف.
#الأدب_الروسي.